يطال نظام التعذيب والعزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان في سجن جزيرة إمرالي منذ ما يقرب من 3 سنوات، على رغم من محاولات عائلة القائد أوجلان ومحاميه ومراجعتهم المتكررة للنيابة العامة لأجل اللقاء به، يتم رفض مطلبهم بأعذار لا ليس لها الأساس من الصحة، وكشف خلال مراجعة المحامين في المرة الأخيرة، أن "العقوبة الانضباطية" تطبق مرة أخرى على القائد أوجلان وثلاثة رفاق آخرين، وتم حظر الزيارة لمدة 6 أشهر أخرى.
ومن جانب آخر، يتزايد استياء الأحزاب السياسية حيال العزلة والإجراءات غير القانونية التي تنفذ بحق القائد عبد الله أوجلان، وفي السياق، تحدث عضو لجنة "الحرية لـ عبد الله أوجلان" في جنوب كردستان، شورش خضر، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن العزلة والنضال الذي يتم خوضه لأجل رفع العزلة.
أردوا القضاء على الأمة الكردية بالمؤامرة وتعميق المؤامرة هذه في شخص القائد أوجلان
ولفت خضر في بداية حديثه، الانتباه إلى المؤامرة المنفذة ضد القائد أوجلان، وقال: "تمت محاولة ارتكاب إبادة الشعب الكردي من خلال تنفيذ المؤامرة الدولية بالتعاون مابين القوى الخارجية على المستوى الداخلي، وتعمقت هذه المؤامرة بغرض إبادة الشعب الكردي وعلى وجه الخصوص ارتكابها في شخص القائد أوجلان، تنفيذ هذه المؤامرة يوضح لنا مستوى عظامة القائد أوجلان وأهميته للشعب الكردي والشعوب المضطهدة.
رأوا مشروع عبد الله أوجلان تهديداً لسلطتهم الحاكمة وكثفوا من مخطط المؤامرة ونظام العزلة
القائد أوجلان مختلف عن جميع القادة الآخرين، أستطيع القول بأنه كان أحد أكثرالقادة تأثيراً في القرن الماضي بين كافة حركات الحرية الكردية وقادة الشعب الكردي، بالإضافة إلى اختلاف السياسة والإستراتيجية وأسلوب عمل القائد أوجلان، فإن المشروع الذي قام بإنجاحه اليوم، استمده من مشاريع القادة والحركات الأخرى المتقدمة، حيث شكل هذا تأثيراً على المجتمع وحذره من الإبادة، وأراد بناء شخصية حذرة على مستوى الشرق الأوسط كرجل حكيم في الأمة الكردية وبناء إرادته، لهذا رأت الدول المحتلة هذه السياسة كخطر على حداثتها الرأسمالية، لذلك نرى أن السيد عبد الله أوجلان قد نجح في المشروع الذي يعرف بمشروع النظام الفدرالي الديمقراطي، وفي هذا الصدد، تعتبر القوى السلطوية مشروع السيد أوجلان على أنه خطر علىهم ونظامهم، كان هذا أحد الأسباب الرئيسية لحياكة هذه المؤامرة وتنفيذها وأيضاً تشديد العزلة على القائد أوجلان.
أصبح حزب العمال الكردستاني مرحلة جديدة في تاريخ السياسة الكردية
وأشار عضو لجنة "الحرية لـ عبد الله أوجلان"، شورش خضر، إلى أنه قبل تأسيس حركة التحرر الكردستانية، لم يستطع التعبير عن كرديته وقول بأنه كردي الأصل في شمال كردستان، وتابع قائلاً: "فعندما عمل القائد أوجلان كقيادي لحركة الحرية لحزب العمال الكردستاني وناضل على هذا الأساس، فهذا بحد ذاته يصبح مرحلة جديدة في تاريخ السياسة الكردية".
أصبح ذو قسماً عظيماً لأجل المناطق بأكملها
وأوضح خضر بأنه عندما ينظر المرء إلى حجم المؤامرة وتوسعها، آنذاك سيعرف مدى أهمية السيد عبد الله أوجلان وتأثيره على أرض الواقع، وأضاف قائلاً: أن "عبد الله أوجلان ذو قسماً عظيماً ليس لأجل حرية الشعب الكردي فقط بل لأجل المنطقة بأكملها، وإنه كرمز لمشروع الكونفدرالية الديمقراطية".
إنه قرار سياسي وليس قرار قانوني
وقيم عضو لجنة "الحرية لـ عبد الله أوجلان" في جنوب كردستان، شورش خضر، العقوبة الانضباطية التي تطبق على القائد عبد الله أوجلان دون انقطاع، على هذا النحو: "إنه قرارسياسي بالكامل وليس قراراً قانونياً، ونرى النهج الممارس ضد هذه القضية وهو نهج غير أخلاقي أيضاً، يتقدم المحامون والعائلات أيضاً بطلب زيارة إمرالي إلى النيابة العامة التركية منذ أكثر من عامين، نرى أن السلطات تحظر كل هذه الزيارات، كل هذا منافي لمعايير الديمقراطية والإنسانية التي تعرف الدول الرأسمالية والقوية أنفسها بها، فأنهم يدعون للديمقراطية وحقوق الإنسان، فكل هذا غير صحيحاً، لأن النهج الحالي الذي ينفذ بحق السيد عبد الله أوجلان، جميعها ضد المعايير الإنسانية والديمقراطية، لهذا السبب، من الضروري أن يضغط أبناء الشعب الكردي بدون تميز في جميع أجزاء كردستان وخارج الوطن، على الدول لأجل إنهاء العزلة وإجراء اللقاء مع السيد أوجلان، وفي نفس الوقت أن يضغطوا على اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT) ومجلس أوروبا التي دخلت في لعبة الناتو التي تحاك ضد القضية الكردية ومسألة اعتقال عبد الله أوجلان، أيضاً.
التساؤل عن عبد الله أوجلان ووضعه هو التساؤل عن الأمة الكردية والإنسانية بأكملها..فهو مفتاح الحل لقضية الشرق الأوسط
يعتبر التساؤل عن وضع القائد أوجلان هو التساؤل عن الأمة الكردية، والإنسانية جمعاء، فكل من قرأ الكتابات وأيضاً المانيفيستو التي كتبها عبد الله أوجلان في السجن المتعلقة بالأمة الكردية، يوضح أن السيد أوجلان صاحب مشروع إنساني، إنه صاحب مثل هذا المشروع الذي يعد مفتاح حل قضية الشرق الأوسط، لهذا تعد حرية القائد أوجلان حرية الأمة الكردية، فإنه يعني تحرير كل فرد إنساني، لهذا السبب، أن تبني القائد أوجلان هي مهمة إنسانية تقع على عاتق الجميع، وفي نفس الوقت، هي مهمة إنسانية، أخلاقية، وقانونية".
على كل فرد كردي الدفاع عن القائد أوجلان وحريته أينما كان موجوداً
ودعا عضو لجنة "الحرية لـ عبد الله أوجلان" في جنوب كردستان، شورش خضر، في ختام حديثه، على النحو التالي "أنا كعضو لجنة الحرية لـ عبد الله أوجلان أدعوا كل فرد كردي أن يتبنى القائد أوجلان أينما يتواجد، وأن يضغط على الدولة التركية وينهي هذه العزلة، هذه ليست مهام لجنة الحرية لأوجلان فحسب، بل مسؤولية المدافعين عن الحقوق، المحامين، الفنانين وجميع المثقفين الذين يمكنهم الوقوف بشجاعة في هذا الصدد".