أجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان، على أسئلة قناة مديا خبر (Medya Haber TV)، وفيما يلي تقييمات دوران كالكان:
”في البداية وقبل كل شيء، أحيي بكل احترام القائد آبو، الذي يقود المقاومة الأكثر معنى في التاريخ، نعم، كان جرى عقد لقاءين مع القائد آبو في نهاية العام المنصرم، ففي 23 تشرين الأول جرى اللقاء الأول وفي 28 كانون الثاني جرى اللقاء الثاني، حيث أفصح الوفد عن فحوى رسائل القائد آبو للرأي العام، في حين أن اللقاء الأول، كان مع ابن شقيقه، وجرى تقييمه على أنه لقاء عائلي، ولكن في اللقاء الثاني، أجرى وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) اللقاء.
وتم الإدلاء ببيانات للرأي العام كرسائل من القائد آبو، وبعد ذلك، بدأ الوفد بالعمل، حيث التقوا بالمراكز العامة للأحزاب في البرلمان، وعقدوا اجتماعات مع بعض الشخصيات، ومؤخراً أدلوا ببيان حول هذه الاجتماعات، كما قدموا أيضاً بعض المعلومات فيما يتعلق بمحتوى اللقاء مع القائد آبو من خلال الصحافة.
وقد تابعناها بعناية، ولا زلنا نتابع الأمر، ونحاول فهم رسائل القائد آبو، وكذلك في الوقت نفسه نتائج عمل وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وليس لدينا أي معلومات غير هذه، كما قام الرفيق جمعة أيضاً بالإدلاء عن ذلك، فنحن لم نتلق أي دعوة أو رسالة أو طلب بشكل رسمي حتى الآن، لذلك، نحن لا نعرف محتوى المناقشات، كما أنه لم يُطلب منّا أي شيء.
وكما هو الحال بالنسبة للرأي العام، وكما هو الحال بالنسبة للجميع، نحن نحاول فهم الوضع من خلال النظر إلى التصريحات التي يتم الإدلاء بها من خلال الصحافة، واستخلاص الدروس من رسائل القائد آبو، فالوضع هو على هذا النحو، فيما يُقال الكثير من الأشياء، لكن من الناحية العملية لا يوجد وضع مختلف، كان هناك نقاش، كان هذا مهماً جداً وذا معنى، وقد أدلت إدارتنا ببيانات حول هذا الموضوع، ونحن نقدر هذه المناقشات ونوليها أهمية، وإننا نتابعها بعناية واهتمام، كما أننا أعلنا للرأي العام أننا سنقوم بتأدية مسؤوليتنا، فالقائد آبو هو بالأساس مفاوضنا الرئيسي، وقد كنا دائماً وراء مرحلة يتم خوضها من قِبل القائد آبو.
وسنقف خلفه من الآن فصاعداً أيضاً، وسنتحرك ونتصرف وفقاً قراراته، ولقد عبرنا عن ذلك، ولكننا لا نرى أي شيء عملي أكثر من ذلك، فلا يوجد أي تغيير في خطاب أو الممارسة العملية للسلطة الحاكمة، وخاصة لدى حزب العدالة والتنمية، حيث أن بعض الأوساط الإعلامية تنفث سمومها، ويظهرون سلوكيات مبتذلة وفقاً لأهوائهم، ومن المفترض أنهم يهينون، لكنهم في الحقيقة يكشفون عن وضعهم السخيف والرخيص، وهذا بسبب السلطة الحاكمة، حيث إن خطابات وتصريحات أوساط حزب العدالة والتنمية، وفي مقدمتهم رجب طيب أردوغان، تُوجَّه إلى الصحافة، وإلا فإنها ليست مستقلة بذاتها.
ومما لا شك فيه، هناك استفزاز لدى الأحزاب المختلفة. ومن ناحية أخرى، فإن ممارساتهم العملية مستمرة، لم يحدث أي تغيير في هذه الممارسات العملية، حيث تستمر الاعتداءات ضد الشعب، وهناك اعتقالات وتعيين للوكلاء، ويقومون بزيادة الأسعار، والاستمرار في ممارسة القمع والاستغلال، في حين أنه لم يطرأ أي تغيير في إمرالي فيما يتعلق بوضع القائد آبو، نعم، كانت هناك لقاءات، وتحقق ذلك نتيجة النضال الذي تم خوضه على أساس حملة الحرية العالمية.
