ارتقاء ثلاثة مقاتلي الحرية إلى مرتبة الشهادة في بوطان - تم التحديث

كشفت قوات الدفاع الشعبي سجل ثلاثة مقاتلين الذين استشهدوا في بوطان، وقالت: "وقف رفاقنا بندا ودستينا وباران في وجه العدو الغاشم بحبهم الكبير للحرية وشجاعتهم العالية".

أصدر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي بياناً بشأن استشهاد 3 مقاتلين في بوطان، والبيان هو كما يلي:

"استشهد رفاقنا بندا آمد، دستينا بوطان وباران خملين المقاتلين الفدائيين في النضال من أجل حرية الشعب الكردي، نتيجة هجمات العدو في منطقة كاتو خليلة في بوطان بتاريخ 25 تموز 2024.

كانت رفيقتنا بندا إحدى المقاتلين الفدائيين الآبوجيين التي رفعت راية النضال من أجل الحرية في جبال بوطان وتولت مهمة قيادة المنطقة، لقد شاركن في النضال من أجل الحرية بتصميم كان على استعداد لدفع أي ثمن من أجل حرية شعبنا وتحرير بلدنا، لقد عمقت نفسها في مبادئ المرأة الحرة وطبقت فن النضال لمعايير حزب العمال الكردستاني وحزب المرأة الحرة الكردستانية في شخصيتها، أصبحت قيادية رائدة في وحدات المرأة الحرة YJA Star بعد أن تمكنت من أن أتقنت الكريلاتية، وبعد أن أدت مهامها في العديد من المناطق، انتقلت إلى بوطان وناضلت لسنوات، وتولت مهمة القيادة بطريقة أعطت روح الحرية لرفاقها ووسعت النضال، وبصفتها قيادية ذو عزيمة وإصرار، ناضلت بفدائية من أجل أداء واجباتها خلال الفترة بشكل صحيح حتى اللحظة الأخيرة من استشهادها.

لقد ناضلت رفيقتنا دستينا الابنة البطلة والمنتفضة لبوطان، بلا هوادة من أجل حرية شعبنا في جبال بوطان، أصبحت رفيقتنا دستينا، التي طورت وعززت وتجملت نفسها بالأيديولوجية الآبوجية في الجبال، التي تعتبر الموطن الأصلي لشعبنا، مناضلة شجاعة في صفوف وحدات حماية المرأة، لقد تعلمت دروس النضال الأساسية من الرفيقة الشهيدة آرمانج جوشكار (سونا كزل كايا)، إحدى القياديات الرائدات في حزبنا، والتي بقيت معها لفترة من الوقت، وعاشت وفقاً لمعايير حرية المرأة ومعايير الثورية الآبوجية الراديكالية، وناضلت بلا تردد، وحوّلت ما تعلمته من الرفيقة الشهيدة أرمانج إلى معايير للحياة والنضال ونفذت مسيرة حرية ملحمية في بوطان ومناطق الدفاع المشروع.

توجه رفيقنا باران إلى جبال كردستان في سن مبكرة، وهو يشعر في أعماق قلبه بألم شعبنا، وانعدام هويته، وافتقاره إلى المكانة، وحقيقة أسر القائد، انضم إلى صفوف الكريلا بحب كبير ورغبة وحماس للحرية، لقد أتقن فن الكريلاتية بطاقته اللامحدودة، وشخصيته المرحة، والحماسية، ونضاله في حب حرية الشعب الكردي، وانضم إلى صوف الكريلا في بوطان ونشأ في ساحة القتال الساخنة وسط هجمات العدو وفي ظل الصعوبات والعقبات، وأصبح مقاتل فدائي آبوجي، كما أصبح رفيقنا باران، الذي جعل حياة الكريلا ورفاقه بجانبه وممارسة الحرب وذكريات رفاقه الشهداء معلمه الأعظم، المثال الأكثر تميزاً لشبيبة كردستان المصممين على مدى عمق والتطور في جبال كردستان.

