ذكر السياسي الكردي كنان أياس، المعتقل لدى السلطات في ألمانيا، أن الشعب الكردي قدم أكثر من 20 ألف شهيد في الحرب ضد مرتزقة داعش الإرهابي من أجل "كرامة الإنسانية"، وقال "الأهم من ذلك كله أن أردوغان الفاشي ينتهك الكرامة الإنسانية، ووفقاً للدستور هذه جريمة كبيرة، وليس أنا، بل أردوغان كان ينبغي أن يحاكم هنا اليوم".

واعتقلت ألمانيا، التي تربطها علاقة اقتصادية وسياسية قوية مع دولة الاحتلال التركي، مؤخراً السياسي الكردي كنان آياس، كجزء من سياستها المتمثلة في تجريم الكرد، واعتقل كنان آياس في قبرص في 15 آذار بناءً على طلب الدولة الألمانية وتم تسليمه إلى ألمانيا، أقتيد كنان آياس إلى سجن دامتور في هامبورغ، لقد شارك آياس، المعروف عنه في أواسط السياسة الكردية، وكما شارك آياس في العديد من اللجان والندوات والمؤتمرات كمتحدث، خاصة في كردستان وتركيا وأوروبا، وقام بتحليل وتقييم قضايا سياسة الشرق الأوسط.

أثناء عمله في المجال السياسي الديمقراطي في تركيا، تم رفع العديد من الدعاوى القضائية ضده في عام 2009 في إطار  القضية الأساسية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK). وبدأت القضية التي رفعتها دولة الاحتلال التركي ضد آياس في 3 تشرين الثاني وتستمر محاكمة آياس حتى 21 كانون الأول المقبل، وتتكون من 16 جلسة.

ألقى آياس "درساً في الكرامة"

ولفت كنان آياس الانتباه إلى مسألة "الكرامة" في الجلسة الافتتاحية بمحكمة ولاية هامبورغ، مذكراً بالمادة "يحظر المساس بالكرامة الإنسانية" من المادة الأولى من الدستور الألماني، وقال كنان آياس: "نقطة البداية في الدستور الألماني هي عدم المساس بالكرامة الإنسانية، هذه النقطة مميزة للغاية، كما تعطي هذه النقطة مسؤولية مهمة للمجتمع والدولة الألمانية، وعدم حماية الكرامة الإنسانية في الدستور التركي فهذا يعني بأنه أظهر وجهه الحقيقي، لقد تم انتهاك كرامة الشعب الكردي وأفراده بشكل منهجي من قبل دولة الاحتلال التركي لمدة مائة عام، وكان وجود الشعب الكردي موضوعاً للنقاش حتى وقت قريب، حاول الشعب الكردي إثبات وجوده رغم كل الضغطوطات الشديدة والإنكار والتنكيل بهم".

وذكر آياس أن الإبادة الجماعية الثقافية والجسدية ارتكبت بحق الشعب الكردي، وذكّر بأن النضال الذي يخوضه الكرد من أجل كرامتهم يُنظر إليه على أنه "إرهاب" من قبل العديد من الدول، وفي المقام الأول من قبل ألمانيا، ولفت كنان آياس إلى نضال الشعب الكردي من أجل حماية كرامته الإنسانية، وذكّر آياس بأن الشعب الكردي شن حرباً من أجل "حماية كرامة الإنسانية" ضد مرتزقة داعش، وقال: "مرتزقة داعش هاجمت كرامة الإنسانية أكثر من غيرها، لقد جعلت مرتزقة داعش كرامة الإنسانية في مواجهة خطر كبير، لقد ثابرت المرأة الكردية في معركتها ضد مرتزقة داعش من أجل الكرامة"، وكان شعار مقاومتها "المرأة، الحياة، الحرية".. لقد ضحى الكرد بأكثر من 20 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى لإنقاذ الإنسانية من ويلات مرتزقة داعش".

الكرد يناضلون ضد الفاشية، وأردوغان شخص قاتل

وأعلن آياس عن تشكيل تحالف ضد مرتزفة داعش، وانضمت أكثر من 30 دولة إلى هذا التحالف، وذكر أن هذا التحالف يرى في الكرد قوة من أجل الحرية.

وأشار إلى أن أردوغان أرسل أسلحة إلى مرتزقة داعش الإرهابي، ولفت الانتباه إلى تهديدات أردوغان للدول الأوروبية ومن ثم إلى المجازر التي ارتكبتها مرتزقة داعش الإرهابي، وذكر أيضاً أنه لو لم يهزم الكرد مرتزقة داعش، لكان المرتزقة الأن قد استولو على الشرق الأوسط بقيادة أردوغان، وحولوه إلى بحيرة من الدماء. وذكر آياس جرائم الحرب التي ارتكبها أردوغان وقال: "بالأمس، كان الكرد قوة الحرية والكرامة عندما دافعوا عن الإنسانية ضد مرتزقة داعش، لقد قاتلوا مع قوات التحالف، وعندما غزت فاشية أردوغان ونفذت هجمات إبادة جماعية، حينها أصبح الكرد إرهابيين؟ أردوغان أمام أعين العالم أجمع ينفذ المجازر وحرب الإبادة الجماعية بحق الكرد، العالم يتفرج بصمت، على الجميع أن يقفوا في وجه فاشية أردوغان والإبادة الجماعية، من لا يتخذ موقفاً اليوم سيعاني من هذه الفاشية غداً، وليس أنا، بل أردوغان كان ينبغي أن يحاكم هنا اليوم".

وأعلن كنان آياس أن ألمانيا رفعت مؤخراً قضية ضد الناشطين الكرد بناءً على طلب دولة الاحتلال التركي، وذكر أن الكرد يدافعون عن أنفسهم ضد الفاشية وهذا لا يمكن أن يكون "إرهاباً" أبداً.