قالت المقاتلة في وحدات المرأة الحرة ـ ستار، التي قاتلت ضد هجمات الأسلحة الكيماوية للدولة التركية لمدة 47 يوماً في أنفاق الحرب في منطقة الشهيد برخدان في ساحة المقاومة للشهيد شاهين في زاب، "سننتقم لجميع الشهداء، نريد من شعبنا أن يعرف العدو بشكل أفضل، وأيضاً معرفة كيف يقاتل مقاتلو الحرية والكريلا في الجبال، لأن هناك الآلاف من آفزم وباكر في هذا الحزب، ويجب على الجميع من عمر 7 سنوات وحتى 70 سنة أن يفعلوا كل ما بوسعهم ضد العدو".
وتحدثت زيلان آفرين كيف استخدم جيش الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية والقنابل المحظورة، ونوع جريمة الحرب التي ارتكبها:
"اسمي زيلان آفرين، أنا من عفرين في روج آفا، عائلتي هي عائلة وطنية، إن الهجوم على عفرين في عام 2017 كان له تأثير كبير عليّ، في الحقيقة، أن الدولة التركية كانت تشن هجماتها على الجميع ولم تفرق بين الاطفال والنساء والرجال، وشعرت بالعجز خاصة عندما ضرب المرتزقة والدتي مرة، وهذا ما أثر بي، وكان حجة لي للانضمام الى صفوف الكريلا، بعد بقائي في الجبال لعدة سنوات، وبعد فترة، توجهت إلى منطقة زاب، وفيها أخذت مكاني في منطقة الشهيد شاهين لانها تعتبر مكاناً استراتيجياً، بعد وصولنا بدأنا الاستعداد للعملية، قمنا بالاستعدادات من حيث التمركز والمواقع، حدث ذلك بالفعل على مستوى ما في تلة الشهيد شاهين، سواء من حيث الكهف والتضاريس، تم إجراء الاستعدادات مثل بناء الملاجئ، جمع المياه وتخزين الطعام والذخائر، ربما لم تكن هناك فرصة كبيرة، كانت الفرصة قليلة، في الحقيقة، لم يكن هناك ماء في منطقة الشهيد شاهين، كنا نجمع الماء قطرة قطرة، أثناء هطول الأمطار كنا نفرش النايلون لجمع الماء، ومع ذلك كنا 7 رفاق ننجز جميع المهام بشكل جماعي ونعمل معاً سواء ببناء الخنادق، عمل الكهوف وتخزين الطعام، أو الاستعدادات لبناء الخنادق في الخارج، وكان يتطلب بذل مجهود كبير في تلك العملية، وقام كل رفيق بهذا العمل برغبة، محبة وإرادة كبيرة، كانت جهودنا أنه إذا جاء العدو إلى منطقة الشهيد شاهين، يمكننا هزيمته هناك وعدم السماح له بدخول أراضينا، واحتلال مكان ومواقع الكريلا، لذلك كان على هذا المستوى. كان ادعاء كل صديق أنه إذا جاء العدو، فسنقوم بالتأكيد بهزيمته هنا، في تلك اللحظات كنا نفكر في شعبنا، قائدنا و رفاقنا الشهداء، وهذا ما سمح لنا بالعمل بجدية أكبر، لأن الرفيق باكر قال ذلك بنفسه، قال "الشعب يستحق أن نضحي بأرواحنا من أجله"، وهناك مقولة للقائد: "إذا لم تبذل جهداً في الحياة ، فسوف تسفك الدماء في الحرب"، بسبب ذلك، الجهد الذي كنا نبذله، كان من أجل هذا الشعب، وسنفعل كل شيء من أجل قائدنا، عندما رأينا رفاقنا يعملون بجانبنا بإرادة ومحبة كبيرة، أردنا أن نصعد وتيرة عملنا.
بدأت العملية الاحتلالية في زاب في 14 نيسان ، حيث بدأت عبرالجو والأرض ، وعندما بدأت العملية كان علينا الاستعداد للخندق وكان الاستعداد موجوداً لدى جميع الرفاق كأعضاء في تلة الشهيد شاهين ، وأراد كل رفيق استقبال هذه العملية بهذه الطريقة، عندما اتى العدو، أراد انزال قواته في منطقة الشهيد شاهين لكنه لم يستطيع، لأننا كنا نقوم باستهدافه دائماً، وكان العدو يتراجع بسبب الضربات، ولم يستطيع التقدم ، في الليلة الأولى كانت هناك هجمات جوية بواسطة الطائرات قبل أن يأتي العدو، وفي الصباح وبعد الهجمات الجوية كان العدو متواجداً في ساحة الشهيد شاهين، وعندما رأينا العدو في المنطقة قمنا بالعمليات، لأنه كان يريد الاقتراب من خنادق الحرب ، ولكنه لم يستطيع، لأننا كنا نوجه لهم الضربات ونقوم بالعمليات، وفي نفس الوقت قاموا بالهجمات ، لانهم في الحقيقة لم يتمكنوا من مواجهتنا ، حيث كانوا يهاجموننا بتقنياتهم وبالأسلحة التي يملكونها، كانوا يهاجموننا بالمتفجرات، والمواد الكيماوية وبالتقنيات المتطورة والقنابل المحظورة، كان لهذا تأثير كبير، وعلى الرغم من أمكانياتنا المحدودة، كنا نقوم بحماية أنفسنا .
كنا أربعة رفاق دخلنا إلى الخندق مباشرة، رأينا بأن هناك جنوداً في الخارج، كانوا يستهدفون أنفاقنا بالقنابل وأسلحة القنص وكنا نرد عليهم بالأسلحة الفردية، قمنا بعدة عمليات ضدهم، كانت عملياتنا قوية ،وكنا نهاجم بالكلاشنكوف فقط، لكنهم لم يكونوا كذلك فقد كانوا يحاربون بكل التقنيات التي كانت لديهم، لكنهم لم يتمكنوا من إرادة حزب العمال الكردستاني، كان العدو يهاجم بكل أنواع الأسلحة التي يمتلكونها بالقنابل ، بالمواد الكيماوية، بطائرات الاستطلاع، لا يمكننا القول إنهم هاجموا بالأسلحة الموجودة في أيديهم فقط، بل هاجموا بمروحيات الكوبرا، سكورسكي ، بطائرات الاستطلاع، بالطائرات والمتفجرات، وبالأسلحة الكيماوية، كانوا يهاجموننا بكل إمكانياتهم وقوتهم، لكننا لم يكن لدينا سوى الكلاشنكوف لمهاجمتهم.
