أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بياناً نصياً، استذكرت من خلاله عضوتي حزب حرية المرأة الكردستانية، القيادتين في القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) ، كول جيا كابار وبلشين نوروز، اللتان استشهدتا في هجوم في 29 نيسان 2019.
وجاء في بيان منظومة المرأة الكردستانية (KJK) ما يلي:
"لقد وصلت ثورة كردستان إلى هذا المستوى من خلال تقديم الكثير من التضحيات، ومر نضال المرأة في خضم هذه الثورة أيضاً بمراحل صعبة، وفي الوقت الذي كان فيه ممنوعاً على المرأة حتى التنفس، وصل اليوم إلى المستوى الذي يسعى إلى جعل القرن الحادي والعشرين قرن المرأة، ومما لا شك فيه، بأنه لا يمكن أن يتحقق أي نضال وإنجاز بدون تقديم التضحيات، لذلك، فإن الشهداء في نضالنا هم القوة التي بذلت أعظم جهداً، وبهذا الجهد أناروا لنا درب الثورة المحفوف بالمصاعب والمشقات، واستشهدت كل من رفيقتينا كولجيا كابار وبلشين نوروز، نتيجةً لهجمات الدولة التركية الفاشية على مناطق الدفاع المشروع في عام 2019، وأصبحتا من خلال نضالهن وحياتهن الشهداء الذين أناروا لنا الدرب.
ووُلدت الرفيقة كول جيا كابار ضمن كنف عائلة وطنية في مدينة الانتفاضة في ميردين، وانضمت إلى النضال عبر التقاليد الوطنية لعائلته وميردين وعاشت على هذا النحو، وبذلت الجهد في كل شبر من أرض كردستان، وشكلت التأثير، وقدمت الجهود، وانضمت بجهدها المنقطع النظير وأسلوب نضالها إلى قافلة الخالدين، وسارت الرفيقة كول جيا بعشق كبير في الجبال، وأصبحت كأسمها واحدة من الورود المفضلة لهذه الجبال، وبذلت الجهد والتعب، فكل قطرة من قطرات تعبها منحت الروح للأرض، وجعلت الورود تزهر من جديد، وأصبحت الثورة الأصيلة والعصية للجبال عبر نضالها، وأصبحت المثال الأكثر حيوية لحقيقة المرأة في الجبال، كما أن الجبال أيضاً تتجمل بالمرأة.
وجاءت الرفيقة كول جيا كابار من شمال كردستان إلى جنوب كردستان، وناضلت من جنوب كردستان حتى غرب كردستان وجميع أرجاء كردستان، وبذلت الجهود الحثيثة، وحاربت ضد الأعداء الفاشييين والمستعمرين، ومكثت في أحلك الأوقات الصعبة في أقسى الساحات، ومنحت كل تملك دون تفكير بشخصها لنضال كردستان من أجل الحرية ونضال المرأة الحرة، وشاركت في كل ساحة من الساحات التي مكثت فيها كجيش بحد ذاتها، وعملت على هذا النحو، واتخذت من القائد والشهداء معياراً للحياة دائماً، ومنبعاً للروح المعنوية، ونشأت على الدوام من هذا المنبع، وجعلت رفيقات دربها ينشأون أيضاً على هذا النحو، ولم تتراجع روحها المعنوية خلال مسيرة ثورتها التي استمرت 27 عاماً، بل على العكس؛ كبرت في كل لحظة أكثر فأكثر، وأصبح مركزاً لرفقيات دربها، ونظرت الرفيقة كول جيا إلى العالم بأكمله بعشق كبير، وأصبح هذا العشق لديها وفاءً ومحبةً كبيرة للإنسان، والمرأة ورفيقات دربها، واتخذت من العيش على مدار الساعة مع القائد أوجلان كأساس بالنسبة لها، وكان عل نسق واحد في جوهرها وقولها وفعلها، وأظهرت الشهيدة كول جيا، من خلال نضالها الممتد على مدى 27 عاماً، كيف ينبغي أن تكون المرأة الثورية ومقاتلة الكريلا والقيادية، وكيف يجب أن تعيش، ولقد كانت ترغب دائماً الإجابة على "بإمكان أشواق المرأة مناقشة الفلسفة وأي موضوع كان"، والذي كان الحلم الأكبر للقائد أوجلان، وطورت نفسها بهذا المطلب والبحث، وأصبحت مناضلة في اللحظات التي فيها خلقت نفسها لترد على تلك اللحظة، ونظرت إلى الثورة والحياة بطريقة موحدة، واعتبرت نفسها مسؤولة عن جميع الاحتياجات الثورية من الأنشطة العسكري حتى الأنشطة الأيديولوجية، وجعلت من ساحة مكثت فيها مدرسة وتشاركتها مع رفيقات دربها، فالرفيقة كول جيا، التي كانت عضوة المجلس العسكري لوحدات المرأة الحرة-ستار وقوات الدفاع الشعبي (HPG)، أصبحت المناضلة القيادية في الحركة النسائية عبر نضالها الذي لم يعرف أي عقبة وحياتها بأسلوب الدراويش.
وكحركة المرأة الحرة في كردستان التي بدأت بأحداث أولية ولاقت صعوبات ومشقات كثيرة، أصبحت الرفيقة كول جيا عنوان اسم إزالة هذه الصعوبات والمشقات، وبقدر قيادة جيش المرأة، بذلت جهداً كبيراً على تطويرها، وناضلت لكي لا تبقى حتى ولو امرأة بدون حماية ذاتية.
والرفقية بلشين نوروز أيضاً، على الرغم من أنها نشأت في المدن الكبيرة بتركيا، فقد ترعرعت مثل الرفيقة كول جيا على ثقافة ميردين المتمثلة في الوطنية والانتفاضة، ولم تخن أحلام الطفولة، ووجدت الحياة الحقيقية في الجبال، وأثمرت من جديد مثل اسمها كمقاتلة كريلا شابة في الجبال واخضرت مثل أوراق الشجر.
وفي الذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيدتين كول جيا كابار وبلشين نوروز، نستذكرهما بكل احترام وإجلال، ونعبر عن وفائنا لهاتين الرفيقتين اللتان كانتا تملكان تلك القوة على خلق حياة جديدة من الموت، ونجدد وعدنا بقضاء كل لحظة من لحظاتنا بالنضال من أجل تحقيق أحلامهن".