خرج الآلاف في مختلف مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا، بمسيرات حاشدة لاستذكار شهيدات مجزرة باريس الأولى في الذكرى السنوية الـ 11 لها، والتي تعرضت فيها القيادية في حركة التحرر الكردستانية ساكينة جانسيز (سارة) ورفيقتاها فيدان دوغان (روجبين) وليلى شايلمز (روناهي)، للاغتيال من قبل الاستخبارات التركية في العاصمة الفرنسية باريس في 9 كانون الثاني 2013.
ورفعت النساء المشاركات في المسيرات أعلاماً باللونين البنفسجي والأصفر، وصور شهيدات المجزرة سارة وروجبين وروناهي، وصور القائد عبد الله أوجلان، كما حملن أيضاً يافطات كتب عليها باللغتين الكردية والعربية، "بروح شهداء باريس سنهزم الفاشية والاحتلال" و"اغتيال المناضلات الثلاث ساكينة وليلى وفيدان هو اغتيال لكل امرأة مناضلة في العالم"، بالإضافة إلى رفع صور شهداء وشهيدات مجزرة باريس الثانية.
مقاطعة الجزيرة
بطليعة مؤتمر ستار واتحاد المرأة الشابة، خرج الآلاف من أهالي قامشلو ومجلس عوائل الشهداء، وأعضاء مجالس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، في مسيرة انطلقت من دوار أوصمان صبري، وتوجهت نحو مركز المدينة.
ولدى وصول المشاركين إلى دوار الشهيد روبار، توقفوا دقيقة صمت، ثم تحدثت الإدارية في مؤتمر ستار شاها خليل، وقالت إن: "الشهيدة ساكينة ناضلت منذ أعوام الثمانينات، وقاومت ضد الفاشية، وقدمت كل ما تملك وحافظت على سر الحركة، وناضلت في كل الظروف، وكانت مصرة في نضالها حتى النهاية".
وأوضحت شاها خليل أن: "الرأسمالية لا تقبل أن تكون المرأة حرة وتناضل في سبيل حريتها وقضيتها، لذلك يتم استهدافها بطرق وحشية".
من جهتها، قالت الإدارية في مجلس المرأة لعوائل الشهداء بمقاطعة الجزيرة جواهر عثمان: "تم استهداف المناضلات الثلاث في باريس عام 2013، وفي 2022 ارتكبت مجزرة أخرى بحق 3 مناضلين كرد آخرين في باريس أيضاً التي تدعي الديمقراطية وأنها تحمي حقوق الإنسان، إلا أن حقوق الإنسان تهان أمام أعينهم".
وأكدت جواهر عثمان: "نحن الحركات النسائية، ندين بشدة اغتيال رفيقاتنا، ونعاهد بأننا سنصعّد نضالنا وسنتابع مسيرتهن النضالية".
واختتمت المسيرة بالهتافات التي تطالب بطرد الاحتلال التركي، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق النساء والمناضلات.
الحسكة
وانطلقت مسيرة مدينة الحسكة، من أمام دوار سينالكو، بمشاركة مئات النساء من نواحي تل تمر وزركان والدرباسية والشدادي والهول، وصولاً إلى دوار الحمامة في حي المفتي بالمدينة.
وخلال المسيرة، تحدثت الإدارية في مؤتمر ستار بناحية الدرباسية فاطمة كلش، عن شخصيات القيادية سايكنة ورفيقتيها المناضلتين فيدان وليلى، وفي شخصهن استذكرت جميع شهداء الحرية.
ونددت فاطمة كلش بالمجزرة، وأكدت أن "مقاومتنا ونضالنا مستمر حتى تحقيق الحرية لكافة النساء".
ولفتت الانتباه إلى أن المناضلة ساكسنة جانسيز "كانت المرأة الولأولى
أولى التي ناضلت في جبال كردستان، وضحت بنفسها من أجل قضية المرأة والدفاع عن حقوقها".
لتنتهي المسيرة بترديد هتافات تحيي مقاومة المرأة وتندد بالمجزرة.
مقاطعة الفرات
وفي مسيرة مقاطعة الفرات التي انطلقت من ساحة المرأة الحرة بمدينة كوباني ووصلت إلى أمام مدرسة الشهيد سيدو، تحدثت عضوة مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي مهاباد كوجر، عن نضال المرأة بعد تأسس حركة التحرر الكردستانية التي أعادت للمرأة حقوقها، وعن دور الرائدات الثلاثة في مقاومة الأنظمة المستبدة صاحبة العقلية الذكورية المتسلطة على المرأة.
