أهالي قامشلو والحسكة يستنكرون المجازر المرتكبة بحق العلويين
خرج أهالي مدينة قامشلو والحسكة بمسيرة جماهيرية حاشدة تنديداً بالمجازر التي اُرتكبت بحق العلويين في مدن الساحل الغربي من سوريا، ودعوا إلى ضرورة تشكيل لجنة لحماية الشعب السوري.
خرج أهالي مدينة قامشلو والحسكة بمسيرة جماهيرية حاشدة تنديداً بالمجازر التي اُرتكبت بحق العلويين في مدن الساحل الغربي من سوريا، ودعوا إلى ضرورة تشكيل لجنة لحماية الشعب السوري.
خرج المئات من أهالي قامشلو، عامودا، وتربسبيه تقدمهم بعض العلويين القاطنين في مقاطعة الجزيرة، في مسيرة جماهيرية للتنديد بالمجازر والانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين في الساحل السوري، مطالبين بالتعايش السلمي والعيش المشترك في سوريا.
انطلقت المسيرة، من دوار سوني، وسط رفع الجموع صوراً للطالبة شيندا عادل كشو التي فقدت حياتها جرّاء إصابتها برصاصة طائشة في مدينة اللاذقية في السابع من آذار الجاري أثناء الاشتباكات هناك.
وسار الجموع باتجاه دوار الشهداء وأصواتهم تهتف بشعارات "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، و"تعيش أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية" و "لا للطائفية والإقصاء"، وما أن وصل الجموع إلى الساحة حتى وقفوا دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء.
في غضون ذلك، ألقي بيان باسم مجلس مدينة قامشلو، قرئ باللغتين الكردية من قبل الرئيسة المشتركة للمجلس هيفي أحمد، وبالعربية من قبل الرئيس المشترك أحمد عبوسي.
وأكد البيان على رفض التحريض الطائفي وخطابات الكراهية، والتحذير من التصعيد الذي يعيد سوريا إلى حافة الهاوية، داعياً الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني للتدخل العاجل وفتح تحقيق دولي حول المجازر المرتكبة في الساحل السوري.
كما حثّ البيان سلطة دمشق على تبنّي نهج ديمقراطي يضمن حقوق جميع السوريين واحترام التنوع السوري، والتأكيد على تجربة الإدارة الذاتية كنموذج يحتضن جميع المكونات تحت مبدأ المواطنة والعيش المشترك.
في ختام المسيرة، ألقى بشار رغب وهو أحد المواطنين العلويين القاطنين في مقاطعة الجزيرة، قصيدة مؤثرة عن المجازر التي طالت أهالي الساحل ذات الغالبية العلوية.
الحسكة
شهدت مدينة الحسكة، اليوم، مظاهرة جماهيرية حاشدة نظمتها مكونات المدينة، وذلك تنديداً بالانتهاكات والمجازر التي ارتُكبت في مناطق الساحل السوري.
وانطلقت المظاهرة من أمام دوار الحمامة في حي تل حجر بمدينة الحسكة، حيث احتشد المئات من أبناء المدينة رافعين صور الضحايا ولافتات تستنكر الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في الساحل السوري مثل: "أهالي ومكونات الحسكة يستنكرون المجازر بحق أهلنا في الساحل السوري".
وتوجه المتظاهرون نحو دوار الشهيد سرحد في حي المفتي، حيث وقفوا دقيقة صمت تكريماً لأرواح الضحايا، قبل أن تُلقى عدة كلمات استنكرت الجرائم المرتكبة وطالبت بتحرك دولي عاجل.
وفي كلمة ألقتها عضوة مؤتمر ستار، بيان خليل، شددت على أن المجازر والانتهاكات التي شهدها الساحل السوري هي "جرائم غير إنسانية وغير أخلاقية، تتنافى مع جميع القيم الدينية والمبادئ الإنسانية".
وأضافت: "كما كان النظام السابق مستبداً وظالماً، فإن سوريا اليوم تواجه الأساليب والممارسات القمعية ذاتها، حيث تُرتكب الانتهاكات أمام مرأى العالم دون أي تحرك أو تنديد فعلي".
وناشدت بيان خليل، باسم مؤتمر ستار، المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم، محذرةً من أن استمرار هذه المجازر دون محاسبة سيشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات في مناطق أخرى.
ومن جهته، قال فرحان داوود، متحدثاً باسم مكونات مدينة الحسكة، إن الجرائم والانتهاكات التي تطال المدنيين لم تتوقف منذ بداية ثورة شمال وشرق سوريا. وأشار إلى أن المناطق التي احتلتها تركيا، مثل سري كانيه وعفرين، لا تزال تعاني من الانتهاكات المستمرة، والتي تندرج ضمن مخطط لتفكيك المكونات السورية وإعادة هيكلة المنطقة وفق الأيديولوجية العثمانية.
وأضاف داوود: "ما جرى في الساحل السوري ليس حالة منفصلة، بل يأتي ضمن سياق المجازر التي شهدتها عفرين وسري كانيه، والتي تتم بدعم مباشر من دولة الاحتلال التركي".
وفي ختام كلمته، شدد داوود على ضرورة تكاتف مكونات الشعب السوري والابتعاد عن الطائفية والعنصرية، محذراً من الوقوع في فخ المخططات التي تهدف إلى كسر عزيمة السوريين وإرادتهم في بناء وطن ديمقراطي جديد.
واختتمت المظاهرة بترديد شعارات تؤكد وحدة الصف السوري، وتحيي مقاومة الشعب في وجه الانتهاكات والمجازر، مع التأكيد على استمرار النضال ضد كل أشكال الظلم والتمييز.
هذا، وشهدت مختلف مناطق الساحل السوري منذ 6 آذار الجاري، جرائم تصفية بحق أبناء المكون العلوي، تسببت بفقدان أكثر من 800 شخص لحياته، بينهم عائلات بأكملها، وأغلب تلك المجازر تقف خلفها المجموعات المرتزقة التابعة لدولة الاحتلال التركي.