الإعلان عن نتائج اجتماع اللجنة الدبلوماسية المشتركة للأحزاب والمنظمات السياسية الكردستانية

أعلنت اللجنة الدبلوماسية المشتركة للأحزاب والمنظمات السياسية الكردستانية ولجنة العمل والأنشطة عن نتائج الاجتماع الخامس والعشرين الخاصة بالذكرى المئوية لمعاهدة لوزان.

عقدت اللجنة الدبلوماسية المشتركة اجتماعها الــــ 25 في الثالث من أيلول 2023، مع لجنة العمل والأنشطة، بمناسبة مئوية معاهدة لوزان، في مقر المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وكان هذا اجتماعاً مشتركاً، وحضر ممثلو الأحزاب والمنظمات السياسية الكردستانية، وأعضاء اللجنتين الاجتماع معاً وتم وضع خطة مشتركة.

تطرق الاجتماع في جدول أعمله إلى الوضع السياسي لكوردستان وخاصة التطورات الأخيرة في جنوب وغرب كردستان والوضع في كركوك ودير الزور وهجمات الدولة التركية على شمال وجنوب وغرب كردستان وخطورة التغيّر الديمغرافي التي تحصل في عفرين، وكما دارت النقاشات حول ذكرى ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" في شرق كردستان وتهديدات الدولة الإيرانية، والعزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان والسجناء السياسيين، والتغيرات والأحداث الأخيرة في كردستان والشرق الأوسط وموقف وتأثير نفوذ القوى العالمية في المنطقة، وبالإضافة إلى خطة العمل تمت مناقشة قرارات ونتائج المؤتمر الذي سميّ بــــــ "موقف شعب كردستان من الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان" والمهام الأخرى التي سيتم تنفيذها بمناسبة الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان.

بناءً على هذه المناقشات فإن الاجتماع يطرح النقاط التالية:

1- يسود الغموض على الوضع في عموم العراق وهذا الغموض يحمل معه مخاطر على وضع كردستان أيضاً. وبسبب الأزمة الكبيرة الذي يمر بها العراق، يجعل العديد من الأطراف الأجنبية تتدخل إلى شؤونها، ولسوء الحظ، فإن القوى الكردستانية ليست موحدة في ظل هذا الوضع الغامض، وفي هذا الوقت الحساس، كانت زيارة وزير الخارجية التركي إلى العراق مثيرة للاهتمام، وبعد زيارة وزير الخارجية التركي، حصلت أحداث غير مرضية في كركوك، أدت إلى وقوع أربعة ضحايا من المواطنين الكرد وإصابة العديد.

صحيح أن التركمان والعرب والآشوريين يعيشون في كركوك وأصبحوا جزءاً من سكانها، إلا أن كركوك جزء من كردستان وأغلبية سكانها من الكرد. الأحداث التي حصلت في كركوك مؤخراً ليست مألوفة، لا يمكننا النظر لهذه الأحداث باستخفاف، بل نعتبرها استمرار للهجمات بعد الاستفتاء التي حصلت في  جنوب كردستان، وتأتي هذه الأحداث والتطورات ضمن سياسة تأجيل حل المسائل الكردية المستمرة منذ فترة طويلة في كركوك وأماكن أخرى، ونعتبر بأن الدولة التركية وإيران والشوفينية العربية متورطة في هذه الأحداث، إن وقوع هذه الأحداث بعد زيارة وزير الخارجية التركي ليس من قبيل الصدفة، فالدولة التركية نفسها تطلق على هذه المدينة اسم مدينة التركمان وتتدخل في شؤونها منذ فترة طويلة. يجب على جميع الأحزاب السياسية الحالية في كركوك التعامل مع مدينة وسكانها بحساسية خاصة، وعلى كل الأحزاب والأطراف أن يضع مصلحة أهل كركوك فوق مصالحهم الخاصة، ويجب الحفاظ على سلامة وأمن كركوك، وأن تعيش جميع مكوناتها بسلام وطمأنينة.

وفي السياق نعزي عوائل الشهداء وشعب كردستان ونتمنى لهم الأمن والسلام، والشفاء العاجل للجرحى المتظاهرين، وندين بشدة كل الذين خططوا ونفذوا الهجمات على أهلنا في كركوك.

ويأتي هذا الهجوم ضمن سياسة تدمير الوضع الفيدرالي لجنوب كردستان. إذا لم نكن متحدين ككرد، فإن فيدراليتنا والعديد من إنجازاتنا يمكن أن تفشل، إن هجمات الدولتين التركية والإيرانية تعرض أمن المنطقة لمخاطر كبيرة. لقد أظهرت الهجمات في كركوك مرة أخرى أن المناطق الإقليمية في جنوب كردستان تتعرض للضغوط والتهديدات، وفي العديد من المناطق، تتغير التركيبة السكانية للمنطقة، وعلى جميع القوى الكردستانية أن تضع خلافاتها جانباً وأن تعمل معاً لحماية منجزات كوردستان.

