تسمية شارع في ناحية أرديش باسم أحد مرتكبي مجزرة زيلان

أطلق قائمقام أرديش والوكيل نوري محمد باي أوغلو، اسم سليمان أردينج، وهو أحد مرتكبي مجزرة زيلان، على شارع وسط ناحية أرديش.

وقال الكاتب إكرام إيشلار المقيم في ارديش: "بدلأ من أن تعتذر الدولة من الأمة الكردية عن ارتكابها للمجزرة، تقوم بتسمية اسم أحد القتلة في تلك الحقبة على أحد الشوارع، وهذا دليل على أن مرحلة زيلان مازالت مستمرة، ويتم الاشادة بالقتلة".

قائمقام أرديش نوري محمد باي أوغلو، الذي تم تعينه من قِبل السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية كـ وكيل على بلدية أرديش، قام بتسمية اسم سليمان أردينج، وهو أحد القتلة من الميليشيات المحلية الذين شاركوا في مجزرة زيلان عام 1930، على الشارع الأكثر ازدحاماُ واكتظاظاً في ناحية أرديش.   

وارتكبت الدولة التركية عام 1930 في منطقة كليه زيلان ومحيطها مجزرة وقتلت ما يزيد عن 50 ألف شخص، وقامت الميليشيات الموالية للدولة التي كانت في أرديش، في ذلك الحين، بالدور الرئيسي في المجزرة، وكان من بين أبرز هؤلاء الميليشيات، إدريس وسليمان أردينج اللذان كانا شقيقين، ونظراً للدور البارز الذي قاما به في المجزرة، مُنحت بيوت وحقول الناس الذين قُتلوا في أرديش للمقربين من إدريس وسليمان أردينج، كما أعطيت رئاسة بلدية أرديش ايضاً لهذه العائلة في ذلك الوقت.   

استمرار مرحلة مجزرة زيلان

وأوضح الكاتب والباحث الاجتماعي المقيم في أرديش، إكرام إيشلار، بأن تسمية اسم سليمان أردينج، وهو أحد القتلة المسؤولين عن مجرزة زيلان، على أحد شوارع أرديش، تعني أن الدولة تتبنى قتلة الشعب الكردي، وأشار إيشلار إلى أنه ينبغي على الدولة أن تلتمس الاعتذار من الأمة الكردية لإرتكاربها المجازر في تلك الحقبة، وقال بهذا الخصوص: "لقد أطلقت الدولة اسم أحد القتلة من تلك الحقبة على أحد الشوارع، وهذا الأمر يعني؛ أن مرحلة زيلان مازالت مستمرة، ولا تزال الدولة تشيد بالقتلة الموالين لها".

ونوّه إيشلار إلى أن أكثر من 15 ألف شخص تعرضوا للقتل في كليه زيلان عام 1930 وفقاً للمصادر الرسمية، وقال بهذا الصدد: "إن الدولة التي لم تتمكن من إخماد انتفاضة آكري، أرادت زرع الرعب في عيون أهالي ذلك المكان وتلقينهم الدرس من خلال ارتكابها لهذه المجزرة، وقد تم ارتكاب هذه المجزرة على يد جيش مكون من 300 قاتل، ولم تُرتكب المجزرة من قبل الجنود في أرديش، بل اُرتكبت المجزرة من قِبل مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية والتي جلبها الضابط من أرزينجان وقام أحمد درويش بارتكابها، وكان أحمد درويش قد أثبت جدارته من خلال المجازر التي ارتكابها في انتفاضة كونيا، وكان قاتلاً معروفاً بشراسته، وتم تعيينه على وجه الخصوص وإرساله إلى زيلان، وبعد مجيئه، خطط على الفور للمجازر التي أراد أن يرتكبها مع الموظفين المسؤولين، وكان رئيس البلدية آنذاك إدريس وشقيقه سليمان أردينج ضمن مجموعة الخطة الموضوعة،

وكان يخطط لذلك الأمر في كليه زيلان لتلقين الكرد درساً لا ينسوه أبد الدهر ويبقى في ذاكرتهم إلى الأبد، وتسببت تلك الخطة بالعواقب الوخيمة الحالية التي تعشعش في قلوبنا، ولاحقاً، تم مكافئة ميليشيات أرديش، التي شاركت في الخطة مع القاتل أحمد درويش من قِبل الدولة، واعدت صحيفة جمهوريت خبراً عنهم وأشادت بهم".

تأتي في معنى "سنستمر في قتلكم"

وأوضح إيشلار بأن الدولة التركية لاتزال تعتبر هؤلاء الأشخاص كـ أبطال بالنسبة لها، وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص أيضاً معروفون من قِبل الشعب الكردي كـ خونة لأمتهم وقتلة، وقال إيشلار بهذا الخصوص: "بدلاً من طي صفحة سليمان إردينج عبر التاريخ مثل كل الخونة الآخرين، أصبح تسمية اسمه على أحد الشوارع وتكريمه بهذه الطريقة بمثابة جرح نازف في قلوب شعبنا، ونفهم من هذا الأمر، بأن الدولة لم تنسى هذه المرحلة، بل على العكس، تسعى للاستمرار في ارتكاب هذه المجازر، وهنا، هناك معنى وموقف آخر بهذا الصدد، وهو أن الدولة والأمة ما زالا لا يتحدثان بنفس اللغة، وإن ما يثير الريبة، هو أنه لم يتغير اي شيء على مدى 93 عاماً، ومن غير المعروف ما إذا كان هذا الأمر تعبيراً عن موقف متعمد أو عن جهل، فإذا ما كان موقفاً متعمداً، فحينها يكون الوضع سيئاً للغاية، وهذا الموقف والرسالة التي تم التعبير عنها في مباراة كرة القدم بين فريقي بورصا سبور وأمد سبور من خلال إظهار صورة القاتل "يشيل" و جبال طوروس البيضاء، تأتي في ذات المعنى، وتريد أن تقول "سنستمر في قتلكم".