تقرير يكشف عن تسبب الهجمات التركية بأضرار بيئية فادحة في جنوب كردستان

في ظل تصاعد الهجمات العسكرية التركية على مناطق جنوب كردستان، كشف تقرير بيئي جديد عن الأضرار البيئية الفادحة التي تسببها هذه الهجمات على البيئة والموارد الطبيعية في المنطقة.

حيث أفاد التقرير الذي نشرته منظمة السلام الهولندية “PAX” أن الهجمات الجوية والمدفعية التي شنها الجيش التركي على أراضي إقليم كردستان قد أدت إلى تدمير غير مسبوق للغابات والموارد الطبيعية التي تعتبر مصدرًا حيويًا للحياة البرية والمجتمعات المحلية.

وبحسب التقرير، فإن القصف المدفعي والضربات الجوية التركية قد تسببت في تدمير مساحات واسعة من الغابات الكثيفة في مناطق مثل جبال زاغروس، التي تعتبر من أهم الموائل الطبيعية للحيوانات والنباتات النادرة. كما أسفر الهجوم عن تدمير الأشجار الحرجية التي تعد مصدرًا غذائيًا ومأوى للعديد من الكائنات الحية.

وذكر التقرير أيضًا أن تلوث الهواء والمياه في تلك المناطق قد ازداد بشكل كبير نتيجة للغبار والدخان الناتج عن الهجمات، مما يزيد من تهديد الحياة البرية المحلية وكذلك صحة السكان المدنيين. ويعتقد الخبراء البيئيون أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تدهور بيئي طويل الأمد قد يتسبب في اختفاء العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية النادرة من هذه المناطق.

وفيما يتعلق بالأنشطة الزراعية، أشار التقرير إلى أن الهجمات التركية قد دمرت المحاصيل الزراعية في مناطق شاسعة، مما يزيد من معاناة المزارعين المحليين ويدفعهم إلى فقدان سبل رزقهم. كما يضيف التقرير أن هذا التدمير للمحاصيل يتسبب في نقص في الغذاء، ويشكل تهديدًا للأمن الغذائي في المنطقة.

وتعكس هذه الأضرار البيئية خطورة الهجمات العسكرية على المناطق الطبيعية، حيث تتجاهل تركيا التأثيرات السلبية على البيئة والسكان المدنيين في محاولاتها العسكرية المتواصلة ضد القوى الكردية في المنطقة.

وقد دعت العديد من المنظمات البيئية الدولية إلى وقف هذه الهجمات فورًا، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية البيئة والحياة البرية، والتأكد من أن الحروب والنزاعات المسلحة لا تدمّر الموارد الطبيعية الثمينة التي يعتمد عليها الإنسان والحيوان في الحياة اليومية.

من جانب آخر، طالب التقرير بضرورة فرض عقوبات على تركيا من قبل الأمم المتحدة، باعتبار أن هذه الهجمات تنتهك القوانين الدولية التي تحظر استهداف البيئة في مناطق النزاع. كما شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة في المناطق المتضررة، بما في ذلك توفير الدعم المالي والتقني لإعادة تأهيل البيئة التي تضررت بفعل الهجمات العسكرية.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر هذا التدمير البيئي في ظل الصمت الدولي؟ وهل ستتدخل الدول والمنظمات العالمية لحماية البيئة وحياة الإنسان في هذه المنطقة المهددة؟