وقف رفاقنا بندا ودستينا وباران، الذين واصلوا بإصرار النضال من أجل حرية الشعب الكردي الوطني في جبال بوطان رغم كل الصعوبات، في وجه العدو الغاشم بحبهم الكبير للحرية وشجاعتهم العالية، لقد قاتلوا بفدائية ومثلوا معايير النضال الفدائي الآبوجي على أعلى مستوى ووصلوا إلى مرتبة الشهادة، ونتعهد بأننا سنأخذ المناضلين الثلاثة القيمين في نضالنا قدوة لنا دائماً، ولن نترك دمائهم على الأرض ونتوج أهدافهم بالنصر المؤكد.

وعلى هذا الأساس نقدم تعازينا لعوائل رفاقنا الشهداء الكرام ولجميع الشعب الكردي الوطني.

وفيما يلي معلومات سجل رفاقنا الذين استشهدوا:

الاسم الحركي: بندا آمد

الاسم والكنية: سمرا آيفردي

مكان الولادة: آمد

اسم الأم-الأب: فائقة- قاسم

تاريخ ومكان الاستشهاد: 25 تموز 2024\ بوطان

**

الاسم الحركي: دستينا بوطان

الاسم والكنية: بشنك دورموش

مكان الولادة: شرناخ

اسم الأم-الأب: سوزان-نزير

تاريخ ومكان الاستشهاد: 25 تموز 2024\ بوطان

**

الاسم الحركي: باران خملين

الاسم والكنية: سعيد خان سنجر

مكان الولادة: وان

اسم الأم-الأب: جوهر- محمد شريف

تاريخ ومكان الاستشهاد: 25 تموز 2024\ بوطان

بندا آمد

ولدت رفيقتنا بندا في منطقة المقاومة والانتفاضة في ناحية باسور في آمد في كنف عائلة وطنية، نشأت رفيقتنا بندا نتيجة لولاء عائلتها على ثقافتها، تقليدها ووطنها بإخلاصها لجوهرها، وتعرفت في التسعينيات عندما تطور نضالنا للحرية، للكريلا وحزبنا حزب العمال الكردستاني وتأثرت كثيراً بقصص الكريلا التي سمعتها من بيئتها، لذلك كانت محبة جداً للكريلا، واقتربت منها، وتعرفت مثل جميع أبناء الشعب الكردي لحقيقة العدو الذي يمارس الضغوطات والمجازر بحق الشعب الكردي، وازداد غضبها ضد العدو أكثر، وخاصةً تهجير عائلة رفيقتنا قسراً من القرية حيث لم تتقبل نظام الاستسلام للعدو وإحراق منزلها التي لا تذهب من أمام عينيها جعلتها تتعرف بشكل ملموس على حقيقة العدو، أُجبرت رفيقتنا التي نزحت عائلتها إلى بسملة للذهاب إلى مدارس النظام حيث تتبع سياسات الانحلال، ورأت خلال مرحلتها الدراسية عن كثب سياسات الإبادة الجماعية الذي يمارسه العدو بحق شعبنا، ودخلت في محاولات لحماية لغاتها، ثقافتها وجميع قيمها، وأجرت رفيقتنا بندا في شبابها التي أصبحت شابة كردية واعية أبحاث ودراسات بخصوص الحياة، وفهمت على وجه الخصوص الدور الذي فُرض على المرأة ضمن المجتمع لا يفرق عن العبودية؛ وأظهرت موقف كهذا رافض لنظام السلطة الذكورية والذي يجعل من المرأة سلعة وتحتاج إلى شيء آخر ويستغل جهدها، وآمنت رفيقتنا بأنه لا يمكنها بأي شكل قبول حياة كهذه، لذلك دخلت في بحث عن الحياة الحرة، وبالرغم من إنها لم تكن قد درست وجهات نظر القائد آبو الخاصة بحرية المرأة خلال هذه المرحلة إلا إنها كانت مدركة لأفكار القائد حول هذه الموضوع، وتعمقت من جهة في البحث ومن جهة أخرى كانت شاهدة على هجمات العدو الذي يشنه بحق شعبنا، وأزداد هذا عام 2010 عند استشهاد أحد جيرانها من قبل العدو غضبها أكثر ضد العدو، وقررت في هذه المرحلة النضال، وتعرفت خلال دراستها قسم الرياضيات في جامعة دجلة إلى الشبيبة الثورية الوطنية، وتأثرت بآرائهم في الحياة والولاء المشترك وأيضاً تأثرت برفاقيتهم  المخلصة لبعضهم، وتعرفت بالنقاشات التي أجرتها هؤلاء الشبيبة لحقيقة القائد آبو،  وتغير رأيها عن الحياة، فهمت رفيقتنا بندا بأن الحياة الحرة التي تبحث عنها ممكنة من خلال فلسفة القائد آبو، وشعرت أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال النضال، وعلى هذا الأساس انضمت رفيقتنا في نشاطات الشبيبة الثورية الوطنية وشاركت بحماس ومعنويات عظيمين في النضال، وخلقت خلال فترة وجيزة تطورت عظيمة في شخصيتها وقامت في كل ساحة بقيت فيها كشابة كردية رائدة بمسؤولياتها، رأت رفيقتنا أجوبة أسئلتها الخاصة بالحياة في فلسفة القائد آبو، لذلك توصلت لنتيجة بأن تبحث بكافة الطرق عن هذه الحياة، وفهمت جيداً أنه لا يمكن تحقيق هذا بالنضال فقط، وعلى هذا الأساس توصلت لقرار توسيع نضالها، وجعلت رفيقتنا بندا الوصول للكريلا أبطال طفولتها هدفها الأكبر واتجهت عام 2013 إلى جبال كردستان وانضمت إلى صفوف الكريلا.

