أجرى عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان تقييمات للتطورات التي أعقبت الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد آبو في 27 شباط، خلال مشاركته في برنامج خاص بثته فضائية ستيرك-TV.
وأوضح قره يلان أنه ينبغي تقييم عيد نوروز من خلال منظور "حرية القائد آبو والحل الديمقراطي"، داعياً إلى المشاركة الجماهيرية في الاحتفال بعيد نوروز الذي سيُقام في مدينة آمد في 21 آذار، كما تقدم قره يلان أيضاً بهذه الرسالة: "يمكن أن يكون عيد نوروز 2025 بداية جديدة لحرية القائد آبو وحل القضية الكردية".
ولفت قره يلان الانتباه إلى دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي" مؤكداً على ضرورة تهيئة الظروف للقائد آبو ليتمكن من القيام بالمشاركة الفعّالة في هذه العملية من أجل نجاحها، وقال قره يلان: "لا يمكن اتخاذ خطوات تاريخية مثل عقد المؤتمر وحل الحزب وإلقاء السلاح، إلا من خلال عملية يمكن للقائد آبو تنظيمها وتوجيهها بحرية، يجب على الدولة أن تمهد الطريق للقائد آبو من خلال القيام بالتعديلات القانونية تماشياً مع ذك".
"يجب التخلي عن اللغة العدائية التي تقوض العملية"
وانتقد قره يلان الدعوات "الاستسلامية" التي أدلى بها مسؤولون رفيعو المستوى في الدولة التركية، وقال: "نحن نتحدث عن قضية عمرها 100 عام وحرب تدور رحاها منذ 41 عاماً، من أجل الحل، يجب استخدام لغة السلام، وليس لغة العداء، ولا طائل لأحد من الحرب، فالقائد آبو يطور مشروعاً للسلام والديمقراطية الذي سيؤثر بشكل إيجابي على كل تركيا والشرق الأوسط".
وأعرب قره يلان عن استيائه الشديد حيال جناح الدولة الذي يقيّم دعوة إلقاء السلاح لحزب العمال الكردستاني على أنها بمثابة "الهزيمة"، وأردف قائلاً: "حزب العمال الكردستاني يمر بواحدة من أقوى فتراته من الناحية الأيديولوجية والسياسية والعسكرية، ونحن ندعم هذه العملية ليس لأننا مجبرون على ذلك، بل لأننا نؤمن بمشروع ورؤية السلام للقائد آبو".
وجاء في المقابلة التي أجرتها فضائية ستيرك-Tv مع عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، ما يلي:
إننا في خضم مرحلة الاحتفال بعيد نوروز، حيث يتم تنظيم احتفالات عيد نوروز بحماس تحت شعار ”القائد الحر والمجتمع الديمقراطي“، ماذا يمكنكم أن تقولوا بمناسبة عيد نوروز؟
في البداية، أحيي جميع أبناء شعبنا بكل احترام وأهنئ الجميع بعيد نوروز.
قبل الإجابة على سؤالكم، أودُ أن أوضح ما يلي: لقد سمعنا بوفاة الأم ساكينة آرات، إنه موقف محزن، أنا شخصياً، كنتُ أعرف الأم ساكينة عن قرب، لقد كانت أماً مثالية، وأمضت حياتها كلها في تعب ومشقة، لم تتخلى عن نضالها حتى اللحظة الأخيرة من حياتها، وقد عاشت بطريقة مثالية من حيث الجهد والإرادة والإصرار والمثابرة، الأم ساكينة هي أمنا جميعاً، وقد آلمنا وأحزننا وفاتها، وإنني بدوري، أتقدم بالعزاء إلى جميع أفراد أسرتها وإلى أمهات السلام وإلى أهالي آمد، نعم، أكملت سنين عمرها، لكنها خسارة بالنسبة لنا، فمن واجبنا أن نكون الأبناء الصالحين لها، وأن نكون جديرين لمثل هذه الأم المكافحة والمضحية، وإننا نعاهدها على ذلك.
