خلال مراسم مهيبة.. أهالي قامشلو يشيعون جثماني شهيدين في مزار الشهداء

شيع الآلاف من أهالي قامشلو جثماني الشهيدين إلى مثواهم الأخير في مزار الشهداء دليل صاروخان، وأكدوا بالسير على نهج وخطى الشهداء حتى النصر.

شيّع اليوم  الآلاف من أهالي مقاطعة قامشلو جثمان الشهيدين أحمد يعقوب عضو قوى الأمن الداخلي الذي استشهد في الـ 31 من آب المنصرم في عملية "تعزيز الأمن" بدير الزور وعبد السلام محمود الإداري في "شركة نوروز" الذي استشهد يوم أمس في هجوم طائرة مسيرة على طريق قامشلو- كركي لكي.

انطلق المشيعون من حي العنترية بمدينة قامشلو سيراً على الأقدام حاملين جثماني الشهيدين على الأكتاف صوب مزار الشهيد دليل صاروخان.

ولدى وصولهم وقفوا دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاها إلقاء كلمة لعضو مجلس عوائل الشهداء في قامشلو، عصام إبراهيم، استذكر في مستهل حديثه  جميع شهداء الثورة في شخص الشهيدين عبد السلام وأحمد، وقال: "لن تتمكن أي كلمة من تعريف مقاومة وبطولة شهدائنا، لكن حضوركم اليوم والتفافكم حول جثامين شهدائهم هو بمثابة تعريف لبطولتهم وجدارتهم".

مؤكداً: "عندما دق ناقوس الخطر كان المناضل عبد السلام والمقاتل أحمد من أوائل الذين التحقوا بصفوف النضال، لكتابة التاريخ الذي بدأنا بكتابته منذ 50 عاماً ضمن ظروف ومراحل حساسة، وبفضل شهدائنا اليوم نحن طرف من أطراف المعادلة السياسية في العالم؛ فشهداؤنا هم حقيقة ثورتنا".

وأوضح عصام أنه لتحقيق أحلام وأهداف الشهداء يتوجب على كل فرد السير على خطاهم ورفع وتيرة النضال الذي يعد الطريق الوحيد أمامنا لتحقيق النصر لثورتنا، وأضاف: "محاولات الفتنة التي شهدتها دير الزور في الآونة الأخيرة كانت أيضاً ضمن المساعي الهادفة إلى ضرب الثورة، لكننا نؤكد بأننا سنبقى على نهج الشهداء حتى آخر رمق".

أما الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة، كنعان بركات فاستهل حديثه بالقول: "سأبشركم في بداية حديثي ببشارة قوات سوريا الديمقراطية لكم، بأن عملية تعزيز الأمن التي أطلقتها ضد داعش والمجموعات التي دعمت المرتزقة  في مراحلها الأخيرة صوب النصر".

لافتاً الانتباه إلى المخططات التي تنتهج ضد المنطقة، وقال: "كان هناك مخطط كبير يحضر له منذ قرابة السنة واتفاقات بين إيران وسوريا وروسيا وتركيا للسيطرة على دير الزور عبر بعض الأشخاص كأبو خولة ونواف البشير والدفاع الوطني لكن وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية أفشلت هذه المخططات".

وتابع: "إعلام النظام السوري وما يسمى بالائتلاف السوري سعيا إلى تسمية ما يجري في دير الزور بأنها حرب بين العرب وقسد التي هي في حقيقتها قوة الشعوب وكل العشائر، والمواقف التي ظهرت من وجهاء العشائر العربية في شمال وشرق سوريا ودعمهم للإدارة الذاتية وقسد دليل على أن مخططات هذه القوى فشلت".

وفي إشارة إلى هجمات دولة الاحتلال التركي ضد شمال وشرق سوريا، بيّن كنعان بركات: "بالتزامن مع عملية تعزيز الأمن ازدادت وتيرة هجمات دولة الاحتلال التركي ضد منبج وتل تمر، لكن عهدنا كشعب روج آفا وشمال وشرق سوريا بأننا سنستمر في مشروعنا ضد كل المخططات القذرة".

وبدورها تقدمت الإدارية في شركة نوروز، ليلى إبراهيم بالتعزية لعائلتي الشهيدين، قائلة: "الشهيد عبد السلام أثبت نفسه في المجال العسكري والاجتماعي والاقتصادي منذ بداية الثورة، واليوم نؤكد في مراسم تشييعه بأنه لن تتمكن أي قوة من كسر إرادة شعب روج آفا وسنواصل قضية شهدائنا حتى النصر".

من جانبه بارك ابن الشهيد عبد السلام، كلهات محمود، شهادة والده على القائد عبدالله أوجلان وكل الشعوب الحرة، وقال: "لن تصل الخيانة إلى أي نتيجة، فشهداؤنا اليوم أصبحوا لائقين بفكر وفلسفة القائد وسيبقى علم الحرية مرفوعاً صوب السماء".

وفي ختام المراسم وري جثمانا الشهيدين الثرى في مثواهما الأخير في مزار الشهيد دليل ساروخان وسط ترديد الشعارات التي تمجد عظمة الشهداء وزغاريد الأمهات.