عندما كنا نقوم بالعمليات كانوا يريدون المجيء للخنادق، لم نسمح لهم بالتوغل، كانوا يلقون الصعاب، ولأنهم لم يتمكنوا من الاقتراب ، كانوا يضربونها بالطائرات ومروحيات الاستطلاع وأسلحة القنص ، وكانو يلقوا القنابل على على النافذة حتى نتمكن من الابتعاد عن النافذة لكي يتمكنوا من الوصول إليها، بعد ثلاثة أيام من التفجيرات التي بدأوا بها كنا قد قمنا بعدة عمليات في اليوم ، عندما كنا نقوم بالعمليات كانو يلقون بالمتفجرات، ذهبنا للسيطرة على النوافذ، والخنادق فلم نرى شيئاً ، وعندما ابتعدنا عنها للحظات قام العدو بالتفجيرات الكبيرة، التفجير الذي قاموا به كان له تأثير كبير، كما تضرر الخندق كثيراًن لقد أثر علينا أيضا، وعندما حدث الانفجار كان المكان الذي كنا فيه على شكل مثلث كنت جالسة على ركبتي ، وأتكأ على الحائط ، وكانت رفيقي باكر جالساً أمامي ، وعندما وقع الانفجار تتطايرت أنا ورفيقي باكر كل واحد إلى جهة ، وتألمت عظامنا وأجسادنا كثيراً عندما اصطتدمنا بالحائط ، وفي الحقيقة دخان التفجير أثر كثيراً، حيث كان المرء يلاقي صعوبة في أن يأخذ نفساً ، وعل الرغم من أنني لم أكن استطيع المشي إلا أن الرفيق باكركان مفقوداً وذهبت إلى المكان الذي كان يجلس فيه الرفيق باكر ولكنه لم يكن هناك ، وتقدمت إلى الأمام فوجدته لى الأرض فمسكت بيده ولاحظت بأنه تلقى ضربة في الرأس ، حيث اصطتدم راسه بالحائط، لقد تألم الرفيق باكركثيرا، لانه اصطدم بقوة بالحائط، حيث تهاوت جميع الأشياء الموجودة في المنطقة من حجارة وتراب وغيرها مع الانفجار، وعندما نزلنا إلى الطابق السفلي ، رأينا بأن الرفيق قد فقد الوعي ، كان يتألم في الحقيقة، عند محاولة النزول إلى الأسفل لم نستطع النزول فقمنا بالتزحلق للوصول إلى الرفاق هناك، وعند وصول الرفيق باكر إلى الغرفة غاب عن الوعي، ولم يكن لدينا أمكانبات صحية لكي نعالج رفيقنا، وعالجناه حسب الإمكانيات الموجودة ، لم يكن لدينا الكثير من الأدوية التي يمكن أن تنقذ حياة الأشخاص ، الذي كان لدينا لكي نقف على أقدامنا هم الرفاق ، هو الاهتمام ببعضنا والمحبة، كان لهذا تأثيراً كبيراً علينا، وعندما عالجنا راس الرفيق باكر، رأينا بأن أذناه كان معبأ بالتراب، وكان يتألم من إصابته ، ولم يكن يستطيع الوقوفكلما أراد كان يتألم ويدوخ ، وعندما كنت اهتم بالرفيق باكر لم احس بألمي ولكنني كنت اعرف بأنني لا استطيع المشي كثيراًن وبعد أن عاد الرفيق إلى وعيه أدركت أن المادة المتفجرة كيف لها أن تؤثر علينا وتؤلمنا، وجعلت عظامنا قاسية ولا يمكننا الحركة وكان هناك ألماً عجيباً ، واعتقد أن هذا يحدث عندما يصطدم المرء بالحائط .
بعد أن سكبنا الماء على رأس الرفيق باكر، واهتممنا به، أعطيناه الماء ليشرب حتى يتمكن على الأقل التخلص من الغبار في حلقه، عندما رأينا هذا الاهتمام مع بعضنا البعض، سمح لنا بمهاجمة العدو مرة أخرى، ولم يتمكن العدو من القدوم، قد يفجر المتفجرات، ويهاجمنا بكل تقنياته الكبيرة، وقد يعتقد ذلك، لكنه لا يستطيع بسهولة احتلال أرضنا، أو أخذ مواقعنا منا، كانت جهودنا بأننا سنقاتل مهما كان الأمر، على سبيل المثال، كان يقول الرفيق باكر دائماً، " يا رفاق بغض النظر عما يحدث، ومهما كان الأمر صعباً، حتى لو تم تهددينا، سنقاتل هذا العدو، ولن نسمح له بدخول هذا المكان بسهولة"، وكان يقول دائماً، 'إذا كانوا بشراً، فسوف يأتون ويقاتلون وجه لوجه، لكنهم ليسوا بشراً"، فإنهم يهاجموننا بتقنياتهم وبأكبر قدر من الوحشية، قوتهم هي التقنية ، لكن قوتنا هي إيماننا بالقائد، لم يكن لدينا الكثير من التكنولوجيا المتطورة، إنها مجرد كلاشنكوف، لكن تلك الروح الرفاقية، الفكر والإيمان هو أكبر تقنية بالنسبة لنا، كما يقول القائد بنفسه، "المرء هو أعظم تقنية"، لهذا السبب كانت مصدر قوتنا هي روح الرفاقية.
في الواقع، كان يواجهون صعوبة بدخولهم إلى الكهوف، على الرغم من أنهم كانوا يستخدمون المتفجرات والمواد الكيماوية، إلا أنهم واجهوا صعوبات، ورغم استخدامهم للمتفجرات والمواد الكيماوية لفترة طويلة، لكنهم لم يستطيعوا كسر مقاومتنا وإضعاف إرادتنا.
في اليوم الذي استخدم فيه العدو المواد الكيماوية، كنا وبعض الرفاق جالسين في غرفة الراحة، كان بعض الرفاق في نوبة حراسة في الممر، وكان بعض الرفاق ذاهبون إلى المطبخ لإعداد الخبز، في البداية استخدموا غاز الفلفل، عند استخدامه، قال جميع الرفاق أنه يجب علينا توخي الحذر من المواد الكيمياوية، وهذا الحديث كان قبل استخدامه بعد، لكن قبل استخدامه، اعتاد الرفاق التحدث عنه، وعندما يستخدم العدو المواد الكيماوية ، فإعلموا أنها ستخرج على شكل دخان على الأرض، وهذا التحذير كان يُعطى دائماً، لهذا السبب، تم استخدامه في آفاشين في العام الماضي، ولدينا خبرة أكثر أو أقل لمعرفة كيفية دخول المواد الكيمياوية، وكيف تحدث، وما هو تأثيرها، كان لدينا معرفة على ذلك، ففي اليوم الأول، عندما استخدم العدو غاز الفلفل، كان الرفاق يعطسون عند مكان نوبة الحراسة وغرفة الراحة، هكذا لاحظنا أن العدو قد استخدم شيئاً، ثم تحركنا واكتشفنا أنه استخدم غاز الفلفل، بالطبع تأثرنا بغاز الفلفل حتى اتخذنا احتياطاتنا، لم يكن لدينا الكثير من الفرص، لكننا اتخذنا الاحتياطات اللازمة، لكن تأثرنا به وكان تأثيره كان مثل الاختناق، وحرق حلق المرء لأننا استنشقناه كثيراً، كان يحرق وجوه المرء وعيونه، وتتسبب في ذرف الدموع، كما كان له تأثير كبير على المعدة والحلق، وكان مؤلماً وكأن قد أكلت فلفل حاد، ومع هذا التأثير، كان يؤلم رأس المرء، لكن تأثيره كثيراً كان على وجه المرء وكأنه محروقاً، فكان هذا هو تأثير غاز الفلفل.