وقد عبّرنا عن ذلك وقمنا بتقييمه سابقاً، كان ذلك ناجحاً، وأدلت إدارتنا ببيان، مشيرةً إلى أنه حصل خرق في نظام التعذيب والإبادة، وقد تم تقييم هذا الأمر، حيث أن هذه تقييمات صحيحة، ولكن ليس هناك ممارسة عملية تتجاوز ذلك، ولم تطرأ أي تغييرات فيما يتعلق بوضع القائد آبو من قِبل السلطة الحاكمة، وليس لدينا معلومات.
"يجب على الذين أطلقوا الدعوة وعلى المسؤولين عن ذلك، اتخاذ خطوات عملية على الأرض إذا كانوا جادين"
لذلك، في رأينا، بالطبع، لا يزال نظام التعذيب والإبادة مستمراً، ويستمر نظام إمرالي كما هو، والظروف الحالية التي يعيشها القائد آبو لا تزال مستمرة، لم يحدث أي تغيير في ظروفه، علاوة على ذلك، لا نرى أي عمل عملي في هذا الصدد، نعم، كانت هناك مناقشات، حيث أجرى وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لقاءات في هذا الصدد، وأدلت الأحزاب السياسية في تركيا ببيانات، وهذا يعد أمراً ذا معنى ومهماً، لكن هذه مجرد مناقشات، ولا توجد ممارسة عملية تتوافق مع التفاؤل الذي تم التعبير عنه في المناقشات، على سبيل المثال، لا نعرف ما إذا كان يجري القيام بعمل ما في البرلمان أم لا، وليس من الواضح ما إذا كان هناك تعديل قانوني أم لا، وقد وجّه دولت بهجلي الدعوة، وانضمت العديد من الأوساط إلى هذه الدعوة، وقالوا ليأتي القائد آبو إلى البرلمان، وقالوا ليتحدث في مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، حسناً، كيف سيخرج من إمرالي؟ دعوه يأتي، من يقف عقبة أمام ذلك؟ فهل قام الذين وجهوا الدعوة بخصوص القدوم بتوفير أي شيء؟ هل انخرطوا في بذل الجهود؟ هل لديهم جهد؟ نحن لم نر أي شيء، بعبارة أخرى، هم يريدون ويتوقعون من القائد آبو أن يقوم بتحقيق مطالبهم، دون أن يغيّروا أي شيء، لا يبدو أنه من الممكن القيام بذلك، وإذا كانوا جادين، فإن التفاؤل قد انتشر في الواقع من خلال أنشطة الوفد، ونحن نعتبر هذا الأمر مهماً وذا مغزى، وندعمه أيضاً، وبعبارة أخرى، لا ينبغي لأحد أن يقول إن حزب العمال الكردستاني يقول هذا، ويقول ذاك، وهو ضد ذلك، لا يوجد شيء من هذا القبيل على الإطلاق، ونحن كحركة وشعب نتابع المرحلة بعناية واهتمام، لكن أولئك الذين أطلقوا هذه الدعوة، والذين يريدون أن يحدث شيء ما، لا يعملون بما يتماشى مع ذلك، فقد قال القائد آبو، إنه إذا تهيأت الظروف، وإذا تهيأت الفرص، وإذا تم تغيير نظام التعذيب والإبادة في إمرالي، وإذا تهيأت ظروف المعيشية الحرة، حينها يمكنني القيام بتأدية دوري، ففي الوضع الحالي القائم، ماذا يمكنه أن يفعل؟ كيف سيدلي ببيان؟ لا يمكنه أن يقول أي شيء، وكما هو الحال في الوضع الراهن، ليس بالإمكان نشر كلماته؛ ومن ينشرها يُعتبر مذنباً، ويتعرض للاعتقال، ويجمعون مرافعات القائد آبو، فهم لا يجمعون فقط كتبه، بل مرافعاته أيضاً، إنها الأشياء التي تتم بشكل قانوني، من يستطيع القيام بهذه الأشياء؟ لذلك، لا توجد أي جهود مبذولة، نحن لا نراها، في حين أنه، هناك حاجة ضرورية إلى الممارسة العملية، وإذا كان هؤلاء الذين أطلقوا هذه الدعوات وخلقوا التفاؤل جادين، فعليهم أن يتخذوا الخطوات العملية، وعليهم أن يهيئوا الظروف المواتية للقائد آبو بحيث يكون بمقدوره التحدث في مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وعليهم أن يمهدوا له الطريق لممارسة السياسة، ويجب أن يوفروا له الظروف المواتية للعمل والحياة بحرية، وعليهم وضع حد لنظام التعذيب والإبادة في إمرالي، ولا يزال ذلك النظام آخذ في الاستمرار، وكذلك سينتشر هذا أيضاً على أنه بمثابة أمل، هذه ليست مواضيع صحيحة.
