استهدف جنود جيش الاحتلال التركي في 20 أيلول 2018، مجموعة من الأطفال أثناء لعبهم بكرة القدم في قرية خراب كورت، على الحدود الفاصلة بين شمال كردستان وشمال وشرق سوريا، والواقعة على بعد 10 كلم غرب مدينة قامشلو، وعلى إثره أصيب الطفل عبد الله برزان بطلقة متفجرة في البطن أثرت بشكل مباشر على عموده الفقري.
وبعد إصابة الطفل عبد الله برزان نقل إلى مشفى فرمان لتلقي العلاج، ونظراً لسوء حالته الصحية، أسعف إلى جنوب كردستان (باشور) لتلقي العلاج، لكن الوضع المادي للعائلة لم تساعدهم في تسديد تكاليف العلاج الباهظة في مشافي جنوب كردستان. لذلك اضطرت العائلة العودة إلى مدينة قامشلو بعد 17 يوماً، حيث أجرى عدد من الأطبّاء المُختصّين في الجراحة الظّهريّة عمليّة لتثبيت فقرات ظهره، وكانت والدته تشرف على رعايته صحياً وتمرينه فيزيائياً وتساعده في السير على قدميه، على أمل عودته كما كان قبل الهجوم التركي لاستكمال دراسته.
الرصاصة الّتي اخترقت جسد الطفل عبد الله برزان الصغير، وأوقفت عمل الكثير من أعضائه المعويّة والظهرية، حيث أصابت كليتيه الاثنتَين جراء دخول الطّلقة من النّاحية السّفلية من بطنه وخروجها من النّاحية اليُمنى، بالإضافة إلى إصابة عصب المثانة، وفقرتين قطنيّتين ممّا أثّر على النّخاع الشوكي في العمود الفقري.
وقالت والدة الطفل هيفاء محمد في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة هاوار للانباء في قامشلو صباح اليوم: "نقلناه (عبد الله برزان) إلى دمشق مؤخراً لأن حالته الصحة بدأت في التراجع من جديد، وكان يعاني من التهابات حادة بسبب إصابته ولكنهم لم يستطيعوا إنقاذه".
وبعد معاناة طالت قرابة 5 أعوام، فارق الطفل عبد الله برزان، الذي يبلغ من العمر 12 عاماً أمس حياته، متأثراً بجراحه التي خلّفتها فوهات أسلحة المحتل التركي.