2- بالتزامن مع الأحداث التي كانت تجري ضد أهلنا في كركوك، بدأ الأعداء بإرسال وتحريك مرتزقته في مدينة دير الزور الواقعة في شمال وشرق سوريا بهدف زعزعة الأمن والسلم الأهلي وضرب مكتسبات الثورة لشعبنا، ولم تقتصر الهجمات على دير الزور، بل وقعت أيضاً في منبج وعين عيسى وتل تمر، وأراد المرتزقة المهاجمون تصوير هذه الأحداث على أنها حرب بين الكرد والعرب، وفي حقيقة الأمر لا صحة لهذه الأقاويل، والذين يدعمون المرتزقة ويحرضونهم ضد مكونات المنطقة هم كلاً من النظام السوري والنظام الإيراني والاحتلال التركي، وهذه هي خطتهم هزيمة ثورة "روج آفا" وقد تم الاتفاق على هذه الخطط في اجتماعاتهم في أستانا وسوتشي، وهذه الخطة هي جزء من تعاون الغزاة خلال استفتاء جنوب كردستان.

لا يمكننا أن نتعامل مع أحداث دير الزور وكركوك بشكل منفصل، وفي الوقت نفسه، يتم تنظيم هذه الأحداث والهجمات في الجنوب (باشور) والغرب (روج آفا) لنفس الهدف وهو تدمير إنجازات الشعب الكردي، وكلا الحدثين مرتبطان ببعضهما ومركز تخطيطها واحدة وهو خطة المحتل. فكما أن أعداءنا يعملون ويتحركون معا، علينا أن نعزز وحدتنا في مواجهتهم وإحباط مخططاتهم.

تتواصل الهجمات ومخططات التغيّر الديمغرافي بحق أهلنا الكرد في عفرين، بالعلم أن قبل 6 سنوات كان سكان مدينة عفرين بغالبيتهم من الكرد، ولكن بعد غزو الدولة التركية تم طرد غالبية الكرد من عفرين ومن تبقى منهم في المدينة يتعرضون لضغوطات كبيرة. سلمت الاحتلال التركي مدينة عفرين بعد غزوها لمرتزقتها، وهم بدورهم استولوا على الممتلكات الكردية بالقوة، وأحضروا العديد من العرب والتركمان إلى عفرين، وبهذا الشكل تغيرت التركيبة السكانية في عفرين، وحدث الشيء نفسه في "سري كانيه وكري سبي" والمناطق المحتلة الأخرى، إن ما يحدث في هذه المناطق المحتلة هو جرائم ضد الإنسانية، وعلى جميع الكردستانيين أن تنظر إليها كوضع خاص وتحرريها من قبضة الاحتلال.

ومن أجل مواجهة هذه المخططات والهجمات، يجب علينا حماية "روج آفا" وجميع مناطق شمال وشرق سوريا، ويجب إنشاء مظلة حماية دولية لروج آفا، ومن أجل منع هجمات الدولة التركية، والوقوف بوجه تدخلاتها العدائية ولكي تصبح "روج آفا" منطقة آمنة (منطقة حظر طيران)، نحن بحاجة إلى عمل شامل وخاص، وكما يجب إخراج قوات الاحتلال التركي من كافة أراضي روج آفا، لضمان عودة آمنة للمهاجرين إلى أماكنهم ومناطقهم، ويجب المطالبة بدخول قوة دولية على الحدود تحت رعاية الأمم المتحدة، وهذا الموضوع هو مطلبنا الرئيسية في جميع الاجتماعات الدبلوماسية التي نجريها.

3- بعد استشهاد الفتاة الكردية جينا أميني تحت التعذيب على يد قوات النظام الإيراني في شرق كردستان، اندلعت المظاهرات حاشدة وواسعة في عموم إيران بقيادة نسائية، تحت شعار "المرأة - الحياة - الحرية" ضد ممارسات القمعية للنظام للإيراني، وخلال هذه المظاهرات، هاجمت قوات النظام الإيراني الناشطين بوحشية، وفقد في هذه الهجمات مئات الأشخاص حياتهم، وأصيب الآلاف، وكما اعتقل عشرات الآلاف، ولا يزال مصيرهم مجهول لغاية الآن، وكما تم إعدام العديد من الناشطين وما زالت هذه الإعدامات مستمرة.