يحظى عيد نوروز بمكانة خاصة في تاريخ شعوب المنطقة وكردستان، فقد ظهر القائد آبو لأول مرة تاريخياً في يوم عيد نوروز قبل 52 عاماً، ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم عيد نوروز يوم الانطلاقات الجديدة والمقاومات والفعاليات؛ أصبح يوماً تصاعدت فيه النيران إلى عنان السماء، بينما كان في السابق وبسبب الحظر، حتى إشعال النيران على التلال كان شكلاً من أشكال الفعالية، واحتفل أبناء شعبنا بهذا اليوم واستقبلوه بشكل متزايد أكثر فأكثر حول شعلة نوروز، وشعلة المقاومة والحرية، وقد استشهد الكثير من الشهداء على هذا الدرب، وقد حظي عيد نوروز بمكانته من خلال الشهداء في جميع أنحاء كردستان، ولاسيما في بوطان ونصيبين، وتم قبوله على هذا النحو، وعلى هذا الأساس، استذكر جميع شهداء عيد نوروز بكل احترام، وفي البداية، أهنئ نوروز القائد آبو وأقدم تحياتي واحترامي وولائي، كما أهنئ نوروز أمهات شهدائنا وجميع عوائل الشهداء، وأهنئ نوروز جميع أبناء شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان وجميع شعوب المنطقة الذين يؤمنون بنوروز، وكذلك مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان وجميع الرفاق، وأتمنى بصدق للجميع التوفيق والنجاح في العام الجديد لـ نوروز، واستذكر جميع شهداء الثورة في شخص كاوا العصر مظلوم دوغان وزكية آلكان بكل احترام وامتنان، وأعيد وأجدد العهد الذي عهدناه لهم، ستبقى ذكراهم حية في النضال من أجل كردستان حرة وديمقراطية.
وفي نفس الوقت الذي يقترب فيه عيد الفطر المبارك، أهنئ جميع أبناء شعبنا والعالم الإسلامي من الآن بعيد الفطر المبارك.
وإننا نستقبل هذه الأيام المقدسة في فترة مهمة، خاصة أن نوروز 2025 ليس نوروزاً عادياً، حيث إننا نرّحب بنوروز 2025 للنضال التحرري الكردستاني في مرحلة تاريخية مهمة للغاية، ويحتفل شعبنا بعيد نوروز هذا العام تحت شعار ”القائد الحر والمجتمع الديمقراطي“، وهذا تحديد مناسب للغاية، يمكن أن يكون هذا النوروز هو نوروز الحل وحرية القائد، كما أن حرية القائد تعني في الوقت نفسه حرية الشعب الكردي وحل القضية الكردية، يجب أن نبذل الجهود ونسعى بكل ما أوتينا من قوة لنجعل من نوروز 2025 عام حرية القائد والشعب الكردي.
يمكن أن يكون عيد نوروز بداية، ففي تاريخ نضالنا، أصبح كل نوروز بداية لانطلاقة جديدة، ويمكن أن يكون نوروز هذا العام أيضاً بداية لحملة الحرية والحل، ويجب الترحيب بعيد نوروز بهذه الطريقة، كما أنّ شعبنا بكل الأحوال يرحّب به بالفعل باعتباره نوروز حرية القائد؛ وهذا هو الموقف الصحيح، ولكن يجب تقييمه بشكل أوسع وأشمل، حيث إن حرية القائد تعني الحل وحرية الشعب الكردي، كما أنه في الوقت نفسه سلام الشعبين الكردي والتركي، ولن يجلب معه التغيير للشعب الكردي فحسب، بل للشعب التركي أيضاً، وسيحقق تغييرات كبيرة لدى شعوب المنطقة، ولذلك، يجب على جميع الوطنيين الكردستانيين، وجميع مجتمعات تركيا الذين يريدون السلام والديمقراطية، والكادحين، والأوساط اليسارية-الاشتراكية أن يتحركوا من أجل حرية القائد في هذه الفترة، وعلى هذا الأساس، يجب على الجميع المشاركة في عيد نوروز، سواءً كان في كردستان أو المنطقة أو في أوروبا وخارجها، يجب على كل من يريد السلام والحرية، ولا سيما شعب كردستان الوطني، المشاركة بقوة أكبر في عيد نوروز 2025، يجب ملء ساحات عيد نوروز وإطلاق الدعوات من حرية القائد آبو والشعب الكردي، ويجب فقط ترديد شعارات ”يعيش القائد آبو“ و ”الحرية للقائد“ خلال عيد نوروز ويجب ترديد هذه الشعارات بشكل أقوى وجماهيري، وينبغي على كل من يطالب بالديمقراطية والحرية والمساواة أن يلتف حول هذا المطلب للشعب الكردي.
