جميل بايك: إن الرابع عشر من تموز هو روح النصر ـ تم التحديث

تحدث الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (‏KCK‎‏) جميل بايك عن الذكرى السنوية ‏لمقاومة صيام الموت العظيم في الرابع عشر من تموز وقال "إن الرابع عشر من تموز هو روح النصر والوقوف ضد ‏السلطة والعبودية والخيانة".‏

في لقاء مع وكالة فرات للأنباء، تحدث ‏الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (‏KCK‎‏) جميل ‏بايك بمناسبة حلول الذكرى السنوية لمقاومة ‏صيام الموت العظيم في الرابع عشر من تموز عام 1982في سجن آمد، ‏وقال: ‏

‏"في شخص نشطاء 14 تموز، أستذكر كل شهداء الحرية والديمقراطية، وأعبّر عن امتناني واحترامي لهم، في شهر ‏تموز استشهد العديد من الثوار العظماء، إلى جانب الثوار، استشهد أيضاً العديد من الوطنيين كما ارتكبت مجازر بحق ‏أهلنا العلويين، ولهذا فإن شهر تموز هو شهر الشهداء العظماء، ليس شهر تموز فقط من شهد شهادات عظيمة، كما ثورة روج آفا، فقد حدثت ثورة عظيمة من أجل الإنسانية، عندما ‏نتحدث عن الرابع عشر من تموز، يتبادر إلى اذهاننا الرفاق خيري دورموش وكمال بير وعاكف وعلي جيجيك، لأن ‏هؤلاء الرفاق قاموا بعملية عظيمة جداً، هذه العملية له مكانة خاصة ومشرفة في تاريخ حركتنا وفي تاريخ شعبنا، هذه العملية لم تؤثر على الحزب ومقاتلي الحزب فحسب، بل أثرت أيضاً على الشعب الكردي، وعلى النظام التركي ‏بأكمله، وعلى شعوب المنطقة، واستراتيجية الناتو، ولذلك فهي عملية تاريخية وعظيمة، في اية ظروف حدثت هذه ‏العملية؟ ولماذا حدثت؟ ما النتائج التي حققتها؟ على المرء أن يفهم هذا جيدًا من جميع الجوانب، قبل الجميع، يجب أن ‏يفهم ذلك حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستاني، والاشخاص الوطنيون، ذلك جيداً، أن يفهموا حقيقة ‏هذه العملية وروحها وحسها وأهدافها ومعاييرها وشخصيتها، سوف تحدث تغييرات كبيرة داخلهم، تطور الشخصيات ‏الكبيرة، من المعلوم أن حلف الناتو ومن اجل تحقيق أهدافه في الشرق الأوسط، قد وضع لنفسه استراتيجية الاسلام ‏السياسي، ومن خلاله، حصار الاشتراكية الروسية وتعزيز هيمنته على الشرق الاوسط وبذلك تقوية هيمنته على العالم ‏ككل، وإظهار نفسه بأنه لا بديل عنه، الدولة التركية هي دولة في الناتو، الوصف الذي أعطاه الناتو لتركيا كانت عل ‏أساس هذه الاستراتيجية، لأن التي تقوم بهذه الاستراتيجية في الشرق الأوسط وأيضاً تحاصر روسيا، هي الدولة التركية ‏العضوة في الناتو، ولذلك فقد قاموا بانقلاب عسكري في تركيا من خلال كنعان ايفرين وبعض الجنرالات، ومن اجل ‏تنفيذ استراتيجيتهم، فإن من الضروري أن يقوموا بتنظيم تركيا، فإذا لم يقوموا، بذلك لما كانوا استطاعوا تنفيذ ‏استراتيجيتهم هذه.‏

إن هدف انقلاب الثاني عشر من أيلول هو القضاء على القوى المعادية للناتو

ماذا كان الهدف من الانقلاب العسكري في تركيا؟ أولاً، القضاء على حركة التحرر الكردستانية، القضاء على حركة ‏اشتراكية ديمقراطية في تركيا، واعداد تركيا على تلك الاستراتيجية، على هذا الأساس استخدمت تركيا في القضاء على ‏القوى التي تعاديها في الشرق الأوسط، وتأسيس شرق أوسط بناءً على تلك الاستراتيجية، بهذا الشكل يستطيعون حصار ‏روسيا من جهة، ومن جهة أخرى السيطرة على الشرق الأوسط وعلى ذلك الأساس تحقيق أهدافها في العالم، ومن اجل ‏ذلك طوّر الجنرالات الأتراك حكومة فاشية في تركيا، من ناحية ضد حركة التحرر الكردستانية ومن ناحية أخرى ضد ‏الحركة الاشتراكية الديمقراطية في تركيا، حوّلوا تركيا إلى سجن، تعرضت كل المنظمات والحركات من أجل الحرية ‏والديمقراطية والعدالة والمساواة للاعتداء ووضعوا في السجون، ومورس عليهم التعذيب والإعدام والقتل، بعبارة ‏أخرى، في تركيا، في كردستان، لم يتركوا أي قوى معارضة في الخارج، تم القبض على من تم القبض عليهم، وخرج ‏الذين خرجوا، ووُضِع الباقون في السجون، وطُلب منهم في السجون الاستسلام بالكامل، وبسبب ذلك، قاموا بتعذيب لا ‏حدود له، بهذه الطريقة طمسوا سجون كثيرة، كما طمسوا كل مقاومة في تلك السجون، السجن الذي وقف ضد فاشية 12 ‏أيلول هو سجن آمد، سجن آمد لم ينحني قط أمام الدولة التركية، نُقل أسعد أوكتاي يلدران إلى سجن آمد، حيث قام بتعذيب ‏خاص في السجن، أراد بذلك كسر إرادة الثوار السجناء، في محاولة لإخضاع الثوار وتحويل سجن آمد إلى قبر لهم، من ‏أجل حزب العمال الكردستاني وأيضاً من اجل الشعب الكردي، فلو حققوا أهدافهم في سجن آمد، لم يكن ليبقى مقاومة في ‏أي سجن آخر، وداخل المجتمع التركي لن تبقى أية مقاومة، وقتها يستطيعون بكل أريحية تنفيذ فاشيتهم في تركيا، في ذلك ‏الوقت، وفقاً لاستراتيجية الناتو، يمكن لتركيا بسهولة أن تؤدي الدور الذي أوكل اليها، لقد اعتقدوا أنهم اتخذوا خطوات ‏كبيرة في هذا الهدف، وسيكونون قادرين على الحصول على النتيجة، لأن الحركة الاشتراكية الديمقراطية أسكتت الحرية ‏في الخارج، تم أخذ كل أماكنهم ونواياهم وأصواتهم، لم يُبقوا على شيء، في السجون، توقف العديد من السجناء عن ‏المقاومة.‏