لأكثر من 40 عاماً، تنتهك جمهورية إيران الإسلامية حقوق المرأة والحقوق الديمقراطية لجميع الشعب الإيراني، وتقوم بإخضاع المعارضة. لقد أصبحت إيران سجناً مفتوحاً بالدرجة الأولى للنساء ولجميع الشعب الإيراني. إن الشعب الإيراني غير راضٍ عن النظام الإيراني ويطالب بالحرية والدولة داليمقراطية، والمظاهرات التي أندلعت بقيادة المرأة هي مؤشر واضح على عدم الرضا بالنظام الإيراني.

ننظر في اجتماعنا إلى مطالب الشعب ورغباته في الحرية وإقامة دولة ديمقراطية حق ومشروع، وكما يدعم اجتماعنا المتظاهرين وكافة الناشطين، ويدين هجمات النظام الإيراني على الاحتجاجات وإعدام الناشطين.

مؤخراً، تزايدت تهديدات الدولة الإيرانية ضد القوات الكردستانية، وتهدد إيران قوات شرق كردستان بإلقاء أسلحتها وإخلاء قواعدها في الجنوب بحلول 19 أيلول الجاري، ونعتبر هذا الوضع خطير وغير مقبول بالمطلق.

ويدعو الاجتماع جميع الأحزاب والمنظمات السياسية الكوردستانية إلى تشكيل جبهة في أسرع وقت ممكن والتحرك ضد الهجمات.

 

ويدعو الاجتماع كافة قوى المعارضة الإيرانية إلى تشكيل جبهة مشتركة لبناء دولة حرة وديمقراطية والخروج بصوت واحد ضد النظام.

والآن تقترب ذكرى ثورة "المرأة - الحياة - الحرية" ويحل الذكرى يوم 16 أيلول، ويستعد الشعب الإيراني في الداخل والخارج لهذه الذكرى، ويدعو الاجتماع الكرد والشعب الإيراني بأكمله إلى المشاركة في فعاليات الذكرى ودعم ثورة "المرأة - الحياة - الحرية" بكل السبل الممكنة. كما يدعو الاجتماع القوى الديمقراطية في العالم إلى عدم ترك الشعب الإيراني بمفرده ودعم الناشطين ضد الطغاة.

4- الدولة التركية هي العدو الرئيسي للشعب الكردي، فهي تهاجم كافة أنحاء كردستان وهي تترأس الدول في احتلال المناطق، وتقوم بأعمال عدائية ضد الشعب الكردي في جميع أنحاء العالم. تعمل الدولة التركية على زيادة احتلالها تدريجياً لجنوب كردستان، هذا الهجوم والاحتلال لا يقتصر فقط على مناطق "ماتينا وزاب وأفاشين" بل تمتد في الوقت نفسه إلى بعشيقة، شنكال، كركوك، مخمور، وصولاً إلى بانجاوين وجمجمال وكفري، وفي الوقت نفسه، تهاجم غرب كردستان يومياً وتجهز نفسها لغزو أوسع، هدف الاحتلال التركي هو تدمير كل إنجازات شعب كردستان.

وفي الحرب ضد الكريلا، يستخدم الاحتلال التركي أسلحة كيميائية محظورة، مما أدى استشهاد العديد من المناضلين من أجل الحرية بالأسلحة الكيميائية. ويدعو الاجتماع، الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، وكافة المؤسسات الدولية ذات الصلة إلى عدم الصمت أمام هذا الوضع ومعارضة استخدام الأسلحة الكيميائية. كما يدعو الاجتماع كافة القوى والديناميكيات الكوردستانية إلى الخروج بشكل أقوى ضد هذه الهجمات والاحتلال، ورفع صوتها في الداخل والخارج.

إن المقاومة التي أبدتها والتي لا مثيل لها من قبل قوات الكريلا في مناطق "ماتينا وزاب وأفاشين" أفشلت جميع هجمات ومخططات الاحتلال التركي. ويهنئ الاجتماع ويحيي هذه المقاومة لقوات حرية كردستان.

5- العلاقات مع قوات الاحتلال حساسة ويجب أن تكون هذه العلاقات تكتيكية وطبقاً لمصالح الشعب الكردي، ولا يجوز التعاون بينها وبين الغزاة. ويدين الاجتماع جميع أشكال التعاون إن حصلت بين قوة كردية أو جزء من كردستان مع الغزاة والذي تعتبرها من الخطوط الحمر لديها وينبغي أن تحاكم عليها.

