في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، نظم أهالي كركوك احتفالاً حاشداً بمناسبة عيد النوروز في ناحية شيواسور التابعة لناحية شيواني في كركوك، ولم تتوقف الدولة التركية المحتلة عند هذا الحد وعادت من خلال مستأجريها في كركوك إلى إظهار معارضتها للاحتفالات القومية الكردية.
ويعرف إرشاد صالحي الشخص بأنه ينفذ مخططات تركيا في العراق وتابع لأجهزة الاستخبارات التركية الميت، والذي وصف الاحتفال بعيد نوروز في كركوك من خلال بيان بأنه تجمع "إرهابي".
وأصدر صالحي وهو يعتبر المسؤول عن الجبهة التركمانية وعضو البرلمان العراقي المنتسب إلى جهاز الاستخبارات، بيانًا استفزازيًا حث فيها الحكومة العراقية على اتخاذ إجراءات ضد المواطنين لمنعهم من الاحتفال بالنيروز وإدانة هذا الاحتفال، وبهذه الطريقة، يبدو أن الدولة التركية المحتلة ومستأجريها يريدون منع الاحتفالات القومية الكردية.
الجبهة التركمانية تسبب الاستفزازات وتتهم حزب العمال الكردستاني
وقال كاكاي في حوار مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها إرشاد صالحي بمثل هذا التصريحات، مضيفًا:" لقد ألف سيناريوهات عدة سابقاً وجعلها حديث الساعة، حتى وصل الأمر أن يطلب مؤيديه منه أن يتخلى عن هذه الدعايات والسيناريوهات، يعلم الجميع أن الجبهة التركمانية كانت تنشر صور وأعلام القائد أوجلان في كركوك ثم تدلي ببيان يقول إن حزب العمال الكردستاني ينفذ عمليات في كركوك ويهدد قاعدتنا، وتبين لاحقا أنهم نفذوا عددا من الأعمال مثل التفجيرات الصغيرة أمام قاعدتهم، الأمر الذي أدى في الواقع إلى تبرئة أنصار حزب العمال الكردستاني ".
"هذا المسؤول لا يمثل الشعب التركماني بأي شكل من الأشكال"
ولفت هجار كاكاي الانتباه إلى دور إرشاد الصالحي في الجبهة التركمانية ومضى بالقول:" ليس لديه سلطة على الجبهة التركمانية وقد اطيح من حزبه، والشعب التركماني قلق من استمرار هذه التصريحات من قبل المسؤول التركماني، في الانتخابات الأخيرة رأينا أن الشعب عاقبه وفازت جبهة التركمان بمقعد نيابي واحد فقط، كما في الوقت الذي يعتبر فيه إرشاد الصالحي نفسه زعيم تركمان العراق، والمسؤول التركماني هو مسؤول في جهاز المخابرات التركي لا يمثل الشعب التركماني فحسب، بل ينفذ أيضًا خطط المخابرات التركية، والآن بعد أن أصبح عضوا في البرلمان العراقي، من الضروري التركيز على هذه القضية في البرلمان والجهات ذات الصلة في الحكومة العراقية، لأنه وفقا للقانون العراقي، لا ينبغي أن يكون للبرلمانيين أو المسؤولين رفيعي المستوى أي علاقات استخباراتية مع الدول أجنبية. "
الدستور العراقي يسمح الاحتفال بعيد النوروز
وأشار كاكاي إلى أن عيد النوروز يمثل عيد الحرية والتعايش المشترك من أجل كافة مكونات الشرق الأوسط وقال:" يسمح الدستور العراقي لجميع المناسبات الوطنية والدينية، والنوروز هي إحدى المناسبات التي يسمح الدستور العراقي الاحتفال بها".
الكركوكيين لن يسمحوا بالتصريحات الاستفزازية
وأشار الخبير في القانون الدولي، هجار كاكاي، إلى استفزاز الصالحي بين مكونات كركوك، وقال إنه يحاول بذلك إثارة الفتنة بين مكونات كركوكز عندما يهدأ الوضع في مناطق متعددة الأعراق مثل كركوك، يواصل أشخاص مثل إرشاد صالحي، الذين يعتقدون أنه لن يبق لهم وجود في الوسط، محاولة الاستفزاز، واضاف "لكن كل المكونات في مدينة كركوك تحذر ولن تسمح للتصريحات الاستفزازية بالتأثير على المدينة".
"يعمل كأجير لذى تركيا في الناحية"
وقال كاكاي إن "البرلماني التركماني أدلى بتصريح خطير للغاية في الماضي، دعا فيه إلى عودة قرة باغ وعفرين إلى تركيا، وإنه يتأمل أن تعود تركيا للسيطرة على كركوك والموصل مرة أخرى، وتتعارض هذه التصريحات مع الدستور العراقي الذي يطالب برلماني بالمجيء إلى دولة أخرى واحتلال أراضيها، "مثل هذه التصريحات تثبت أن إرشاد صالحي يعمل في المنطقة كمستأجر تركي".
وتحدث هجار كاكي عن جهود صالحي لإلحاق تركمان العراق وكركوك وربطهم بتركيا وقال: "في الماضي كان يعتبر البرلماني التركماني تركيًا وأراد أن يلحق الظلم والقمع الكبير بتركمان كركوك ويفرض اللغة والثقافة التركية عليهم، هذا ظلم تجاه التركمان الذين عاشوا في هذه المنطقة لفترة طويلة وهم مكون حقيقي للمنطقة التي لها لغتها وثقافتها الفريدة "مثل هذه التصريحات تؤكد حقيقة أنه عندما يحدث شيء ما في كركوك، هناك أشخاص ليسوا مسؤولين أتراكًا، وإرشاد صالحي من هؤلاء الذين يحاولون خلق الاستفزاز".
لنوروز كركوك ميزة خاصة
وبشأن شرعية احتفالات نوروز قال كاكاي: "إن احتفال النوروز هذا الذي نظمته حركة حرية إقليم كوردستان كحزب رسمي في العراق، ولا يحتاج إلى إذن من أجل مكانه و توقيته، لأن نوروز هو عيد الحرية، حيث نظم الاحتفالية في منطقة شيواسور المعروفة بالمنطقة العازلة التي لا توجد بها قوات كردية أو قوات من الجيش العراقي، في رأيي عيد النوروز في كركوك لا يقل أهمية وخصوصية عن عيد النوروز في قنديل، مثل جميع الاحتفالات في كركوك لديها ميزة خاصة ".
المسؤولين عن الاستفزاز خسروا في الانتخابات الأخيرة
ولفت هجار كاكاي المحامي والخبير في القانون الدولي، الانتباه إلى تأثير تصريح ذاك مسؤول رئيس الجبهة التركمانية، الذي استهدف القضاء على التعايش المشترك في كركوك، وأنهى حديثه بالقول:" هذه التصرفات ليس لها اثر على التعايش المشترك بين المكونات في كركوك لان جميع أهالي لا يستمعون الى اي تصريحات استفزازية في المدينة، ورأينا في الانتخابات الأخيرة أن الشعب التركماني أظهر بطاقة حمراء للمسؤولين عن الاستفزاز وخسر الانتخابات. لكن من المحتمل أن يقوم إرشاد صالحي والمقربون منه بجهود استفزازية في كركوك، وأضاف "آمل أن الأطراف المعنية والمثقفين التركمان في المدينة رفض هذا الشي من قبل إرشاد صالحي".