نحن لا نقول إن كل شيء سلبي، لكن أولئك الذين أطلقوا هذه الدعوة على وجه الخصوص، والمسؤولين عن هذا العمل، والذين يريدون فعلاً أن يفعلوا شيئاً ما، إذا كانوا يريدون تغيير الوضع، وإذا كانوا يؤمنون بما يقولون، فعليهم حينها أن يتخذوا الخطوات العملية التي يتطلبها ذلك.
'لا ينبغي أن يكون هناك أدنى ضعف في النضال'
إن خلاف ذلك هو النضال، فكما أن الشعب الكردي وأصدقاءه قد قاموا بفعالية حتى الآن تحت مسمى حملة الحرية العالمية من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو وحل القضية الكردية، يجب أن تستمر هذه الحملة في الأجزاء الأربعة من كردستان، وفي أرجاء العالم، ويجب أن يستمر النضال، ولا ينبغي أن يكون هناك أدنى ضعف، فمن خلال النضال، يمكن إجبار أولئك الذين يتحدثون ولا يوفون بما يقولون على اتخاذ الخطوات.
ومن الواضح أن كل شيء يمكن الحصول عليه من خلال النضال، فكل شيء يُخلق بالنضال، حينها، ينبغي لنا أن نناضل، ويجب أن نناضل بشكل أكثر، يجب أن نخوض النضال بأساليب أكثر إبداعاً ونحصل على النتائج المرجوة.
نعم، من حيث النتائج الإبداعية، حققت حملة الحرية العالمية بالطبع نتائج مهمة، وكما قد قلنا إنها ستتم على هذا النحو، وقلنا إنه ستكون هناك بالفعل تطورات دائمة في سياق أهداف حملة الحرية، وحالياً قد تم بالفعل تمهيد الطريق أمام ذلك، ولكن من أجل تحقيقه، علينا أن نناضل أكثر، وعلينا أن نخوض نضالاً بشكل أكثر فاعلية، وإنا نحيي المناضلين مرة أخرى، وندعو شعبنا وأصدقاءنا إلى خوض نضال بفعالية أكبر.
قبل 10-15 سنة، قبل 20 سنة، خلال المرحلة القانونية، عندما كان القائد آبو يقدم مرافعاته، قام بتقييم هذا الوضع في مرافعاته، ووضع شروطاً، وقال، إذا تم ذلك على النحو، ستتحقق هذه النتائج، وإذا حدث ذلك، ستبرز نتيجة من هذا النوع، فما كتبه القائد آبو من كلمات تتحقق الواحدة تلو الأخرى، فقبل كل شيء، يجب أن يرى الجميع هذا، ولا ينبغي لهم التعامل ببساطة مع إمرالي، فليس لبعض الناس البسطاء قيمة ضئيلة تُذكر، وقد بات العالم يتقبل هذا الأمر، والجميع يتقبله، حيث يخرج بعض المغفلين ويحاولون القيام بالفوضى وخلط الأمور، هذا لا يعني أي شيء، من ناحية أخرى، كيف حدث هذا؟ الأمر ذو اتجاهين، الأول، هو أننا نخوض النضال، حيث يناضل حزب العمال الكردستاني تحت قيادة القائد آبو في سبيل ذلك لأكثر من خمسين عاماً، من أجل تغيير هذه العقلية والسياسة القائمة، ماذا كان ذلك؟ كانت، العقلية، والسياسة الاستبدادية، والاستعمارية، والفاشية وعداوة الكرد، ولقد مر أربعين عاماً، ومعركتنا من أجل الحرية قد دخلت عامها الحادي والأربعين، وهي مستمرة دون انقطاع، وقد أتمت هجمات الحرب الخاصة الاستبدادية والفاشية والشاملة التي تشنها الإدارة الفاشية على أساس "خطة الهزيمة" عامها العاشر.
