وقّع الرئيسان الروسي والمصري اليوم على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي اليوم مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أن المهمة الأساسية في سوريا خلال هذه المرحلة تتمثل في تشكيل اللجنة الدستورية وإعادة البناء، موضحا إن موسكو والقاهرة اتفقتا على تعزيز التنسيق الثنائي بشأن تحقيق التسوية السياسية في سوريا.
وأعلن بوتين أن بلاده أطلعت مصر على الخطوات المتخذة للتسوية في سوريا، ومضمون الاتفاق الروسي التركي حول سوريا، وقال: "أطلعنا زملائنا على الخطوات التي تتخذها روسيا لتسوية الأوضاع في سوريا، قارنا مواقفنا بشأن هذه القضية، وضبطنا الساعات حول هذه المسألة واتفقنا على العمل المشترك".
وأكد بوتين على أنه تم الاتفاق على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالوضع في محافظة إدلب، حيث تراكم عدد كبير من المقاتلين في منطقة خفض التصعيد، وهناك خطر من انتشارهم إلى الدول المجاورة.. أطلعنا أصدقاءنا المصريين على ما يتضمنه أساس الاتفاقيات مع تركيا لحل هذه المشكلة".
كما أكد الرئيس الروسي أن مصر وروسيا ستواصلان جهودهما من أجل إيجاد الحل للانشقاق في ليبيا وإعادة الاستقرار والأمن والسيادة لهذه الدولة، وقال أن روسيا ومصر تقف سويا من أجل تقديم التسوية في الشرق الأوسط على أساس المرجعيات الدولية المعترف بها.
كما نوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيداً بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعرباً عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. وقد أشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط، حسبما اعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.
وخلال مؤتمر صحفي في ختام المباحثات قال السيسي: "حظيت تطورات الأوضاع في سوريا، بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولاً إلى حل سياسي شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية.. وسلامتها الإقليمية".
ولفت السيسي إلى اتفاقه مع بوتين على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول، وضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى، والمنظمات الدولية المعنية، كما أكد انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة.