عقدت بعض الاجتماعات بين وفدي مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين في مخمور والحكومة العراقية منذ شهر حزيران 2021، وعندما ذهب وفد مخيم مخمور إلى العاصمة العراقية بغداد في الآونة الأخيرة، لأجل مسألة المازوت، طلب الوفد العراقي منهم الاجتماع هناك، وفي هذا الإطار، تحدث الرئيس المشترك لمجلس الشعب الديمقراطي في منطقة مخمور، يوسف كارا، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن الوعود التي قدمها العراق خلال الاجتماعات، الهجوم الجوي لدولة الاحتلال التركي الأخير في 29 آب على مخيم مخمور، والذي أسفر عن استشهاد المواطن أبو زيد عبد الله، إضافة إلى الآراء والاقتراحات التي تطرق اليها الطرفان في الاجتماع.
وصرح يوسف كارا، أنهم بعثوا رسالة حول حالات الطوارئ والهجمات الجوية التي نفذت ضدهم، إلى العراق، لأجل عقد الاجتماع مع قادتها، وقال: "لكن الاجتماعات التي عقدت في الآونة الأخيرة لم تكن مبنية على المشاكل العامة للمخيم، ولكن فقط لتوريد المازوت، وقد تم حل هذه المسألة إلى حد ما، كان يوجد ملف كان يجب أن يأتي موافقته من بغداد وإرساله إلى الموصل، لذلك، ذهب اثنان من أصدقائنا، أحدهما كممثل عن الشؤون المدنية والآخر ممثلاً عن اللجنة في الخارج، إلى بغداد واجتمعا بلجنة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية العراقية، لقد أرادوا حل مشكلة المازوت هذه، وقدم المسؤولون العراقيون هناك، قراراهم بشأن موضوع أمن المخيم، قال صديقانا أننا لم نأتي لأجل هذه المسائل، بل أننا أتينا لأجل مشكلة المازوت، نريد منكم أن تحلوا مشكلة المازوت لنا، لأن وضع أهالي المخيم في حالة غير طبيعية نتيجة حرارة الصيف.
ليس لآراء ومطالب العراق بصدد وضع الأسلاك حول المخيم أي علاقة بأمن المنطقة
وذكر كارا بأنه لا يوجد تاريخ محدد للاجتماعات، وتابع قائلاً: "لم نجتمع ببعضنا البعض كثيراً منذ شهر حزيران حتى يومنا هذا، وبعد اللقاءات التي حدثت حول مسألة المازوت وبعض المطالب، قدموا لنا بروتوكولاً، قالوا إننا نريد أن نأتي إلى المنطقة ونضع الأسوار بناءً على هذا البروتوكول، يعني، أن مطالب العراق في هذه المرحلة، كانت أغلبها متعلقة بالأمن، قالوا إنه تحت اسم الأمن، سنضع الأسوار، نحاصر المخيم ونقيم الأبراج، ولكي نمنع هجمات الدولة التركية علينا أن نطرح مثل هذا المشروع، لكن في الواقع، الآراء التي يقدمونها حول الآمن ليست صحيحة، لآن هذا المشروع المطروح والآراء جمعيها ليس لها أي علاقة بهجمات دولة الاحتلال التركي التي تنفذها مع شركائها، هذا لآن هجمات دولة الاحتلال التركي لا تنفذ براً، بل تنفذ بواسطة طائرات مسيرة، بمعنى آخر، وضع الأسوار والأبراج حول المخيم ليس حلاً للهجمات الجوية، أعني أن مديرهم في إدارة الهجرة الداخلية متواجد في منطقتنا، ولديهم حواجز لقوات الشرطة، إضافة إلى ذلك، أن القوات العراقية والبيشمركة متواجدون في شمال وجنوب المخيم، بمعنى آخر، أن وضع الأسوار، الآراء والمطالب التي يقدمونها حول المخيم كحل، ليست لها علاقة بأمن المخيم بأي شكل من الأشكال، أن آرائنا هي عكس آرائهم، أعني أننا نقول نحن نعيش هنا منذ 30 عاماً، وحتى يومنا هذا لم يقم أحد بوضع الأسوار حولنا، ولا نرى أن أسورة المخيم يعتبر كحل أمني للمخيم، فأننا كأهالي مخمور، نحن لا نقبل بهذا النهج ولا نعتبره صحيحاً".
القرارات التي يريد العراق تنفيذها هي قرارات دولة الاحتلال التركي وعائلة البارزاني
وأشار كارا إلى أن جميع الهجمات على مخيم مخمور مرتبطة بهذه الاجتماعات، وأضاف قائلاً: "لا يمكننا فصلها عن بعضها البعض، لأننا نرى ذلك بكل وضوح من خلال ممارساتهم ونهجهم، لأنهم عندما بعثوا لنا البروتوكول، نحن كمجلس المخيم تعرضن لتهديداتهم، حيث قالوا، إن القرارات اتخذتها دولة العراق، لكن تلك القرارات ليست عراقية، أن القرارات التي تحاول العراق فرضها علينا، هي قرارات دولة الاحتلال التركي وعائلة البارزاني، ويريدون من خلالها إخلاء المخيم من أهلها، كما أن الهجوم الذي نفد علينا يعتمد أيضاً على هذا القرار، لا يمكننا فصل هذه الهجمات التي استهدفت شعبنا والقرارات التي يحاولون فرضها علينا عن بعضها البعض، بينما الهجوم الجوي الذي نفذ على المخيم مؤخراً، كذلك الهجمات السابقة كانت جميعها لأجل ترهيب، تدمير معنويات الأهالي واستعبادهم، وبهذا الهدف، تم استهداف مواطناً وهو والد لستة أطفال بشكل مباشر أمام باب منزله بين 2-3 منازل، وألحق ذلك الهجوم الإضرار بـعشرات المنازل.
الدولة التركية تعزز مجموعاتها المتحالفة في العراق وتستخدمها كآلية لتنفيذ قراراتها
وذكر كارا أن وفد من العراق زار المخيم في شهر حزيران 2021، وقالوا إننا سنحل بعض مشاكل المخيم، وتابع: "يعني، أننا نريد إجراء الإحصاء لعدد الأهالي كوزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الشؤون المدنية، كوزارة الهجرة والمهاجرين ولخدمات المخيم، وفي هذا الإحصاء، نؤكد عدد أهالي المخيم والمنازل، ونقوم بترميم المنازل في المخيم ونساعد هذا المخيم كحكومة عراقية، لقد اجروا إحصائيات عديدة في العديد من المشاريع، وتجولوا في مركز المخيم، والتقوا بالعديد من العائلات وجهاً لوجه، لقد رأوا بأن المخيم ليس معسكراً عسكرياً كما تدعي دولة الاحتلال التركي، فهو معسكر مدني يتكون من أطفال، شبيبة، كبار السن وطلاب، وقالوا في ذلك الوقت، إننا سنذهب إلى وزارتنا العامة ونعقد اجتمعاً معها ونتخذ قراراً بشأن مشاكل التي يعاني منها المخيم وشعبها، عندما يفعلون ذلك، فإن الدولة الفاشية لا تتوقف ساكناً، نحن نعلم أن العراق يعاني من الأزمة، والعراق لم يشكل لنفسه حكومة مستقرة ولديها مشاكل سياسية داخلية، أن دولة الاحتلال التركي تتخذ فرصة لها من هذه المشاكل السياسية وتقوي مجموعاتها المتحالفة وتجعلها آلية صنع القرارات، بسبب ذلك، قالوا في غضون أيام قليلة، قررنا وضع الأسوار حول المخيم من أجل الأمن، ولم تتحدث الحكومة العراقية عن الأسوار بأي شكل من الأشكال عندما أتوا لزيارة المخيم وكذلك عندما ذهب وفد المخيم أيضاً إلى بغداد عام 2021".
على الرغم من تقديم الوعود إلا أنهم لم يساعدونا بأي شكل من الأشكال
وأوضح كارا أن الدولة العراقية والمنظمات المدنية وكذلك الأمم المتحدة (NY) لم تساعد المخيم بأي شكل من الأشكال في شؤون الصحة، التعليم والخدمات الداخلية، منذ عام 2014 بعد هجمات تنظيم داعش الإرهابي، وقال: " عندما أتوا إلى هنا في عام 2021، قالوا إننا اتخذنا العديد من القرارات فيما يتعلق بمساعدة المخيم، لكن حتى الآن، رغم الوعود التي قطعوها للشعب، لم يساعدونا قط.
قلنا لهم مراراً وحتى يومنا هذا، أنه لدينا إدارة ذاتية في المخيم ونريد منكم أن تحترموا هذه الإدارة الذاتية، إذا كنتم تحترمون هذه الإدارة، فلا توجد أشياء لا يمكننا مناقشتها معاً، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك مع الدولة التركية وشركائها، وإنكم تظهرون نهجاً للقضاء علينا، وشرعنة الهجمات على شعبنا، فلن نقبل ذلك أبداً، لقد قلنا لهم دائماً، لا تتاجروا بنا من أجل مصلحتكم الخاصة مع الدول الأخرى، أي يجب ألا تنتهكوا كرامتكم هذه، يعني، مجتمع مدني يكون تحت سيادة الدولة، يجب على دولة أخرى أن لا تمارس ممارساتها اللاأخلاقية والمنافية للكرامة على هذا المجتمع، ويجب ألا يكونوا شركائها وأن لا يغضوا الطرف عن جرائمها".
على المجتمع العراقي عدم قبول هذا القمع
وقال الرئيس المشترك لمجلس الشعب الديمقراطي في منطقة مخمور، يوسف كارا، في نهاية حديثه: "سنتخذ الحياة أساساً معاً وستكون الامة الديمقراطية هي الأساس والتوجيه بالنسبة لنا، ولن نميز الأمم ونقول هذا عربي، وهذا عجمي، آشوري، تركماني وإلخ، مهما يحدث، ونريد أن تعيش كجميع المجتمعات والأمم معاً، لكن لا يجوز لأحد أن يضطهد الآخر، عيوننا ليست فقط على احتياجات الإنسان اليومية، ولكن لا يتم تلبيتها أيضاً، رسالتي لشعب العراق هي أن الأحداث التي تنفذ بحقه والمجزرة التي ارتكبت في قرية برخ هي النهج نفسه، إذا كان شعب العراق يتبنى الأطفال، النساء والشباب الذين قتلوا في مجزرة برخ، فعليهم أيضاً أن يتخذوا موقفاً جاداً ضد الدولة الفاشية التي تنتهك سيادة أرضهم، وألا يقبلوا لحكومتهم والمسؤولين ممارسات هذا القمع والظلم بحقهم".