بعد استخدام غاز الفلفل، بدأنا بتنفيذ العملبات، عندما نفذنا العملية، استخدم العدو المواد الكيماوية مرة أخرى، في البداية، كانت تنبعث منها رائحة مثل بلاستيك، قلنا إن العدو كان يحرق إطارات المركبات، وأشياء من هذا القبيل، كانت مثل حرق البلاستيك، كما كان لها تأثير أيضاً، كان الناس يزدادون ثقلاً ويضعفون، ثم استخدموا بعض الأنواع الأخرى، في كل مرة استخدموها كنا نستهدفهم، ولم نسمح لهم باستخدامها، كنا ننفذ عمليات ضدهم، بعد ذلك، استخدموا غازاً بطعم السكر المحروق، كان حلو المذاق، وعديم الرائحة، حقا كان لها تأثير أيضاً، تخيل بأنك تحرق السكر، وتستنشق دخانه، كان له تأثير سيء، بحيث يتسرع نبضات قلب المرء الناس، ويؤلم الرأس كثيراً، في الوقت نفسه، يضعف قدرة المرء، اعتاد المرء على الشعور بالخمول، وتشعر وكأنك ستسقط من قامتك، على الرغم من أنهم أثروا علينا لفترة قصيرة، فكان الأمر على هذا النحو، لفترة قصيرة كنا تحت تأثير هذا الدخان، اتخذنا احتياطاتنا على الفور، لكن غاز الذذ تم استخدامه بعد ذلك كان أصفر اللون، كان لونه أخضر فاتح، عندما كان يلامس مكاناً يتغير لونه قليلاً، ويبقى في جسم الإنسان، كان عبارة عن غاز يصيب الجروح بألم في الرأس والمعدة ويزيد من معدل ضربات القلب، وكانت مادة كيماوية فعالة للغاية، بحيث لم نتمكن من رفع أذرعنا على الرغم من أننا كنا نرتدي ملابس، فقد أصيبنا بجروح في ظهرنا وبطننا وأصابعنا، كما ظهر حول أصابعنا بثور صغيرة متقيحة، وكان يزداد سوءاً، عندما استخدم المادة الكيمياوية، أثر على الرفاق الثلاثة كثيراً، أنا بنفسي، عندما تأثرت بهذه المادة الكيماوية، تحدث الرفاق معنا وكنت أسمع أصواتهم، لكن لم أستطع الرد عليهم، ولا يمكنني الوقوف ايضاً، بحيث قام الرفاق بنقلي إلى مكاني، لم يمكن لدي القدرة على الرد، لأننا استنشقنا المادة الكيماوية كثيراً، كما أثر كثيراً على الرفيقة آفزم وشرفان، عندما كان العدو يهاجم بشكل متتالي وعلى عدة ايام، لم نتمكن بفتح باب الغرفة في بعض الأحيان لمدة ثلاثة أيام، عندما كان العدو يستخدم الكيماوي وكنا نغلق الباب، لم نكن نعاني فقط من المواد الكيماوية والمتفجرات، بل كان ينخفض مستوى الأكسجين أيضاً، لم نتمكن من الحصول على الأكسجين، لهذا السبب كنا نفقد القدرة على عمل أي شيء، وكنا نسقط من قامتنا، ولم نكون قادرين بأن نجلس، لهذا السبب كنا دائمًا مستلقين على الأرض، استمر هذا الوضع لمدة أسبوع تقريباً، بعد أسبوع حاول العدو الدخول مرة أخرى، سمعنا أصواتهم، واستمعنا لهم، وكانوا يتحدثون فيما بينهم، هناك، قال الجندي، لقد دخلنا النفق، دخلنا من الشمال، وقال جندي آخر، هنا يوجد سماعة، وكان ينفخ فيها، كما كان هناك ميكروفون صغير، لكن لأنهم كانوا خائفين للغاية من دخول النفق، فكانوا ينفخون فيه، كانوا يقولون، "لا أعرف ما إذا كان هناك ميكروفون ، سماعة ، كاميرا، لا أعرف ما هو هناك"، كانوا ينفخون فيها كثيراً، ومع ذلك، كانوا خائفين للغاية لأنهم لم يتمكنوا من الدخول، قالوا لنا أن ندعو إلى الاستسلام، لكن قائدهم لم يصدر أية صوت، قال، انتظروا، أنا اصور مشاهد، لم يقم بالاجابة عليه، إنهم يعرفون أيضًا مستوى إرادة مقاتلو حزب العمال الكردستاني، عندما سمعنا صوتهم، قمنا واستهدفناهم، عندما استهدفناهم، خرج صوت بندقيتنا، فقال الجندي للقائد، أننا نسمع صوت يأتي من الأسفل، وعندما سمعوا الأصوات، قال أحدهم أنني سألقي قنبلة يدوية، والآخر قال إننا سنفجر هذا المكان، ثم قال قائدهم، لنفجر هذا المكان، فقاموا بتفجير النفق وإغلاقه، بعد إغلاق ذلك النفق، بقيت عدة أنفاق أخرى، بعد فترة، استخدموا المواد الكيماوية مرة أخرى، وبشكل متتالي، وعندما كانوا يستخدومه لم نتمكن من الخروج من الغرفة، وكنا نجبر على إغلاق باب الغرفة، في أحد الأيام، قمنا بعد الهجمات الذي استخدموا فيه الغازات الكيماوية، لقد بدأوا في الخامسة صباحاً واستمروا حتى الثامنة والتاسعة مساءً، وفي أحد الأيام استخدموا المواد الكيماوية 24 مرة، حيث تم استخدام عدة أنواع من المواد الكيماوية، على سبيل المثال، استخدموا غاز ذات اللون الأصفر و الأحمر، عندما رأينا بأنهم استخدموا المادة الكيمياوية ذات اللون الأحمر، اتخذنا احتياطاتنا على الفور، ولم نبقى في هذا الدخان لفترة طويلة، ولا أعرف نوع التأثير الذي يحدثه، لأننا لم نبقى مدة طويلة معرضين لها.
لقد اتخذنا تدابيرنا ضد تلك المادة الكيماوية ، لم تؤذينا، ولم نتأثر بها مثل الآخرين، لقد اخذنا تدابيرنا عندما رأينا المادة الكيماوية الحمراء تأتي بكثافة من الأرض ، ولكنهم استخدموا أنواع عدة منها، لقد استخدموا المادة الكيماوية الحمراء، والصفراء، والتي تحتوي على رائحة البلاستيك، وأصبحت سوداء مع الدخان، وكان ذلك واضحاً في الخندق عندما أصبح أسوداً، وخاصة عندما استخدموا اللون الأصفر ، كنا جالسين في غرفة الاستراحة واتخذنا تدابيرنا ، كان الرفيق باكر يقول لا تتحدثوا كثيراً، كي لا تدخل المادة الكيماوية إلى حناجركم ، خذوا نفساً من أنفكم ولا تتنفسوا من فمكم ، ماذا فعلت هذه المادة الكيماوية ؟ كنا جالسين ورأينا بأن ماءاً أصفراً يخرج من أنف الرفاق، ومن أفواههم، خفنا كثيراً وقلنا كيف ستؤثر علينا هذا ؟ وخاصة عندما استخدموا المادة الكيماوية الصفراء، حيث كانت تحدث اضطرابات جسدية مما يضطرنا للخروج ويقوم العدو باستهدافنا .
جاء الكثير من الماء الأصفر من أنوفنا وعندما كنا نضع قطعة قماش على أنفنا كان يمتلىء بالمياه الصفراء، كنا نغير دائماً القماش ، وعلى الرغم من أننا كنا نحاول تنظيف أنفنا من أجل أن لا يأتي ذلك الماء الأصفر إلا أنه لم يتوقف عن السيلان، وكان له تاثير على المجاري البولية ولم يكن باستطاعتنا الذهاب لقضاء الحاجة بسبب بعد المرحاض عن مكاننا 30 متراً ، ولأننا بقينا نحن فقط على قيد الحياة في الغرفة ، قررنا القيام بالعملية ، وتمت الاستعدادات للعملية ، ولكي نقوم بالعملية ذهبنا إلى الباب ولكننا لم نكن نستطيع الذهاب بدون كمامة ، لأن رائحتها كانت نفاذة لم نكن نستطيع الذهاب بدونها وبدون قناني الاكسجين التي وضعناهم على ظهورنا، وعندما ذهبنا إلى الباب وجدنا بان هناك جنديين من الاحتلال عند الباب ، قمنا بألقاء القنبلة عليهم واستهدفناهم ، كنا واقفين وقلت للرفيق باكر هناك رائحة كثيرة للجثث ، وقال الرفيق باكر نعم هناك رائحة كثيرة ولكني لا أعرف من أين تأتي هذ الرأئحة ، كان هناك أشجار على الباب وألقوا بجثثهم هناك فوق بعضهم، لقد راينا ذلك بأعيننا، ولم يقل أحد لنا حتى قلنا أنهم بهذه الطريقة يتقربون من جثثهم حيث لا يوجد قيمة لهذه الجثث عندهم ، وبعد أن نزلنا كان الرفاق اعدو الطعام ولم نكن نستطيع الأكل بسبب رائحة الجثث ورائحة المادة الكيماوية، كان لهذا تاثير كبير، كان الرفاق يشربون الشاي الحلو، كما كان الرفاق آفزم وباكر يقولون يجب أن نكون متيقظين، وإلا أن العدو سيأتي إلى هنا، يجب أن لا نبقى في منطقة الشهيد شاهين، وعلى الرغم من ذلك كان الرفاق يقدمون لنا أطعمة ذات مذاق حلو كي نستطيع الوقوف على أرجلنا ولكي نستمد الطاقة منها .
