شارك عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان في البرنامج الخاص على قناة مديا خبر (Medya Haber)، وتطرق بالحديث عن المحاولات الجارية لتحويل هدى بار إلى مرتزقة شمال كردستان السياسية والعسكرية الجديدة، مشيراً إلى أن ذلك يشكل خطراً جدياً، وأكد أن حزب العمال الكردستاني لن يسمح بحصول ذلك، ودعا إلى اتخاذ موقف واضح حيال ذلك.
وجاء في القسم الثاني من تقييمات عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان، ما يلي:
يريدون تحويل هدى بار إلى مرتزقة شمال كردستان السياسية والعسكرية
مؤخراً في أهلات، أولئك الذين يؤيدون طيب أردوغان وبهجلي، والذين يقولون عن أنفسهم "الحزب الكردي"، والذين نسميهم حزب الكونترا، وأطلقوا على أنفسهم اسم هدى بار، والذين كانوا يُعرفون سابقاً باسم حزب الله، وبعض الأوساط المحيطة بهم، هناك مساعي لتحويلهم إلى مرتزقة شمال كردستان السياسية والعسكرية الجديدة، تماماً كما فعل البارزانيون والحزب الديمقراطي الكردستاني في جنوب كردستان، وهذه حقيقة واضحة، وهذا خطر جدي الآن، يجب على الجميع معرفة ذلك.
وفي هذا الصدد، علينا أن نحذر هذه الأوساط، وقد حذرنا من وقت لآخر، أي، أنه قبل 100 عام التواطؤ والخيانة جعل الكرد يخسرون، والآن، أولئك الذين يكررون ذلك التاريخ، ذلك التاريخ المشؤوم، يُذكرون على أنهم أسوأ وأظلم الناس في التاريخ، لا ينبغي أن يكونوا في هذا الوضع، ولن يسمح حزب العمال الكردستاني بذلك، عليهم أن يتخلوا عن فرض ذلك، وإلا فإن التاريخ والمجتمع سيلعنهم، وسيصبحون أكثر الناس لعنة في التاريخ، ويجب على الأوساط المنخدعة بهؤلاء أن يبتعدوا عنهم، فما علاقة هذا الوضع بالوطنية الكردية؟ وكأن المجازر في شمال كردستان غير كافية، فإن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، تقوم بارتكاب المجازر أينما يتواجد الكرد في جنوب وروج آفا كردستان، فما هي العلاقة التي يمكن أن تربط الكرد بهذه الفاشية؟ وهل يمكن تسمية أشخاص كهؤلاء بالكرد؟ وهل يمكن أن يكون هكذا وطنياً أو قومياً؟ إنه فاشي مثل دولت بهجلي، ولم يكن أحد يمد يده له في تركيا، فماذا يعني الذي يمد يده له ويرفعه في هذه المرحلة؟ لماذا يمد يده للذي يشتم الكرد ويرتكب المجازر بحقهم كل يوم؟ ألا يخجل من نفسه، وألا يفهم هذا إطلاقاً؟ إنها لعبة للقتال ضد الكرد، وكما فعلوا في الماضي، قبل قرن من الزمان، ونجحوا في مرحلة لوزان، فإنهم يريدون الآن تكرار نفس الشيء، ويسعى بعض الأشخاص الآن لعب الدور المتمثل في التواطؤ والخيانة مرة أخرى في ذلك الوقت، عليهم الابتعاد عن هذا، وإلا فسوف يلحق الضرر بهم، أي، أن النضال التحرري لن يسمح بذلك، وعلى هذا الأساس، فإنني أوجه الدعوة لشعبنا أيضاً، هذا هو الخطر الأكبر، وأسوأ لعبة، وعلينا أن نرى ذلك، ويجب أن يكون هناك موقف واضح ضد هؤلاء، فالقائد أوجلان كان يقول "دعونا نخنق المتواطئين والخونة كهؤلاء ببصاقنا"، عليهم ألا يخرجوا إلى الشوارع، ولا بين الناس، ويجب البصق على وجوهم، فالتواطؤ والخيانة تستحقان الخنق، ولا يمكن تطوير النضال التحرري والمضي به قدماً نحو النصر دون خنقهم، ولا يمكن هزيمة العدو الاستعماري المستبد مل لم يتم خنق هؤلاء، لأن من يقومون بحماية وتقوية العدو أكثر من غيرهم، هم هؤلاء، ومن هذا الجانب، فإن النضال ضد الذهنية والنظام الفاشي والاستعماري والمستبد لا يمكن فصله عن النضال ضد التواطؤ والخيانة، فهما مرتبطان ببعضهما البعض ممثل اللحم والأظافر.