لم تستطع تحقيق نتائج عبر الحرب والآن تبحث عن طرق أخرى
في مواجهة ذلك، خضنا كحركة الحرية وكشعب مقاومة شاملة، في الوقت الحالي الذين خططوا ونفذوها، لم يصلوا إلى أهدافهم، هم أنفسهم وصلوا إلى مستوى الانهيار، خططهم فشلت بالنضال، حكومة العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشية وصلت إلى مرحلة الانهيار، ماذا فعلوا، استخدموا كل إمكانيات تركيا، تلقت الدعم من الخارج، من الناتو والصين وروسيا ومن كل مكان، استخدموا كافة صنوف الأسلحة، لم يعيروا انتباهاً للأخلاق والقانون، ارتكبوا الآلاف من جرائم الحرب، ولم ينجحوا في هجماتهم، المقاتلون الكرد قاوموا بشجاعة وعلى أساس التضحية بالنفس في زاب ومتينا وآفاشين ومناطق الدفاع المشروع وفي أجزاء كردستان الأربعة على طريق التضحية، وأظهروا أعظم مثال للبطولة في تاريخ المقاومة، النساء والشباب الكرد يناضلون بعقلية وتنظيم لا مثيل له ليلاً نهاراً، لقد خاض الشعب الكردي والأصدقاء في أجزاء كردستان الأربعة وفي خارج الوطن، النضال الأخير في 10 تشرين الأول 2023 وما بعد، والذي تم خوضه على أساس حل القضية الكردية وتحرير القائد آبو جسدياً، أصبح فعالية مخطط لها، لقد مضى عليه عام، ودخل عامه الثاني، حيث كسر العزلة المطلقة، القوى التي شارفت على الانهيار، بحثت عن حل من أجل التخلص من هذا الوضع، رئيس حزب الشعب الجمهوري دولت بهجلي الذي كان البادئ في البحث عن حل...لماذا...؟ لأنه هو من كان يدير الحرب، هذا واضح ومفهوم، يقولون، لماذا بدأ بخجلي بهذه المحاولة...؟ قلت في ذلك الوقت أيضاً، من الذي سيبدأ...؟ على كل حال، لن يأتي من المأجورين، سيأتي من الذي يقاتل، قاتل، ولكنه لم يحقق نتيجة، أُجبر، والآن يبحث عن حل آخر، هذا شيء طبيعي، وهذا جانب للمسألة، وكان هذا واضحاً، لم تكن لديه القوة لمواصلة هذه الهجمات، إنهم ليسوا على هذا المستوى الذي يمكنهم من تحقيق هدفهم.
ومن ناحية أخرى، هذا هو نتيجة الحرب العالمية الثالثة التي تدور رحاها في الشرق الأوسط منذ 35 عاماً، هذه الحرب هي دائماً موضوع للتقييم، لقد بدأ الأمر مع حرب الخليج والأزمة الخليجية، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تم تنفيذ هجمات حول الخليج لمدة تقارب العشرين عاماً بناءً على استراتيجية النظام العالمي الجديد للولايات المتحدة للاستيلاء على الخليج، منذ أكثر من 10 سنوات، أو ما يقرب من 15 سنة، يهاجمون من أجل تأمين السيطرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، الحرب هي بين النظام الرأسمالي العالمي الواحد وبين الوضع الراهن للدولة القومية الذي نشأ مع الحرب العالمية الأولى، لقد بدأ مركز هذا الوضع الراهن في العراق مع سقوط نظام البعث،
بدأت حرب غزة في 7 تشرين الأول 2023، الجميع سواءً كانوا كثيرين أو قلائل، رأوا الأحداث بعد ذلك، لماذا...؟ لأن الذين كانوا يقومون بالهجوم قبلها، كانوا يكشفون عن أهدافهم، قالوا مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأدلوا بالكثير من التصريحات، ولكن محتوى أقوالهم لم يكن شفافاً، العديد من الأشياء كان غامضاً، ولكن بعد اجتماع جنيف الموسع في الهند، تم الإعلان عن طريق التجارة والطاقة المتجددة من الهند وحتى اليونان، بدايةً استولوا على محيط الخليج ومحيط السعودية، بعدها سيطروا على شرق البحر المتوسط بقيادة إسرائيل، يعني أنهم ينظفون الطريق، وهذا كان تثبيط تأثير حماس، قلنا في ذلك الوقت، سيأتي دور لبنان، لأنهم أعلنوا عن الطريق، وبعدها سيأتي الدور على سوريا،