رأت رفيقتنا بندا الكريلا كاستمرار لتاريخ نضال شعبنا ورأته في الوقت ذاته اكتمال لذلك، وأزالت بهذا الوعي الصعوبات والعقبات الأولى بقوة كبيرة من المعنى، رأت رفيقتنا أنه عند إزالتها لكل صعوبة من أمامها تتطور وتتقدم أكثر، وجعلت هذا أسلوب نضال لنفسها، كما وأشارت إلى أن رفاقية الكريلا النقية والحقيقية يمثل واقعاً مع جغرافية كردستان الفريدة، ولا يمكن تقييم كل واحدة منها على حدى، ورأت أن قداسة حياة الكريلا التي خلقها شهدائنا الأبطال وقائدنا بتضحيات ثمينة هنا، لذلك شاركت بكل حماسة ومحبة كبيرة في الحياة، وبالرغم من حادثتها ضمن صفوف الكريلا إلا إنها حققت خلال مدة قصيرة بمستوى الوعي وعمق المعنى تغييرات مهمة في شخصيتها ومارست نشاط الكريلا في مختلف ساحات مناطق الدفاع المشروع، واكتسبت تجارب تنظيمية وحياتية مهمة في هذه المرحلة، وأصبحت بمشاركتها القوية والحماسية العالية ودون توقف خلال مدة قصيرة مقاتلة كريلا محترفة ضمن وحدات المرأة الحرة.