وعلى هذا الأساس، يجب أن يتحلى الجميع بالحساسية، ولا ينبغي السماح أو منح الفرصة بحصول لعبة جديدة للبرزاني في شمال كردستان حتماً.
يجب أن نتحدث عن معركة السلام، وليس السلام
كان الأول من أيلول في الواقع يوم الحرب، أي، أطلقوا عليه اسم "يوم السلام"، ولكن في الأول من أيلول عام 1939، عبرت فاشية هتلر الحدود وهاجمت بولندا، وهكذا بدأت الحرب العالمية الثانية، أي، أن الحرب الكارثية التي استمرت 6 سنوات وتسببت في مقتل أكثر من 50 مليون شخص، بدأت في الأول من أيلول عام 1939، ومن أجل عكس ذلك، أعلنت الأوساط الاشتراكية والتقدمية والديمقراطية يوماً للسلام، لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
هناك دعوات للسلام، ولكن كما أوضحتم هناك حرب قائمة، ويستمر هذا لسنوات ولعقود من الزمان، ومن غير الواضح متى سينتهي، فكيف يمكن للإنسان أن يتحدث عن السلام في خضم حرب كهذه؟ فقط إذا كنت تخوض حرباً كبيرة من أجل السلام، فيمكن حينها أن يكون لها معنى، وإلا، فلن يتخلى أحد عن الحرب بالقول: "أريد السلام، أي أن السلام جيد، وعلى الجميع أن يتخلى عن الحرب"، الحرب لا تنتهي، ولكن مع ذلك، يجب على دعاة السلام أن يخوضوا نضال الحرية والديمقراطية ضد هذه الحرب من أجل إحلال السلام.
ولا يمكن تحقيق السلام إلا بالديمقراطية والحرية، فهل يمكن أن يكون هناك سلام حيث لا توجد حرية أو ديمقراطية؟ بالطبع لن يكون، حينها، لا بد من خوض النضال والحرب من أجل الحرية والديمقراطية لنيل الحرية والديمقراطية، وهذه هي أعظم حرب للسلام، وفي الوضع الراهن، ينبغي أن نتحدث عن حرب السلام، وليس عن السلام، ومن الواضح أن أعظم رائد وقائد وممثل وقوة حل للحرب من أجل الحرية والديمقراطية هو القائد أوجلان، ومن يريدون القيام بذلك يجب أن يروا هذه الريادة، يجب أن يروا القائد، ويجب أن يتحدوا مع نضاله، وينبغي أن يكون هذا هو الحال، خاصة في تركيا.
بدون إرساء الديمقراطية لن يعّم السلام
إن تركيا بحاجة ماسة إلى السلام، حيث أن الذهنية والنظام المعادي للكرد، وفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، أوصلت تركيا في الحرب ضد الكرد إلى حالة بحيث لم تعد تعترف ولا تستمع للمعايير والأخلاق والقانون، وحوّلت كل جزء من تركيا إلى بحيرة من الدماء، ولإيقاف ذلك، لا بد من فرض السلام في تركيا، ويجب فرض الحرية والديمقراطية، لا يمكن أن يعّم السلام بدون حرية الكرد وبدون إرساء الديمقراطية في تركيا.
