أكدت عوائل شهداء الكريلا في روج آفا، الذين استشهدوا نتيجة خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) الذي يعد نفسه حزباً كردستانياً، خلال 30 عاماً، أنه يجب تصعيد وتيرة المقاومة من أجل إنهاء سياسة التواطؤ والخيانة للحزب الديمقراطي الكردستاني مع محتلو كردستان، وتحدثت العائلات عن خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعن التضحيات التي قدمتها قوات الكريلا من أجل حرية الكرد وكردستان.
وفي هذا السياق، تحدثت ربيعة وقاص والتي هي من أهالي مدينة عفرين المحتلة ومن إحدى العائلات التي استشهد شقيقها وابن أخيها في هجوم غادر للحزب الديمقراطي الكردستاني، ولد شقيقها نوري مصطفى وقاص الاسم الحركي (ديرسم سيلفان) في قرية كاخور التابعة لمدينة عفرين، حيث انضم ديرسم إلى نضال حركة التحرر الكردستانية عام 1991 واستشهد في 14 تشرين الثاني 1995 في منطقة متينا في كمين غادر لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني.
ولد أبن أختها عارف خليل (ديار) عام 1975 في مدينة عفرين، وانضم إلى صفوف مقاتلي كريلا حركة التحرر الكردستانية في عام 1994، واستشهد عام 1997 جراء هجوم غادر لقوات الحزب الكردستاني الديمقراطي في منطقة كوري جارو في زاب.
تعرف على فكر القائد أوجلان
تحدثت ربيعة وقاص لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن انضمام شقيقها نوري إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية، وقالت: " تعرف نوري على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان قبل ذهابه إلى الخدمة الالزامية في الجيش السوري، وكان يدرس في نفس الوقت، انضم إلى الجيش، عندما انهى خدمته وعاد، سألناه، هل ستواصل الدراسة أم لا؟ ورد بالقول،’ سمعت بعض الأشياء عندما كنت جندياً في الجيش، الكرد يتم اضطهادهم، وثورتنا قد بدأت، وأنا أيضاً سأنضم إلى تلك الثورة‘، كنا نجلس مع أخي وابن أخي، كلاهما قالا، ’لن نخدم في جيش العدو، إذا كنا سنقوم بالخدمة العسكرية، فعلينا أن نفعل ذلك من أجل شعبنا الكردي‘، سننضم الى الثورة، حيث وعد هؤلاء الثلاثة بعضهم البعض، وفي عام 1991 انضموا إلى نضال حركة التحرر الكردستانية".
وذكرت ربيعة أن أخيها ديرسم كان يقود رفاقه وعائلته، وقالت: " عندما التحق نوري بصفوف قوات الكريلا، أثر بشكل كبير على رفاقه وعائلته، كان أخي نوري أول شهيد في عائلتنا، كما استشهد أبن أختي عارف في عام 1997، وأصبح أخي الشهيد نوري قدوة لعائلتنا وللحي بأكمله، بعد استشهاد أخي، أنضم ابنة عمي إلى الثورة وتوجهت إلى الجبال الحرة، سحب كل واحد منهم الآخر، حيث شارك كل فرد من عائلتنا في هذه الثورة".
كان جيداً في كل شيء
وذكّرت ربيعة بنصيحة والدها لأبنائه، وقالت: " كان وقفة أخي معروفة في جميع أنحاء القرية، في هذا الإطار عاهدناه بأننا سنسير على طريقه، كان عزيزاً وعظيماً، كان كل مواصفاته الأخلاقية جيدة، لا يمكن وصفها، حيث أننا لم ننزعج منه أبداً، وكانت حبه من القلب، سعدنا جداً نحن كعائلته عندما علمنا بأنه انضم إلى الثورة، وضع والدي يده خلف ظهره وقال له؛ ’ كن لائقاً بهذه الثورة، أنا فخور بك جداً، أعرف كيف ربيت أولادي، دافعوا عن الكرد ضد العدو".
