أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي, فيديريكا موغيريني أنّ دول الاتحاد "ستتصرّف وفق مصالحها الاستراتيجية" مؤكّدة على سعيهم للحفاظ على "المصالح الاقتصادية", وذلك في ردّة فعلٍ على قرار الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب "الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران".
واعتبرت موغيريني, في تصريحات لها اليوم الثلاثاء (8 أيار) أنّ الاتفاق النووي مع إيران هو "أحد الإنجازات الكبيرة للدبلوماسية الدولية", موضحة أنّ دول الاتحاد الأوروبي "تشعر بالأسف" من الانسحاب الأمريكي, كما أضافت بالقول: "إنّني قلقة بشكلٍ خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات على طهران".
من جانبه, قال الرئيس الفرنسي, إيمانويل ماكرون, في تغريدةٍ له على "التويتر" إنّ "فرنسا, ألمانيا وبريطانيا يأسفون للقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي" الموقّع مع إيران في العام 2015, مشدّداً على "عملٍ مشترك" سيقومون به "يشمل النشاط النووي ومرحلة ما بعد 2025" إلى جانب الصواريخ البالستية وارساء الاستقرار في الشرق الأوسط "خاصةً في سوريا, اليمن والعراق".
كما دعا رئيس الوزراء الإيطالي, انجلينو الفانو للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني, مؤكّداً أنّ بلاده "ستقف بجانب حلفائها الأوروبيين" وشاركته الموقف رئيسة وزراء بريطانيا, تيريزا ماي التي أعربت عن أسفها من قرار ترامب, في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الألماني, هايكو ماس إنّ خبر الانسحاب الأمريكي "ليس جيداً".
وأشار رئيس المجلس الأوروبي, دونالد توسك إلى ضرورة توحيد "نهجٍ أوروبي" حيال موقف ترامب من إيران والتجارة, موضحاً أنّ الزعماء الأوربيين سيبحثون هذا الملف خلال الأسبوع المقبل, في الوقت ذاته, كشف نائب سفير روسيا لدى الأمم المتّحدة عن موقف بلاده من القرار الأمريكي قائلاً: "إنّنا نشعر بخيبة أملٍ إزّاء قرار ترامب" مستدركاً أنّ هذا الموقف "لم يكن مفاجئاً".
وفي سياقٍ متّصل, استنكرت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية قرار واشنطن, معتبرةً أنّه قرارٌ "غير مسؤول بشكلٍ كبير" كما وصفت القرار بأنّه "ينسف اتفاقاً فعّالاً ويوجّه ضربة قوية لمصداقية أمريكا كشريك في التعاقد والدبلوماسية".
وعلى النقيض من تلك المواقف, أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي, بنيامين نتنياهو تأييده الكامل لقرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران, وقال في تصريحٍ بثّه التلفزيون الإسرائيلي إنّ بلاده "تدعم القرار الشجاع الذي اتّخذه الرئيس ترامب والذي يرفض فيه الاتفاق النووي الكارثي", حيث أكّد أنّ الاتفاق "كان يتيح لإيران مجالاً لامتلاك ترسانةٍ نووية".
وفي موقفٍ مشابه, أشادت المملكة العربية السعودية بقرار ترامب, وذكر التلفزيون الرسمي أنّ الرياض تؤيّد "إعادة فرض العقوبات على طهران", كما نشرت جريدة الرياض السعودية على موقعها الإلكتروني بياناً رسمياً للممكلة قالت فيه إنّ إيران "استغلّت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة, وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية, ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة" في إشارة إلى الحوثيين اليمنيين وحزب الله اللبناني وكذلك دعمها لنظام بشار الأسد في سوريا.