ومن هذا المنطلق، فإن عيد نوروز آمد مهم للغاية على وجه الخصوص، ليس فقط لأن آمد هي المركز، ولكن أيضاً سيتم الاحتفال بعيد نوروز آمد في 21 آذار بالضبط، لذلك، يجب أن تكون المشاركة في عيد نوروز آمد أكبر مما كانت عليه في عام 2013، حيث شارك فيه ما يقرب من 2 مليون شخص في ذلك الوقت، أما الآن، فيجب أن تكون المشاركة جماهيرية بشكل أكبر وأضخم، ويجب أن يشارك أبناء شعبنا حول آمد، أي المتواجدين في رها وبينغول وإيله وميردين، في كلا العيدين، يجب أن يشاركوا في نوروز مدنهم وكذلك نوروز آمد، وبالتالي، يجب على أبناء شعبنا أن يضعوا ثقلهم في هذه العملية ويوجهوا الدعوات، ويجب التعبير عن المطالبة بالسلام والحل والحرية والديمقراطية بكثافة جماهيرية كبيرة في تلك الساحة، ويجب أن يشاهد العالم كله هذا الاحتفال العظيم للحرية والديمقراطية، يجب الترحيب بعيد نوروز بهذه الطريقة.
لقد أطلق القائد أمام أنظار العالم كله دعوة في 27 شباط، ووصفت حركتكم هذه الدعوة على أنها بمثابة مانيفستو، وأعلنتم وقف إطلاق النار، لكن الدولة لم تتخذ أي خطوة، وكنتم قد قلتم في برنامجكم بتاريخ 4 شباط: "يجب أن يكون القائد آبو حراً، فانا شخصياً لا أستطيع أن أدعو الكريلا إلى إلقاء السلاح"، ماذا لديكم لتقولوه في هذا الشأن؟
الآن أيضاً، نقول نفس الشيء، فقد شارك العديد من رفاقنا في البرامج حتى اليوم، ومؤخراً، شاركت رئاستنا المشتركة أيضا وقالت نفس الشيء.
والآن، على أولئك الذين نحاول أن نصنع السلام معهم، أي الدولة، أن يفهمونا بشكل صحيح، فما طرحه القائد آبو على جدول الأعمال بدعوته التاريخية ليس أمراً عادياً، إنه أمر كبير جداً، حيث هناك نضال مستمر منذ 52 عاماً، وحرب منذ 41 عاماً، وهناك كوادر حازمة ذات موقف أيديولوجي يتواجدون في هذه الحركة، حيث إن اتخاذ قرار بعقد مؤتمر وحل الحزب وإلقاء السلاح ليس أمراً عادياً، لذلك، فإن مؤسس هذا الحزب القائد آبو، الذي يضم جميع رفاقه، هو القادر على الوصول بهذه العملية إلى نتيجة، ويمكن لقائدنا أن ينظم هذه العملية ويقودها إلى النجاح بطريقة سليمة من خلال وضعها موضع الممارسة العلمية بشكل نشط، وإننا نقول هذه، حتى لا تُستبعد أي مجموعة ويقتنع الجميع، فيما البعض يفسرها على أنها شروط ويقولون ”نحن لا نقبل الشروط“، ولكن هذا ضرورة لكي تدور العجلة، ويجب أن تكون هناك فرص للقائد آبو للمشاركة الفعالة في هذه العملية، وبعبارة أخرى، يجب أن يكون حراً ويتصرف بحرية.