في الواقع كان كذلك، بعد مرور عام، بدأت حرب حزب الله ـ لبنان، أصبحت حرب عجيبة، الكل كان يعتقد بأن الحرب ستطول، حزب الله تلقى ضربات قوية جداً في وقت قصير، إسرائيل التي تلقت الدعم من أمريكا وأوروبا، كان واضحاً أنها استعدت لهذه الحرب كثيراً، هاجمته بقوة، بعد ذلك توضح أن الدور سيأتي على سوريا، بعد أن تلقى حزب الله ضربة قوية، تبين أن إيران تلقت الضربة، بعد أن فاز ترامب في انتخابات 6 تشرين الثاني، مهدت الأرضية لأمريكا للمصالحة مع روسيا، تم التوصل إلى الاتفاق اللازم خلال ثلاثة أسابيع، وبعد عشرين يوماً من الانتخابات الأميركية، شنوا هجمات على نظام الأسد في حلب، وفي غضون أسبوع واحد سقط النظام البعثي في سوريا وانهار.
إذا لم تتغير تركيا وتصبح ديمقراطية، سوف تنهار
لقد انهار الأساس العربي التي تحمل طابع الدولة القومية التي نشأت في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى. لماذا؟ بقيت تركيا وإيران، طبعاً تركيا وإيران هما القوتين الإقليميتين اللتين تتمتعان بهذا الطابع، لذلك جاء الدور على تركيا وإيران القوميتين لأن تنهارا، هجمات النظام ستكون على هذا الأساس، إيران تشعر بذلك عن قرب، واحاول أخذ التدابير حسب هذا الشيء، الدولة العميقة في تركيا أحست بهذا الشيء، دولت بخجلي قال هذا الشيء أيضاً، أصبح استمرارية الدولة على جدول الاعمال، وفي الأول من تشرين الأول وما بعده، بدأت النقاشات السالفة الذكر، ودعا إلى التوافق الداخلي والبقاء صامدين، وإلا سوف تنهار تركيا، كان ذلك صحيحاً، حقيقةً، إذا لم تتغير تركيا وتصبح ديمقراطية وتحل مشاكلها الداخلية، سوف تنهار، كيف انهارت الدول العربية القومية، سوف لن يكون مصير تركيا مختلفاً، الشيء الوحيد الذي يمنع ذلك هو دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية، ودمقرطة تركيا تتحقق فقط بحل القضية الكردية، المفتاح هو القضية الكردية، لذلك ينادون القائد آبو باسم الوحدة، وقبلوا به كمحاور، لقد رأينا هذا الوضع مهماً، أقوال بهذا الوضوح من قبل رئيس حزب الشعب الجمهوري دولت بخجلي الذي يمارس حرب أيديولوجية وحرب إبادة ضد الشعب الكردي منذ البداية، هي مهمة، ولكن ماذا ستكون النتائج...؟ قلنا، في العراق سوف تهاجم معارضيها، ومن ثم سيأتي الدور على قبرص، ويتم النقاش على الجزر، هناك نقاشات على قبرص الآن، وتركيا أظهرت موقفها بهذا الشأن وعينت وكلائها في آكدنيز بولاية مرسين، لهذا الشيء علاقة بهذه العملية، هجمات حكومة حزب العدالة والتنمية على البلديات لها علاقة بسياسة الوكلاء، والقيام بهذا الشيء في هذا التوقيت، يدل على أن الدور جاء على قبرص، يأخذون التدابير وفقاً لهم، ولكنهم لن يستطيعوا البقاء، العلاقة مع قبرص هي حول مرسين، تحاول تقوية الجبهة الأمامية، يحضرون أنفسهم للحرب، بلا شك لا يستطيعون إيجاد حل وفقاً لأنفسهم، لا يمكن حلها بهذا الشكل، هذه العملية دخلت على جدول الأعمال بهذا الشكل من أجل المسؤولين الاتراك، هل سيفهمون بشكل صحيح أم لا...؟ هل سيقيمون بشكل كافٍ وصحيح أم لا...؟ هل يستطيعون انتهاج سياسة مرنة من أجل حل القضية أم لا...؟ هل يستطيع القوى الديمقراطية أن تقود العملية أم لا...؟ سوف نرى ذلك في أقرب وقت.
