أصدر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) بياناً جاء فيه:

"استشهدت رفيقتا دربنا نوجيان ودلجين في هجوم شنه العدو على منطقة خاكورك بتاريخ 23 نيسان 2024.

إن رفيقتانا نوجيان ودلجين كانتا مناضلتين بطلتين لنضال حرية المرأة، وامتلكتا موقفاً واضحاً وثابتاً على نهج القيادة حتى أنفاسهما الأخيرة، ودخلتا تاريخ نضالنا باعتبارهما مناضلتين مثاليين بمشاركتهما الحماسية والبسيطة والمتواضعة، وقد طورت رفيقتا دربنا، اللتين كانتا مدافعتين دؤوبتين لنهج المقاومة الآبوجية، نفسيهما في المجال العسكري للرد على هجمات العدو، وأصرتا على تنفيذ تكتيكات كريلا العصر الحديث ووجهتا ضربات للعدو، وكانت رفيقتانا نوجيان ودلجين في خضم بحث دائم من أجل تطوير رفاقهما على هذا الأساس، وبهذه الطريقة، عززتا روح النضال والفدائية الآبوجية وحققتا النصر في مسيرتيهما الثورية، وسارت رفيقتانا نوجيان ودلجين دون تردد وتوقف بشعار "القائد الحر وكردستان الحرة" منذ اليوم الأول وحتى يوم الاستشهاد، واختارت رفيقتانا الحياة الفدائية من أجل حماية قيّم شعبنا الذي يتعرض للإبادة الجماعية وانضمتا لصفوف نضال الحرية، ومن أجل الأهداف التي كانتا تؤمنان بها، التحقتا بموكب الخالدين.

وعلى هذا الأساس، نتقدم بتعازينا لعائلتي رفيقتينا نوجيان ودلجين الكريمتين وعموم شعبنا الوطني الكردستاني، ومرة أخرى نجدد عهدنا بأننا سنتوج نضال رفاقنا الشهداء بالنصر، من خلال الوعي والمسؤولية الذي يستحقه.

المعلومات التفصيلية حول سجلّ رفيقتينا الشهيدتين هي كالآتي:

الاسم الحركي: نوجيان إسيان

الاسم والنسبة: خديجة كايا

مكان الولادة: ميردين

اسم الأم - الأب: ناجية - إسماعيل

تاريخ ومكان الاستشهاد: 23 نيسان 2024/ خاكورك

..........

الاسم الحركي: دلجين آزادي

الاسم والنسبة: هيفا كليفجك

مكان الولادة: عفرين

اسم الأم - الأب: فهيمة - عبد الرحمن

تاريخ ومكان الاستشهاد: 23 نيسان 2024/ خاكورك

نوجيان إسيان

 

وُلدت رفيقتنا نوجيان إسيان في ميردين، ومثل كل شابة وامرأة كردية، عايشت التناقضات في سنوات طفولتها، وكشابة كردية واكبت سياسات الانصهار التي كانت تنفذها دولة الاحتلال التركي في كردستان، وحاولت فهم حقيقة العدو في سن مبكرة، وعايشت التناقضات في سنوات الدراسة في المدرسة، ولم تنأى بنفسها عن صرخات الحرية التي أطلقها الملايين والمقاومة الملحمية التي سطرها مقاتلو ومقاتلات الكريلا ضد المحتلين، وباتت مهتمة بالحركة التحررية الكردستانية، وعملت رفيقتنا، التي نشأت في أسرة كادحة، في مصنع للنسيج لإعالة أسرتها مادياً، وتعرّفت على نضال الحياة من خلال عملها ووسعت نطاق أبحاثها، و في العام 2015، كانت شاهدة على المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي في إطار "خطة الانهيار" ، ولم تبق غير مبالية بالوحشية التي عاشتها خلال مقاومة العصر وقررت المشاركة فيها، وقررت رفيقتنا نوجيان، التي تأثرت بشدة من الوحشية التي ارتكبتها الدولة التركية في أقبية جزير، الانضمام إلى صفوف الكريلا من ميردين.  

