انتهت اليوم المرحلة الثانية من حملة "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول في يومها الـ 24.
وفيما يتعلق بانتهاء الحملة، أدلت كل من عضوة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد، وعضو القوات الخاصة للتحالف الدولي ضد داعش، كلافيد تيودور بتصريح خلال مؤتمر صحفي في مخيم الهول.
ولفتت نوروز أحمد خلال التصريح إلى واجبات القوى الدولية وخطورة المخيم، وقالت: "على المؤسسات الدولية والتحالف الدولي القيام بواجباتهم كما فعلت قواتنا".
كما قال كلافيد تيودور: "واجبنا دعم قوات سوريا الديمقراطية لتأمين الاستقرار في هذا المخيم حتى مغادرة هذه الأسر".
"انتهت الحملة بنجاح"
نوروز أحمد استذكرت في مستهل حديثها مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الذين استشهدوا خلال الحملة، وقالت: "نستذكر رفاقنا الذين استشهدوا في هذه الحملة وجميع المقاتلين الذين استشهدوا ضد داعش، رغم كل التهديدات والأخطار التي تتعرض لها مناطقنا، إلا أننا في مثل هذه المرحلة بدأنا حملة في مخيم الهول الذي يعتبر أخطر مكان في المنطقة والعالم. وانتهت هذه الحملة بنجاح. تم بذل جهد كبير بالتعاون بين قواتنا وإدارة المخيم. وطبعاً، نحن ممتنون أيضاً لمشاركة التحالف الدولي. لكن خطر المخيم لا يزال قائماً. العديد من الأنشطة المشتركة، خاصة بالنسبة لهذه المخيمات حيث يعيش الناس، أصبحت بؤرة للأفكار المتطرفة، مما يمكن من تعزيز قوتهم. يعيش في هذا المخيم حوالي 60 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال. هناك 60 ألف مواطن. هذا لا يشكل تهديداً على منطقتنا فحسب، بل يشكل تهديداً على العالم أجمع".
"تقديم الدعم وحدة غير كاف"
وأوضحت نوروز أحمد أن دور القوى والمؤسسات الدولية منحصر فقط بتقديم الخدمات للمخيم، وقالت: "إلى حد معين تم تقديم مساعدات من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والتحالف الدولي لتحسين الأوضاع الإنسانية والخدمية في المخيم. نحن نقدر ذلك، لكنه لا يكفي. من الضروري أن تؤدي القوى العالمية والمؤسسات الدولية والتحالف الدولي المهام التي تقع على عاتقهم كما تفعل قواتنا. الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وإدارة المخيم يقومون بواجباتهم وسنواصل أداء هذه الواجبات".
وأضافت "من المؤكد أن الدعم والمساعدة الخارجيان ضروريان أيضاً. الخطر الأولي هو خطر الخلايا النائمة الموجودة داخل المخيم. طبعاً الخطر الموجود هنا سيؤثر على المنطقة بأكملها. من هنا يعززون علاقاتهم بالعالم الخارجي، والأمر لا ينحصر على مناطقنا بل أن لديهم علاقات في المناطق الواقعة تحت احتلال الدولة التركية ومرتزقتها وفي العراق وسوريا مما يؤدي إلى زيادة المخاطر".
وذكرت نوروز أحمد أن نشاط الخلايا النائمة لداعش ازداد خارج المخيم أيضاً وخاصة في مناطق دير الزور، وقالت: "في الآونة الأخيرة، استشهد 6 من رفاقنا بوحشية. وهذا يدل على أن داعش يزداد قوة، وإذا لم نستمر في العمل معاً، وإذا لم نعمل معاً من جميع النواحي، فإن داعش سيستغل الوضع ويتوسع مرة أخرى".