أرادت رفيقتنا الذهاب إلى الساحات التي فيها الحرب صعبة مع بدء جيش الاحتلال التركي القاتل هجماته على شعبنا، ولكنها توصلت قبلها لذلك الوعي إنه يجب عليها التعمق في المجال العسكري والإيديولوجي، وتم قبول اقتراحات رفيقتنا على هذا الأساس وشاركت في البداية في التدريبات العسكرية الاحترافية، وتقدمت خلال فترة قصيرة بتركيزها في العديد من المواضيع، وقدمت المساعدة لرفاقها ودربتهم لفترة طويلة، كما ونفذت مهماتها القتالية أيضاً، وأصبحت رفيقتنا بهذا التدريب كريلا محترفة ضمن وحدات المرأة الحرة، والتحقت بالتدريبات الإيديولوجية لتدرب نفسها على خط وروح الحرية للشهيدة بيريتان والشهيدة زيلان، وتعمقت في موضوع نضال حرية المرأة، أساليب وطرق النضال وحققت نتائج مهمة، وجعلت رفيقتنا هدفها الأساسي ان تصبح ثائرة على خط المقاتلات الرائدات اللواتي أصبحن حلقة من النار حول قائدنا، وشاركت بقوة ضمن هذا الإطار هدفها، وتوصلت رفيقتنا لوعي إنه يجب أن تبقي نفسها ضمن معايير حرية المرأة لتصبح فرداً في نضال حرية المرأة الذي أصبح ملموساً مع حزبنا  حزب حرية المرأة الكردستانية، وجعلت مشاركة جريئة وشجاعة أساساً لنفسها، اقترحت رفيقتنا بندا التي كانت متجهة دائماً نحو شمال كردستان، الذهاب إلى شمال كردستان بعد إنهائها لتدريبها بنجاح، ولكنها ذهبت إلى مناطق مختلفة نتيجة لوظائف نضالنا للعصر، وشاركت في كل منطقة على مستوى القيادة في النشاطات، ونفذت رفيقتنا مهماتها ومسؤولياتها المهمة، ومارست النشاط كبيراً كان أو صغير في كل مكان، ولذلك أصبحت رفيقتنا كقيادية في وحدات المرأة الحرة محط حب واحترام لدى رفيقاتها، شاركت اقتراحها للذهاب إلى شمال كردستان كل لحظة مع رفاقها، وحققت بمستوى مشاركتها، تجاربها ووضوحها في معايير الحياة الآبوجية لهدفها، اتجهت رفيقتنا بندا التي تم قبول اقتراحها بحماس ومعنويات ورغبة عظيمة إلى شمال كردستان.

جعلت رفيقتنا النضال في شمال كردستان أهم مهمة ثورية لها، وتحركت بوعي إن هزيمة الدولة التركية القاتلة تعني حرية شعبنا في الساحات الأخرى، لذا أعطت معنى كبير للنضال هناك، وخاصةً ممارسة الكريلا في بوطان التي هي إحدى الساحات الأولى  لنضالنا للكريلا، ورأتها كحظ عظيم، وحاولت أن تكون جديرة  بالثقة التي أعطيت لها.

وصلت رفيقتنا بندا بفدائية عظيمة وجهد لا مثيل له إلى جبال كردستان، وحملت مهام قيادة المنطقة على عاتقها،  وأصرت في ممارسة نشاط الكريلا في شمال كردستان ضد هجمات العدو وتوصلت لهذه النتيجة إنه يمكن تحقيق هذا بالنشاطات الفعّالة، لذا كانت ذات عمق مهم في هذا الموضوع واظهرت هذا في الممارسة، وأصبحت في الظروف الصعبة وعدم توفر الفرص قيادية لرفاقها، ومثلت حقيقة المرأة الحرة التي أصبحت ملموسة ضمن حزب العمال الكردستاني والموقف البطولي العظيم للمرأة الكردية في جبال بوطان، مارست رفيقتنا بندا نشاط الكريلا في العديد من ساحات بوطان وأصبحت في كل ساحة بقيت فيها بحياتها النقية، رفاقيتها القوية ومشاركتها الحماسية مصدر للمعنويات لرفاقها، واستشهدت في 25 تموز 2024 برفقة رفاقنا دستينا وباران، كانت رفيقتنا بندا مخلصة لمعايير الحرية حتى اللحظة الأخيرة، ونحن كرفاقها نعاهد بأننا سنتوج نضال الحرية التي تركتها رفيقتنا بندا لنا بالنصر".