فالسلام متشابك مع هذه الأمور مثل اللحم والأظافر، حينها، يجب أن نكون مستنفرين لحرب الحرية والديمقراطية والحرب المناهضة للفاشية من أجل إحلال السلام، فتركيا تحتاج إلى هذا أكثر من الخبز والماء، والقوة التي يمكن إنجاح ذلك هي الكرد، فهم يخوضون النضال بكل ما يملكون، وبطبيعة الحال، كل نضالهم هو من أجل الحرية والديمقراطية، فهم يريدون الحرية للكرد، ويريدون الديمقراطية لتركيا والشرق الأوسط والعالم، وهذا يعني خوض النضال من أجل السلام، والرائد لهذا الأمر هو القائد أوجلان، ويجب على قوى الحرية والديمقراطية في تركيا والحركات النسائية والشبابية أن تتحد بشكل أكثر مع هذا النضال، وينبغي لكل من يقول إنني مناهض للفاشية أن يرى هذه الحقيقة، ويتحد مع هذه القوى ويحاول حقاً تنمية وتطوير الحركة المناهضة للفاشية وإنقاذ تركيا من كارثة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
فالحرب العالمية الثالثة حقيقة واقعة، أي أنها أمر عجيب، فقد قال طيب أردوغان "ربما تندلع الحرب العالمية في الفترة المقبلة، ويجب إن يكون الإنسان على أهبة الاستعداد لها"، حالياً، الجميع يكررون ذلك، ويعدون الاستعدادات للحرب، فالحرب مستمرة منذ عقود بالفعل، أي، أن هناك حرب قائمة منذ عقود من الزمن، كيف يمكن للناس ألا يروا هذا؟
كيف انتهت الحرب العالمية الأولى؟ انتهت بثورة تشرين الأول، وتطورت الحرب العالمية الثانية في تلك البيئة وكانت حالة مختلفة، وانهار الاتحاد السوفييتي، وبدأت الحرب من جديد، ولقد أطلقنا عليها اسم الحرب العالمية الثالثة، وقام القائد أوجلان بتقييم الأمر بهذه الطريقة، وقد برزت أزمة الخليج واندلعت الحرب في عام 1990، وهذه الحرب مستمرة منذ ذلك الحين.
وإذا لم يكن الناس في خضم مجريات الحرب، وإذا لم يختبروا الحرب، فإنهم لن يفهموا ذلك، ففي كل مرة عندما يحدث موقف مختلف، يقومون بتقييم الأمور وفقاً لهم، ينبغي عليهم التخلص من هذا الأمر، فالبعض يقول "لا تزال الاستعدادات جارية"، ويقول البعض أن الأمر بدأ بأوكرانيا، الأمر ليس كذلك، فمنذ بداية عام 1990، هناك حقيقة حرب عالمية مستمرة منذ 35 عاماً.
لن تتبلور ظروف عام 1923 مرة أخرى
أين استمرت هذه الحرب؟ في كل أرجاء الشرق الأوسط، وأينما وقعت الحرب العالمية الأولى، يجب على الفضوليين أن يفتحوا تاريخ الحرب ويدرسوها، سيرون أن الحرب العالمية الثالثة تجري هناك، فانطلاقاً من أفغانستان إلى اليمن وليبيا، ومن هناك إلى العراق وسوريا، وفي جميع الأراضي العثمانية، أصبحت في حالة حرب مرة أخرى، وإن ما يُسمى بالحرب العالمية الثالثة هو نتيجة لأشكال مختلفة من الحرب العالمية الأولى مع ثورة تشرين الأول، والبحث عن نتيجة جديدة بعد انهيار ثورة تشرين الأول، وفي ذلك الوقت، لم تؤتِ عمليات البحث عن أولئك الذين بدأوا الحرب الرئيسية ثمارها بسبب ثورة تشرين الأول، ولم تحقق لا الجبهة الألمانية-العثمانية ولا حتى الجبهة الإنجليزية-الفرنسية أهداف تحالفهما، لماذا؟ لأنه وُلد بديلٌ في روسيا، وكانوا خائفين منه، واضطروا على إثر ذلك إلى عقد توافقات جديدة فيما بينهم للحيلولة دون تحقيق ذلك، ووُلد الدولة التركية في هذه البيئة، وهكذا تشكلت اتفاقية لوزان، ويعتقدون أيضاً أنهم حاربوا بشكل جيد للغاية، ويحتفلون بذلك، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فقد قيّموا المتغيرات جيداً، وقاموا بتقييم السياسة بشكل جيد، وقاومت الحركة الكمالية بعض الشيء، وحصلت على هذه النتيجة في ظل تلك الظروف.
وإن ظروف عام 1923 لن تتبلور مرة أخرى، حيث أن طيب أردوغان يقرأ ويقرأ تلك الأماكن، ويقرأ عبد الحميد، ويعمل جاهداً إذا حدث شيء كهذا مرة أخرى معتقداً أنه سيصبح عبد الحميد الثاني أو مصطفى كمال الثاني، لكن لا جدوى منه.