وأشادت مهاباد بالنضال الثوري للقيادية ساكينة جانسيز في مرحلة مقاومة السجون، وقالت: "يعود الفضل لما حققته المرأة اليوم في شمال وشرق سوريا إلى المقاومة التاريخية للشهيدة ساكينة جانسيز وفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".
وفي الوقت الذي أدانت فيه مهاباد كوجر المجزرة واعتبرتها أبشع مجزرة في العصر الحديث، طالبت السلطات الفرنسية بالتحرك وتقديم المجرمين للعدالة.
وانتهت المسيرة على وقع هتاف "المقاومة حياة".
جامعة روج آفا
من جهة أخرى، نظم اتحاد المرأة الشابة فعالية في جامعة روج آفا بمدينة قامشلو، حضرها العشرات من الطلبة.
وعُلّقت في القاعة صور الشهيدات؛ ساكينة جانسيز (سارا) ورفيقتيها المناضلتين فيدان دوغان (روجبين) وليلى شايلمز (روناهي)، وأوقدت أمامها الشموع، كما عُرضت كتب ثورية؛ منها كتاب الشهيدة ساكينة "حياتي كلها صراع".
بدأت الفعالية بعرض سنفزيون يحاكي حياة ونضال الشهيدات الثلاثة، وسياسات الإبادة التي ينتهجها نظام الدولة القومية السلطوية ضد المرأة إلى يومنا هذا، عبر استهداف الدولة التركية لقياديات ورائدات الثورة في كردستان.
ووُزّع كتاب الشهيدة ساكينة جانسيز والكتب الثورية على الطلبة المشاركين، إلى جانب صور الشهيدات الثلاثة.
من جانبه، نظّم قسم جنولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة روج آفا، محاضرة تمحورت حول مجزرة باريس الاولى عام 2013، ومجزرة سلوبي عام 2016، التي استشهدت فيها عضوة الهيئة الإدارية في منظومة المرأة الحرة وعضوة مجلس حزب الأقاليم الديمقراطية سيفي دمير، والرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في مدينة سلوبي باكيزا نايير، وعضوة منظومة المرأة الحرة فاطمة أويار، ومجزرة باريس الثانية عام 2022، التي استشهدت على إثرها الريادية في حركة حرية المرأة وعضوة الهيئة القيادية لمنظومة المجتمع الكردستاني أمينة كارا (أفين كوي)، ومير برور من الحركة الثقافية والوطني الكردي عبد الرحمن كزل.
وركزت المحاضرة على أن أهداف الدولة التركية هي استهداف النساء الثوريات، والقضاء على ثورة المرأة.
كما قرئت ثلاثة أجزاء من كتاب "حياتي كلها صراع"، للشهيدة ساكينة من قبل الطلبة.
مقاطعة الطبقة
وفي مقاطعة الطبقة، انطلقت مسيرة حاشدة نظمها مجلس تجمّع نساء زنوبيا، من الحي الثالث من أمام إدارة المعابر.
حمل المشاركون صور القائد ويافطات كتب عليها "الحرية لقائد الإنسانية"، وسط ترديد شعارات "عاشت مقاومة الشعوب"، "عاشت مقاومة المرأة، الحرية الجسدية للقائد أبو".
ولدى وصول المشاركين إلى الحي الثاني أمام مجلس تجمّع نساء زنوبيا، وقفوا دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقت الإدارية في مجلس التجمّع سميرة حبش كلمة قالت فيها: "لم تتوقف سياسات الإجرام التركي، سواء داخل الأراضي السورية أو خارجها، حيث إن ذاكرة الشعب الحية لا تزال تحتفظ بكل جريمة وبكل مجزرة وحشية طالت المناضلين والمناضلات وكل فرد من أبناء الشعب الأبي الذي قاوم وناضل في وجه سياساته الغاشمة".
وِأشارت "ما زال الاحتلال التركي يمارس أبشع صور الأجرام والإرهاب بحق أرضنا وشعبنا وقائدنا، في ظل الصمت والتقاعس الدولي الذي يفتح الطريق أمام تمادي الاحتلال ليعيد ارتكاب هذه المجزرة بصورة تعكس عنجهيته وإجرامه وتمسكه بسياسة القتل والتصفية الجسدية لكل من يقاومه لتأتي مجزرة باريس الثانية امتداداً للمجزرة الأولى والتي طالت الشهيدة أفين والشهيدين مير برور وعبد الرحمن كزل، وإن المجزرة هذه لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة".