"على الأحزاب الأخرى أن تتكاتف بشكل أكثر"
يتمتع الوفد بالخبرة، وقد قام بالفعل بمساعٍ تتميز بالمسؤولية في مثل هذه الأجواء من الفوضى لدى بعض وسائل الإعلام وبعض الأوساط غير المسؤولة، كما أنه أفصح عن النتائج، وهم ينظرون إليها بإيجابية وتفاؤل، لكنهم أعربوا عن قلقهم أيضاً، وقد ظهر قلقهم أيضاً خلال اللقاءات، وكان بشكل متزايد تجاه حزب العدالة والتنمية، فعلى ما يبدو أنهم لا يتعاملون بجدية، وكذلك خطابات طيب أردوغان وبعض الإداريين المتنفذين في حزب العدالة والتنمية، حيث هناك دائماً حالة من التهديد والوعيد، فهم يريدون أن يخلقوا مثل هذا الجو الذي يوحي ويصور الذهنية القائلة "أنا هو الفاتح الثاني، وأنا من انتصرتُ في هذه الحرب"، في حين أن الحقيقة ليست على هذا النحو، فهذا وضع خاطئ وخطير، وقد لوُحظ من تصريحات الوفد، أو من المناقشات التي جرت عقب اللقاء مع الأحزاب السياسية، ما يلي: أولاً وقبل كل شيء، هذا الوضع حدد جدول أعمال المناقشات في تركيا، سواءً كان ذلك خطأً أو صواباً، وكان ذلك إيجابياً، لأن التحول الديمقراطي ومفتاحه هو القضية الكردية، والمحاور الرئيسي للقضية الكردية أيضاً هو القائد آبو، لذلك، إن إدراج القائد أوجلان على جدول أعمال المناقشات الجارية من أجل حل القضية الكردية هو وضع وأمر طبيعي، وإن لم تتم مناقشته بالشكل الصحيح، فإنه موضوع مختلف، وسأقيّمه بشكل مختلف، ولكن إجراء مناقشة بهذه الطريقة هو أيضاً أمر مهم، فما الذي حدث مع أرضية المناقشة؟ لقد رأينا ذلك، إن اختبار مرحلة من هذا النوع ليست هي المرة الأولى، ففي السابق أيضاً تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث خاص القائد آبو، وحزبنا مراحل مماثلة، حيث كان هناك أمل، وكان هناك خيبة أمل، وتعثرت، ووصلنا إلى هذا المستوى، بعبارة أخرى، الوضع ليس بجديد، لذلك، لدينا خبرة ومعرفة متراكمة، وبالمقارنة مع الفترات الماضية، فإن العديد من الدوائر والأوساط السياسية والأحزاب السياسية قريبين من بعضهم البعض، وفهموا المرحلة قليلاً، وهم متفقون على رأي مشترك فيما بينهم، حيث أنه ليس هناك تغييراً عقلياً متكاملاً أو تغييراً سياسياً، لكنهم يقولون إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، ولا بد له أن يتغير، هذا أمر جيد، يبدو الأمر وكأنه هناك وحدة، ولكن ليس جميعهم متشابهين، فخلال المحادثات وعند الإدلاء بالتصريحات، قال وفد حزب العدالة والتنمية "تبادلنا الحديث"، في حين أنه لم يلجأ أحد آخر التقى بالوفد إلى استخدام هذه العبارة، حيث لا تزال هناك تصريحات عالية النبرة تصدر من أوساط حزب العدالة والتنمية، مستخدمةً