دستينا بوطان


ولدت رفيقتنا دستينا في إحدى المدن الكردستانية القديمة، جزيرة بوطان، التي اشتهرت بمقاومتها ضد الدولة التركية الفاشية المستبدة ووطنيتها العميقة. واتخذت رفيقتنا دستينا، اسم الشهيدة بشنك آنك التي استشهدت في نوروز 1992 بعد اعتقالها  في مقاومة شرنخ، نشأت رفيقتنا في مجتمع كان ينبض فيه روح مقاومة الشهيدة بشنك دائماً، واكتسبت شخصية تليق باسمها، والوعي الوطني والتربية التي تلقتها من عائلتها ساعدت رفيقتنا على النمو كامرأة كردية وطنية في سن مبكرة، كفرد مخلصة لهويتها وتقاليدها، كانت تتعاطف دائماً مع النضال من أجل حرية كردستان، وقد أعجبت بالمقاومة الملحمية للكريلا نظراً لمشاركة دائرتها المقربة في صفوف الكريلا والحرب التي دارت رحاها، إن شخصية رفيقتنا التي نشأت في مجتمع سياسي ووطني مثل جزيرة بوطان، تشكلت حسب المجتمع الذي عاشت فيه، رفيقتنا، التي درست في المدارس الاستيعابية للدولة التركية حتى المرحلة الثانوية وكانت على علم بسياسات الدولة هذه، أظهرت دائماً موقفاً مصراً بشأن التحدث بلغتها الأم، لقد بذلت جهداً مكثفاً لحماية نفسها الحقيقية، رفيقتنا، التي شككت في الدور الذي يسنده النظام للمرأة والعقلية الذكورية، اتخذت من النساء الفدائيات المقاتلات في صفوف الكريلا مثالاً، وتعمقت في بحثها، خاصة أنها تعرفت على قيادة النساء الفدائيات في الحرب والحياة، معتقدة أنها كامرأة يجب أن يكون لديها أهداف كبيرة للمجتمع وأن الحياة العادية لا ينبغي أن ترضيها، بدأت بحثاً قوياً للانضمام إلى صفوف الكريلا، وحصلت رفيقتنا التي تأثرت بأقاربها الذين انضموا إلى صفوف الكريلا، على قوة كبيرة من هذه المشاركات، لذا قررت الانضمام إلى صفوف الكريلا الذين قاوموا بإخلاص وكتبوا الملاحم ضد الإبادة الجماعية التي فرضتها مرتزقة داعش على شعبنا في روج آفا كردستان وشنكال، وزاد من غضبها للانتقام من وحشية الدولة التي ارتكبتها بحق شعبنا، خاصة خلال مقاومة الإدارة الذاتية التي تطورت في جزيرة بوطان، وتوجهت إلى الأماكن المقدسة للكريلا، مدركة أن الطريقة الأكثر قيمة لهزيمة كل سياسات النظام القذرة هي الانضمام إلى صفوف الحرية.


وبات مشاعر الفرح يظهر على رفيقتنا دستينا، التي انضمت إلى صفوف الكريلا في بوطان عام 2015، لأنها حققت رغبتها التي كانت تحلم بها، وتلقت تدريب المقاتلين الجدد في بوطان، وشارك في التدريب بروح معنوية وحماس كبير، وسرعان ما تكيفت على الحياة الجبلية والكريلا، واحتلت مكانة بقلب جميع رفاقها ونالت احترامهم، على الرغم من كونه مقاتلة جديدة، وذلك بفضل رفاقيتها الصادقة القوية، لقد حاولت رفيقتنا، التي انخرطت في الممارسة العملية بعد تدريب ناجح، إنجاز كل مهمة قامت بها، وبعد أن تدربت في بيئة الحرب القاسية في بوطان واكتسبت خبرة عملية، انتقلت إلى مناطق الدفاع المشروع، رفيقتنا دستينا، التي وسعت هدفها وسعت إلى أن تصبح مقاتلة كفؤة ذو عزيمة كبيرة، أبهرت رفاقها بمواقفها في الحياة أينما كانت، واقترحت على تلقي تدريباً متخصصاً، علمًا أنه باعتبارها خبيرة في الكريلاتية، يمكن أن تكون الرد على طرح الدولة التركية الاستعمارية لخطة الانهيار ومفهوم تصفية حركتنا، كما أرادت أن تتقن تكتيكات العصر من خلال تحليل أوجه القصور التي شهدتها المرحلة العملية، وواجهت تساؤلات عميقة بكل معنى الكلمة أثناء عملية التدريب، لقد بذلت جهداً لتلبية متطلبات هوية حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية بشكل صحيح، خاصة من خلال التركيز على تشكيل الجيش النسائي ومواد الحزب، رفيقتنا دستينا، التي استفادت جيداً من عملية التدريب، تولت مهام ثورية في مناطق الدفاع عن المشروع بعد تخرجها كمقاتلة خبيرة في وحدات المرأة الحرة YJA Star. لقد تعاملت مع كل مهمة وهي تدرك أنها يجب أن تكون جديرة بالشهداء، واتخذت موقفاً حازماً وأصبحت مناضلة آبوجية مثالية، أرادت رفيقتنا دستينا الذهاب إلى بوطان، حيث ولدت، ومارست أولى تدريباتها في الكريلاتية، ولمعرفتها بصعوبة العملية، وثوران الحرب ومهام العصر، أعدت نفسها للرد بكل معنى الكلمة، رفيقتنا التي انخرطت في التدريبات في الأكاديميات الأيديولوجية، طورت نفسها ورفاقها من خلال مشاركتها في عملية التدريب والمناقشات التي أجرتها مع رفاقها، أرادت أن تجعل مبادئ حرية المرأة هي السمات السائدة في شخصيتها، وبهذا المعنى، تمكنت من أن تكون قدوة لرفاقها بموقف المرأة الحرة المتزن والقوي، لقد عادت رفيقتنا، التي أرادت الرد على هجمات العدو بخبرتها وكفاءتها العسكرية ومعرفتها الأيديولوجية، إلى المناطق التي كانت تعمل فيها في البداية كمقاتلة كريلا، كما أرادت تطبيق التدريب الذي تلقته في الحياة والتصرف وفقاً لتوقعات العملية، في حين لم تتنازل أبداً عن هويتها كامرأة حرة من خلال نهجها المخلص في العمل.


