اتحاد الإعلام الحر وإعلام المرأة: لن نترك أقلامهم وكاميراتهم على الأرض

أدان اتحاد الإعلام الحر واتحاد إعلام المرأة بشدة هجمات دولة الاحتلال التركي على الصحفيين، وقالا: ”إننا كسائرين على خطى الحقيقة، سنسير على دربهم بعزيمة كبيرة ولن نترك أقلامهم وكاميراتهم على الأرض“.

أصدر اتحاد الإعلام الحر واتحاد إعلام المرأة بياناً كتابياً حول اعتداء دولة الاحتلال التركي على العاملين في الصحافة الحرة.

 

وتنديداً بجرائم دولة الاحتلال التركي بحق الصحفيين، تجمّع العشرات من زملاء الصحفيين؛ جيهان ونظام، أمام مركز محمد شيخو في مدينة قامشلو، بدعوة من اتحاد الإعلام الحر واتحاد إعلام المرأة، وأدلوا ببيان.

البيان قرئ باللغة العربية من قبل الناطقة باسم اتحاد إعلام المرأة، آرين سويد، والكردية من قبل آلان معيش، بحضور العشرات من زملاء الشهيدين، جيهان بلكين وناظم دشتان.

وجاء في نص البيان:

"إلى الإعلام والرأي العام:

صعّدت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها هجماتهم يوم 8 كانون الأول (2024)، على مناطق شمال وشرق سوريا، في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بنقاشات بناء نظام جديد في سوريا يمثل جميع المكونات، وعملت مؤسسة الإعلام الحر على إظهار هذه الحقائق.

يقوم رفاقنا الصحفيون، ومن دون أي تردد، بتطبيق واجبهم الأخلاقي والتاريخي على جبهات الحرب كافة، عبر كشف وإعلان هجمات دولة الاحتلال التركي للجماهير والرأي العام.

تستهدف الدولة التركية عبر هجماتها كل قيم مجتمعنا، ومن ضمنها وسائل الإعلام. وعلى الرغم من أن جميع الاتفاقات الدولية، تمنح الحق للصحفيين لمتابعة الحروب والاشتباكات، وتمنع استهدافهم، لكن الدولة التركية تشن حرباً وحشية حتى ضد الصحافة والإعلام الحر.

وكواجهة فعّالة للنضال، دفعت الصحافة الحرة أثماناً باهظة في بحثها عن الحقيقة وكشف الحقائق.

ومؤخراً، ونتيجة لهجوم وحشي غادر، شنّته الدولة التركية المحتلة، استشهد اثنان من رفاقنا الصحفيين. هما؛ الصحفي ناظم دشتان، ومراسلة وكالة أنباء هاوار جيهان بلكين.

تابع رفيقانا الصحفيان الهجمات التي تعرض لها سد تشرين وجسر قرقوزاق منذ الأيام الأولى للمقاومة.

وبتاريخ 19 كانون الأول 2024، وأثناء أدائهما لمهامهما الصحفية والإعلامية، عند الساعة الـ 3:20 عصراً، على الطريق الواصل بين سد تشرين وبلدة صرين، تعرضت مركبتهما لقصف طائرة مسيّرة تركية مسلحة، ما أدى إلى استشهادهما، فيما أصيب سائق المركبة عزيز حج بوظان بجروح. 

تمارس رفيقتنا جيهان بلكين العمل الصحفي في روج آفا، منذ عام 2017. وُلدت جيهان بلكين وترعرعت في كنف عائلة وطنية وفدائية. اتخذت من نفسها صحفية شجاعةً، تشغل مكاناً في الصفوف الأمامية للإعلام الحر؛ لنقل مقاومة وثورة روج آفا إلى الرأي العام. أضحت بقلمها وكاميرتها لغة ثورة الشعوب وثورة المرأة بشكل دائم. عملت جيهان لمدة 8 سنوات متواصلة في وكالة أنباء هاوار كمراسلة، حيث ملأت تلك السنوات بالنضال الإعلامي والصحفي.

