تحدث محافظ السليمانية هفال أبو بكر لوكالة فرات للأنباء حول هجمات الاحتلال على كردستان، وقال: "إن الحرب العالمية الثالثة، التي تدور رحاها حالياً ولكن لم يتم الإعلان عنها، أعطت المجتمع الدولي درساً مفاده أن الحرب لا تؤدي إلى تأزم الوضع وتجلب المزيد من البؤس ولا تأتي بالحل، ولذلك فإن الدولة التركية أمام خيارين، أحدهما هو الحرب، والآخر هو خيار السلام والحوار، ولذلك أعتقد أنه يجب أن يكون للكرد فكر في كلتا القضيتين وأن يقولوا إننا لسنا مع الحرب، وقد دافعنا عن أنفسنا دائماً، يمكننا العمل على خيار السلام والحوار، لأن هذا هو الطريق الصحيح".
يجب على الكرد الآن أن يضعوا صراعاتهم الداخلية جانباً
وأضاف محافظ السليمانية: "الكرد هم دائماً جزء من الحل في الشرق الأوسط، وليسوا جزءاً من المشاكل والصراعات والحروب، ومن المهم أن يعمل الكرد على قاعدتين أساسيتين، الأولى هي تجاوز الصراعات الداخلية وعدم إقامة علاقات مع الحروب والصراعات إقليمية وحماية سلام واستقرار واقتصاد مناطقهم، وهناك فرص جيدة جداً للكرد للقيام بهذه الأمور، ونأمل أن يقوم الكرد بإعداد أنفسهم عبر الحوار الوطني والوحدة الوطنية والتعاون مع المؤسسات الدولية، حتى يتمكنوا من دراسة تلك السيناريوهات والأوضاع، وفي الفترة الماضية لم تنجح حرب دولة، حرب جبهة، حرب حزبية ولم تنته أي حرب بهذا الأمر، وأتمنى أن يكون البديل عن الحرب هو الحوار وطاولات الاجتماعات وصناديق الاقتراع، إن معظم الحروب والصراعات تدور حول الاقتصاد، واندلاع الحرب في منطقة ما يهدد الاقتصاد، ولذلك أعتقد أن هذه الزيارات لن يعقبها هجمات، بل سيعقبها مفاوضات واستماع، الشعب الكردي فاعل مهم في الاستقرار والاقتصاد الإقليمي، سواء الآن أو في المستقبل".
وأردف: "بصفتي محافظاً للسليمانية، أبلغت القنصل التركي في إقليم كردستان ووزارة الخارجية التركية بأن مدنيين وقعوا ضحاياً وتم استهداف مناطق مدنية وتضررت كروم وأراضي المواطنين في عمليات القصف الأربعة الأخيرة، وأعتقد أن الحرب لا تحل هذه القضية، إن الخصومات الموجودة في الشرق الأوسط تحتاج إلى وعي مشترك لإنهاء الحروب".
"أتمنى أن يُنظر إلى الكرد كمصدر لحل المشاكل"
وفي ختام حديثه، قال المحافظ هفال أبو بكر: "نأمل أن تنتقل العلاقات إلى مستوى آخر، وأن تحلق الطائرات المدنية بدلاً من الطائرات الحربية، أن تأتي الحاويات والناقلات التجارية بدلاً من الدبابات والمدرعات، وأن نتشارك خبرات الزراعة والتجارة معاً، وليس خيار الحرب، أتمنى أن ينتهي هذا الأمر قريباً وأن يتطور وضع جديد في كردستان وتركيا والشرق الأوسط يكون بمقدوره إحلال السلام والاستقرار في جنوب كردستان وشمال كردستان وشرق كردستان وروج آفا ودول الشرق الأوسط، لأن الفوضى في كردستان والشرق الأوسط تسبب حالة من الفوضى في العالم بأكمله، كما إن الخطر المحدق بجنوب كردستان وكردستان يشكل خطراً على اقتصاد العالم أجمع، وهذه حقيقة تاريخية، أتمنى ألا يُنظر إلى الكرد على أنهم مشكلة وخطر وتهديد، بل كمصدر لحلول المشاكل".