المحامي إبراهيم بيلمز: خافوا من نموذج عبدالله أوجلان
ذكر المحامي إبراهيم بيلمز أن نموذج القائد عبدالله أوجلان كان يشكل مشكلة كبيرة للقوى المهيمنة، وقال: "لأنه كان نموذجاً بحيث بإمكانه حل قضايا الحرية بالطرق والأساليب السلمية في ذلك الوقت".
ذكر المحامي إبراهيم بيلمز أن نموذج القائد عبدالله أوجلان كان يشكل مشكلة كبيرة للقوى المهيمنة، وقال: "لأنه كان نموذجاً بحيث بإمكانه حل قضايا الحرية بالطرق والأساليب السلمية في ذلك الوقت".
جرى اختطاف القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط 1999 وتسليمه إلى تركيا، نتيجة للمؤامرة الدولية التي بدأت في 9 تشرين الأول 1998، وتحدث إبراهيم بيلمز، أحد محامي القائد عبدالله أوجلان، لوكالة فرات للأنباء عن مرحلة مؤامرة 9 تشرين الأول.
ولفت المحامي بيلمز الانتباه إلى دعم القوى الإقليمية والمهيمنة لتركيا، موضحاً أن إيديولوجية ونموذج القائد عبدالله أوجلان كانت بمثابة مشكلة كبيرة بالنسبة للقوى والدول الإقليمية والمهيمنة في تلك الفترة، وأكد بيلمز على أن نموذج أوجلان هو نموذجاً بحيث كان بإمكانه حل قضايا الحرية بالطرق والأساليب السلمية في ذلك الوقت.
"لم يتنازل عن خطه"
وأفاد بيلمز أن هذا الوضع لم يرق للقوى المهيمنة والإقليمية، وأضاف قائلاً: "كان السيد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني بالنسبة لهم بمثابة خطر، وكان يتوجب تصفيتهما، ويمكن تفسير سبب بدء مرحلة 9 تشرين الأول على هذا النحو، حيث أُعدت ظروف تلك الفترة وفقاً لهذا الأمر، وقد توصلت هذه الدول إلى توافق على إخراج السيد عبدالله أوجلان من سوريا، حيث كان كل من حلف الناتو وأمريكا قد أرسلتا قوة بحرية كبيرة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وكثفت تركيا من تواجد القوة العسكرية على الحدود، ومن الطرف الآخر، كان لإسرائيل مساعي حثيثة، ويمكن للمرء تلخيص كل هذه الأمور على هذا النحو؛ اتحدت جميع القوى، وحاولت تصفية عبدالله أوجلان، الذي كان يعتبرونه خطراً بالنسبة لهم".
"أحبط المؤامرة"
وذكر المحامي بيلمز أن القائد عبدالله أكد على الحل السلمي للقضية الكردية، وقال بهذا الخصوص: "من الناحية الأخرى، كانت هناك بعض القوى ترى جميع مكتسبات الكرد بمثابة خطر، وكان وضع تركيا على وجه الخصوص على ذلك الشكل؛ حيث كانت هناك القوى الإقليمية مؤيدة لها باستمرار الحرب وحل المسألة بالعنف، وفي نهاية المطاف، ونتيجة للتواطؤ، غادر عبد الله أوجلان سوريا في 9 تشرين الأول، متصرفاً بشعور من الوفاء ولكي لا يتم أيضاً تضييق الخناق على سوريا، وتوجه نحو أوروبا، وبدون شك، كان سبب اختيار أوروبا أيضاً هو هذا الأمر: كان السيد عبدالله أوجلان يقول ملموس: "إن سبب ذهابي إلى أوروبا هو خلق ظروف الحل السلمي والديمقراطي من أجل المسألة الكردية، وفي ذلك الوقت، كنتُ اعتقد أن "الحضارة الأوروبية" يمكن أن تكون أفضل أرضية للحل المعاصر للقضايا السياسية والاجتماعية".