تكاثر الذباب بسبب كثرة الجثث في المخيم وفي الكهف وفي كل مكان، عندما استخدموا المادة الكيماوية تاثرت كل الأحياء في المنطقة بشكل كبير، وكانت هناك فئران صغيرة في المخيم انتفخت عند استخدام الكيماوي ، وكانت من عادة الفئران أن تهرب عندما تشاهد أحداً ، لكنها لم تستطع التحرك بسبب تأثيرها بالكيماوي وانتفاخها، في ذلك الوقت فهمنا بأن جميع الأحياء تأثرت بالكيماوي، ولم تتاثر الفئران فقط ، حتى المعالق والكؤوس التي تعرضت للمواد الكيماوية لم نعد نستخدمها لأن كان له تأثير كبير علينا ، لأن الماء كان يصبح ذو مذاق حار ، ولم نكن نستخدم شيئاً تعرض للكيماوي لانه كان يؤثر علينا كثيراً وخاصة الماء عندما كنا نستخدمه للشاي كان يصبح ذو مذاق حار ولا نستطيع شربه .
بعد فترة، اتخذنا احتياطاتنا ضد الكيمياوي، حتى الملاعق، واكواب الماء، وصحون الطعام، اتخذنا تدابيرنا ضد الكيمياوي، بعد ذلك أصبح الرفاق قادرين على الأكل والشرب شيئاً فشيئاً. ومع ذلك بسبب الرائحة شكل خطر آخر عليهم، لكن كان لدينا إجراءات ضدها ايضاً. في ساحة الشهيد شاهين، لم يكن هناك إمكانية للحصول على الماء، ليتمكن الرفاق من غسل أيديهم ووجوههم، أو تنظيف أسنانهم، أو غسل أنفسهم. حدث نفس الشيء قبل العملية، حيث لم يتمكن الرفاق من استخدام الكثير من الماء. على سبيل المثال، بقيت ملابسهم عليهم لمدة 3 أشهر، لم يتمكن الرفاق من تلبية احتياجات الغسيل وما إلى ذلك، عند استخدم الكيمياوي، كان الغبار يثار، غبار الكيمياوي والمتفجرات، علقت كلها بالملابس، وبسبب ذلك، عندما لمست ألسنتنا، كانت حادة جدا، كان الثوب نفسه حادا جدا، لم تكن هناك فرصة للاغتسال. لم يكن ممكنا خلال النهار غسل الملابس والوجه أو الرأس، لأنه يؤدي لتساقط الشعر، وينتشر بينه، هذا ما كان يتسبب به دخان المتفجرات والكيمياوي.
لقد سنحت الفرصة في أحد الليالي، جمعنا ملابس الرفاق وغسلناها، كانت الساعة السادسة مساءً عندما بدأت تحركات مروحية العدو. وكوننا علمنا أن العدو لم يكن على المنافذ لأن السكورسكي والكوبرا تستهدفان المنافذ بشدة، ذهبنا مع رفيقين يرتديان أقنعة، وقلنا إننا سنغسل الملابس. كان أحدهم على أهبة الاستعداد، وكنت على أهبة الاستعداد، وكانت الرفيقة بريفان هي التي تغسل ملابس الرفاق والرفيقات، كنا مجبرين أن تكون مهمة رفيقين فقط، أحدنا يحرس والآخر يقوم بالغسيل. لن يكن بالامكان الذهاب من دون قناع. على الرغم من أننا ارتدنا الأقنعة، إلا أن رائحة المواد الكيمياوية كانت قوية جدا في النفق، بعد 20 دقيقة، لم تعد الرفيقة بريفان قادرة على إكمال الغسيل، حيث قالت: "رفيقتي أنا متأثرة". رأينا أن حالتها سيئة للغاية، وهكذا بدأت تترنح، أرسلناها إلى الملجئ. وقدمت الرفيقة أرين ألينا. على الرغم من بقائنا، كانت ملابس الرفاق على وشك الانتهاء، وجدنا أننا نتأثر بسبب الرائحة الكريهة.
وصلنا الى الملجئ وأغلقنا الباب كون العدو كان يستخدم المواد الكيمياوية بشدة. وادى هذا الى انخفاض نسبة الأوكسجين في الملجئ. فلم تعد تعمل القداحة لاشعال المصابح بسبب ذلك. وعندما أوصدنا الباب، نقص الهواء بالداخل. كانت ملابسنا مبللة والجو رطباً. انتشر الغبار في الممر وفي كل مكان. وعندما كان يلامس ملابسنا، كان تلتصق المواد الكيمياوية بها، حتى اصبحت تلامس أجسدانا ايضاً. كان الرفيق باكر يقول "على الرفاق تغيير ملابسهم الداخلية كلما حانت الفرصة، على الرفاق القيام بذلك" لم يكن هناك الكثير من المجال. بعضنا لم يكن لديه ملابس بديلة. فعند استخدام الكيماوي و المتفجرات، كان يتساقط شعرنا بغزارة كونه لم يكن هناك مجال لغسله ولا الاعتناء به. دائما كنا في وضع صعب. كانت هناك أعمال وانشطة اكثر اهمية من الاعتناء بالنفس. مؤخرا قررنا قص شعرنا وذلك بسبب تساقطه. اخرت الرفيقة أفزيم بذلك.
عندما أخبرت الرفيقة أفزيم الرفيق باكر بذلك تالم كثيراً بهذا القرار، وقال رفيقتي مازال ذلك مبكرا أبقوا عليه، على الرغم من مرور شهر، لكن في الحقيقة، كان يتساقط بكثرة، لماذا توصلنا لهذا القرار؟ فقد كانت أعمال التفجيرات التي يقوم بها العدو يؤثر عليها، حيث ان شعري احترق بسبب ذلك.
