وتشهد منطقة شرق البحر المتوسّط توتّراً متصاعداً على خلفيّة بدء تركيا بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليميّة التابعة لجمهوريّة قبرص, الأمر الذي دعا الاتحاد الأوروبي, اليونان, الولايات المتّحدة الأمريكيّة ومصر إلى انتقاد هذه الخطوة, مطالبين أنقرة بوقف نشاطاتها تلك.
وخلال كلمته أمام الجمعيّة العامّة لمجلس المصدّرين الأتراك في إسطنبول, قال أردوغان: "ليعلم كلّ من يحاول أن يقوم بأيّ تحرّك ضدّ سفننا في شرق المتوسّط أنّنا موجودون هناك بقوّاتنا البحريّة والجوّية, ونعمل على حمايتها, وردّ على تصريحات لمسؤولين في جمهوريّة قبرص التي أصدروا من خلالها تعليمات باعتقال طواقم السفن التركيّة قائلاً "لن تنالوا مرادكم".
وكانت تركيا قد بدأت بأعمال تنقيب عن الغاز في 4 أيّار الماضي بعد تصريحات لمسؤولين أتراك أنّ أنقرة "أخذت الإذن من جمهوريّة شمال قبرص" ذات الأغلبيّة التركيّة وسط اعتراص دوليّ واسع لنشاطات أنقرة في شرق البحر المتوسّط.
وكان الرئيس الفرنسي, إيمانويل ماكرون قد دعا تركيا, في وقت سابق, إلى وقف أنشطة التنقيب عن الغاز قرب سواحل جمهوريّة قبرص, وأوضح تضامن بلاده وتأييدها "سيادة قبرص" مؤكّداً أنّ الاتحاد الأوروبي "لن يظهر أيّ ضعف في هذه المسألة".
وشنّ أردوغان هجوماً لاذعاً على ماكرون بسبب تصريحاته هذه, وأضاف قائلاً :"ماذا تقول أنت؟ نحن لدينا سواحل في هذه المنطقة. ماذا تفعل هناك أصلاً؟.. نحن دولة ضامنة لقبرص, وكذلك اليونان وبريطانيا ضامنتان, ولكن أنت ما هي صفتك, إذ ليس لديك أيّ هويّة هناك" في إشارة إلى أنّ الرئيس الفرنسي يتحدّث "نيابة عن شركة توتال العملاقة للطاقة".
وأردف الرئيس التركي بالقول "هل تركت رئاسة الجمهوريّة وبدأت تعمل كمحامٍ؟ أنا اتحدّث بصفتي رئيسي لدولة ضامنة وندرك مسؤوليّاتنا جيّداً, أمّا أنت فلا تدرك ذلك أبداً".
وكان أردوغان قد شنّ انتقادات حادّة للرئيس الفرنسي بعد لقاء الأخير مع قيادات من مجلس سوريا الديمقراطيّة في باريس وتأكيده على دعم قوّات سوريا الديمقراطيّة التي هي جزء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي, والتي أعلنت الانتصار على التنظيم في 23 آذار الماضي بمراسم رسميّة حضرها ممثّلون رفيعو المستوى من الإدارة الأمريكيّة.