حيث انطلق موكب تشييع الشهداء الثلاثة من أمام مشفى الفرات وسط المدينة باتجاه مزار الشهداء جنوب المدينة، وذلك بمشاركة كل من أهالي مدينة منبج وذوي الشهداء وشيوخ ووجهاء العشائر وأعضاء وعضوات المؤسسات المدنية والعسكرية والمؤسسات واللجان التابعة لها والمؤسسات الخاصة بالمرأة والمجالس والخطوط والأحزاب السياسية.
ولدى وصول موكب التشييع إلى مزار الشهداء، قدم قوى الأمن الداخلي عرضاً عسكرياً ومن ثم وقف الحضور دقيقة صمت أجلالاً لأرواح الشهداء.
ومن ثم ألقيت كلمة باسم مجلس عوائل الشهداء من قبل العضو في مجلس عوائل الشهداء في مدينة منبج حسن حسين، قائلا: "تعجز الكلمات عن وصفكم أيها الشهداء، نقف اليوم وقفة عز وافتخار بكم اليوم نهنئ شعبنا بأبنائه الذين التحقوا بقافلة الشهداء التي لم ولن تنتهي الا بحرية وكرامة الوطن، وقدموا أغلى ما عندهم من أجل سلامة شعبهم ووطنهم، أنتم من تكتبون التاريخ بدمائكم الزكية في كل قطرة دم سالت من أجسادِكم هي رسالة موجهة الى أعدائنا إما أن نعيش بكرامة أو نموت بشرف".
وأضاف بأن "تحية الى الأمهات اللواتي ما زالوا يلدن الأبطال تحية إلى الأطفال الذين يفتخرون بمنجزات آبائهم، فاليوم تسطع علينا نجوم جديدة لتزيد نور سمائنا وترشدنا إلى طريق الحرية، اليوم نودع الشهداء الأبطال الذين كانوا صامدين على الجبهات يحمون أرضهم وعرضهم بأغلى ما يملكون، الذي طالتهم يد الغدر الذين يدعون الإنسانية في العلن وهم بالحقيقة يتاجرون بدماء الشعوب وهمهم الوحيد هو زرع الفتنة بين ابناء الوطن، وختاماً نقدم أحر التعازي لنا ولشعبنا والصبر والسلوان لذوي الشهداء".
وتلاها كلمة باسم قوى الأمن الداخلي في مدينة منبج المقدم محمد حمادة عزيز" كما تعودنا دائماً نقف هنا مدنيين وعسكريين رجال ونساء كبار وصغار لنودع كوكبة من أبطال مدينة منبج، ومن أرض السلام وبعزيمة رجال حملوا راية الأمن والسلام وأناروا بتضحياتهم حياة الشعوب على مر الأعوام في أرض هيئها الله لتحتضن رجالاً عجزت عن وصفهم الحروف ويقف عن أقدامهم أي كلام".
وأضاف بأن "من هنا نقول لكم أيها الجمع الكريم إن كانت السماء تتباهى بشمسها وقمرها فأن الأرض تعتز وتفتخر باحتضان شهدائها الذين كانو خير عون لشعبهم، واثبتو انهم أفضل من يحافظ على امنهم واستقرار مناطقهم، واليوم كما الأمس وكل يوم يأبى رجالنا في الأمن الداخلي لا أن يختموا حياتهم ومسيرتهم بعبق الشهادة ليتصدر ذكراهم في كل مجلس أعلى مراتب الشرف والنضال شهدائنا الأبطال "احمد " و" حسون "و " ياسر "و" جمعة "، رحلتم عنا بجسد طاهر لتبقوا في قلوبنا فخرا لنا فالترقد روحكم بسلام المجد والعلياء لكم".
ومن ثم ألقت كلمة باسم الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها ضحى الجاسم قالت فيها بأن "بداية نعزي أنفسنا ونقف إجلالاً وإكباراً لشهادة رفاقنا، ونقف هنا كمجتمع قوي ومتحد نعبر عن فخرنا واعتزازنا بتلك الأرواح النبيلة التي ضحت من أجلنا متعهدين بالاستمرار في النضال من أجل السلام والعدالة، ومتذكرين دائماً أن تضحياتهم لن تذهب هباءً، بل ستبقى تلهمنا وتحضرنا لبناء عالم أفضل لأجيالنا المستقبلية".
واضافت بأن "شهدائنا الأبطال الغائبون الحاضرون عرفكم أهلكم ورفاقكم مثالاً للشجاعة والإقدام والتضحية وعزة النفس وأصحاب قلوب عامرة بالمزايا الحميدة، فأرقدوا قريري العين، أيها الأبطال إن رفاق السلاح من بعدكم على الدرب سائرون فكم من أحياء هم في الحقيقة أموات لا ذكرى لهم ولا أثر، يد الغدر والإجرام التي لا تعرف دنيا ولا رحمة ولا حضارة امتدت لتطال مساحة الأمن باستهدافكم، فكان استشهادكم أعظم تضحية يعي لها الوطن أجلالاً فالشهداء هم من يصنعون مجد الأوطان وكرامتها".
واختتمت مراسم تشييع الشهداء الثلاثة "جمعة إبراهيم الحسين"، "ياسر حسون المصيطف"، "أحمد محمود السليمان"، بقراءة وثيقة شهادتهما من قبل العضو في مجلس عوائل الشهداء في مدينة منبج محمود العيدو، وتم تسليمها لذويهم، ومن ثم يوارى بعدها جثمانهم الثرى وسط زغاريد الأمهات.