الكيمياوي كان يلتصق بالشعر. عندما كان يتساقط شعرنا قلنا اننا سوف نقصه. وهذا ما آلم الرفيق باكر لدى سماعه ذلك. قال إن الرفيقات جميلات بشعرهن، وشعر الرفيقات يظهر جمالهن لا تستعجلوا يا رفيقاتي ابقوا عليه حالياً. ربما تحين الفرصة، حينها تتمكنو من غسله. لكن لاحظنا أن الشعر يزداد سوءً. كانت تظهر حبوب صغيرة أيضا على جلد رؤوسنا. لكن لعدم توفر المجال، لم نتمكن من تمشيطه حتى. بحكم بقاء الغبار عليه ما كان للمشط أن يسرحه. قلنا أننا سوف نقصه، وعندما قمنا بذلك تأثر الرفاق الشباب كثيراً. كما تأثر الرفيق باكر والرفيق شيرزان ورفاق آخرون. عندما علم الرفيق مليتان بأن الرفيقات قصصن شعرهن. تألم هو بدوره كثيراً، و قال حينها: كيف قصت الرفيقات شعرهن. لقد كانت الرفيقتين آرين و بيريفان تعشقان شعرهن كثيراً كون شعرهن كان طويلاً. وعلى الرغم من ذلك قلنا لاضير في ذلك. سنفعل كل ما هو ضروري لهذا الشعب، من أجل قائدنا. سنعمل كل ما يعترضنا. حينها قصصن شعرنا. بهذه الطريقة اتيحت لنا الفرصة لغسل شعرنا من حين لآخر. احدهم يغسل شعره والأخر يقوم بالحراسة. بداية قالت الرفيقة أفزم سنقص شعرنا بالكامل، إلا ان الرفيق باكر قال، لا تقصوه بالكامل. فهو يصبح اكثر تأثيرا عندما تلتصق به المواد الكيمياوية. وقال؛ اذا قصصتموه بالكامل سيكون تأثيره اكبر على رؤوس الرفاق. ولذلك لم يستطع الرفاق قص شعرهن بالكامل.
كان لقص المرأة لشعرها تأثير كبير على كل الرفاق. كانت كل رفيقة تحب شعرها كثيراً. وعند الإقدام على قصه كان يترك غصة كبيرة، كان هذا مؤثراً حقاً. حتى الرفيقة أفزيم قالت "قد نكون قصصن الجدائل اليوم، لكن سيتم محاسبة العدو. لن يمر ذلك على العدو في استخدام أسلحته الكيمياوية وتقنياته وتسببه بقص شعرنا. سنحاسبه على فعلته. لهذا قلنا أنه وبغض النظر عما يحدث، دعونا نقص شعرنا، بغض النظرعن مدى تأثير ذلك علينا، فإن الشيء المهم هو عدم ترك العدو على أرضنا، وترابنا. وأن ندحره من على أرضنا، بغض النظر عن حجم التأثير الذي أحدثه، عندما نتذكر قائدنا وشعبنا، فإننا نضع قضية الشعر جانباً. كنا نقول سنفعل كل ما بوسعنا، فقط إذا كنا عند حسن ظن هذا الشعب والقائد. الرفيقة أرين ولأنها كانت تحب ضفائرها كثيرا، ذهبت لتغسله وقصت جدائلها وعلقته على الراية، وقالت كراية وحدات المرأة الحرة YJA Starê ليرى التاريخ شعري. كانت كلما ذهبت وأتت تنظر إلى شعرها، كان تنظر إلى حالها بشعرها القصير وكان ذلك يؤلمها كثيرا. كانت تقول "لقد كانت جديلتي طويلة جدا، لكنني قصصتها. إلا أني لن أترك هذا للعدو، وسأنتقم لذلك في يوم من الأيام". كانت جدائل الرفيقة بريفان طويلة حقًا، كان يشق علينا أن نقصه؟ ربما كان شعر الرفيقة يتساقط بكثرة أيضاً، وتتأثر بشدة، لكننا لم نستطع قصه. قالت الرفيقة أفزيم "إذا قصت الرفيقة بريفان شعرها سأبكي" لأنها كانت تقول إن "شعرها جميل جدا" لهذا لم نقم بقص شعر الرفيقة بريفان. قلنا لنبقيه على هذا الحال، لنترك الرفيقة تغسل شعرها كلما سنحت لها الفرصة ومهما كان المجال ضئيلاً.
كل ما وضعناه في الحسبان، كنا نعلم أن نسيانه صعب. على وجه الخصوص، لن ينسى حزبنا ذلك، سيصبح تركة للتاريخ. في ذات الوقت، كان كل ما قمنا به من أجل الشعب، وكان هذا قرارانا من أجل قائدنا. لأننا علمنا، إذا فعلنا شيئا من هذا القبيل، فلن يكون باسم أحد ما. نحن نفعل ذلك باسم حزبنا، ونفعله باسم كل الناس. لهذا ربما تحدثنا عن شعرنا، وليس قص الشعر فحسب. في تلك اللحظات مهما تطلب الأمر كنا سنفعل شيئاً. لقد وضعنا كل شيء نصب أعيننا حتى نتمكن بالفعل من تحقيق الانتصارهناك. في التعامل أيضاً، فإن مقاربة الرفاق من بعضهم البعض، لاسيما الرفاق الشباب والرفيقات، فإنه يصعب بالفعل وصف وتعريف أولئك الرفاق أو أن نعطيهم حقهم، لكن حياة الرفاقية كانت حقاً هكذا. مقاربة الرفاق، واحترامهم لبعضهم البعض، كان مصدر طمأنينة للمرء. يمكننا بسهولة الحديث مع بعضنا البعض، أو الاستماع إلى رفيق يقرأ كتابا. رغم تلك الظروف والأجواء، كانت تدار نقاشات بين الرفاق. فالرفيقتين بريفان وأفزيم ما كانتا تجيدان القراءة كثيرا، لقد علمنا الرفيق باكر اللغة الكردية هناك. إذا كان الكتاب باللغة التركية، كان يترجمه لنا إلى اللغة الكردية ويقرأه لنا ويدربنا. على سبيل المثال، فالرفيق باكر يكبرني بعدة سنوات، لكنه أظهر لي الكثير من الاحترام، وكان الأمر نفسه مع جميع الرفاق، لقد كنت أنا نفسي أشعر بالخجل من ذاك الاحترام. وكانت تلك مقاربته من كل من الرفاق والرفيقات سواء.
كان الرفاق الآخرون بنفس الأسلوب. لم تكن الرفيقة أفزيم تعرف الرفيق باكر جيدا، ولكن عندما كانت تمعن في تعامله كانت تقول "أريد أن أكون مثل شخصية الرفيق باكر، والرفيقة فيان. انا أيضاً أريد أن أكون مثل هؤلاء الرفاق." كانت تساعد الرفيق باكر في قيادته، وكانت تقول "أريد أن أصل إلى مستوى الرفيق باكر، الرفيقة فيان. مثل هؤلاء الرفاق الأعزاء أن أكون جديرة في أداء المهام." عندما كان يلقي التحية بنفسه، كانت الرفيقة أفزيم تقول "يجب أن نكون لائقين لهذه التحية، فالجميع الآن يفكرون بنا، بما فيهم الشعب، والرفاق في باقي الساحات يفكرون بنا" كانت تقول يجب أن تطمئن قلوبهم. ما نقوم به هنا يجب أن يكون لائقا بهم. كان دائماً حديثها هكذا. لم يقتصر الأمرعلى قراءة الكتب والتعليم باللغة الكردية، كان الرفاق يتناقشون حول جدلية الجنسين والعلاقة الرفاقية. على سبيل المثال كان هناك قول مأثور للرفيق باكر يقول فيه "كي لا أتسبب بألم لأي رفيق، فأنا مستعد يوميا لتنظيف حذائه" لقد كان حقا رفيقاً بهذا المستوى, كان الرفيق باكر يغوص حقا في الحياة الأبوجية وعلى خط الفدائية. كان يقول دائما: "يجب أن أكون جديراً بذلك". كان يتوجه على الدوام صوب ذلك. على الرغم من أن تلك اللحظات كانت صعبة للغاية، إلا أن الرفيق باكر كان يقول دائما: "أكثر من أي وقت مضى، أشعر أن القائد أقرب إلي ويمنحني القوة، عندما أشعر بالقائد، أحصل على القوة لمهاجمة العدو."