سطرت رفيقتنا دستينا بوطان، التي انضمت إلى قافلة الشهداء في هجوم العدو في بوطان في 25 تموز 2024، اسمها بشكل لا ينسى في تاريخنا النضالي بحياتها المتواضعة وولائها للشهداء ورفاقها الصادقين، ونعلن أننا، كتابعين لها، سنكون جديرين بإرث النضال الذي تركته لنا رفيقتنا دستينا، وننحني إجلالاً لذكرى جميع شهدائنا.

باران خملين

ولد رفيقنا باران في مدينة وان، إحدى مدن المقاومة المهمة في كردستان، في كنف عائلة وطنية، ولأن البيئة التي يعيش فيها وعائلته كانت مخلصة للقيم الكردية، فإن رفيقنا باران نشأ حسب طبيعتها، إن تحول وان إلى مدينة منتفضة مع احتضان شعبنا الوطني لنضالنا يوما بعد يوم، كان له بلا شك تأثير عميق على رفيقنا باران. ولأنه عاش في مدينة تسود فيها روح الثورة، أتيحت له الفرصة للتعرف على نضالنا في سن مبكرة، لقد قرر رفيقنا، الذي كان معجباً بشكل خاص بنضال الفدائيين، أن حلمه الأكبر هو الانضمام إلى صفوف الثوار يوماً ما. الرفيق باران، الذي أدرك حقيقة العدو من خلال مشاهدة الاعتداءات والتعذيب الذي يتعرض له شعبنا، وخاصة أمهاتنا، شعر بغضب شديد تجاه العدو ووعد بأنه سينتقم في يوم من الأيام مما حدث، إذ درس رفيقنا في المدارس التركية الاستيعابية لمدة 9 سنوات، فيما بعد ترك هذه المدارس مدركاً أنه ليس لها أي دور سوى كونها بيت الاستيعاب، وفي الوقت نفسه، فإن رفيقنا باران، الذي أدرك أن العدو كان ينفر الشباب الكردي من جذورهم ويكافح مع سياسات الحرب الخاصة، وقف ضد ذلك من خلال وعيه، كما حذر أصدقائه الذين تغلبوا مثله من أجل نضال شعبنا من أجل الحرية، وبذل جهوداً لرفع مستوى وعيهم، وكان يعتقد أنه يستطيع تحقيق ذلك من خلال النضال المنظم، وعلى هذا الأساس، ناضل رفيقنا الذي شارك في العمل الشبابي الوطني الثوري، بفعالية، ورأى رفيقنا الذي كان يدرك أهمية هذه الأنشطة التي شارك فيها وكان صاحب ممارسة ناجحة، أن ذلك لا يكفي لضمان حرية شعبنا، وعلى هذا الأساس، توصل إلى العزم على توسيع نضاله أكثر، وعلى وجه الخصوص، أصبح هجوم العدو على كل منطقة اكتسب فيها شعبنا واستمرار سياسة الإبادة الجماعية سببا لرفيقنا باران للقتال أكثر، وإيماناً منه بأن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال الكريلاتية في جبال كردستان، توجه رفيقنا إلى جبال بوطان وانضم إلى صفوف الكريلا.

