تحدث الصحفي حسن أكبابا، الذي كان ضمن 18 سياسياً وناشطاً من الذين شاركوا في حملة الاضراب عن الطعام عام 2007 والذين دام نشاطهم 39 يوماً، عن تلك الأيام وعن موقف لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) هذه الأيام.
وأوضح أكبابا بأنه وفي بداية الفعالية كان هناك صمت، مضيفاً: "كان الرأي العام الأوروبي وجميع المؤسسات وبشكل خاص لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) حينها صامتة، ولم تكن الأوضاع السياسية واضحة في تركيا من جهة حزب العدالة والتنمية(AKP). وبعدها عندما حصلنا على معلومات عن القائد أوجلان خاطبنا لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) بإصرار بضرورة الذهاب للقاء القائد أوجلان".
وأضاف "وفي اليوم 35 و36 من إضرابنا أرسل القائد أوجلان إلينا مبعوثاً، وتناقشنا وفي النهاية تعهدت لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) لنا".
وأشار إلى أن لجنة مناهضة التعذيب قالت لهم وقتها: "ما لم تنهون إضرابكم لن نستطيع الذهاب لزيارة أوجلان.
ونتعهد لكم بالذهاب إلى إمرالي عندما تنهون إضرابكم. لأنكم ما لم تقلعوا عنه سيظهر للعالم بأنكم تضغطون علينا للذهاب إلى إمرالي، ولكن عندما تنهون الإضراب سيكون ذلك بمثابة أننا ذهبنا بإرادتنا وسنعلمكم بما يحصل معنا".
وأوضح أنه "بعد أن تعهدت لنا لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات، أنهينا إضرابنا في اليوم 39، وبعد إنهاء الإضراب بأسبوع ارسلت لنا لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) بأنها ذهبت الى إمرالي والتقت القائد أوجلان".
ولفت إلى أن معظم القوى الأوروبية لم تفصح عن موقفها في بداية أضرابهم، وقال: "بعد أن أدركوا جدية الموقف وجدية مطالبنا بادرت لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) وقامت بالتصرف الفوري. ولكن إصرارنا وتصميم الشعب وتأييده لنا حينها جعلت لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) تتحرك بشكل سريع، وكانت الأحزاب حينها والشعب الكردي يتوافدون إلى ستراسبوغ بشكل يومي وهو ما كان له دور إجابي كبير"
. وتابع: "حينها كانت تعقد فعاليات ليس في ستراسبوغ فحسب، بل في جميع الأماكن. وتابع في ذلك الحين كانت مطالبنا هي إنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان وإنهاء الممارسات الوحشية التي تقوم بها السلطة التركية ضده".
وقال: "إن الظروف في يومنا هذا مختلفة. إنهاء العزلة تعني إنهاء الفاشية وتعني إنهاء الانتهاكات التي تمارسها تركيا ضد الشعب الكردي وثورة روج آفا.
فعندما ينظر المرء إلى النضال الذي يقدمه الشعب الكردي في يومنا هذا لإنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان يدرك بأن الشعب الكردي حصل على انتصارات سياسية.
ومن الضروري أن يتحرك كل من مجالس الشعب، الجمعيات، المؤسسات والاتحادات في أوروبا بهذه الذهنية".
وأشار إلى الفارق بين الاوضاع السياسية عام 2007 وبينها في الوقت الراهن، موضحاً: "في ذلك الحين كان الإتحاد الأوروبي والقوى الدولية تنظر إلى حكومة العدالة والتنمية في إطار الإسلام المعتدل".
وتابع: "كانوا يثقون بتركيا ويعتقدون بأن حكومة العدالة والتنمية سينظمون الدولة في إطار جديد وأن حكومة العدالة والتنمية ستنفذ الإتفاقيات الإوروبية.
ورغم الدور الذي لعبه نضالنا ومواقفنا في ذلك الحين ولكي لا يدخل حزب العدالة والتنمية(AKP) في مأزق، غيرت لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات(CPT) من موقفها".
وأرجع السبب في تغيير الموقف إلى أن السياسات في تلك الأيام كانت تقتضي تدخل اللجنة قبل وصول الفعاليات إلى مستوى خطير". وأكد أكبابا أن الظروف السياسية، الآن، تختلف عن السياسات في عام 2007، وأنهم لايمارسون ضغوطاً على حكومة العدالة والتنمية حتى لا تنقطع تركيا عن الاتحاد الأوروبي.
وقال: "لذلك على الشعب الكردي أن يناضل بمفرده، ولنرى كيف خطت الرفيقة ليلى كوفن خطواتها من دون انتظار أحد، وهذا أيضا دور كل كردي وطني، فجميعنا مطالبين بالتحرك والمقاومة دون أن ننتظر أحد أو أن نأمل شيء من أحد".