يذكر بعض رفاقنا من غير العاملين في الميدان، ممن هم في خارج الوطن أو في السجن، في تصريحاتهم أن القائد يمكن أن يرسل رسالة من خلال الوسائل التقنية، ولكن مع ذلك، هذه ليست مهمة تنتهي برسالة، على سبيل المثال، إذا كان هناك مؤتمر، يجب أن يكون القائد آبو على علم بجميع المراحل والقرارات المتخذة ويجب أن يستجيب، نعم، قد لا يستطيع أن يأتي إلى ساحة المؤتمر ويشارك من الخارج؛ بمعنى أنه يستطيع أن يؤدي دوراً تقنياً أيضاً، لكن يجب على الوفد أن يذهب ويأتي إليه، وعليه أن يعطي وجهات نظره للوفود ويرسلها، وعليه أن يكون قادراً على التحدث مع من لا يقتنع بعد، وليعلم الجميع أنه في الوضع الحالي، لدينا رفاق ومقاتلون وقادة غير مقتنعين، والرفاق الذين يتحدثون هكذا من الخارج ويقيّمون من الخارج بقدر ما يعرفون، أما نحن هنا، فنحن هنا ونعرف بشكل أفضل، وفي هذا الصدد، سيكون من الأفضل أن نترك بعض القضايا للرفاق هنا.
والآن، ولكي تنجح هذه المرحلة، يقول بعض المسؤولين في الدولة على سبيل المثال: ”يجب أن يتم ذلك ويتحقق حتماً“؛ هذا صحيح، يجب تحقيق هذه الأمور، ولكن يجب أيضاً تهيئة الظروف لتحقيقها، وقد مهّد دولت بهجلي الطريق لهذه العملية من خلال إطلاقه دعوة، ماذا قال في تلك الدعوة؟ ”دعوا أوجلان يوجه دعوة لإلقاء السلاح والحل؛ وليأتي ويتحدث في مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في البرلمان، وبالتالي يتم الاعتراف بحق الأمل حتى النهاية“، حسناً، لقد تم إطلاق الدعوة الآن وصرح المسؤولون في الدولة بأن هذه الدعوة تعجبهم، وأنهم يجدونها مناسبة وأنهم ممتنون منها، ومرة أخرى، نحن كحزب العمال الكردستاني، استجبنا بشكل إيجابي وأعلنا وقف إطلاق النار من أجل المضي قدماً في هذه العملية، وفي الحقيقة في البداية استجابوا هم أيضاً بشكل إيجابي وذكروا أنهم يتممون دعوة القائد، ربما كان هناك البعض ممن غيروا موقفهم بعد ذلك، ولكن في التحليل النهائي نحن أيضاً نتعامل بإيجابية ونؤمن بمشروع قائدنا ونعلن أننا سنشارك بشكل كامل، وفي هذه الحالة، يجب القيام تعديل بعض القوانين اللازمة وتمهيد الطريق أمام القائد، ولكن، بدلاً من القيام بذلك (أي تعديل القوانين)، فإنهم يناقشون أموراً مثل ”ماذا سيكون موعد المؤتمر، وأين سيُعقد“ وما إلى ذلك، حسناً، ولكن في الوضع الحالي، هناك حرب في الميدان ولا توجد طريقة لتحقيق ذلك! إذا كان جانب الدولة يريد حقاً أن يتم وضع هذه العملية حيز التنفيذ، فإنه يجب أن تقوم الوحدة والسلام بين الشعبين الكردي والتركي، وتتحقق المساواة كما تم تحديدها، ومن أجل ذلك يجب على الجميع القيام بواجبهم.
وبخصوص هذا الأمر، أودُ أن أوضح أمر آخر: فعلى سبيل المثال، معظم مقاتلينا الحاليين وهيكليتنا القيادية هم من رفاقنا الذين انضموا إلى صفوفنا بعد عامي 1999 و2000، وجميع الذين انضموا بعد هذه السنوات انضموا بهدف ضمان حرية القائد، لا يمكن لهؤلاء الرفاق أن يقتنعوا بسهولة حتى يسمعوا صوت القائد، وحتى يروا أن الطريق إلى حرية القائد قد بات ممهداً، لذلك، قلتُ لن أدعوهم، لأني أعيش مع الرفاق وأعرفهم وأعلم ما لديهم، فلماذا أقوم بالدعوة إلى شيء غير مقتنعين به ولا يلتزمون به! بالطبع أنا لا أقوم بالدعوة، لأنها لن تلقى استجابة، ولا بد من بذل الجهود من أجل ذلك، كما أننا أيضاً في حالة حرب، فكيف يمكنك قول شيء كهذا لقوة في حالة حرب؟
يجب على القوى العقلانية داخل الدولة أن تأخذ كل هذه الحالات بعين الاعتبار، وأن تستوفي الأمور الضرورية اللازمة لتطوير العملية، عندها فقط بهذه الطريقة يمكن للعملية أن تمضي قدماً.