وأفادت ربيعة وقاص، أن استشهاد نوري كان له تأثير كبير على والدتهما، وقالت: "أمي كانت تقول دائماً: أطفالي الآخرون كانوا صغاراً، ربما كانوا قد أزعجوني، لكن نوري لم يزعجني أبداً، ذات مرة لا أعرف ماذا فعل لكنني صفعته، أدار نوري الجانب الآخر من وجهه وقال، اصفعيني هنا أيضاً يا أمي، فالمكان الذي تتواجد فيه الأم تنبت فيه الزهور".
القصيدة التي تروي الخيانة
وذكرت ربيعة وقاص أن أبن أختها عارف خليل الذي استشهد على أيدي قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1997، رغم أنها كانت أصغر منه بالعمر، كان دائماً يقول لها " خالتي"، وقالت ربيعة، " كنا نلعب معاً دائماً، وكبرنا معاً، كان تركيزه دائماً على الثقافة والفن، قال لي ذات يوم" خالتي تعالي هنا لنكتب سوية قصيدة عن الظلم والخيانة" القصيدة التي تقول للشعب ما هي الخيانة ولماذا الشعب الكردي في هذا الوضع".
وأشارت ربيعة وقاص، إلى أن الآلاف من الأشخاص قطعوا وعد المقاومة لهم وساروا على خطى ديار وديرسم، وأكدت أن هذه القضية المشروعة لن تنتهي أبداً، وقالت: " أنهم كانوا يعرفون ذلك وكانوا يقولون ’ قد لا نرى، لكنكم سترون كردستان‘، كل يوم يسير آلاف الأشخاص على خطاهم ويعاهدونهم على مواصلة مقاومتهم ونضالهم، وهذا هو الشرف والكرامة ".
الآلاف من العائلات تألمت كثيراً
وتابعت ربيعة وقاص قائلةً: " للأسف استشهدوا على أيدي الكرد أنفسهم، وهذا ما يؤلمنا كثيراً، فإذا استشهدنا في مواجهة الدولة التركية، سنقول بأنها عدوة، أولئك الذين يقولون لأنفسهم بأنهم كرد، على أي أساس يدعون ذلك؟ فلقد تسببوا باستشهاد الآلاف من أبناء الشعب الكردي، وتسببوا في آلام الآلاف من العائلات الكردية وأحرقوا أكبادهن".
وأعربت ربيعة عن رفضها واستيائها من خيانة وتواطؤ آل البارزاني، ونادت أولئك الذين يسيرون على نهج عائلة البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني:
" يا عائلة البارزاني من أنتم حتى تتسببون في سفك الكثير من دماء الكرد؟ كيف يمكنكم النوم بأريحية؟ لقد استشهد حتى الآن العشرات من شباب الكرد بسببكم ونتيجة خيانتك، العدو يهاجم، ما الذي تستفيدون منه، من وقوفكم بجانب العدو؟ لا أسمي هؤلاء الذين ينادون بالكردايتية ولا يفعلون شيئاً، بأنهم كرد".
تعرفوا على الخونة
كما إنني أدعو أولئك الذين يسيرون على خطى البرزانيين، تعرفوا على أنفسكم وعليهم أيضاً، ابتعدوا عن نهجهم الخياني الذي يؤدي الى استشهاد شبابنا وبناتنا، هم لم يخدموا الإنسانية ولا الكردايتي قط، لم يفت الأوان بعد للعودة من هذا الطريق، لطالما ابتلينا نحن الشعب الكردي والمقاتلون في صفوف قوات الكريلا، بهذه السياسة القذرة، كفى لهذه الخيانة، ستعود لهم هذه المصيبة يوماً ما، وسيغرقون في قذارة خيانتهم، ونحن كعائلات الشهداء، سنسير على درب مقاتلينا الكريلا و خطى شهدائنا، لن يستطيعوا القضاء علينا عبر القتل، نحن بالملايين، وهبنا انفسنا وكل ما نملك لهذه الثورة".