يوكسال كنج: الصمت حيال حملة الإضراب يعني الشراكة في الجريمة

أوضحت الصحفية يوكسال كنج أن الصمت حيال حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام التي بدأتها البرلمانية ليلى كوفن احتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على القائد الكردي أوجلان "جريمة مشتركة".

وتحدثت الصحفية ومنسقة مركز الدراسات السياسية والإشتراكية يوكسال كنج إلى مراسل وكالة فرات للأنباء (ANF) عن العزلة المشددة المفروضة على القائد الكردي عبد الله أوجلان وقالت: "إن فرض العزلة على شخصية سياسية بهذا الشكل تعني معاقبة مجتمع بأكمله، عزلة وإبعاده عن كل شيء، أي بمعنى المعارضين لهذه العزلة ويناضلون من أجل رفعها، هم لا يناضلون فقط من أجل الشخص بذاته وإظهار انتهاكات حقوقه بل يناضلون من أجل كل المجتمع ويناهضون انعكاسات فرض تلك العزلة على المجتمع ككل".

وأشارت كنج إلى الجانب الدولي لهذه العزلة، موضحة أن العزلة المفروضة على أوجلان لا تعتبر قضية محلية أو داخلية في تركيا بل هي جزاء الحسابات والأهداف الدولية.

ولفتت كنج إلى خصوصيات العزلة المفروضة على أوجلان وخاصة في السنوات الخمسة الأخيرة. وتابعت: " من الواضح أن تشديد هذه العزلة خلال السنوات الأخيرة هو جزء من الحسابات الإقليمية والدولية في المنطقة.

العزلة في السابق كانت تقوض مساعي السلام والديمقراطية على المستوى الداخلي المحلي، لكن اليوم وبالنظر إلى أبعادها والتطورات الحالية في المنطقة وخاصة في سوريا سنلاحظ تأثيرها على التوازنات الإقليمية والدولية.

الكرد في سوريا بنوا نظامهم على أساس فلسفة وفكر أوجلان واتفقوا على كل المكونات على بناء هذا النظام انطلاقاً من النموذج الذي طرحه أوجلان كحل لأزمات المنطقة ونجحوا في هذا، لكن تشديد العزلة على أوجلان خلال السنوات الأخيرة تعني منع الكرد من نيل حقوقهم في سوريا والشرق الأوسط بالفكر الأوجلاني. هي محاولة لحرمان الكرد من نيل حقوقهم ومنع أوجلان من التواصل مع المجتمع في مراحل اتخاذ القرارات الحاسمة".

وتطرقت كنج إلى الأزمة العالمية للنظام الرأسمالي قائلة: "العالم ومن أجل الخروج من هذه الأزمة بحاجة إلى النموذج البديل الذي طرحة أوجلان، لهذا نعتبر أن هذه العزلة المفروضة على أوجلان هي محاولة لمنع ظهور هذا النظام البديل للرأسمالية العالمية، والذي سيحقق نتائج إيجابية لصالح المجتمعات والشعوب".

وأضافت "لهذا فرض هذه العزلة تعني انتهاك للحقوق المحلية والدولية انتهاك لمبادئ حقوق الإنسان المذكورة في المواثيق والمعاهدات الدولية، وصمت دول العالم حيال هذه الانتهاكات وخاصة دول الغرب الخاضعة للرأسمالية هي محاولات لمنع ظهور هذا الفكر وهذا النظام وخوفهم من بديل الرأسمالية".

ووصفت الصحفية يوكسال كنج حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام التي أعلنتها البرلمانية ليلى كوفن احتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على أوجلان، بالشيفرة التي كشفت حقيقة كل من يدعي وقوفه إلى جانب حل قضية الشعب الكردي، قضية الحريات والحقوق ، السلام والديمقراطية.

وقالت: إن "حملة ليلة كوفن السلمية تذكر كل الشعوب في تركيا، الشرق الأوسط، شعوب العالم وكل الشعوب التي تعاني من نتائج الحرب العالمية الثالثة الدائرة بأن تحقيق السلام والديمقراطية ممكن. وتؤكد أن حل القضية الكردية هو مفتاح الخروج من كل الأزمات".

ولفتت إلى أنه رغم أن حملة الإضراب المفتوحة التي أعلنتها ليلى كوفن دخلت مرحلة الخطر، إلا أن الحكومة التركية والبرلمان يتجاهل الحملة، مضيفة: "إذا فلنتصور شكل النظام القائم في تركيا، حملة الإضراب دخلت يومها 43 ورغم هذا الحكومة والبرلمان يتجاهلان مطالب أحد نواب البرلمان، إضافة إلى هذا يوجهون الاتهامات للفاعليات التضامنية مع حملة إضراب البرلمانية كوفن".

وشددت أن "حملة الإضراب نداء قوي للسلطة والمجتمع، لكن هذا الصمت الذي يؤدي بدوره إلى وفاة برلمانية في حملة الإضراب هي جريمة يشارك فيها كل من التزم الصمت حيال الحملة، من لم يدعمها ومن لم يبادر لتحقيق مطالبها. نتيجة كهذه سيكون لها تأثير كبير وخيبة أمل لتحقيق السلام والحرية في البلاد مستقبلاً".