وأفادت نوروز أحمد أنهم سيواصلون النضال ضد الأفكار المتطرفة: "ما لم يتم تأمين الاستقرار والحماية في المخيم وتحسين وضع المخيم وأوضاع أهل المنطقة ككل، فإن هذا سيدفع داعش وباقي المجموعات المرتزقة إلى تنظيم صفوفها وبالتالي تشكل خطراً على العالم أجمع. هذه الحملة انتهت ولكن نضالنا سيستمر من أجل القضاء على داعش من الجذور وتأمين المنطقة والعودة الآمنة لأبناء المخيمات، وسيستمر نضالنا وسنفعل كل ما يقع على عاتقنا. ولكن في الوقت نفسه، فإننا نوجه هذا النداء لتلك الدول وجميع القوى العالمية لإعادة الأشخاص الموجودين هنا إلى بلدانهم في أقرب وقت ممكن أو تقديم دعم أقوى حتى نتمكن من بناء حياة آمنة معاً.
ندلي بهذه الرسالة المشتركة من أجل تعزيز الجهود المشتركة وتحقيق نتائج أقوى".
"لقد دهشنا من الأوضاع في مخيم الهول"
كما تحدث كلافيد تيودور وقال: "قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي يتعاونان مع قوى الأمن الداخلي للحفاظ على السلام في مخيم الهول. قبل بدء هذه الحملة، لم يكن لدينا شك في أن خلايا داعش في المخيم كانت تخيف الناس داخل المخيم أو تشكل خطراً عليهم. واستخدمت الخيام للاختباء وتنفيذ العمليات الإرهابية في المخيم. قبل بدء الحملة، لم يكن لدينا شك في خبرة قوات سوريا الديمقراطية وتفانيهم في الحفاظ على مخيم الهول آمناً والحد من داعش وأنشطته الإرهابية في المخيم. نتيجة لتعاون التحالف الدولي مع قوى الأمن الداخلي، رأينا مدى قوة هذه القوة اليوم على الأرض. ما يفاجئنا أن الخيام كانت تستخدم من قبل نساء داعش من أجل التخفي، وتم محاكمة الأطفال والنساء ومعاقبتهم في الخيام. وفي الوقت نفسه، قاموا بنشر الفكر المتطرف لداعش في مخيم الهول".
"الحل الإنساني الأفضل هو في هذا المخيم"
وأوضح كلافيد تيودور أن أفضل حل إنساني هو في المخيم، وقال: "هذه الحملة تظهر قوة قوات سوريا الديمقراطية وخبرتها في منع انتشار أفكار داعش في المخيم. في ظل هذه التطورات، سنواصل أداء واجبنا في دعم قوات سوريا الديمقراطية لمساعدة اللاجئين في المخيم. الحل الإنساني الأفضل هو في هذا المخيم.
وسيتم ذلك عن طريق استقبال الدول لمواطنيها في المخيمات ودمجهم مع المجتمع وتثقيف هذه الأسر. على كل الدول الحضور لاستلام مواطنيها وإعادتهم إلى بلادهم. وندعو جميع الدول التي يوجد مواطنوها في هذا المخيم، من أطفال ونساء ورجال، للقدوم واستلام مواطنيها، ودعم الأنشطة الإنسانية التي يتم تنفيذها هنا. لا حل عسكري للأزمة السورية وللمخيمات الموجودة هنا. ولهذا السبب، فإن العمل الدبلوماسي والسياسي والأمني ضروري، كما أن مساعدة المنظمات الإنسانية مهمة أيضاً. رغم أن داعش هُزم من الناحية الجغرافية، لكن خطره سيبقى دائماً في هذه المنطقة. يحلم داعش بالعودة ودخول المجتمع من جديد وإعادة بناء نفسه والقيام بأعمال إرهابية وتشكيل خطر على العديد من دول الجوار".
"سنواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية"
وأوضح كلافيد تيودور أن هدفهم هو دعم قوات سوريا الديمقراطية من أجل القضاء التام على داعش، وقال: "حتى يجد المجتمع الدولي حلاً لعودة هذه العائلات، لن نوقف تعاوننا ودعمنا. واجبنا هو دعم قوات سوريا الديمقراطية حتى يعم السلام في هذا المخيم إلى حين تتمكن هذه العائلات من المغادرة ويصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع. هذه المهمة التي قمنا بها لم تكن سهلة ونقدم تعازينا لذوي الشهداء".