تحدثت عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، سوزدار ديرك، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس وحدات حماية المرأة (YPJ).
وفي البداية تحدثت سوزدار ديرك عن الأوضاع في الشرق الأوسط قبل 9 سنوات، والتي أدت إلى إعلان تأسيس وحدات حماية المرأة.
وقالت في مستهل حديثها" خلال عامي 2011 و2012 في الشرق الأوسط، والأعوام التي سسبقتهما أيضاً كان هناك كم كبير من الضغط المعنوي، المادي، السياسي، العسكري، على الشعوب، وذلك لأن النظام الحاكم كان استبدادياً، وخير مثال على ذلك، شعوب روج آفا والشعب الكردي، يمكن المرء القول إن هناك مقاربة خاصة للواقع الوطني في هذه المرحلة، حيث خاض الشعب منذ سنوات عديدة وطويلة وبعيدة نضالاً ومقاومةً عظيمة، وكانت لحركة الحرية تأثيراً كبيراً على روج آفا وشعبها، ونحن كشعب كان لدينا بعض الأسباب الأساسية، وأولها تلك التي كانت على المستوى الوطني، لأن النظام الحاكم كان يواصل بالاستناد على سياسة الإنكار، القمع على هوية، الوجود، اللغة، وثقافة الشعب الكردي، كما أن حزب البعث الحاكم أيضاً كان ينشط داخل النظام السوري، ونحن المرأة كانت لدينا أسباب للنضال والمقاومة، لأنه كانت هنالك مشاكل تم فرضها على النساء".
وذكرت سوزدار ديرك، إن الأمور التي فرضت حينها كانت رجعية جداً، حيث كان يتم إنكار قيم الشعوب والقضاء على هوية الشعوب، وكانت حقيقة الحكم السيئ لهذا النظام أمام الأنظار، والنظام الحالي كان غير مقبولاً أبداً، وقالت: " في البداية وبعد وحدات الحماية الذاتية (YXK)، اتخذت المرأة مكانها في صفوف وحدات حماية الشعب (YPG)، وحقيقة هذه الوحدة بدأت بقيادة المرأة الكردية، كما أن المرأة الكردية ليست غريبة عن مثل هذا النضال، وهذا لأنهن استفدن من قتال المرأة في الجبال الحرة من خلال المقاتلات في وحدات المرأة الحرة (YJA Star)، وكانت المشاركة السياسية للمرأة أيضاً في مستوى مهم، حيث أنها انتفضت ضد نظام العبودية، وأردن العيش بفلسفة الحياة الحرة، والمعايير التي تم فرضها من قبل السلطات الحاكمة لم تكن المعايير مقبولة بكل الأحوال، لأن للمرأة مكانة مقدسة جداً في المجتمع، ولكن لم يكن لها هوية مهمة جداً بين المجتمع، وبهذا الصدد، بينما كان المرتزقة مثل جبهة النصرة، تنظيم داعش الإرهابي، و الجيش السوري الحر (OSO)، يفرضون أنفسهم ونهجهم على روج آفا، كان لا بد لنا نحن المرأة الدفاع عن مجتمعنا وحمايته من هذه النهج المهيمن، وخلق هذا الرد الفعل بشكل خاص في نفوس الشعب الكردي، وكان لا يجوز أن نكون مقيدات بداخل المنزل، أو نرتدي ملابس وملاءات سوداء، وهذا هو السبب لبدء نضال المرأة العسكري في روج آفا".
وتحدثت القيادية سوزادر ديرك عن التغيرات التي حصلت خلال إعلانهن عن تأسيس وحدات حماية المرأة (YPJ)، وقالت: " أعلنا تأسيسنا كوحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان، فأن وحدات حماية المرأة لا تمثل المرأة الكردية فحسب، ربما اندلعت الحرب وواجهها الأبطال، وفتح هؤلاء الأبطال أعين جميع المكونات على الحقيقة ورؤوا الحقيقة بأم أعينهم واتخذوا قرارهم الصحيح، وكان هنالك خياران اما البقاء على أرضنا مثل العبيد، ويتم احتلال أرضنا ونهبها، ومنع هويتنا، وتدمير هوية المرأة، أو يجب أن ننتفض ونواجه هذا النهج ونقوم بحماية أنفسنا ومجتمعنا من أي احتلال واستبداد، وكان قد بدأ فرض إبادة كبيرة جداً، رأت النساء هذا أيضاً، وفي البداية بدأ النضال في أحيائنا، مدننا وفي كل مكان، وشهدت على ذلك على وجه الخصوص النساء من المكون العربي، الآشوري، التركماني والأرمني.
وبهذا الفهم والتنظيم، جعلت وحدات حماية المرأة من نفسها جيشاً لحماية النساء وجميع الشعوب ".
