وجاء بيان الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني على النحو التالي:
"يقدم القائد آبو تضحيات كبيرة من أجل إنهاء عملية الحرب وحل المشكلات من خلال الوسائل الديمقراطية، وقد صرح القائد آبو أنه إذا تم تهيئة الظروف المناسبة، فلدي القدرة على نقل العملية من أرضية الحرب إلى الأرضية السياسية والقانونية، وبصفتنا حركة، ذكرنا أننا سنتخذ كأساس الإرادة التي طرحها القائد آبو والعملية التي سيطورها.
إنه تطور إيجابي للغاية أن ذهب وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إمرالي والتقى بالقائد آبو، ومن ثم مناقشة آراء القائد آبو ومقترحاته فيما يتعلق بحل القضية الكردية وإنهاء عملية الحرب والوصول بالعملية إلى أسس سياسية وقانونية، وذلك من خلال اللقاء مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان. ونحن نرى أن مناقشة السياسة التركية لآراء القائد آبو ومقترحاته تطور مهم وفي نفس الوقت بداية جديدة، ويسعى القائد آبو إلى إعادة العلاقات الكردية - التركية بما يتوافق مع جوهرها التاريخي، وإخراجها من حالة الصراع التي ظلت فيها طوال القرن الماضي، ووضعها على أساس يعترف ويعزز كل منهما الآخر، فهو يرى أن العملية التي نمر بها هي فرصة وفرصة أخيرة لتحقيق هذا الهدف التاريخي. ولهذا السبب، فإنه يعمل بفدائية ومسؤولية وتصميم كبيرين في ظل ظروف إمرالي الصعبة، ويدعو الجميع إلى التصرف بجدية ومسؤولية تاريخية، وفي حين أن جهود القائد آبو لنقل العملية من أسس الصراع إلى أسس سياسية وقانونية، لإنهاء الحرب، وضمان الحل الديمقراطي للقضية الكردية وإرساء الديمقراطية في تركيا، خلقت الأمل والإيمان في المجتمع؛ لكن تصريحات بعض قادة حزب العدالة والتنمية ومناقشات بعض وسائل الإعلام المبنية عليها هي عكس ذلك، وتكسر الأمل والإيمان في المجتمع.
كما رأينا في الهجمات التي تطال شمال وشرق سوريا، تتبع حكومة حزب العدالة والتنمية سياسة مستمرة وتعمق الحرب والصراع، فمن ناحية، فإن الحديث عن الأخوة والسلام وإجراء محادثات مع القائد آبو لإنهاء الحرب، ولكن من ناحية أخرى، فإن نهج حكومة حزب العدالة والتنمية لتعميق الحرب والصراع يشير إلى مفارقة، هذا الموقف من حكومة حزب العدالة والتنمية لا يجعل من الصعب على العملية أن تتطور إلى أساس سياسي فحسب، بل يعمل أيضاً على تعميق الحرب والصراع ويقوض العملية التي يحاول القائد آبو تطويرها بفدائية كبيرة، إن الضغوط المتزايدة على الشعب، والكلمات المهينة ضد الشعب الكردي والقائد آبو، واستمرار تعيينات الوكلاء، وهجمات الاحتلال ضد روج آفا تكشف عن نوع النهج الذي تتبعه حكومة حزب العدالة والتنمية، ومؤخراً، تم الكشف للرأي العام عن تعيين وكيل لبلدية آكدنيز، وإرادة الشعب قد استولت عليها مرة أخرى، ومن الواضح أن هذه الأساليب تهدف إلى إحباط الجهود القائد آبو التي تتم بفدائية كبيرة وزيادة تعميق الحرب.
تظهر هجمات حكومة حزب العدالة والتنمية ضد روج آفا من قبل مرتزقة الجيش الوطني السوري النهج المتبع تجاه الكرد، إن عداء حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه الكرد لم ينته بعد، ويستمر هذا العداء ويظهر بوضوح في روج آفا، حيث تحاول حكومة حزب العدالة والتنمية تدمير الإرادة الديمقراطية للشعب في حياة مشتركة من خلال مهاجمة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومن الواضح أن حكومة بهذه العقلية وهذه السياسة ليست مع الأخوة والسلام، بل على العكس من ذلك، تنمي الحرب والعداء.
إن الهجمات على روج آفا هي هجمات على الإنسانية بأكملها، إن روج آفا هي القيمة المشتركة للإنسانية، لقد ناضل من أجل الكرامة الإنسانية ضد داعش وقدم تضحيات عظيمة من أجل هذه القضية، والآن تهاجم حكومة حزب العدالة والتنمية هذه القيم الإنسانية المشتركة وتريد تدميرها؛ إنه يريد إحياء داعش، وترتكب حكومة حزب العدالة والتنمية مجازر كل يوم، وتقصف المنازل والطرق والجسور وأماكن المعيشة وجميع مصادر التغذية، حتى أنهم قصفوا وقتلوا المدنيين الذين توجهوا إلى سد تشرين لوقف الهجمات، في المقابل، فإن هجماتها على سد تشرين تفتح الباب أمام كارثة كبيرة. كل هذه جرائم ضد الإنسانية. ويجب على الجميع رؤية هذه الحقيقة ومعارضتها واتخاذ الإجراءات وبذل الجهد للدفاع عن روج آفا، التي تعتبر القيمة المشتركة للإنسانية. وعلى جميع القوى الدولية والرأي العام أن يروا ويفهموا من الذي يسعى إلى الحل ومن الذي يخرب هذه الجهود ويستفيد من الحرب وعدم الحل.
وعلى أساس ذلك، ندعو جميع الشعوب والقوى الثورية الديمقراطية إلى معارضة هجمات حكومة حزب العدالة والتنمية ومرتزقتها ضد روج آفا، واتخاذ إجراءات من خلال تبني روج آفا بقوة، يجب على الشعب الكردي، وخاصة شعب شمال وشرق سوريا، تبني روج آفا أينما كانوا.
إنه عمل عظيم وذو مغزى كبير لشعب شمال وشرق سوريا أنهم ساروا بحشد كبير إلى سد تشرين لوقف الهجمات، لذا نهنئ شعب شمال وشرق سوريا على موقفهم الشجاع ونحيي عملهم الهادف، ونستذكر بكل احترام أولئك الذين استشهدوا نتيجة هجمات الدولة التركية ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، إن موقف الشعب وإرادته أعظم بكثير من كل الهجمات والأعداء وقادر على إيقافهم وهزيمتهم، وفي هذا السياق، فإن موقف الشعوب سيهزم الاحتلال وهجمات الإبادة الجماعية.
ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو جميع أبناء شعبنا الوطني والقوى الديمقراطية إلى فهم العملية الجديدة بشكل صحيح وتبنيها، وإلى التحلي بالحساسية والحذر والتنظيم ضد كل أنواع الهجمات والحيل والألعاب الخادعة التي قد تتطور، وتصعيد وتيرة النضال وتعزيز الوحدة".