أما الحروب في مناطق أخرى، وهي الحرب الأوكرانية، فهي امتداد للحرب إلى البحر الأسود، وقد انتشرت الحرب العالمية الأولى بالفعل، وترتبط توترات المحيط الهادئ وصراعاتها بهذه الأمور، ولا بد من رؤية هذه الحرب، وإذا قيل هكذا، فإن الحرب العالمية الثانية بحسب المحللين لهذه الحرب، قد انتهت باستخدام القنبلة الذرية، حينها، فالحرب العالمية القادمة لن تحدث إلا في حالة استخدام القنبلة الذرية، أو نسميها حرباً عالمية؛ أنا لا أقول أي شيء عنها، ولم يتم استخدام قنبلة ذرية بهذا المستوى بعد، لكن القنابل النووية تستخدم في كل مكان على المستوى التكتيكي، ومن لديهم الفضول، ليأتوا ونظهر لهم كيف يتم استخدامها في زاب.
ومن هذا المنطق، تستمر هذه الحرب على هذا النحو، وما هو قائم في غزة حدث على هذا الأساس، إنهم يضحون بالشعب الفلسطيني هنا، والآن يقولون إنها سوف تمتد إلى لبنان وسوريا.
فكل الأماكن التي كانت مركزاً للحرب خلال الحرب العالمية الأولى، باتت مركزاً للحرب في الشرق الأوسط كذلك الآن، وهذا يقع بشكل متزايد على تركيا، وقد رأى البعض ذلك في تركيا وفهموه، المركز هو ذلك المكان، وستتلاشى تطورات بعد عام 1918، وستصبح تركيا مركز الحرب وبؤرتها.
السبيل الوحيد لإحياء تركيا هو الجبهة الديمقراطية
إنهم مدركون لذلك الأمر، ولمنع ذلك، يحاولون إشعال حرب بين إسرائيل وإيران، وأشعلوا حرب حماس وإسرائيل، ويحاولون إشعال الحرب بين حزب الله وإسرائيل، ويسعون قصارى جهدهم منع الحرب من الاقتراب من تركيا، لكن هذه الجهود لا طائل منها! لن يتمكنوا من فعل ذلك، دعونا نذكر هذا بوضوح، ستأتي هذه الحرب، وتحط رحالها في تركيا، وتركيا ستكون مركز الحرب، والشيء الوحيد الذي سينقذ تركيا من هذا الوضع، هو التحول الديمقراطي على أساس حرية الكرد وخلق وحدة ديمقراطية مع شعوب المنطقة، والتحرك نحو كونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطية، والجبهة الديمقراطية المناهضة لهذه الحرب وتنظيم جبه السلام، وهذا هو السبيل الوحيد لإحياء تركيا.
ولا يمكن لأحد أن يخرج من هذه الحرب بأي أسلوب أو شكل آخر، مثل طيب أردوغان، انتشر في سوريا والعراق واندفع على رأسه إلى غمار الحرب، فالذين يديرون هذه الحرب، يستخدمون في الواقع طيب أردوغان كعميل، وفي نهاية المطاف، سوف يأتي دور تركيا، حينها، سيقولون "هيا تعال"، أي "ادفع الحساب"، سيقولون: "نعم، لقد فعلتم هذا الأمر على قرن من الزمان، ولكن هذا الوقت قد مضى"، سيحيّن ذلك الوقت.
وقد ذكرتُ للتو؛ في الواقع، كان القائد أوجلان هو الذي تنبأ بهذا في البداية، وقام بتقييم مدى الضرر الذي سيلحقه ذلك على الشعوب، وحاول منعه، وطور أفكاراً بديلة، وطور مشاريع سياسية، وأظهر إرادة الحل، ولكن، تم عرقلته ولا يزال يُعرقل، فهجوم المؤامرة الدولية، هو هجوم لعرقلة ذلك الأمر، والسبب وراء عدم ورود المعلومات من القائد أوجلان منذ 42 شهراً، هو في الواقع لتنفيذ هذه السياسة، ولهذا لا يسمحون حتى بخروج كلمة واحدة من القائد أوجلان إلى الخارج، وذلك لعرقلة التطور الذي من شأنه أن يحول دون وقوع هذه الكارثة.