كان كل رفيق حينما يصحو قد حلم بالقائد، ويتحدث عنه بالقول "لقد كان القائد يقول لي هذا، ويقول لي افعل ذلك" كل رفيق كان على هذا النحو. لا يمكن القول أن يوماً تسبب الرفاق في إيذاء بعضهم. أو رفعوا أصواتهم على بعضهم أو تفوه احدهم بكلام غير لائق. لم يحصل ذلك البتة. فعلى الرغم من بقائنا هناك لمدة 45 يوما، لم نرى شيئا كهذا يوما قط. كانت مشاركة الرفاق على مستوى مختلف ومستوى ذو معنى للغاية. على سبيل المثال، كانت رفاقيتنا بهذا المستوى. لكن من ناحية أخرى، عندما ذهبنا إلى مكان العمليات، رأينا أن جنديين يتشاجران مع بعضهما البعض أمام النافذة. كل منهما يسب الآخر بكلمات بذيئة. احدهم كان ضابطاً والآخر مجنداً. هكذا يتبادلون المسبات. نظرنا اليهم وقلنا " انظروا الى مستوى رفاقيتنا اين وصلت، ومدى رفاقيتهم" فمثلاً، عندما كنا نستولي على بعض جثثهم، كنا نضعها في الطابق العلوي لكي يتمكنوا من انتشالها لعلهم يكونوا انسانيين. ولكنهم في الحقيقة كانوا يتخلون عنها. بل كانوا يفجرون الجنازات. على الرغم من انهم كانوا اصدقائم وكانوا قبل عدة دقائق بالقرب منهم، إلا انهم يفجرون جنائزهم بالمتفجرات.
وبخصوص معنويات الرفاق، فقد كان الرفاق يغنون كل يوم ويرفعون بذلك معنوياتهم. وعندما كانت تبدأ الصحبة يتجمعون ويجلسون بالقرب من بعض. وأحيانا يلعبون بعض الألعاب. كانت لديهم كتب يقرؤونها، يتشاركون كتبهم مع بعضهم البعض. كانوا يتناقشون حول كيفية التعامل مع بعض، وكيف تسير المرحلة، وكيف ستكون. كان الرفاق يناقشون كل هذا. ما الشيء الذي كان يؤثر فينا كثيراً؟ عندما تكون القيادة موحدة، فموقف الرفيق باكر خير مثال على ذلك. كم كان متعمقاً في خط ونهج الرفيقة زيلان. وقبل العملية كان كذلك. وكانت الرفيقة أفزيم ايضا عضوة في المؤسسة. في الحقيقة، فمثلما كانت أثناء العمليات كانت كذلك في حياتها الاعتيادية، في حبها لجنسها وأمام نفسها كانت على هذا المستوى، أو كيف كان اهتمامها بالتضحية بالنفس، كانت رفيقة تمثل كل ذلك.
فالوحدة بين أولئك الرفاق في القيادة، عندما كنا نرى أن الرفاق بذات أنفسهم يقولون "الأمور الجيدة التي تكتسبونها منا أجعلوها أساسا لكم، وكذلك الأشياء التي ترونها غير مناسبة انتقدوها، حتى نتمكن نحن أيضاً من حلها، ولا تتخذوها مثالاُ لكم". في الحقيقة كان الرفاق بتلك السوية. كانت هناك على الدوام نقاشات فيما بينهم. جميعنا كنا في ملجئ واحد. وحقيقة كان حجمه صغيراً جداً. لكننا كنا ننام بجانب بعضنا. الرفاق والرفيقات كانوا مجبرين على النوم بجانب بعضهم. فمثلاً أحياناً لم يكن هناك مكان يكفينا حتى يقوم احدهم بالمناوبة بينما يأخذ الرفيق الآخر مكانه. على ذلك النحو كنا ننام سوية. أقول هذا بكل صدق ومن قلبي. على مر سنواتي ضمن الحزب، التقيت برفاق قيمين جداً، رفاق مضحين، أعزاء كثيراً. لقد كانت الممارسة العملية الأولى بالنسبة لي في هذه الساحة. لكن عندما التقيت بالرفاق شرزان، آفزيم، معصوم وباقي الرفاق، وعرفت الرفيق باكر، لم أتألم بقدر ألمي عندما ابتعدت عن والدتي. حيث أنني لم اتذكر والدتي عندما كان أولئك الرفاق إلى جانبي ويمنحوني القوة. فمودة الرفاق كانت في غير مستوى تماماً. فمثلاً عندما كان أحد الرفاق أو الرفيقات يفقد شيئاً من معنوياته، على هذا المنوال كان الرفاق يتواصلون مع تلك الرفيقة أو ذاك الرفيق. مثلاً؛ إذا فقدت معنوياتي، كان الرفيق باكر يقول للرفيقة أفزيم تعالي لنجلس مع الرفيقة زيلان ونرى لماذا هي محبطة، لماذا هي صامتة. كان هذا التعامل مع الكل على حد سواء. كانوا دائما يمنحون بعضهم المعنويات. عندما كنا نرى رفاقنا بجانبنا ومعنوياتهم عالية، كان الرفيق باكر يقول "عندما أرى رفيقي بجانبي بلا معنويات، يؤلمني ذلك كثيراً. لا أريد أن يكون رفاقي بلا معنويات" على الرغم من بقائنا معا لفترة طويلة، ننام بجانب بعضنا البعض، لم يحدث يوماً من الأيام أي شي خطأ ولو حتى بكلمة. كان الرفاق على الدوام على خط الدفاع عن الحرية، وجميعم كانوا يقولون، "مهما حصل وسيحصل، سوف ننتصر". ففي إحدى المرات تواصلت الرفيقة أفزيم مع الرفاق في ورخله وكانت تقول عبر الجهاز "مهما يحصل وسيحصل، سوف نرفع راية قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة YJA Star في ساحة الشهيد شاهين. أنتم من جانبكم أيضاً ارفعوها، وسوف نحيي بعضنا البعض عبر تلك الرايات". كان الرفاق يملكون هكذا معنويات. لا يوجد يوم فقد فيه الرفاق معنوياتهم. كل رفيق كان يمنح الآخر المعنويات. فكنا احيانا نتحدث عن قصص الماضي والذكريات. وكانت هناك اشياء مضحكة يتحدث عنها الرفاق . كانوا يمنحون بعضهم المعنويات. أو كانت هناك ذكريات مع القائد، أو كانوا يتبادلون الحديث عن اشياء سمعوه من حولهم. في الحقيقة، كل تلك الاشياء كانت تمنحنا القوة.
