جيان زيغلر: على المجتمع الدولي دعم نضال حزب العمال الكردستاني

دعا رفيق درب تشي غيفارا ونائب رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، جيان زيغلر، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للنضال التحرري الكردي الذي يخوضه حزب العمال الكردستاني.

أجاب عالم الاجتماع السويسري جيان زيغلر، وهو الصديق المقرب للزعيم الثوري لأمريكا اللاتينية أرنستو تشي غيفارا ونائب رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال مشاركته في برنامج جدول أعمال أوروبا على فضائية ميديا الأخبارية والذي يقدمه سركان دميريل.

ولفت زيغلر الانتباه إلى نضال الشعب الكردي وتاريخه، وقال: "نحن نتحدث عن عام 2023، أي بعد 100 عام من معاهدة لوزان التي تم توقيعها في قصر رومين، وتعرض الشعب الكردي للخيانة في هذه المعاهدة، كان لدى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وودرو ويلسون، الذي قاد عصبة الأمم فكريا وسياسيا، مبدأ أن كل أمة ودولة يجب أن يكون لها الحق في تقرير مصيرها ومنحها الحكم الذاتي، وبهذه الطريقة، في عام 1920 في معاهدة سيفر، مُنح الشعب الكردي مكانة وطنية وحكماً ذاتياً، لكن بين عامي 1920 و 1923، خانت فرنسا وإنجلترا قرارات سيفر وحرمت الكرد من حقهم في تقرير المصير والجنسية، حيث يعتبر الشعب الكردي أقدم شعوب المنطقة وذو ثقافة غنية، وكردستان مقسمة بين 4 دول، أي بين العراق وإيران وسوريا وتركيا، وهذه كانت بداية مأساة الشعب الكردي.

أنا معجب بالشعب الكردي للغاية، وعلى الرغم من الضغوطات والقمع الذي تعرضوا له من قبل الدول الغربية، الموت، والآلام والسجن والاعتقالات، إلا إن الشعب الكردي خاض مقاومة وحافظ على هويته وثقافته ولغته وحركاته الاجتماعية مثل حزب العمال الكردستاني.

علاوة على ذلك، خاض الكرد حرباً لا مثيل لها ضد البربرية الجهادية، قاتل الآلاف من الكرد، الجهاديين البرابرة من أجل الدول الغربية والديمقراطية ومن أجلنا، وارتقوا إلى مرتبة الشهادة، أنا واثق من أن الكرد سينتصرون في النهاية ويحصلون على كردستان حرة، وهذا الأمر مؤكد.

حزب العمال الكردستاني هو حركة تحرر وطنية

وأوضح زيغلر أن حزب العمال الكردستاني هو حركة تحرر وطنية، وقال: "إنها حركة تحرر وطنية، مثلها مثل المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، حزب العمال الكردستاني هو حركة تحرير تتكون من العديد من المقاتلين الشجعان، وخاصة النساء، على سبيل المثال، بفضل المقاتلين الكرد، تم إنشاء مجتمع ديمقراطي في روج آفا حيث يتمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية، فهذا وضع استثنائي ونموذجي للعالم بأسره، تمثل روج آفا مجتمعاً ديمقراطياً وحراً ومتساوياً وهي نموذج للعالم.

مرة أخرى، يعتبر أسر عبد الله أوجلان وقطع علاقاته مع حزب العمال الكردستاني فضيحة، إن القمع والضغط التي تنتهجها تركيا بحق الشعب الكردي جريمة مطلقة، تركيا لم تتسبب باستشهاد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الأبطال فقط، بل تسببت بقتل العديد من الرجال والنساء والأطفال ومعاناتهم، ويستمر هذا الوضع بدعم من الدول الغربية، وتركيا عضوة في الناتو.

وبدلاً من إجبار أردوغان على الاعتراف بحق الكرد في تقرير المصير وحرية الهوية الثقافية والحقوق الديمقراطية، فإن الدول الغربية تدعمه على ذلك، كل حكومة قادمة تطبق سياسات أكثر عنفاً، وأكثر قسوة، وأكثر غباءً ضد الكرد، والدول الغربية ما زالت تلتزم الصمت حيال هذا الوضع.

الدول الغربية تخون الشعب الكردي

هذه خيانة أخرى تقوم بها الدول الغربية بحق الكرد، حيث خاض الكرد نضالاً كبيراً من أجل انقاذ الدول الغربية من الجهاديين، لقد قاتلوا بشجاعة ضد هذه البربرية، لكن بعد الحرب، تركت الدول الغربية الكرد وشأنهم، وحتى اليوم، من أجل منع الجهاديين من العودة إلى الدول الغربية، قام الكرد باعتقال هؤلاء الجهاديين، لكننا نرى أن الدول الغربية تخون الكرد مرة أخرى.

حيث سحب الأمريكيون قوتهم الكبيرة من المنطقة، وتسمح الدول الغربية لأردوغان بمهاجمة الأراضي الحرة للكرد، كما تسمح بمهاجمة روج آفا بأكملها.

وصرح زيغلر بأن موقف المجتمع الدولي في قضية الكرد غير مقبول، وقال إن "استخدام الأسلحة الكيماوية ومهاجمة المدنيين هي جرائم ضد الإنسانية، إذ استخدم صدام حسين أول سلاح كيماوي ضد الكرد في شمال العراق، في وقت لاحق، في سوريا، استخدم بشار الأسد الأسلحة الكيماوية، إلا إن الرئيس أوباما وفرنسا لم يقولا شيئاً عن استخدام الأسد لهذه الأسلحة بل التزما الصمت".

لو كان تشي غيفارا على قيد الحياة لكان تضامن مع مقاومة الشعب الكردي

ولفت زيغلر الانتباه إلى أنه لو كان تشي غيفارا على قيد الحياة اليوم لكان مع الشعب الكردي وقدم الدعم لهم.

كما أشار إلى وضع زعيم القائد عبد الله أوجلان، وقال إن "هذه الممارسات ضد عبد الله أوجلان هي جريمة ضد الإنسانية، كان ينبغي أن يمثل أردوغان أمام المحكمة الجنائية الدولية وأن يُحكم عليه منذ فترة طويلة، القائد الشرعي للشعب الكردي ونضاله هو عبد الله أوجلان، على المجتمع الدولي أن يقف ويطالب بإطلاق سراح عبد الله أوجلان".

من هو جيان زيغلر؟

ولد جيان زيغلر عام 1934، إنه سياسي مناهض للعولمة وعالم اجتماع، شغل منصب المقرر الخاص في الأمم المتحدة بشأن الحق في الغذاء في العالم، بصفته مقرراً خاصاً، درس الوضع الغذائي في العديد من البلدان (النيجر، أثيوبيا، الهند، بنغلاديش، منغوليا، البرازيل، فلسطين، بوليفيا، كوبا، غواتيمالا، إلخ) وقدم تقريراً عن الوضع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنذ عام 2009، شغل زيغلر منصب نائب رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

يعتبر زيغلر من أهم المفكرين السويسريين وقد ترجمت كتبه إلى عشرات اللغات.