وتلقى رفيقنا باران تدريبه الأولي من رفاقه في بوطان، ورأى في ذلك فرصة كبيرة لنفسه لتلقي التدريب في ظل ظروف الحرب، إن رفيقنا، الذي أتيحت له الفرصة ليطبق على الفور جميع القضايا التي تعلمها حول الكريلا، تمكن من أن يصبح مقاتلاً كفؤاً من أجل الحرية في وقت قصير، وقيّم الرفيق باران، الذي كان يضيف إلى تجاربه كل يوم تجارب جديدة، كل لحظة من الحياة الفدائية التي شارك فيها بحزم وإصرار كبيرين، على أنها لحظات من الحرية، رفيقنا الذي شعر وكأنه ولد من جديد مع الحياة الكريلاتية، اعتمد مبدأ الاستجابة لاحتياجات العصر من خلال تصعيد وتيرة المشاركة يوما بعد يوم، لقد ولى رفيقنا باران، الذي كان يهدف إلى الاستفادة من تجربة الممارسة العملية لرفاقه الذين قاتل معهم وبالتالي يصبح مناضلاً آبوجياً مثالياً، اهتماماً كبيراً لتكتيكات كريلاتية العصر الحديث، وتخصص رفيقنا باران، الذي تلقى المساعدة من رفاقه الذين تدربوا في هذه المواضيع، في العديد من تكتيكات الكريلا بفضل استعداده وحرصه على التعلم، وتعلم أيضاً مبادئ النضال الآبوجية في مناقشاته مع رفاقه، وانضم إلى النضال باعتباره مقاتلاً بوطانياً كفؤاً وذو خبرة، لقد أتيحت لرفيقنا، الذي شارك في العديد من العمليات في منطقة بوطان، فرصة السير على نفس المسارات والبقاء على نفس قمة الجبل مع العديد من المناضلين الآبوجيين ذوي القيمة، وفي هذا الصدد، أصبح مناضلاً يحظى بتقدير جميع رفاقه، وزاد إصراره على القتال بعد استشهاد كل من رفاقه الذين عاش وقاتل معهم، وتصرف وهو يدرك أنه لا يكون جديراً بالشهداء إلا بهذه الطريقة، وهكذا، أراد أن يشارك بنشاط في الحملة التي انطلقت من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو. رفيقنا باران الذي كان يتمتع بشخصية مجتهدة وصادقة، أعطى الثقة لجميع رفاقه بهذه الميزة، لقد عمل بلا كلل ليكون جديراً بثقة رفاقه، لقد تمكن رفيقنا باران، الذي ساعد كل من رفاقه الذين وصلوا إلى بوطان على التكيف مع الميدان في وقت قصير بما اكتسبه من معرفة عسكرية وحيوية وأيديولوجية، من أن يصبح مناضلاً آبوجياً مثالياً بشخصيته المتواضعة.

رفيقنا باران الذي استشهد مع رفاقنا بندا ودستينا في هجوم العدو بتاريخ 25 تموز 2024؛ لقد أخذ مكانه بين مناضلي بوطان الذين لا يُنسى برفاقيته الصادقة والمخلصة والمجتهدة وشخصيته المتواضعة، وباعتبارنا رفاقا له، نتعهد بأننا سنحقق بالتأكيد تطلعات وأحلام رفيقنا باران".