 

وانضمت رفيقتنا نوجيان في العام 2016 إلى صفوف الكريلا، وتلقت تدريبات المقاتلات الجدد في منطقة كارى، وسرعان ما تأقلمت مع حياة الكريلا بفرحة اللقاء مع الجبال والكريلا، وقامت بتحليل شخصيتها في دورات تاريخ كردستان وتاريخ حزب العمال الكردستاني وتاريخ المرأة خلال تدريبات المقاتلات الجدد، وشاركت رفيقتنا نوجيان، التي أقسمت على الانتقام للألم الذي لحق بالنساء وشعبنا على مدى آلاف السنين، بنشاط في العمليات، وكانت تعلم أنه لا بد لها من إتقان حرب الكريلا من أجل الانتقام من دولة الاستعمار التركية ، ولذا ركزت بشكل أكثر على الدروس العسكرية، وقالت رفيقتنا نوجيان في تقييم أجرتها أثناء فترة تلقي تدريبات المقاتلات الجدد: "إن الأمور التي ارتكبها المحتلون في كردستان، شكلت تأثيراً عليّ، وهدفي المنشود هو الانتقام للشهداء، وكتابة اسمي في تاريخ كردستان"، وركزت دائماً على هذه الأهداف، وبفضل إخلاصها للشهداء وإصرارها على تحقيق هدفها المنشود، لم تشعر قط بالتذمر في أداء المهام الصعبة، واقترحت رفيقتنا، التي أرادت تحقيق أهدافها والاستجابة للمرحلة، نفسها للتدريبات التخصصية على هذا الأساس، وبدأت في العام 2018 بتلقي التدريبات التخصصية في أكاديمية الشهيد ماهر بعد مشاركتها في الأنشطة العملية على مدى عامين، وأحرزت في التدريبات التي تلقتها تقدماً في تطوير نفسها من خلال التركيز على أيديولوجية تحرر المرأة وعسكرتها، وقيّمت التدريبات على أنها مثل التغلب على أوجه قصورها، وأصبحت رفيقتنا نوجيان مناضلة مثالية بحماسها ومشاركتها، كما أنها كانت بارعة في المجال العسكري أيضاً، وبعد الانتهاء من التدريبات، انتقلت إلى ساحة آفاشين وحاولت تنفيذ تكتيكات الكريلا في تلك الفترة، وسارعت إلى بذل قصارى جهدها للقيام بواجباتها خلال عمليات الاحتلال التي يشنها جيش الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع، ولم تتخل رفيقتنا التي عملت جاهدة لإحباط هجمات العدو في منطقة خاكورك حيث كانت متواجدة فيها مؤخراً، عن أداء واجباتها ونفذتها على أكمل وجه في الوقت الذي تلقى فيه المحتلون ضربات موجعة، واقترحت التوجه إلى ساحات المعارك الساخنة للرد على هجمات الإبادة التي شنتها الدولة التركية ضد مناطق الدفاع المشروع منذ العام 2021، كما أن كفاءتها العسكرية وخبرته العملية مكنتها من أداء واجباته على أكمل وجه، ونجحت رفيقتنا التي مثلت هوية المرأة الحرة بأفضل طريقة تحت كل الظروف، في أن تصبح مناضلة في حزب العمال الكردستاني و حزب حرية المرأة الكردستانية الذي اتخذه جميع رفيقاتها قدوة لهن.

وارتقت رفيقتنا نوجيان إلى مرتبة الشهادة في 23 نيسان 2024 بمنطقة خاكورك نتيجة هجوم للعدو، وسعت كثورية منتفضة إلى توجيه ضربة للعدو في كل الظروف والأحوال، وتركت بحياتها المتواضعة وشخصيتها المثابرة، بصمة جيدة لا تمحى في نضالنا وفي قلوب جميع رفيقاتها، ونحن رفيقات لهن، نجدد عدهنا بتحقيق أحلام شهدائنا، وننحني احتراماً وامتناناً وإجلالاً أمام ذكراهن المقدسة. 