ويجب على الجميع رؤية هذا الأمر وفهمه بوضوح، ولا يمكن أن يتحقق هذا بمجرد القول "نريد السلام"، فالمسألة جادة، وعلى الجميع أن يعودوا إلى رشدهم، ولنعمل على فهم الرأسمالية بشكل صحيح، ودعونا نفهم بشكل صحيح العلاقات الداخلية لنظام الحداثة الرأسمالية، ولنفتح ونقرأ ونبحث في الحرب العالمية الأولى، التطورات الجارية على مدى 100 عام... أي، ما هي حدود تركيا للوقوف ضد إسرائيل وإطلاق مشروع طريق الطاقة الجديد ضد إسرائيل؟ فالنقطة الأعمق للرأسمالية هي إسرائيل، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بأكملهما تقفان خلفها، فهل هناك إسرائيل؟ هم موجودون.
ومن هذا المنطق، يتطلب الوضع الحالي فهماً أكثر دقة، ولا ينبغي للإنسان خلط الأمور بين حقيقة هذه الحرب العالمية، وعلى الجميع التخلي عن القول "ستكون هناك استعدادات، ستأتي لاحقاً، هذا وذاك"، الخطر كبير، ونحن نحارب لمنع وقوع هذا الخطر، ونحارب أيضاً من أجل منع حدوث عواقب أكثر خطورة، ومن أجل تحقيق السلام والديمقراطية إن أمكن، وعلى الجميع فهم ذلك، ومن يريدون هذا حقاً، يجب أن يمنحوا القوة والدعم لذلك، وهذا هو كلامنا، وهذه هي مناشدتنا ودعوتنا.
لا ينبغي إعطاء الفرصة للتدمير البيئي
إن استغلال الإنسان للإنسان وضغط الإنسان واستغلاله للطبيعة أمران متوازيان، ولذلك، فإن القمع الفاشي، والاستغلال الإرهابي، وقمع النظام والذهنية الذكورية المهيمنة على المرأة، تعني من الناحية الأخرى الهجوم على الطبيعة واستغلالها، فالحياة الحرة للمجتمع، وإدارته الديمقراطية، على أساس حرية المرأة، تعني هذه الممارسة أيضاً التعايش مع الطبيعة، والتواصل مع الطبيعة يعني معرفة كيفية التغذية من الطبيعة ومعرفة كيفية التعايش مع الطبيعة، وإن تدمير الطبيعة يعني في الواقع تطوير القمع والاستغلال والدكتاتورية الفاشية والنظام الذكوري المهيمن إلى أقصى مستوى، ولا بد من تقييمه على هذا النحو، حينها، فكما نريد حرية المرأة وحرية المجتمع، ونريد الديمقراطية، لا بد أن نعرف أنه لا يمكننا تحقيق ذلك إلا بالطبيعة المناسبة، لهذا السبب، نحن بحاجة إلى خوض النضال على مستوى التعبئة العامة في مواجهة هجمات كل الذين يدمرون بيئتنا، ويخربون وينهبون ويحرقون ويفككون هذه الطبيعة، والذين يبنون محطات الطاقة الكهرومائية، ويبحثون عن المعادن، وجعلوا البلاد غير صالحة للحياة، وأصبح المجتمع غير قادر على الإنتاج، ويجري تسميمه دائماً، كيف نعيش بدون هواء، وبدون فرص للإنتاج الاقتصادي، وبدون تربة وبيئة وخَضار؟ كيف يمكن للكائنات الحية أن توجد؟ لا يمكن ذلك، ويتم تدميرها لتحقيق أقصى قدر من الربح للبعض، ولا ينبغي إعطاء الفرصة للقيام بذلك.
ويجب على الجميع أن يقاوموا، وهناك ضرورة إلى المزيد من التنوير، يجب أن تتطور الحركات البيئة الاجتماعية وتنظيمهم وأنشطتهم بشكل أكبر.
ونحن نولي أهمية كبيرة لكل موقف على هذا الأساس، وعلى جميع أبناء شعبنا، وكل القرويين والرحل، أن يتمسكوا بأراضيهم حيث يتواجدون كما يتمسكون بوجودهم، ومن الضروري للغاية عدم السماح لهذا النظام الفاشي الاستعماري والمستبد بنهب الطبيعة.
