يتزايد معدل العنف والقتل ضمن المجتمع العراقي وجنوب كردستان، وأصبحت ظاهرة يومية ، حيث تحدثت مستشارة الشؤون الأجتماعية شوخان عمر، من مدينة كركوك في جنوب كردستان ، عن أسباب تزايد هذه الظاهرة الخطرة و إيجاد الحلول لها ، لوكالة فرات للأنباء (ANF) .

يتزايد القتل وأصبحت ظاهرة يومية

وبدأت شوخان حديثها عن الوضع الراهن في المجتمع ، وقالت :" للأسف كل يوم نسمع عن جرائم القتل والانتحارالتي تحدث في المجتمع كل يوم ،  كما ان معدل القتل قد تزايد ، وأصبحت ظاهرة يومية للأسف ، ويعود سبب ارتفاع نسبة القتل في المجتمع إلى عدة أسباب ، والسبب المهم هو انعدام الحوار بين أفراد المجتمع ، كما أن هناك ضغط كبيرعلى المكونات الأجتماعية ، ويشكل تزايد معدل البطالة في المجتمع العراقي خطورة كبيرة .

المكونات الأجتماعية تستطيع الحصول على السلاح بسهولة

كما أشارت شوخان عمر إلى أسباب تزايد جرائم القتل في المجتمع ، وتابعت "حالياً  يتم توزيع المخدرات في المجتمع ويستخدمها الكثير من الناس بشكل خطير، ويعود هذا السبب الى أرتكاب الناس الجرائم دون وعي ودراية، كما أن استخدام التكنولوجيا الحديثة له تأثيراً كبيراً على تزايد المشاكل الأجتماعية ، وهناك خوف وقلق كبيرمن تزايد أنواع الأسلحة في المجتمع ، حيث يمكن للمكونات الاجتماعية الحصول عليها وبكل سهولة ".

الأفلام والمسلسلات الأجنبية ساهمت في القضاء على  أسس المجتمع

وتحدثت شوخان عن التأثير الخطير للمسلسلات والأفلام الأجنبية وخاصة التركية على تزايد هذه الظاهرة قائلة :" أن عرض الأفلام والمسلسلات الأجنبية له تأثير سلبي على الأعمار الصغيرة ، وللأسف فأن وزارة الثقافة أيضاً لا تفرض رقابة على الأفلام الأجنبية، وفي كثير من الأحيان ، يتسبب هذا الوضع في قيام الشباب بقتل أنفسهم أو الانتحار بأسم الحب ، هذه المواقف تنتج عن رؤيتهم لما يرونهم في المسلسلات والأفلام الأجنبية، كما يشاهد هذه المسلسلات جميع الاعمارمن الشباب والفتيات، وبصفتنا مستشاري الشؤون الأجتماعية  في المدارس ، نحن على علم بأن الفتيات في عمر صغيرة لايعلمون ماهو الحب وهي تداعياته ، لكن لكثر مشاهدتم لهذه الأفلام يحاولون تجربته ، وفي النهاية يصبح لهم سبب المشاكل الاجتماعية ،  أو يحاولون الانتحار عدة مرات بسبب إثارة هذه الأفلام والتشويق لها ".

الأباء والأمهات لايعلمون أوضاع أولادهم

كما انتقدت شوخان عمر الأباء والأمهات بسبب عدم مسؤوليتهم تجاه أولادهم والتقرب منهم وقالت:" أصبحت العلاقة الاجتماعية ضعيفة جداً، لأن أفراد الأسرة ليسوا على علم ومعرفة ببعضهم البعض،  وينشغل كل شخص بمشاكلهم الخاصة، وبسبب تزايد ضغوط الحياة ، لا يدرك الآباء والأمهات وضع أولادهم ، حتى لو كانوا جميعاً في غرفة واحدة ، فينشغلون بهواتفهم الخاصة بدلاً من تقديم النصائح لبعضهم البعض ".

القتل ليس حلاً للمشاكل

وانتقدت مستشارة الشؤون الأجتماعية شوخان عمر، لامبالاة المسؤليين المعنيين بمنع تزايد جرائم القتل والانتحار في المجتمع وأنهت حديثها قائلة:" يجب السيطرة على انتشار الأسلحة، لكن للأسف قسم كبير من الأسلحة التي تستخدم في ارتكاب الجرائم هي أسلحة مرخصة ، يجب على المجتمع أن يكون واعياً تجاه ذلك ويعرف بأن القتل ليس حلاً للمشكلات ، كما يجب ألغاء قانون القتل بشأن جرائم الشرف، ووضع رقابة على الأعلام الرقمي مهم للغاية، ولكي يزداد الوعي في المجتمع ، ضرورة وجود مستشارين للشؤون الأجتماعية في جميع المدارس ، لكي يتم تعليم المجتمع وتوعيته من المراحل الإبتدائية ".