اللغة السابقة التي تتسم بتوجيه الإهانات والتهديد بالتدمير، وهي لا تمتّ إلى الواقع بأي صلة، في حين أن الأحزاب الأخرى أكثر تماسكاً، حيث كانت مقاربات حزب الشعب الجمهوري أكثر تماسكاً، وهناك هواجس وقلق من أن يلجأ حزب العدالة والتنمية إلى استغلال هذا الوضع من أجل الانتخابات، خاصة ضمن جناح حزب الشعب الجمهوري، كما أن بعض الأحزاب الأخرى حذرة للغاية بشأن هذه المسألة، ويطرحون ذلك على الصدارة مباشرة، بالطبع، لديهم الحق في ذلك أيضاً، ولكن لا يوجد أمر كهذا بحيث يتم استخدامه واستغلاله كأداة من أجل الانتخابات، ومثل هذا الوضع، وحل القضية الكردية، وإرساء الديمقراطية في تركيا، وإجراء تغييرات قانونية وتعديلات دستورية عل هذا الأساس... لا يجوز استغلال تغيير إصلاحي لأجل تركيا لمصلحة الانتخابات، لا يمكن أن يتم ذلك حتى يتمكن البعض من الفوز في الانتخابات، وسيكون ذلك نهجاً رخيصاً للغاية وعادياً، فهذا النهج لا يُكسب الأصوات، ولا يؤثر على المجتمع، بل على العكس من ذلك، سيُنظر إليه على أنه انتهازية ويؤدي إلى خسارة المزيد من الأصوات من لديه نية من هذا النوع، ويُلاحظ هواجس من هذا القبيل، لكننا رأينا ذلك: هناك أيضاً بيئة نفعية، وقد لفتنا الانتباه إلى ذلك سابقاً، وقد كشفت هذه المرحلة أيضاً هذه الحقيقة، نعم، كنا على معرفة ودراية أن القضية الكردية قد استمرت من خلال صراع، فهي قضية عمرها 100 عام، وصراع يمتد لـ100 عام مضت، حيث تم تأليب الكرد ضد بعضهم البعض وتم إدارة السياسة من خلال ذلك، واستفاد نظام الحداثة الرأسمالي العالمي، بما في ذلك الدول التي تدور في فلكه والقوى السياسية، وانتفعوا من قضية وصراع الكرد، وهناك الكثير من الباحثين عن المنفعة في تركيا أيضاً، حيث هناك أوساط كثيرة تستفيد من الحرب يتحدثون بحدة كالسكين الحاد، ويقولون سنفعل هذا وذاك، فليتفضلوا، إنهم يشنون الحرب منذ أربعين عاماً، أين كان أولئك الذين قالوا ذلك خلال هذه المرحلة من الحرب؟ سيكون من الجيد أن يخرج أحدهم ويحقق فيما كانوا يفعلونه ويوضحه للرأي العام، وكواجب مهم من واجبات الصحافة، يمكن للمرء أن يقول هذا، ولقد رأينا ذلك فيما يسمى بالأوساط اليمينية والقومية، في الواقع، كان حزب الشعب الجمهوري حاضراً بشكل كبير في البيئة القومية الاجتماعية، كان هناك عدد كثير من الأوساط الذين استفادوا من هذه القضية ومن القضية الكردية والصراع الناجم عنها، وكانوا قد قالوا عن القائد آبو ”مكافأة آبو“، ”مكافأة حزب العمال الكردستاني“، وبعبارة أخرى، إنهم يستفيدون مادياً بهذه الطريقة من الحرب، وقد رأينا ذلك في هذه المرحلة، وكانت هذه نقطة مهمة.