وبهذه الغاية يتوجه إلى ذلك المكان، فيما كان هو بنفسه يريد قبل سنوات عديدة الذهاب إلى زاغروس، إلا أنه لهذا السبب تخلى عن هذه الرغبة، وهو في الواقع يقوم بهذا الأمر بالتنازل عن ذاته، إلا أنه يتصرف بمسؤولية ويختار أوروبا ليظهر إلى أي مدى أنه مصمم في موضوع الحل السلمي للقضية، ويبذل جهوداً لحل القضية بالشكل الدبلوماسي، وفي تلك الفترة، كان ينخرط في هذه المحاولة في كل بلد يتوجه إليه، حيث يدعو بهذه الدعوة في لقاءات كل من أثينا وموسكو وكذلك روما، لممثلين ووفود تلك الدول، ويقول إنه مستعد لحل المسألة، ولكن المثير للاهتمام وعلى الرغم من أن السيد عبد الله أوجلان أطلق هذه الدعوات وأعلن حزب العمال الكردستاني عن وقف لإطلاق النار وبذل جهود السلام، إلا أن الدول الأوروبية وأمريكا لم تستجب، بل على العكس من ذلك، قاموا بإدراج حزب العمال الكردستاني على قائمة "الإرهاب"، أي أن جميع المساعي قد باءت بالفشل، وفي الواقع، إن هذا الأمر يظهر مدى سوء نوايا القوى المهيمنة، القوى التي كانت متورطة في المؤامرة، وفي تلك المرحلة، لا يستطيع السيد عبد الله أوجلان الاستفادة من حق اللجوء في أوروبا، التي كانت "مهد الحضارة وحقوق الإنسان"، حيث يقوم في كل من أثينا وموسكو وأيضاً في روما بتقديم طلب اللجوء، إلا أن هذا الحق الذي تم منحه لمئات الآلاف من الكرد، لا يُمنح لـ عبدالله أوجلان الذي كان يقول مئات الآلاف من الناس له "قائدنا وإرادتنا"، ويشير هذا الأمر بشكل ملموس إلى أن الأمر الذي كان يرُاد القيام به خلال مرحلة المؤامرة، هو ترك المسألة الكردية بدون حل، وبهذا الشكل، كان المطلوب من الحرب جعل تركيا والدول الإقليمية، البلدان التي يتواجد فيها الكرد ضعفاء، ومرتبطين بالقوى المهيمنة، أي أن الهدف من المؤامرة كان منع التوصل إلى الحل السلمي والديمقراطي، وكان الهدف من هذه المرحلة على النحو التالي.
وفي هذه المرحلة أيضاً، إذا ما تعرضت حياة عبد الله أوجلان للهجوم، لكان سيُفتح الباب على حرب أكبر، ربما كان من المطلوب حرب طويلة الأمد بين الكرد والأتراك، إلا أن السيد عبد الله أوجلان، رأى كل هذا، وعمل على منعها وأحبطها، حيث أحبط بموقفه وتصميمه على خط السلمي جميع هذه المحاولات، وفي نهاية المطاف، قاموا بجلبه إلى تركيا في 15 شباط، واحتجازه في سجن جزيرة إمرالي، إلا أنه لم يتم الانتهاء من أي شيء، وبدأت المرحلة من جديد، ولم يتنازل السيد عبد الله أوجلان أبداً عن خطه السلمي حتى في إمرالي، حيث قام بموقفه منع اندلاع الحرب الكردية-التركية".
وأفاد المحامي بيلمز أنه بعد مرور 24 عامًا على الأحداث التي وقعت، يمكننا أن نقول ذلك بسهولة إن مؤامرة ذلك الوقت مستمرة الآن من خلال العزلة في إمرالي، وقال بهذا الصدد: "إن النظام الذي تم إعداده في 15 شباط، كان نظاماً من أجل ذلك، إلا أن السيد عبد الله أوجلان هزم النظام بموقفه المصر على عدم التنازل عن السلام وبإصراره على الحل الديمقراطي، وفي الواقع، أحبط نظام العزلة".