تحدثت باولا مارتن بونز، الناشطة الحقوقية والمحامية في المنظمة النسوية، "جمعية المحاميات النسوية التعاونية IACTA"، والتي كانت قد شاركت ضمن الوفد الدولي الذي ذهب إلى تركيا في عام 2023 تنديداً بنظام التعذيب والإبادة في إمرالي، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، حول اللقاء الأخير الذي تم إجراءه مع القائد آبو.

وذكّرت باولا مارتن بونز بأنه لم يُسمح لهم بالذهاب في إمرالي عندما سافروا إلى تركيا مع الوفد، وأكدت أنه يجب على المدافعين عن حقوق الإنسان الوقوف ضد انتهاكات الحقوق أينما كانوا في العالم. 

"ما يجري تطبيقه في إمرالي هو تعذيب"

ذكرت باولا مارتن بونز أن التعذيب الممارس ضد القائد آبو هو موقف ضد الشعب الكردي بأكمله، وقالت بهذا الخصوص: "هذا التعذيب هو في الوقت نفسه انتهاك لحقوق الإنسان ضد كل مؤيدي الديمقراطية والنضال التحرري، حيث أن هناك وضع في إمرالي يتجاوز انتهاك حقوق الإنسان، فما يجري في إمرالي هو التعذيب بعينه، وقد كان هدف وفدنا هو مراقبة وضع المعتقلين هناك والضغط على تركيا للامتثال للمعايير العالمية لحقوق الإنسان".

وشددت باولا مارتن بونز على أن الوضع في إمرالي لا يقتصر على تركيا فحسب، وأنه يجب الضغط أيضاً على الدول الأخرى التي تتعاون مع تركيا في هذا الصدد، وأضافت قائلةً: "هذه الدول، هي الدول الموقعة على اتفاقيات حقوق الإنسان مسؤولة عن جميع أشكال التعذيب وسوء المعاملة".

"اضطرت تركيا لإجراء اللقاء مع عبدالله أوجلان"

أوضحت باولا مارتن بونز أن لقاء القائد آبو مع ابن أخيه عمر أوجلان ووفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب كان مهماً، مشيرةً إلى أن هذه اللقاءات أثبتت مرة أخرى مدى أهمية أفكار القائد آبو بالنسبة لجميع الشعوب، وأردفت بولا مارتين بونز قائلةً: "في الوقت نفسه، أدركت تركيا أيضاً أنه من الضروري إجراء اللقاء مع أوجلان على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، واتضح مرة أخرى أن أوجلان شخصية مهمة ليس فقط للكرد وروج آفا، بل لجميع الشعوب المضطهدة". 

"شعرت تركيا بقوة عبدالله أوجلان"

وبيّنت بولا مارتن بونز، أنها غير متأكدة مما إذا كان نظام التعذيب والإبادة قد رُفع أم لا، وتابعت:  "لا يمكننا حتى الآن معرفة ما إذا كان نظام التعذيب والإبادة قد رُفع أم لا، وقد كررت تركيا ذلك عدة مرات، لكن من أجل توطيد علاقة جديدة ومرحلة جديدة في مثلث الشعب الكردي والسيد أوجلان وتركيا، شعرت تركيا بقوة أوجلان، حيث أن عبدالله أوجلان يعد قائداً ويتصرف بشكل جماعي، وفي الوقت نفسه، فإن حله هو حل جماعي يشمل جميع الشعوب، ويعمل على تقييم تاريخ هذه الحلول ويقدم منظوراً مهماً للمستقبل، لقد شرح بشكل جيد الحروب الدينية والطائفية في الشرق الأوسط في الماضي وقدم حلاً وفقاً لذلك".

'الحرية لعبدالله أوجلان وجميع المعتقلين السياسيين'

أشارت باولا مارتن بونز إلى أن القائد آبو يجب أن يستفيد من الحق في الأمل، مثله مثل كل معتقل، وأضافت في ختام حديثها: "لكل معتقل الحق في معرفة متى سيتم إطلاق سراحه، حيث أن فرض نظام التعذيب والإبادة على عبدالله أوجلان وحرمانه من حقه في الأمل هو تعذيب بعينه، فالتعذيب غير مقبول في أي مكان في العالم، فقد أصبح عبدالله أوجلان مثالاً للعالم بأسره ليس فقط بنضاله من أجل الكرد منذ 40 عاماً، ولكن أيضاً بـ ”قتل النزعة الذكورية التي بداخله“، حيث بإمكان أفكار عبدالله أوجلان جلب السلام ليس فقط للشرق الأوسط بل للعالم أجمع، وأنا بدوري، أطالب بالحرية لعبدالله أوجلان، وأطالب بالحرية لجميع المعتقلين السياسيين".