وفي الختام، عاهدت "الشهداء والشهيدات على حماية المكتسبات وما حققوه، والوقوف في وجه المحتل الذي لم ولن يفلح يوماً في ثني شعبنا عن مواصلة صموده وثباته على أرضه ودفاعه عن مشروعه وقائده".
دمشق
إلى ذلك، استذكر مجلس مؤتمر ستار في العاصمة السورية دمشق، شهيدات مجزرة باريس الأولى، خلال اجتماع عقده أمس في حي زور آفا بدمشق، وحضره عشرات النساء.
بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم أدلت عضوة مؤتمر ستار في دمشق نوروز خليل ببيان ذكرت فيه أن الشهيدات؛ ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شيلمز قتلن غدراً في محاولة من دولة الاحتلال إطفاء شعلة ثورة المرأة ولكنه في إطفاء هذه الشعلة، "فهن خالدات مخلدات في قلوبنا وشعلة ثورتهن مستمرة بثورتنا في وجه الطغيان والذهنية الذكورية".
وضمن سلسلة الفعاليات المقامة في جميع أرجاء العالم والشرق الأوسط، وتحت شعار "انتقامنا لمجزرة باريس هو انتصار ثورة المرأة وحمايتها"، نظم مؤتمر ستار ومجلس عوائل الشهداء في مدينة حلب اليوم، مظاهرة شارك فيها الآلاف من أهالي الحيين.
المشاركون في المظاهرة تجمّعوا أمام مركز حركة الشبيبة الثورية السورية في حي الشيخ مقصود، رافعين صور شهداء مجزرة باريس الأولى والثانية، إلى جانب لافتات كتب عليها (المرأة، الحياة، الحرية)، و(النسيان خيانة).
وردد المشاركون في المظاهرة الشعارات التي تمجّد الشهداء، "الشهداء أحياء"، وأخرى تدعو إلى تصعيد النضال في كافة الساحات حتى تحقيق أهداف وأماني الشهداء في بناء وطن ديمقراطي حر.
وبعد وصول المتظاهرين إلى دوار الزيتون في حي الأشرفية، وقف المشاركون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، بعدها تحدثت الإدارية في مؤتمر ستار بحلب برجين محمد، وأشارت إلى أن الهجمات التي تسببت باستشهاد قيادي حركة حرية كردستان في باريس قبل 11 عاماً ليست بعيدة عن المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان في التسعينيات.
برجين محمد أوضحت: "أن استهداف القوى الفاشية المحتلة للقياديين في شخص الشهيدة ساكينة (سارا) ينمّ عن عجز هؤلاء المحتلين أمام الانتصارات التي حققتها الثورة تحت فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".
أما عضوة مجلس المرأة لعوائل الشهداء رمزية صالح أوضحت بدورها، أنهم يقفون وقفة إصرار وعزيمة ضد الذهنية السلطوية والرجعية التي أدت إلى قتل ثلاث زهرات ومناضلات وثوريات في باريس.
رمزية صالح أكدت أنهم سيواصلون المسيرة النضالية للشهيدات الثائرات، وحمّلت الحكومة الفرنسية تداعيات مجزرة باريس الأولى والثانية، مشيرة إلى أن النساء يسعين لتحقيق الحرية لكافة الشعوب المضطهدة وللحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات الشهداء.
مقاطعة عفرين والشهباء
وفي مقاطعة عفرين والشهباء، خرج الآلاف في مظاهرة، تحت شعار "شعلة المقاومة لن تنطفئ، انتقاماً لشهيدات باريس".
المظاهرة انطلقت من أمام مركز ناحية فافين، وسط ترديد الشعارات التي تندد بالمجزرة التي ارتكبت بحق الرياديات الثلاث (ساكينة وفيدان وليلى).
وحمل المشاركون في المظاهرة التي جابت الشارع الرئيس في ناحية فافين، ثم توقفت وسط الناحية، صور الشهيدات الثلاثة (ساكينة وفيدان وليلى)، وصور القائد عبد الله أوجلان.
وهناك تحدثت باسم مؤتمر ستار في الشهباء فريدة إيبش، وقالت: "إن الشهيدات الثلاثة استشهدن في باريس أمام أعين الحكومة الفرنسية، وتكتم الحكومة الفرنسية حول المجزرة التي ارتكبت".
ونوّهت فريدة إيبش أن الشهيدة ساكينة كانت إحدى الطليعيات الأوائل مع القائد عبد الله اوجلان وحملت فكره وفلسفته.
وأكدت منال شيخو باسم مجلس عوائل الشهداء المضي على الطريق الذي رسمته ساكينة جانسيز.