جانشير شيراوا.. المقاتل الذي حقق الكثير من الانتصارات في ريعان شبابه

كان جانشير على الرغم من صغر سنه مدركاً للمسؤوليات التاريخية الملقاة على عاتقه، وسار بانضباط قائد حربي، وحقق المجد والنصر في حرب الكريلا وهو في العشرين من عمره.

يتواجد أكثر المقاتلين فدائية في هذا العصر في خنادق المقاومة في كردستان، وكما أن كل حرب تخلق جنودها وقادتها، فإن النضال التحرري الكردستاني يخلق أيضاً فدائي عصره.

وُلد جانشير شيراوا (كمال مروان أوسو\عفرين) في ناحية شيراوا التابعة لعفرين، وقد تعرّفنا عليه قبل إطلاق العمليات الثورية في مناطق الدفاع المشروع بمنطقة الشهيد دليل غرب زاب، ولقد كان أحد مقاتلي الكريلا الذين شاركوا بنشاط في جميع الاستعدادات للعملية التي تم تنظيمها تحت قيادة آندوك عادل وهوري جيا، قائدي العملية الثورية، وشارك في استطلاعات العملية المقرر القيام بها في ساحة مقاومة بتلة آمديه، واقترب من مواقع جنود العدو وحدد مواقعهم وأساليب حركتهم والتقنيات التي لديهم وتوجهاتهم المحتملة، واحداً تلو الآخر.   

كانت تجربته الأولى من عفرين

تعرّف على الحرب في سن مبكرة للغاية عندما تعرضت مدينته أي عفرين لهجمات الاحتلال، واكتسب أول تجربة له في حرب الكريلا في عفرين، وتعرض للإصابة بجروح خطيرة في إحدى الغارات الجوية خلال حرب عفرين، لكنه كان من الأشخاص الذين دافعوا عن إرادة عفرين حتى اللحظة الأخيرة، ولم يكن هناك وقت أو مكان للانتقام، لذلك، وللانتقام من الأحداث التي وقعت في مدينته، كان سيكون مقاتلاً بارزاً للعمليات الثورية في ساحة المقاومة بتلة آمديه، ولهذا، لم يتورع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يخدم انتصار العمليات، وفي بعض الأحيان كان كادحاً يقوم بتأمين الإمدادات والذخيرة، وأحياناً كان يشارك في جناح الهجوم من العمليات، وأحياناً كان مقاتلاً يوجه الضربات القاسية للعدو.

كان أول من وجه الضربات

أصبح جانشير في 20 تشرين الثاني 2023 برفقة الشهيد هوري جيا أسرع مقاتل للكريلا يهاجم مواقع الاحتلال في تلة آمديه، وسار بسرعة كبيرة، كما لو كان يريد الوصول إلى مهمة متأخرة جداً وتحتاج إلى إكمالها، لدرجة أنه وصل إلى المواقع قبل عدة ساعات من الوقت المخطط له، وكان عليه انتظار الرفاق تحت مواقع العدو، وأمطر وابل الرصاص على مواقع العدو بغضب الانتقام في قلبه، وقُتل في ذلك اليوم عشرات الجنود في مواقع الاحتلال في تلة آمديه.

شارك مرة أخرى في جناح الهجوم

وحارب بتاريخ 12 كانون الثاني 2024، في الخطوط الأمامية في الجناح الهجومي لعملية الشهيد ديرعلوك الثورية، وكان جانشير أحد مقاتلي الكريلا الذين حاربوا في الثلج وسكبوا البنزين على مواقع العدو وأحرقوها، حيث كان قبل إطلاق كل عملية، يقترح نفسه أن يكون في الجناح الهجومي.

كما هو الحال في كل مرة، كان في المقدمة ولوحده

وبتاريخ 19 آذار 2024، نُفذت عملية الشهيد جوان-الشهيد آندوك الثورية في ساحة المقاومة بتلة آمديه، وطوق مقاتلو الكريلا جنود الاحتلال من عدة محاور واستهدفوا مواقع المحتلين واحدة تلو الآخر، حيث كان جانشير مرة أخرى في المقدمة، وهاجم الجنود بالقرب من مواقع المحتلين، وكما هو الحال في كل مرة، كان في المقدمة، وعلى الرغم من التحذيرات، أصبح أحد هؤلاء مقاتلي الكريلا الذين هاجموا المحتلين بمفردهم خلال تنفيذ العملية، وعلى الرغم من أن رفاقه كانوا يقولون له "جانشير لا تذهب لوحدك، أحمي نفسك جانشير"، إلا أنه لم يتمكن أحد من إيقافه، وكان يهاجم الجنود بسرعة كبيرة لوحده، ليس لأنه كان مبتدئاً في الكريلاتية، بل حفاظاً على حياة رفاقه ولمنع حدوث أي شيء لهم، مثل الرفيق سرخبون الذي نفذ العملية الفدائية بمبادرة منه في أخطر لحظة خلال عملية تلة آمديه.

شارك في الكثير من المعارك بريعان شبابه

ربما تكون عبارة "لقد حارب حتى آخر قطرة من دمه وآخر رصاصة وارتقى شهيداً" الأنسب لـ جانشير، وتصف هذه الجملة جانشير بمعناها الأكثر واقعية ووضوحاً، وإلا، ما مدى قدرة إنسان في العشرينات من عمره للمشاركة في الحرب؟ لقد ترك بصمته على الكثير من الانتصارات في ريعان شبابه.