لم تتغير لغة بعض المسؤولين في الدولة التركية خلال هذه العملية، فلديهم لسان حاد ومسموم، ففي الآونة الأخيرة، تحدث وزير الدفاع يشار غولر وقال ”يجب عليهم تسليم أسلحتهم دون قيد أو شرط“، ما رأيك في هذا وما الذي تقولوه بهذا الشأن؟
ومما لا شك فيه أن هذه مسألة مهمة أيضاً، القضية الكردية قضية قديمة، إذا قمنا بحساب مدتها من العهد العثماني، فإنه هناك صراع منذ 219 عاماً، إذا قمنا بحسابها منذ العام 1806 أثناء قيام عبدالله بابان زاده بطعن الوالي العثماني بخنجره في كويسنجق، وعلى وجه الخصوص إذا قمنا بتقييم ظهور شيخ سعيد خلال فترة الجمهورية كبداية، فإن القضية الكردية موجودة منذ 100 عام بالضبط، ولقد كان هناك الكثير من المجازر والقتلى في المائة عام الماضية، وقد حدثت عمليات قتل خلال حقبتنا أيضاً، تسميها الدولة ”تركيا بلا إرهاب“، أي، أنهم يسمون العنف على أنه إرهاب، بالطبع، إذا كان هذا العنف إرهاباً أو أياً كان، فهو ليس من جانب واحد، وإذا كان ما نقوم به ”إرهاباً“، فإن الدولة مارست إرهاباً أكثر بكثير مما مارسناه نحن، ففي كردستان، تم تنفيذ 17 ألف و525 هجوماً على يد جناة مجهولين، وكان مرتكبوها من قوات الدولة، وقد أسفرت معظم هذه الهجمات عن وقوع قتلى، بينما تمكن البعض من النجاة من هذه الهجمات بجروح، والبعض الآخر نجوا دون أن يصابوا بأذى، كما أن عدد القرى التي تم إخلاؤها والأشخاص الذين تعرضوا للقتل لا حصر لهم، يتحدث البعض الآن عن الحساسيات، ولكن أليس لدى الشعب الكردي حساسيات أيضاً؟ بالطبع لديه.
وباختصار، كانت هناك حرب؛ وتعود جذورها إلى 100 عام مضت، والآن نريد حل هذه القضية، ونريد أن نصنع السلام، ولكن من أجل ذلك، أولاً، يجب أن تكون اللغة المستخدمة هي لغة السلام وليس العداوة، ولا شك أن الذهنية يجب أن تكون ذهنية صداقة وليس ذهنية العداوة، ولكننا نرى الآن أن الذهنية الحالية أيضاً واللغة المستخدمة هي نفسها كما كانت في السابق، إنهم ينفثون النار بألسنتهم، هناك عداء بكل معنى الكلمة.
هناك العديد من الأشخاص الذين يسعون إلى تقويض هذه العملية، ومن الواضح أن هناك بعض الأجنحة في جانب الدولة تريد تقويض هذه العملية، وكذلك في الجانب الكردي، والأهم من ذلك، هو أنه هناك العديد من القوى في منطقة الشرق الأوسط تريد استمرار هذه الحرب، لأن العديد من القوى التي تكسب المنفعة المادية من هذه الحرب، ولهذا السبب، يريد القائد آبو الآن تغيير السياق، بعبارة أخرى، هناك من يريدون الحرب. المرء يفهمهم، كما أنه من الطبيعي أن تكون ألسنتهم حادة وأن يقولوا كل ما يخطر ببالهم، لكن استخدام نفس اللغة بالنسبة للمسؤولين في الدولة الذين يقومون بمهمة الوزراء فهو أمر مختلف، فهل سنقيم السلام معاً أم سيفني أحدنا الآخر!
