تحل اليوم الذكرى السنوية لمذابح الأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية عام 1915، والتي لا تزال الحكومات التركية المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية، تنكرها وتتنصل من مسؤولية السلطات العثمانية تجاهها.
وفي هذا السياق، أصدر البيت الأبيض اليوم الأربعاء بياناً أحيا فيه ذكرى ضحايا الإبادة الأرمنية التي وقعت في الرابع والعشرين من نيسان عام 1915. ووصف البيان المذابح التي تعرض لها الأرمن بـ "الجريمة الكبرى وواحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين".
وتعتبر هذه المرة الثانية التي يستخدم فيها رئيس أمريكي مصطلح "الجريمة الكبرى" للإشارة إلى عمليات الإبادة والتهجير المنظمة بحق الشعب الأرمني، حيث كان الرئيس باراك أوباما أول رئيس أمريكي استخدم المصطلح إبان فترة حكمه. وعادة ما يستخدم الأرمن مصطلح "الجريمة الكبرى" للإشارة إلى التهجير الجماعي وعمليات القتل المنظمة بحقهم إبان سيطرة الدولة العثمانية في عام 1915.
وجاء في نص بيان الرئيس الأمريكي الذي نشره البيت الأبيض اليوم الأربعاء والذي يصادف الذكرى السنوية للإبادة الأرمنية:
"اليوم، نقوم بإحياء ذكرى الجريمة الكبرى ونكرم ذكرى أولئك الذين عانوا في واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين. ابتداءً من عام 1915، تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني أو ذبحهم أو ساروا حتى لاقوا حتفهم في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية. في يوم إحياء هذه الذكرى، ننضم مرة أخرى إلى المجتمع الأرمني في أميركا وحول العالم في الحداد على الأرواح الكثيرة التي فُقدت.
في هذا اليوم، نكرّم أيضاً ونعترف بعمل أولئك الذين حاولوا إنهاء أعمال العنف، وكذلك أولئك الذين سعوا إلى ضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع من أمثال المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان، رافائيل ليمكين. نذكر مساهمات الأميركيين الكرماء الذين ساعدوا في إنقاذ الأرواح وإعادة بناء المجتمعات الأرمنية. وفي حين نقوم بإحياء ذكرى أولئك الذين عانوا، إلا أننا نستمد إلهامنا أيضاً من شجاعة ومرونة الشعب الأرمني الذي، في مواجهة المحن الهائلة، بنى مجتمعات نابضة بالحياة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
نتعهد بالتعلم من المآسي السابقة حتى لا نكررها. نرحب بجهود الأرمن والأتراك للاعتراف بتاريخهم المؤلم وتسويته. كما أننا نقف إلى جانب الشعب الأرمني في إحياء الأرواح التي فقدها خلال الجريمة الكبرى، ونؤكد مجدداً التزامنا بعالم أكثر سلماً".
وأثار البيان الأمريكي غضب الحكومة التي أصدرت بدورها بياناً رفضت فيه بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الإبادة الأرمنية التي ارتكبتها السلطات العثمانية عام 1915، واصفة بيان ترامب بأنه "عديم القيمة".