وحدات حماية المرأة كانت حرباً لإثبات الوجود
وذكرت سوزدار ديرك أن الشابات في روج آفا كن يراقبن عن كثب القتال ضد مجموعات المرتزقة، وقالت: " وكانت النساء من جميع الجنسيات، الأديان والمعتقدات والفلسفات الخاصة بالحرية مخلصة لخط الحرية، وأصبحت وحدات حماية المرأة خطوة تلو الأخرى، مقياس الحرية والتنشئة الاجتماعية، وأصبحت وعياُ لأجل الدفاع عن ذاتها، أرضها ومجتمعها، وحقيقةً، يستطيع المرء تعريف وحدات حماية المرأة بهذه الطريقة؛ فأنها تأسست لأجل حرب إثبات الوجود، وحرب الدفاع المشروعة، وكانت حرب للدفاع عن ذاتها ومجتمعها، وتم قبول وحداتنا كشيء جيد، كانت هناك أراء مختلفة داخل المجتمع حول وحداتنا العسكرية التي لم يكن لها المثيل في السابق، لأنه أصبح فيها الكثير من المشاركات كالحركات المقاومة الأخرى، كحركة الحرية التي اصبح فيها شهداء من كلا الجنسين المرأة والرجل، لكن روج آفا وشمال شرق سوريا لم يكونوا قد خاضوا حرباً مسلحة على هذا المستوى، لم يقاتل الآلاف من الشباب والمرأة الكردية، العربية، السريانية والآشورية معاً في السابق، كان هذا شيئاً جديداً على الجميع، وكانت هذه ثورة متعددة الأوجه، وما فعله تأسيس وحدات حماية المرأة كانت ثورة اجتماعية عظيمة".
ونوهت سوزدار ديرك أن وحدات حماية المرأة أصبحت رمزاً للمقاومة، وأضافت قائلةً: "لم تصبح وحدات حماية المرأة أملاً للمرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا فقط ، ولكن اصبحت أملاً عظيماً لجميع النساء، والمشاركات في صفوفها منذ أعوام 2014 – 2015 و2016 أصبحن أملاً لحرية كافة النساء، كما شعرت النساء بالضغط والقمع الذي كنا يتعرضن له، حيث عبّرت النساء عن أنفسهن وذاتهن في شخصية وجود وحدات حماية المرأة، ولقد تعلمت أن تقاتل وتدافع عن نفسها بين صفوف وحدات حماية المرأة، وتتقدم نحو الحرية".
وقالت القيادية سوزدار ديرك: " أن وجود رفيقاتنا الأممييات، العربيات، الآشوريات والأرمنيات والتركمانيات في صفوف وحداتنا هي محط سعادة وفخر بالنسبة لنا".
لن نسمح لبقاء الاحتلال على أرضنا قط
وسلطت القيادية سوزدار ديرك الضوء على مناطق شمال وشرق سوريا التي تحتلها الدولة التركية، وتابعت قائلةً: " ما يحدث في أراضينا المحتلة من قبل الاحتلال التركي، هي ممارسات وارتكاب للمجازر، الإبادة الجماعية، والإرهاب الخطير، يتم شن هجمات على أرضنا، طبيعتنا، مزار شهدائنا، أمهاتنا، إخواننا وأخواتنا، آبائنا وأبناء هذه الأرض، لذلك سنفعل كل ما في وسعنا وما يتطلب منا من أجل تحرير هذه الأراضي من المحتلين، وفي هذه المرحلة سنقاتل وسنقاوم بكل إرادتنا وقوتنا، وبهذا الصدد، بصفتنا وحدات حماية المرأة، يقع على عاتقنا هذا الواجب وهذه المسؤولية، لذلك نحن نناشد بالمقاومة وسنواصل نضالنا ومقاومتنا، ولن نسمح للعدو بالبقاء على هذه الأرض المقدسة، وسنحول حياتهم إلى جحيم، لأن هذا ليس مكانهم، لأن الاحتلال لاينتمي الى هذه الأرض، وهذا الشعب،وهذه الأشجار، والطبيعة ، نحن وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG) عازمون على تحقيق النصر والحرية".
ميلاد القائد أوجلان هو ميلادنا
وذكرت عضوة القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، سوزدار ديرك، في نهاية حديثها، أن الرابع من نيسان أيضاً هو يوم ميلاد القائد عبد الله أوجلان، وقالت: " لأن ميلاد القائد أوجلان وإعلان تأسيس وحدات حماية المرأة في نفس اليوم، يعتبر وعي جديد بالنسبة لنا، وجهداً نحو حياة حرة، حياة جديدة، ويوم انبعاث الانتفاضة، فأن ميلاد القائد عبد الله أوجلان هو ميلادنا، ونهنئ الشعب الكردي وشعوب العالم والشعوب المحبة للحرية بهذا اليوم المقدس، وسنصعد ونبدي مقاومة كبيرة بإيمان وعزيمة لأجل ضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وفي سبيل ذلك سنقوي أعمالنا ونضالنا".