6- شنكال جزء من كردستان، وهي تتعرض لهجوم من جهات عديدة، يجب على كافة القوى الكوردستانية أن تتصدى لهجمات الغزاة في سبيل حماية شنكال. يجب حماية هوية الإيزيديين في شنكال، ويجب ألا تتضرر ديمغرافية شنكال، وعلى شعب شنكال إدارة شؤونه بنفسه.

7- لم تصل أي معلومات من قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان منذ 30 شهراً، في الآونة الأخيرة، قبل عام، ذهبت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب (CPT) إلى إمرالي، لكنها لم تقدم أي معلومات حتى الآن، هذا وضع خطر للغاية، إن صمتْ اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب ومجلس أوروبا أمر غير مقبول، ونحن ندعو هذه المؤسسات إلى الوفاء بمسؤولياتها في أقرب وقت ممكن، كما ندعم حملة الحرية للقائد عبدالله أوجلان وندعو كافة أبناء الشعب الكردي وأصدقاء الكرد للانضمام وتعزيز هذه الحملة.

8- نحن في مئوية توقيع معاهدة لوزان، قبل قرن من الزمان، في مؤتمر دولي، تم تقسيم بلادنا إلى أربع دول محتلة، إن معاهدة لوزان هي وثيقة إبادة جماعية بالنسبة لنا ولشعبنا الكردي، نحن كشعب كردي لا نقبل هذه الاتفاقية السوداء ونقف ضد وثيقة الإبادة بكل ما أوتينا من قوة، ومن أجل القضاء على وثيقة الإبادة، ومنع فرض اتفاقيات مثل اتفاقية لوزان علينا مرة أخرى، قمنا بالكثير من العمل وقمنا بتنفيذ العديد من الأنشطة خلال هذا العام.

ومؤخراً، قمنا بتنظيم مؤتمر كردستاني كبير في نفس الوقت وفي نفس المدينة في مدينة لوزان تحت عنوان "موقف شعب كردستان في الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان"، قمنا بمسيرة كبيرة وتجمع حاشد، وتم خلال اللقاء تقييم المؤتمر وكافة فعاليات الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان بشكل تفصيلي ووضع خطة لتنفيذ قرارات المؤتمر، واعتبر المؤتمر ناجحا بشكل عام، وتم تقديم الشكر للمنظمين والعاملين والمشاركين.

تتواصل أعمال وأنشطة الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، في جدول أعمالنا تحقيق الشكل الدولي (مؤتمر – trîbûnal). في مؤتمر لوزان، عرضنا موقف ورأي الشعب الكردي أمام الرأي العام. نريد أن يكون لدينا شكل عالمي كبير بمستوى وحجم مؤتمر لوزان، وبهذا الشكل نريد تقييم نتائج هذا " الوثيقة السوداء" في كردستان وفي المنطقة تقييماً أكاديمياً وقانونياً، على المستوى الدولي، ونقل نتائجه إلى العالم.

ولكي لا نبقى في هذا الوضع السيئ طوال القرن المقبل، يجب علينا أن نعزز وحدتنا ونجعل أصواتنا مسموعة في جميع أنحاء العالم، ولهذا ندعو كافة الإدارات والقوى والمؤسسات والأحزاب والمنظمات الكردستانية وجميع أبناء شعب كوردستان إلى دعم لجنة العمل والأنشطة الخاصة بمئوية معاهدة لوزان والانضمام إلى العمل والأنشطة ضد هذه الوثيقة السوداء.

9- نحن كلجنة الدبلوماسية المشتركة للأحزاب والمنظمات السياسية الكردستانية ولجنة العمل والأنشطة الخاصة بالذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، ندعو جميع الأحزاب والمنظمات السياسية الكردستانية إلى الانضمام إلى اللجنة الدبلوماسية المشتركة للأحزاب والمنظمات السياسية الكوردستانية ولجنة العمل والأنشطة الخاصة بالذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، ولنحقق العمل الدبلوماسي لكردستان ونتخذ إجراءات ضد معاهدة لوزان معاً”.

وبعد تقييم الوضع السياسي تم تقديم معلومات عن العمل المنجز على المستوى الدولي، وكما تم تقييم العمل بشكل عام، وبعد هذه المناقشات تم تقديم التوصيات بشأن الخطة المستقبلية ووضع مسودة خطة للمستقبل.

وفي الوقت نفسه، كان جدول الأعمال الرئيسي في المؤتمر هو تقييم وضع "روج آفا" وتنفيذ قرارات المؤتمر فيها. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة التخطيط والأنشطة الأخرى الخاصة بالذكرى المئوية لاتفاقية لوزان بالتفصيل، وتمت مراجعة التخطيط وإضافة بعض النقاط الجديدة.