لا يمكن لأحد أن يصنع نصراً رخيصاً في هذه الحرب، بالقول ”أنا انتصرت، أنا هزمته“، فمنذ 41 عاماً والحرب قائمة ولم يتمكن الطرفان من القضاء على بعضهما البعض، فلا نحن تمكنا من طرد قوات الدولة التركية من كردستان، ولا هم تمكنوا من تصفيتنا كتنظيم أو سلب خنادقنا، وبعبارة أخرى، فإن النتيجة تعادل ويجب أن يقبلوا بذلك، ولكن مع ذلك، تحاول بعض القوى كسب المنفعة المادية من خلال القول ”لقد انتصرنا“، على سبيل المثال، الذي ذكرتموه، هو يشار غولر المسؤول عن وزارة الدفاع، حيث أنك ترى أن كل تصريحاته مبالغ فيها ومضخمة، ففي الوقت الحالي، هناك غارات جوية على مناطق الدفاع المشروع، أليس كذلك؟ ولا يمكن لتلك الطائرات أن تلحق بنا أي خسائر تُذكر، لأننا اتخذنا التدابير اللازمة ضدهم، لكنهم يواصلون الهجمات بشكل مستمر دون انقطاع، وبنفس الطريقة، يشنون الهجمات أيضاً بقذائف المدفعية، كل هذا يأتي من خزائن الدولة، وتحصل الدولة على هذه الأموال من خلال فرض الضرائب على الفقراء والمعدمين، وهم ينفقون هذه الأموال على استخدام الأسلحة، في الواقع، لو أنهم قاموا بالبحث والتحري، لأدركوا أن هذه الهجمات لم تسفر عن تحقيق أي نتائج، لكنهم يستمرون في الهجوم ثم يحاولون استخلاص النتائج من ذلك، ففي كل أسبوع، يقولون ”لقد قتلنا الكثير منهم“، وهذا يعني أنهم يزيدون عدد القتلى باستمرار ويجعلون أنفسهم يبدون ناجحين جداً في ذلك، في الواقع، لا يوجد شيء من هذا القبيل؛ فنحن لم نتكبد أي خسائر من هذا النوع، حيث أنه لا يُعرف ما إذا كان هؤلاء الذين قتلوهم قد تم تفجيرهم أو ما حل بهم، لأنها أكاذيب، فهم يكذبون على هذا المجتمع؛ وعلاوة على ذلك، يختلقون نصراً زائفاً ويحققون مكاسب مادية، وهذا ليس صحيحاً؛ فهم لم ينتصروا، ولم يكبدوا أحداً مثل هذه الخسائر، وهذا هو بيت القصيد، ربما يقدم الشخص نفسه تقارير إلى رؤسائه بنفس الطريقة، وقد يكون يقدّم معلومات كاذبة إلى رئيس الجمهورية أو الوزارات الأخرى، مثل ”لقد قتلنا هذا القدر منهم“، وما إلى ذلك، ولكن مع ذلك، لا توجد مثل هذه الحالة، على سبيل المثال، لقد أدلوا ببيان، وقالوا ”لقد تم الإطباق القفل في منطقة عمليات قبضة المخلب“، في الواقع، لم يطبقوا عليها، لكنهم قالوا ذلك في بيانهم الرسمي.
هناك مقولة تقول؛ في الحرب أول من يموت هي الحقيقة، ونحن كثوريين نقول" دعونا نكسر هذا القانون أو ننهيه ونقول الحقيقة، ولا ندع الحقيقة تموت" ولكن هناك أيضا هذا الجانب من الحرب، على سبيل المثال، لا أعتقد أن أعلى المستويات في الدولة تصلها المعلومات الكاملة عن الحرب الجارية، وبحسب تصريحاتهم، فقد تكبدنا آلاف الخسائر في بضعة أشهر فقط، ولكن لا يوجد شيء من هذا القبيل، وبطبيعة الحال، فإنَّنا نعاني من خسائر في الحرب، ولكنها ليس كما يدعون ، إذن هناك معلومات مضللة؛ هنالك حرب نفسية دائرة ولا تزال مستمرة، نحن نسعى للدخول في مرحلة جديدة، تكون نهاية للحرب وبداية للسلام، لذلك ينبغي على الأطراف الأخرى تغيير نهجها وسياساتها أيضاً، إننا نراقبهم عن كثب؛ وفي هذا السياق، فإننا لا نقبل مثل هذه التصريحات الصادرة عن الدولة ونرفضها؛ لأنه ليست الحقيقة، و إذا استمرت مثل هذه التصريحات فإنَّهم يقومون بدور المخرب، فهم لا يقومون بفتح الطريق للعملية، بل انسدادها .