دلجين آذادي

ولدت رفيقتنا دلجين آذادي في عفرين التي يشارك الآلاف من أبنائها في النضال، وكان وطنية عائلتها وتمركز شقيقتها ضمن صفوف الحرية السبب الرئيسي لتتعرف رفيقتنا في سن مبكر على حزبنا حزب العمال الكردستاني، نشأت على التربية التي تلقتها من عائلتها المرتبطة بالثقافة الكردية، ترعرعت رفيقتنا على قصص الكريلا التي سمعتها من عائلتها، وكان تحلم بالكريلا منذ صغرها، ورافقت قوات الكريلا التي واجهت هجمات مرتزقة داعش وسياسات القضاء التي كانت تتبعها دولة الاحتلال التركي على شعبنا في روج آفا، من اجل تحريره، أرادت رفيقتنا دلجين القيام بمسؤولياتها كشابة تجاه شعبها، في البداية شاركت في النشاطات  في الساحات المحلية، وشاركت أيضاً بحماس وإرادة عظيمة في نشاطات جمعية الشبيبة وقضت كل لحظة من حياتها في سبيل خدمة الحزب، وبعد أن اتبعت للنشاطات في منطقة عفرين لفترة، واصلت أعمالها في ساحات مختلفة، خلقت رفيقتنا دلجين نفسها من جديد بالتدريبات التي تلقتها، وركزت على وجهات نظر قائدنا في الحماية وحرب للكريلا، قررت رفيقتنا توسيع نضالها في حين ازدياد هجمات مرتزقة داعش، وشاركت  عام 2015 على مستوى الاحترافية في نشاطات الحزب، اتجهت رفيقتنا بوعي ان الرد الأكبر الذي يمكن أن يُعطى فقط ضمن صفوف الكريلا ضد احتلال داعش والجيش التركي، إلى الجبال الحرة.

تلقت تدريبها الأول للمقاتلين العصريين في منطقة كًارى، وسرعان ما وحدت نفسها مع حياة الجبل والكريلا من خلال التدريبات التي تلقتها، وشاركت بكل نقائها وطيبتها في الحياة دون ان تتردد للحظة، قاومت رفيقتنا التي هي ذات جهد عظيم، بفدائية ولم تتنحى عن أي نشاط، تلقت عام 2019 التدريب في مدرسة الشهيد محمد غويي الاحترافية، وعززت نفسها خلال مرحلة التدريب من الناحية الفكرية والعسكرية وأصبحت كريلا ماهرة في وحدات المرأة الحرة، بذلت رفيقتنا التي أصبح ماهرة في الساحة العسكرية جهداً عظيماً في ساحة خاكورك، وطبقت تكتيكات العصر ككريلا محترفة بنجاح، وأصبحت بحماسها العالي ومشاركتها المتواضعة مقاتلة نموذجية في وحدات المرأة الحرة، وكثفت النضال بإصرار، وكانت ترى نفسها مدينة لرفاقها الذين قاوموا بفدائية ضد هجمات الاحتلال الذي شنها العدو والتحقت بقافلة الشهداء، أرادت رفيقتنا دلجين تنفيذ واجباتها الثورية واتجهت إلى ساحات الحرب الحامية، وعمقت بحثها للانتقام بشكل خاص من أجل رفاقها الذين استشهدوا متأثرين بالأسلحة الكيماوية، وتعاونت من خلال النقاشات الفكرية في كل ساحة بقيت فيها في تطوير رفاقها.

أخذت رفيقتنا دلجين بطبيعتها النشطة، موقفها الطبيعي والنقي مكانها في قلوب رفاقها، ناضلت بإرادة وخيال عظيمين من اجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو ووعد الانتقام للشهداء، ارتقت رفيقتنا دلجين في 23 نيسان عام 2024 نتيجة هجوم العدو على ساحة خاكورك والتحقت بقافلة الشهداء، وتركت لنا إرث النضال المليء بالنصر، نعاهد بأننا سنتوج الإرث الذي تركته رفيقتنا دلجين لنا، بوعي جدير في شخصها بجميع رفاقنا الشهداء، بالنصر".