المجتمع الكردي قوي من حيث العدد والخصائص
أخيراً أستطيع القول إن القضية الكردية قضية صعبة وبسيطة في نفس الوقت، ما مدى بساطتها؟ إنها مشكلة العقل والسياسة، ليس لها علاقة بالمصالح المادية أو السياسية أو الاقتصادية، إنها مشكلة في العقلية، عقلية القتل والإبادة والفاشية، العقلية التي تعتبر الكرد غير موجودين وتريد القضاء عليهم، وسياسة هذه العقلية هي التي خلقت هذه المشكلة، إذا عرفت حقيقة الشعب الكردي، وفهمت حقوق الشعب الكردي، وغيرت هذه العقلية، وأصبحت ديمقراطياً، فسوف تحل المشكلة الكردية على الفور، وفقاً لك ووفقاً لآخر، سيتم حل المشكلة على الفور، ليس هناك حاجة لممارسة نظام تعذيب وفاشي وإبادة لمدة 26 عاماً على القائد آبو، لن تكون هناك حاجة لهذه الأقوال وهذه السياسات، إذا لم تكن العقلية والسياسة بهذا الشكل، سوف تحل المشكلة على الفور، إذا لم تكن العقلية والسياسة على هذا النحو، وإذا لم تعترف بشعب كالشعب الكردي المكون من 50 مليون نسمة وتستخدم كل موارد تركيا لتدميره، ومهاجمته، وارتكاب مجازر بحقه، فهذه مشكلة صعبة، لا يمكنك ان تنتصر، إنهم يهاجمون منذ 100 عام، ولكنهم لم يتمكنوا من الانتصار، الكرد ليسوا مجتمعاً ضعيفاً من حيث العدد أو الخصائص، إنهم أقدم الشعوب في التاريخ، ويعود تاريخهم إلى العصر الحجري، إنهم أقدم شعوب مزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، ولديهم ثقافة وقيم قوية جدًا، كيف ستدمرون هذا الشعب؟ أتيتم من آسيا الوسطى على ظهر الخيل، والسيف في يدكم، ونهبتم المنطقة المحيطة، واستقريتم في الأناضول، بفضل من كان هذا...؟ وكان ذلك بفضل الكرد، لقد مررتم بكردستان وأتيت، وبفضل دعم الكرد تمكنتم من تحقيق تلك النتيجة، إذا قمتن بقطع الفرع الذي أنتم عليه الآن، ماذا سيحدث لك...؟ هذا هو الوضع الحالي للحكومة التركية، وهذا هو وضع الحكومة التي تريد تدمير الكرد.
المجتمع الكردي ذو العدد والخصائص، ليس بمجتمع يمكن تدميره وإبادته جسدياً، وتدميره من خلال الاستيعاب والإبادة الثقافية، ولا الدولة التركية والمجتمع التركي بالمستوى الذي يمكنهما من تدمير الهوية الكردية من أجل الأتراك، لأنكم بنيتم وجودكم على حساب الكرد، بتحالفكم مع الكرد جعلتم الأناضول وطنكم، وأصبحتم أمة هناك، هذا هو ما تعتمدون عليه، إذا دمرت الكرد، فسوف تقضي على قدمك، سوف تقوم بتدمير سندك، كيف ستكون موجوداً وقتها...؟ لذلك قالها القائد آبو مرات عديدة" لا يمكن أن يعيش الكرد بدون الاتراك والأتراك بدون الكرد" حياتهم ووجودهم معاً، إذا لم ترى ذلك، ستقول لكل الذين يعيشون داخل حدود الجمهورية التركية إنهم أتراك، سيكونون أتراك، سأحول الجميع إلى أتراك، لا يجوز هذا، قوتك لا تكفي لذلك، لا تستطيع النجاح، لن تستطيع حل المشاكل، لذلك لن تستطيع حل المشاكل بقوة السلاح، لن تستطيع حل القضية الكردية بنهج الإبادة، كيف يمكنك أن تحل هذه المشكلة؟ يمكن حلها من خلال تغيير العقلية، بثورة العقل، بتغيير السياسة، إذا أصبحت ديمقراطياً قليلاً، ونظرت إلى التنوع، وقبلت أن الكرد شعب مثل الأتراك، وأن لهم الحق بالديمقراطية وحياة حرة، فسوف تحل المشكلة في وقت قصير، ولهذا قال القائد آبو دعونا نحل المشكلة خلال أسبوع، يقول اقبلوا بحلي، ليكن الباب مفتوحاً أمام ذلك، لماذا؟ لأنها مشكلة يمكن حلها بتغيير العقلية، ولذلك، في المناقشات، لا بد من انتقاد السياسات والعقلية الفاشية والعنصرية والقومية للدولة، علينا أن نوجه النقاشات إلى هناك، لذلك، يجب على المرء أن ينتقد ويقضي على السياسات وعقلية الإبادة الجماعية من خلال رؤية حرة وديمقراطية.
يتبع..