وإننا نحيي كل النضالات التي تجري على هذا الأساس، ويجب على كل من يقول عنه نفسه متحرراً وديمقراطياً أن ينضم إلى ذلك ويقدم الدعم، هناك مشاركة قليلة، وتبقى ضعيفة، ويبقى بمفرده في العديد من الأماكن، ويقوم القرويون بمقاومات هادفة للغاية، لكنهم لا يجدون ما يكفي من التضامن والدعم، لا يمكن أن يكون الأمر هكذا، فيجب على كل من يعتبر نفسه متحرراً أو اشتراكياً ديمقراطياً، أن يتبنى هذا المكان قبل كل شيء، الأولوية يجب أن تكون هنا.
وإن تبني الطبيعة متشابك مع الحرية الاجتماعية القائمة على أساس حرية المرأة، وهذا هو ما يجب القيام به معاً ونيله، وفي هذا الصدد، من الضروري التغلب على التعاملات الضعيفة الحالية، وجعل النضال البيئي أكثر تنظيماً وفعالية في جميع المجالات، وخوض الحرب ضد الفاشية بشكل أكثر فعالية في هذه الجبهة.
وندائنا هو لجميع النساء، وأبناء شعبنا، وجميع الشعوب في تركيا، لأن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية عدو للطبيعة، وعدو للغابة، وعدو للأرض، بقدر ما هي عدو للإنسان والشعب والمرأة والكرد، فلا بد من سد الطريق أمام هذه العداوة.
دعوة للمشاركة في المهرجان الـ 23 للثقافة الكردية
كوقت يمكننا تعريف أهمية المهرجان الـ 32 الكردي على الشكل التالي، إننا ندخل نهاية العام الأول لحملة الحرية العالمية التي تهدف لتحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، يتم تنظيم هذه الفعالية خلال الذكرى الأولى لها، لذلك تصبح أكثر معنى.
يتم عقد مهرجان الثقافة الكردية كتقليد منذ أعوام وبشكل سنوي، كان هذا مهماً، حيث يعبر الكرد عن وجودهم، وعرّفوا الإنسانية للشعوب الأوروبية، ونشرثقافته، وأيضاً يعبرون عن مطلبهم في الديمقراطية، وهذا لديه جهة واحدة، ولكن احد جوانب مهرجان هذا العام أيضاً هو الذكرى السنوية الأولى لحملة الحرية العالمية التي تهدف لتحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، وعلى هذا الأساس هناك الحاجة للتعديل والتطوير، حينها يجب العمل أكثر، ويجب أو يولوها اهتمام أكثر، ينبغي أن يكون المهرجان التقليدي أقوى وأيضاً يجب ان يتحول هذا المهرجان لفعالية للذكرى السنوية لحملتنا العالمية للحرية، او يجب أن تصبح فعالية حاشدة تصل في الذكرى السنوية لها للذروة، يتوجب على شعبنا في أوروبا وأصدقائنا تعريفها بالتأكيد بهذه الطريقة ومساندتها، وان يكونوا مستعدين بروح التعبئة.
يجب أن تصل الحملة العالمية للحرية لذروتها، وهنا تقع المسؤولية والمهمة الأكبر على عاتق شبيبتنا، وإن لفت انتباهكم فإن الشبيبة ينظمون بشكل دائم الفعاليات للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد آبو، ويطلقون مسيرة طويلة قبيل المهرجان، في الحقيقة إنهم يستعدون للمهرجان، ويهيئون بيئته ويقودوها.
هذا مهم وذو معنى، وبلا شك هذا ما يليق بالشبيبة، يجب أن يوحدوا مسيرتهم الطويلة مع المهرجان وأيضاً حملتنا العالمية للحرية، وأن يبذلوا المزيد من الجهود لجعله ذروة حملتنا العالمية للحرية وقيادته، يجب على عموم الشبيبة ان يكونوا مستعدون بروح التعبئة، ويجب على الشبيبة الكردية والأممية، جميع أصدقائنا للشبيبة ورفاقهما أن يروا بالتأكيد معنى وأهمية هذا، وأن يسيروا وفقاً لذلك بمشاركة واسعة وبعظمة وبمطالب ملموسة وألا يقتصرون على هذا فقط، أي يجب المشاركة على مستوى القيادة في تحضيرات المهرجان.
ومن الآن أدعو للمشاركة في المهرجان، وأباركه، وأدعوا على وجه الخصوص الشبيبة الكردية والأممية للمشاركة بشكل حاشد في المهرجان.