بعد 47 يوماً، كانوا يضعون المتفجرات على بعضهم البعض، وكان لدينا مستودع لكن الطعام كان مفقود فيه، وحتى المياه تم تسممه أيضاً بالمواد الكيماوية، لذلك لم نتمكن من استخدامها، لم نستخدم تلك المياه مرة أخرى، لا للغسيل ولا للشرب، وكانت جثثهم في أيدينا، وكانوا يفجرون المتفجرات للحصول على جثث جنودهم، أخذنا الجثث إلى الطابق العلوي ليأتوا ويأخذوها، لكنهم لم يأخذوها، لقد فجروا المتفجرات في النفق، وفي ذلك الانفجار، تم تدمير جميع الأشياء الموجودة، على سبيل المثال، دخل ثلاثة جنود إلى النفق، أحدهم اسمه كان أصلان والآخر بوراك والآخر مليح، مات أحدهم من تلقاء نفسه، وتوفي أحدهم نتيجة إصابته بالنافذة التي تطايرت بسبب ضغط وقوة الانفجار، وأصيب مليح، وكنا نسمع أنينه وآهاته، وكان ينادي رفاقه قائلاً "بوراك، أصلان، أين أنتم؟" كان يناديهم كثيراً،عندما سمعنا صوت الجريح قلنا لنذهب ونساعده، وحتى وصولنا له كان قد فارق الحياة، بعد ذلك، نقلنا جثثهم إلى غرفتنا ثم فجروا المتفجرات بشكل متتالي وكثيف، وأصروا كثيراً، وقلنا لنعطيهم جثثهم، أخذنا جثثهم إلى الطابق العلوي، حيث فجروا جثثهم بالمتفجرات، أدركنا أنه لن يتبنى جثث جنوده، كما قاموا بتفجير جثث جنوده، مع هذا الانفجار، دمر كل الأشياء الموجودة معها الطعام، ولم توجد فرصة حقاً في أن تكون قادراً على القتال والبقاء على قيد الحياة، فقدنا كل شيء لم يكن لدينا سوى الذخائر، لم يكن لدينا حتى قطعة خبز في تلك الليلة، قلنا، لنعد الخبز للصباح، لأن العدو سيهاجم مرة أخرى، حتى نتمكن من الوقوف في وجهه على الأقل أن يكون لدينا خبز حتى نأكل طعامنا،عندما حدث الانفجار الكبير، تم تدمير كل أغراضنا التي كانت بحوزتنا، لكننا قلنا لنجري نقاش، قلنا، دعونا نخرج من الكهف، يعني لنغادر الكهف لكن لن نخرج من ساحة الشهيد شاهين، كان الرفيق باكر واضحاً في قراره، وقال: يا رفاق، أنا عن نفسي لن أخرج، ومهما يحدث لن أترك ساحة الشهيد شاهين، على الرغم من أننا ناقشنا هذا، قال جميع الرفاق، "لن نترك ساحة الشهيد شاهين، لكن دعونا نخرج من الكهف حتى نقاتلهم"، قال الرفيق باكر، "دعونا نتخذ قراراً، سأبقى هنا لوحدي، عندما قال الرفيق باكر ذلك، قالت الرفيقة آفزم أيضاً، "إنه رفيق من قيادتنا، وأنا سأساعده، وسأبقى أيضاً إلى جانب الرفيق باكر"، ولم ترغب الرفيقة آفزم بالخروج أيضاً،عندما قالت ذلك، قالت الرفيقة آرين، "وأنا سأبقى أيضاً، دع الرفاق يخرجون"، تم اتخاذ قرار مشترك هنا يقضي ببقاء أربعة رفاق وسيخرج الآخرون، عندما بقي الرفاق الأربعة، علمنا أن الرفاق سيقومون بالعملية الفدائية، انتابني شعور مختلف، كنا نعلم أن هذا العملية ستحدث صدى كبير، قال هؤلاء الرفاق، دع شعبنا والعالم يرون الحالة الذي نعيشها من خلال الوثائق التي بحوزتنا ومشاهد الجنود التي صورناها، عندما بقي الرفاق الأربعة، خرجنا المجموعة الأخرى جميعاً، قال الرفاق، "انهضوا بسرعة واستعدوا"، كان مساءاً والوقت متأخراً، نهض الرفاق واستعدوا للخروج، وودعنا الرفاق، الذي أمضينا معهم العديد من الأيام الصعبة ونقاتل مع بعضنا في نفس المكان، وكانت الروح الرفاقية القوية في تلك اللحظة، وبسبب ذلك تألمنا لأن رفاقنا سيقومون بعمليتهم الفدائية، ونحن سنخرج.
أودعنا رفاقنا، فقالوا لنا اخرجوا بسرعة، عندما خرجنا لم تكن المسافة بيننا وبين العدو كثيرة، كان حوالي 20-25 مترا، لأنهم كانوا على رأس الكهف، ونحن خرجنا من باب الكهف أيضاً، على الرغم من وجود العديد من كاميرات المراقبة في الساحة، ووجود الأسلحة على التلة، وتحليق 3 طائرات الاستطلاع في ذلك اليوم، وعندما كنا نخرج، كان هناك عدة أصوات كان صوت الحجارة يتصاعد كثيراً، وبسبب تأثير المادة الكيماوية، كنا نشعر بدوار، نقع وننهض، لكنهم لم يشعروا بنا، خرجنا وابتعدنا مسافة من هناك، وعلى أساس أن تلك المنطقة منطقة مشجرة لكن لم توجد هناك أية شجرة كانت الأرض قاحلة مشينا حوالي 200 متر ونحن نمر من أمام كاميرات المراقبة التي وضعوها هناك، ومع ذلك لم يشعروا بنا، ابتعدنا من هناك.
وبين المخيم والمكان الذي سنذهب إليه والذي أطلقنا عليه اسم "الشرفة"، الذي كان قد قيل لنا الرفاق، اذهبوا إلى هناك وستجدون رفاقكم هناك، عندما ذهبنا من المخيم، كانت الساعة 2:30، وعند وصولنا إلى هناك، كانت الساعة 5.6، يعني المسافة لم تكن 500 متر، لم نتمكن من المشي بسبب التأثير الكيماوي والضغط العالي للمتفجرات علينا، فقط كنا نسير ببطء، بعد أن وصلنا إلى هناك، جاء صوت انفجار من المخيم، قلنا، أن الرفاق نفذوا عمليتهم الفدائية، قال الرفاق: لا، لم يفعلوا ذلك، فإذا وصلنا إلى المكان المحدد، سيتحدث معنا الرفاق، بعد أن ابتعدنا عن هناك، وشعرنا وكأن جزءاً من أرواحنا قد خرج عندما سمعنا صوت الانفجار، مهما كانت العملية التي نفذها الرفاق مؤلمة بالنسبة لنا، فنحن لن نمررها للعدو، وسيتم الانتقام لرفاقنا، حزبنا هو حزب الانتقام، كما قلنا من قبل، مما يحدث، سننقل آراء وأطروحات التي أعطاها لنا الرفاق في المخيم، إلى الرفاق، ونخبرهم بذلك، ما هو الوضع هناك، وما مدى صعوبة هجوم العدو، وما هي الإجراءات الذي اتخذناها ضده؟ قلنا، سننقل هذا إلى الرفاق، بعد أن خرجنا من الكهف، لم يكن لدينا شيء لنخرجها معنا حتى الطعام والماء نفدوا، حتى في المخيم، لم نتمكن من تناول الطعام بشكل جيد، عندما خرجنا، كان تأثير المادة الكيماوية علينا، وكنا نشعر بالدوار لذلك كنا نقع وننهض، كان طريقنا طويلاً حقاً للابتعاد عن تلك الأماكن والوصول إلى رفاقنا، وإيصال لما قاله لنا رفاقنا لأنه كان مثل الوصية برقبتنا، وفي نفس الوقت كانت لدينا الوثائق في أيدينا لوضع هذه الحقيقة أمام أعين شعبنا حتى يتمكن شعبنا من رؤيتها، دعهم يرون ما رأيناه، بعد وصولنا، شكلنا عدة مجموعات، بسبب عدم وجود الماء و الطعام في الطريق، كان الرفاق ياكلون ورق العنب، هذا ما كان متاح لنا.