وقال ذلك الوزير "فليستسلموا دون قيد أو شرط" من سيستسلم لك؟ إنَّ هؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم كلهم فدائيون؛ لقد أصبح الجميع ثوريين في سبيل أهداف وقيم نبيلة ومقدسة، من سيستسلم؟ هل الشخص الذي يقول هذا يصدق هذا بنفسه؟ المشكلة هي أن هناك حالياً مسافة 200-300 متر بين الجنود وقواتنا في متينا وزاب والعديد من الأماكن الأخرى، سلموا مكبر الصوت للجنود؛ فينادي الجنود قائلين؛ لقد أصدر قائدكم بيانًا؛ وأنتم أيضًا، استسلموا لنا" أي منطق هذا؟ إنه يُحيّر العقل. من سيستسلم لك؟ لقد كنت تقاتل هناك لمدة 4 سنوات، ولم تتمكن من الوصول إلى ذاك الموقع، هل الشخص الذي يقاوم في تلك المواقع، وعلى الرغم من معنوياته العالية، سوف يستسلم لك؟ إن الأشخاص الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذه القضية هم حزب العمال الكردستاني، أنَّ حزب العمال الكردستاني سوف يضحي بنفسه من أجل كرامته دون تفكير، فهل يستسلم هؤلاء الفدائيين لندائك؟ إنَّكم لن تحصلوا على أية نتيجة بمثل هذه الدعوات، ولا تقدم أي فائدة لتركيا، ومع ذلك فهم يفعلونها، إذا بذلوا جهوداً للتوصل إلى حل، فإنَّ هذا الحل سيعود بالنفع الكبير على تركيا.
إنَّ القائد آبو طوَّر هذه المرحلة ليس فقط من أجل الكرد، بل من أجل الشعب التركي أيضًا، يريد إحداث تغيير في تركيا وبناء الديمقراطية، بهذه الطريقة فهو يحاول فتح الطريق أمام تركيا للانفتاح أولاً، تركيا في مأزق الآن، أليس كذلك؟ إن التطورات الحالية في المنطقة تشكل تهديدا لتركيا، نحن جميعا نرى هذا؛ ولذلك، لا نحتاج إلى الحديث عنها بشكل مفصل هنا، ولكن عندما ننظر إلى الوقت الحقيقي، نرى أن تركيا في أزمة، وقال القائد آبو "إذا كانت تركيا تسعى للتجاوز على هذه الأزمة سلميا مع الكرد، فنحن هنا" إذا كنتم تريدون ذلك، فيجب عليكم التحرك وفقًا لذلك، من غير المقبول التفاخر وخلق انتصارات وهمية أو مزيفة مثل هذه، يجب على الجميع أن يصلوا إلى الحقيقة.
ويقول هذا الشخص أمراً غريباً آخر، وهو "أنه لا يوجد عملية وقف لإطلاق النار في الدعوة التاريخية للقائد آبو ، لذلك لا ينبغي لأحد أن يفكر في أي شيء مثل هذا" حسنًا، كيف ستستمر العملية في خضم الحرب؟ انتبهوا؛ هذه هي المشكلة، ولكي تتقدم هذه العملية، لا بد من وضع حد لهذه المواقف أولاً، وبسبب هذه الأساليب، فإنَّهم لا يقومون بإعادة فتح مسار العملية، بل العكس يحاولون إفشالها، باختصار، ينبغي للأشخاص داخل الدولة الذين يتفكرون بالمنطق السليم أن يروا هذا الأمر ويطوروا حركة استباقية وفقًا لذلك، أو في إطار نهج هذا الوزير لن يتحقق أي تقدم، وعلى العكس من ذلك، فإنَّ الخطابات والتصريحات التي تمس كرامة المرء تعرض العملية للخطر، يجب على الجميع أن يعرفوا هذا، وإذا كانوا يريدون حقًا دفع العملية إلى الأمام، فيجب عليهم التوقف عن القيام بأشياء مثل هذه.
يتبع.....