وحدات حماية شنكال تستذكر القياديين ديندار وجيا وبيران

استذكرت قيادة وحدات مقاومة شنكال القياديين ديندار أفستا وجيا فقير وبيران بير، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم، وأكدت إصرارها على محاسبة من تلطخت إيديهم بدماء أبناء المجتمع الإيزيدي وحماية الإنجازات والمكتسبات .

وأصدرت قيادة وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) بياناً بمناسبة السنوية الأولى لاستشهاد الشهداء ديندار أفستا وجيا فقير وبيران بير.
وجاء في نص البيان:

نحن كمجتمع إيزيدي، نمر حالياً بواحدة من أهم المراحل ذات المغزى من تاريخنا، إن أعدائنا، وخاصة الدولة التركية المحتلة، إلى جانب خط العمالة يستخدمون كل الوسائل والطرق للقضاء على مكتسباتنا وكسر إرادتنا وتركنا بلا قيادة أو طليعيين. ويستهدفون على وجه الخصوص، جميع قادتنا الذين حاربوا ضد مرتزقة داعش ويريدون الانتقام منهم لهزيمة وإنهاء مرتزقة داعش.

وهنا فأن دور استخبارات الحزب الديمقراطي الكردستاني (الباراستن) واضح للعيان. وأيضاً، للأسف، فإن بعض الأشخاص المحسوبين على الإيزيديين تحولوا إلى أدوات وداعمين لهذه المخططات ويساومون على القادة الإيزيديين مقابل الحصول  حفنة من المال، هذا التعاون تسبب بخسارتنا للكثير من القادة والرياديين. ومن بين هؤلاء القادة والرياديين ديندار، جيا وبيران الذين استشهدوا في 17 أيلول عام 2023 نتيجة هجوم جوي من قبل الدولة التركية الفاشية وبدعم من خط العمالة وعدو .

رفيقنا ديندار، كان واحداً من أوائل الشبان الإيزيديين الذين انضموا إلى صفوف مقاومة شنكال. وهو في الوقت نفسه، أحد بُناة ومؤسسي قواتنا. ومنذ اليوم الأول لانضمامه تحوّل إلى شخصية قيادية وريادية وثورية كبيرة في كل مكان ناضل فيه. فكان أحد قادة حربنا ضد مرتزقة داعش. حارب في كل شبر من تراب شنكال ضد المرتزقة وخط العمالة. وشارك في تحرير معظم أحياء مدينة شنكال ومحيطها. كما أنه شارك في العديد من حملات التحرير في روج آفا. ومن أجل أن يتعرف أكثر على حقيقة القائد عبد الله أوجلان ويتعمق فيها، التحق في شتاء عام 2015 بأول دورة تدريبية أكاديمية في شنكال. وقام بتدريب رفاقه عبر أسلوبه القيادي المتواضع، ووقفته في الحياة وبعمله، ووطد مع جميع رفاقه، علاقات أساسها الروح الرفاقية، ولذلك كانت له مكانة خاصة في قلوب جميع رفاقه، وأصبح على الدوام القيادي والريادي. واتخذ من توجيهات القائد نظاماً لحياته. ومن خلال عشقه للقراءة والتعلم أصبح شخصية حكيمة. فكان يقرأ كلما سنحت له الفرصة، وكان يحمل معه الكتاب دوماً، فجمع بين النظرية والتطبيق، حتى أصبح أحد رواد مجتمعنا.

الرفيق جيا فقير، كان أحد قادتنا الذين كان لهم دور كبير وبارز في قيادة القتال والنضال ضد مرتزقة داعش. وفي كل صعوبة وضائقة، كنت تراه يتخذ موقع القيادة. لم يتردد أبداً في أداء واجباته ومسؤولياته، وجمع في شخصيته كل السمات النضالية الآبوجية.

كان مثالاً وقدوةً بين رفاقه في تواضعه وشجاعته وتفانيه وروحه الرفاقية. أمضى كل لحظات حياته بطريقة ذات معنى ومغزى. ومن أجل تعظيم قدرة قواتنا كان صاحب جهودٍ غير محدودة. فكان دائم النضال من أجل حماية القضية والمكتسبات، وحتى آخر لحظة من حياته ناضل بمسؤولية وفقاً للمعايير الثورية.

الرفيق بيران بير، كان أحد الأبناء ذوي الجوهر لشعبنا النبيل، ينحدر من طبقة “البير” التي طالما مثّلت جوهر وقيم مجتمعنا ولعبت دورها القيادي منذ آلاف السنين، واستمر هذا الدور الريادي في شخص بيران، جكو وتكوشر حتى يومنا هذا. بدأ الرفيق بيران رحلة البحث عن الحرية في ريعان شبابه، وبعد فترة قصيرة من هجمات مرتزقة داعش على شنكال، انضم إلى مقاومة شنكال. فهم بشكل جيد الحرب الخاصة التي كان يسيّرها العدو ضد الإيزيديين في شنكال وبشكل خاص على الفئة الشابة، وأفرغ هذه الحرب من فحواها من خلال معرفة الذات، التنظيم والتدريب الذاتي. عُرف بين رفاقه دوماً بروحه الحماسية، وعلى الرغم من صغر سنه، فقد تعمق في أفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، ومثّل الشخصية الآبوجية في وقفته، وفي العمل والحياة وعمل على تطبيقها في أعلى المستويات. واتخذ مكانه في العديد من الأنشطة المتنوعة وحقق دوماً نتائج لافتة.

وفي الوقت الذي نستذكر فيه شهداءنا، فأننا نحذر الأشخاص الذين اعترفوا بذنوبهم واكتشفوا الأخطاء والجرائم التي اقترفوها، ونقول لهم؛ “كلما طال بقائكم في هذا الطريق، كما زادت فاتورة الحساب وثقله أيضاً”. ولذلك، يجب على الجميع أن يدركوا أن نهاية طريق التجسس والعمالة هو الندم والعار. ونحن كمجتمع وقوات، لن نسامح أبداً أولئك الأشخاص الذين تلطخت أياديهم بدماء أبناء شعبنا ورفاقنا، وسنحاسبهم على ما اقترفته أياديهم.

مرة أخرى، نجدد الوعد الذي قطعناه على أنفسنا لشعبنا ورفاقنا، ونؤكد أننا سنواصل نضالنا على الطريق الذي أناره لنا ديندار وجيا وبيران بروحهم الآبوجية، وسنحمي الإنجازات والمكاسب التي حققوها بدمائهم حتى تتويج ميراث الشهداء بشنكال حرة وذاتية.