قالوا إننا يجب أن نقاوم فقط لنكون قادرين على قول هذه الحقيقة، وكانت كل كلمة صادرة من الرفاق بمثابة عبء يقع على عاتقنا كان علينا أن نقولها، لهذا قلنا أنه بغض النظر عما يحدث، علينا أن نقاوم فقط لنوصل هذه المشاهد والوثائق والصور، عندما كنا في الساحة، حلقت مروحية كوبرا مرة أخرى لتستهدف تلك المنطقة كما أن طائرات الاستطلاع أيضاً كانت تحلق، على الرغم من ذلك، كنا نمشي ونتجه نحو المنطقة المتجهة إليها، كان الأمر صعباً في كثير من الأماكن، وكان العدو أمامنا، رغم أننا كنا نمر من أمامهم، إلا أن العدو لم ينتبه، إنه واثق جداً من تقنياته، كنا نمر عبر السهل، ولم ينتبه لذلك، بهذه الطريقة، أردنا الوصول إلى رفاقنا لننقل هذه المشاهد إليهم، وكانت الوثائق والمشاهد التي حصلنا عليها متعلقة بجنود الاحتلال، كما أننا استولينا على هوياتهم الشخصية وعدد من المشاهد والعديد من صور الجنود عندما نفذنا عملية ضدهم، في الوقت نفسه، كانت بحوزتنا أيضاً مشاهد مصورة للجندي الذي فارق الحياة في النفق والذي يدعى مليح، قلنا إنه يجب نقل هذه المشاهد إلى وسائل الإعلام، ليشاهدوا الحقيقة، وبهذا الشكل خرجنا من هناك.
من الضروري أن يرى شعبنا ذلك ايضاً, لم تكن أفزيم مجرد ابنة بل كانت أم, لم يكن باكر مجرد ابن لأم, جميع الرفاق الأربعة هم أبناء كل أمهات والآباء, لذلك وكشعب كردي ، يجب على الجميع أن يرتبطوا بشهدائهم أكثر, حان وقت حرب الشعب الثورية, لقد حان الوقت لحرية القائد اوجلان, نطلب من شعبنا أن يرى حقيقة عدونا عن كثب, ودعونا نرى حقيقة مقاتلينا، ما يفعله مقاتلونا الكريلا على قمم الجبال, نحن حقا بحاجة لرؤية هذا الآن, لأن هناك الآلاف من باكر وأفزيم ضمن هذا الحزب, ليعلموا أن عدونا ليس بهذه السهولة, لا الأمهات يعرفن ذلك , لا الصغار يرون ذلك, فهو لا يعرف الأمهات ولا يرى الأطفال, لا كبار السن والعجائز, ولا حتى المرأة, لايفرقون بين شيئ, فالعدو الذي لا يعتني بجنوده ، ويفجر جثثهم بالمتفجرات، ويقصفهم بالطائرات، يجب أن يرى أنه لن يقترب منا برحمة, ليعلم الجميع أنه لن يتقرب منا برحمة, إذا كان هكذا مع جنوده, فكيف سيكون معنا إذن, نحتاج أيضًا إلى رؤية تلك الحقيقة بأننا سنفعل كل ما بوسعنا نقولها من سن الـ7 سنوات حتى الــ70 سنة, أينما تواجدنا, سنقوم بكل ما نستطيع فعله, لافرق إذا رفعنا حجراً بوجه العدو, أو حملنا سلاحاً ضده واستهدفناه , ماعاد ممكنا يجب أن لا نستسلم لهذا العدو, فالكريلا هم الشعب, والشعب هم الكريلا, جميعاً نقوي بعضنا البعض.
يجب ألا يبقى شعبنا صامتا في مواجهة هذا العدو، ولا ينبغي أن يخفض رأسه له, ليكن فخوراً بمقاتليه الكريلا على قمم الجبال, وليدرك الشعب هذه الحقيقة, متيقنون أن شعبنا مرتبط بشهدائه وسيقف إلى جانب الكريلا, لأننا نقول إن الشعب هم الكريلا، والكريلا هم ذاتهم الشعب, كلنا إيمان بشعبنا, نحن نؤمن بأن كل شاب كردي مرتبط بالشهداء, وسيكون أكثر استعداداً لمواجهة هذا العدو, وحيثما أمكن نعتقد أن شعبنا من سن الـ7 سنوات حتى الـ 70 سنة ، سيمثل ردًا كبيرًا ضد العدو, هذا أملنا في شعبنا.
لقد أطلق العدو على عمليته "قفل المخلب " لقد أراد حقًا محاصرتنا في زاب، وحبسنا في عدة مناطق, في ذات الوقت أراد هزيمتنا هناك, سعى للقضاء علينا في حزبنا, لكن في حقيقة الأمر لم يصل إلى مراده, فقد تم الإطباق عليه نفسه في زاب, وـقفل على نفسه في مناطق عدة مثل آفاشين ومتينا, نفس الشيء في شمال كردستان, أراد الإطباق علينا لكنه بدلاً من ذلك أطبق على نفسه, والآن هو عاجز, ما أراد أن يفعله ضدنا فعلها ضد نفسه, علاوة على ذلك وفي شخص الرفاق باكر, و أفزيم، هؤلاء الرفاق وفي أصعب المواقف واشدها، تمكنا من إظهار مثل هكذا صورة هناك في ساحة الشهيد شاهين ومهما كانت الظروف والإمكانات بإنهم يستطيعون ضرب العدو, لهذا ما يقدم عليه العدو عبر تقنياته وغيرها ليقدم عليها,فمع فلسفة القائد أوجلان والإيمان الذي نستمده منه لايمكن للعدو أبداً أن يهزمنا, في هذه المرحلة، أقولها مرة أخرى، العدو يؤمن بتقنياته ،فهو يراها تقنية، ونحن نراها الرفاقية في حزب العمال الكردستاني, هذا هو إيماننا,هي الفلسفة التي علمنا إياها القائد أوجلان، انطلاقاً من ولاءنا لرفاقنا وشعبنا وقائدنا وأرضنا، لن نسمح أبدًا للعدو بدخول أراضينا بسهولة, ليعلم العدو هذا ، فهو أطبق على نفسه بنفسه, سوف يهزم,من الآن فصاعدا ، منذ اليوم الأول لعملية العدو، بات من الواضح أنه قد هُزِم, لاداعي لأن يعترف شفوياً, نحن والعالم والشعب نرى ذلك, فنحن في هذا الواقع ، نعرف ما هي الحقيقة, لذلك نحن نقاتل ومستعدون للرد عليه مهما كانت الظروف صعبة, لن نترك العدو هكذا, فلا وجه له ليعترف على نفسه,في ذات الوقت وفي شخص الرفيق باكر، الرفيقة أفزيم ، أجدد قراري مرة أخرى انطلاقا مني ككادرة وعلى خط قيادتنا الرفيقة زيلان, الرفيق باكر, الرفيقة أفزيم سوف ننتقم لهم, لن يبقى الأمر بلا حساب, التضحيات التي نقدمها لن تسبب الضعف فينا أبدًا، وأي تضحية نقدمها ستجعلنا أقوى، وستصعد من مقاومتنا ضد العدو ونرد عليه, لذلك فشهادتنا لن تضعفنا, تضحياتنا وخساراتنا ,، سوف تعادل مئة مرة من انتقامنا للعدو,أنا من ناحيتي ومهما سيحصل , ففي شخص هؤلا الشهداء سوف اقدم كل ما بوسعي لأن شعبنا يستحق ذلك, كما قال قائدنا الرفيق باكر، "شعبنا يستحق ذلك" في الواقع من أجل الرفاق ومن أجل القائد يجب أن نفعل كل شيء, ليس فقط الجسد مهما تطلب الأمر سنقوم به ولاشي لدينا نخسره لا بيت ولا أشياء أخرى.
ليس لدينا شيء سوى شعبنا وأرضنا التي نحن عليها نؤمن بهذا وسوف نهزم العدو بهذا, وليعلم جيداً نحن لا نستسلم أبدًا لا ننحني سنكون الرد القاسم في أي ظرف كان, لهذا أقول إن الشهداء لا يموتون أبدًا ، لأن الرفاق باكر، أفزيم ، أسسوا الحياة لنا, دلونا على الطريق الصحيح, الشهداء لا يموتون على هذا الخط, شهداءنا لا يموتون أبدا, يحيا القائد أوجلان, المرأة ، الحياة ، الحرية, المرأة ، الحياة ، الحرية ".