في المراحل التي تعرضت فيها روج آفا لهجمات الدولة التركية كانت رفيقتنا جيهان بلكين تتجه نحو الأماكن الأكثر تقدّماً لنقل الوقائع والحقائق بأفضل طريقة. وفي مراحل بناء نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، وكامرأة باحثة عن الحقيقة، عملت على نقل ثورة روج آفا، التي هي ثورة المرأة إلى الرأي العام، عبر إعداد الأخبار والملفات وإجراء اللقاءات.

وفي الرحلة المتواصلة للصحافة الحرة، واتّباع ميراث غوربتلي أرسوز، وكلستان تارا، وسيد آفران، ودليشان إيبش، والمئات من الشهداء، نقلت ثورة روج آفا إلى الرأي العام في كردستان والعالم أجمع بشغف كبير. كانت جيهان بلكين شخصية مثالية بقدر مهاراتها الصحفية وروحها المرحة التي تتمتع بها وصداقتها.

المناضل والصحفي ناظم دشتان، ينحدر من ناحية غهادين التابعة لمدينة آكري في شمال كردستان. نشأ في كنف عائلة وطنية، وأصبح باحثاً عن الحقيقة في جبهة الإعلام ومناضلاً في سبيل الحرية منذ سن الشباب، متسلحاً بالمعرفة الوطنية. دخل إلى روج آفا عام 2014 مع بدء أولى هجمات مرتزقة داعش.

بدأ بالعمل من عفرين، ثم أسهم في متابعة مقاومة كوباني التاريخية ونقلها للعالم. واصل بعدها نشاطه الإعلامي في ناحية سلوبي التابعة لمدينة شرنخ في إطار متابعة مقاومة الإدارة الذاتية في شمال كردستان. بدأت الدولة التركية تحقيقاً بخصوص عمله الصحفي، وعلى الرغم من تعرّضه للضغوط فإنه لم يتخلَّ عن عمله الصحفي، وعاد مرة أخرى إلى روج آفا عام 2016.

تابع نشاطه الصحفي والإعلامي بشكل متكامل في عفرين وكوباني والرقة وكري سبي وشنكال وجنوب كردستان، ومؤخراً في مقاومة سد تشرين ضد هجمات الاحتلال.

وجد رفيقنا ناظم دشتان مكاناً في طليعة الصحافة الحرة بشخصيته المتواضعة والمجتهدة والمؤمنة، وكان يجد نفسه في كل مكان يشهد صراعاً صعباً ومعه كاميرته وقلمه. أصبح من أتباع خليل داغ، وصاحب لغة الحقيقة بقلمه وكاميرته. كصحفي شجاع، عمل في العديد من مؤسسات الإعلام الحر في رحلة الصحافة الصعبة وطويلة الأمد.

إننا ندين بشدة هذا الهجوم الوحشي على رفيقينا الصحفيين. ونحن بوصفنا أتباعاً للحقيقة سنسير على طريقهما بكل إصرار، ولن نترك أقلامهما وكاميراتهما.

نناشد جميع الصحفيين والصحفيات ليكونوا من رواد الحقيقة وأتباع الإعلام الحر الذي استشهد في طريقه اليوم ناظم دشتان وجيهان بلكين. كما ندعو جميع المؤسسات والتنظيمات الصحفية، وكذلك مؤسسات حقوق الإنسان الدولية إلى إعلاء صوتها في وجه هذه الوحشية.

نحن في الصحافة والإعلام الحر، نتعهد ونقطع وعداً بتوسيع نضال رفاقنا ناظم دشتان وجيهان بلكين وجميع شهداء الإعلام.
المعلومات حول هوية رفيقينا الشهيدين:

الاسم والنسبة: جيهان بلكين

اسم الأب: محمد نسين

اسم الأم: كاتبة

تاريخ الولادة: مدياد 1996

تاريخ القدوم إلى روج آفا: 2017

تاريخ الاستشهاد 19/12/ 2024 

****
الاسم والنسبة: ناظم دشتان

اسم الأب: محمد علي

اسم الأم: زوزان

مكان وتاريخ الولادة: آكري/ديادين 1992

تاريخ الاستشهاد 19/12/ 2024 

***
عاشت مقاومة ونضال الإعلام الحر

المجد والخلود للشهداء".