قالوا في آمد إما الدولة ستنتصر أو حزب العمال الكردستاني سينتصر

في عموم تركيا لم يبقى إلا مقاومة سجن آمد، فقد القوا بكامل قوتهم على سجن آمد، كانوا يقولون بكل وضوح، إما ‏ستنصر الدولة أو سينتصر حزب العمال الكردستاني، نحن دولة ولدينا الإمكانيات وبأيدينا كل شيء، أنتم سجناء في ‏سجننا، والعالم كله يساندنا ويدعمنا، لن تستطيعوا تحقيق نتائج، سوف ترون قوة الدولة، الدولة التركية هي التي ستنتصر، ‏أنتم تقاومون بلا سبب، دعكم من هذه المقاومة، اتركوا حزب العمال الكردستاني واتركوا القائد آبو، اتركوا هذا النهج ‏واتركوا الشعب الكردي والقيم الإنسانية، أصبحوا أتراكاً وادخلوا في خدمة الدولة التركية، حينها تستطيعون العيش، عدا ‏ذلك ليس لكم طريقة للعيش، كانوا يقومون بحرب خاصة ونفسية في سجن آمد، عدا ذلك، كانوا يقومون بتعذيب لا حدود ‏له، من جوع وإساءة وتحقير والبقاء في مكان مجهول ومنح طعام سيء، وكل ما يخطر ببال المرء، كانوا يفهمون أنه ‏من خلال ذلك سوف يحصدون النتائج ويحققون أهدافهم، اعتقدوا أنه مهما قاوموا سوف يتركون هذا الطريق في الآخر، ‏بهذا الأمل كانوا يهاجمون سجن آمد، في سجن آمد، الرفاق الذين قادوا النضال، كان بعضهم من أعضاء اللجنة ‏المركزية لحزب العمال الكردستاني، أي أنهم كانوا رفاق قياديين، كيف أنهم عملوا في الخارج، فقد قاموا بدورهم في ‏السجن مرة أخرى، وكانوا يقودون رفاقهم في السجن أيضاً، حينما استخدمت فيه الحكومة الفاشية كل قوتها وسلطاتها ‏لإيقاف مقاومة سجن آمد، حيث كانت قد أسكتت الجميع في الخارج، وكانت تظن أنها حققت أهدافها، وأنه لم يعد هناك ‏أي مقاومة قوية ضد الحكومة العسكرية الفاشية في تركيا وكردستان، كان هناك الكثير من المقاومة والاستشهاد في ‏كردستان، في الأساس خرجت الحركة الثورية الديمقراطية الاشتراكية إلى الخارج سواءً في كردستان أو في تركيا، لقد ‏انتقلوا بشكل أساسي إلى الشرق الأوسط، إلى جانب الحركة الفلسطينية، ولأن الحكومة الفاشية قد تطورت في تركيا، ‏فإن الحركة الثورية لم تَخُضْ نضال قوي ضدها، وذهبت إلى الخارج، وتعرضت العديد من الحركات إلى انكسارات، ‏كما كُسِرَت إرادة كوادر العديد من الحركات، نتيجة انهيار المعنويات وانعدام الثقة والتردد، لم يتجه البعض منهم إلى ‏تركيا أو كردستان، بل اتجهوا نحو أوروبا.‏

أرادوا توجيه حركتنا إلى أوروبا ‏

واجهت الحركة الاشتراكية الديمقراطية والحرية العديد من المشاكل في داخلها في الخارج، ليس هي فقط، بل العديد من ‏الحركات الأخرى واجهت هذه المشاكل، كانت حركتنا تتعرض لبعض الضغوط والتدخلات، كانوا يريدون توجه حركتنا ‏إلى أوروبا، وذلك بهدف منع الحركة التوجه مرة أخرى إلى الوطن، ومثل هذه الأعمال كانت تديرها بعض الدول أيضاً، ‏والبعض ممن كانوا يدّعون بأنهم ثوريين، كانوا أيضاً يديرونها، وكان من بيننا أمثال سمير يديرون هذ الشيء، وفي ذلك ‏السياق، قام القائد آبو بالكثير من العمل لمنع الهجرة والتصفية، كان يعمل ليل نهار في ظل ظروف صعبة وخضم ‏الحرب، ووقف على كوادره رغم الإمكانيات القليلة، ونظمهم على الصعيدين الإيديولوجي والعسكري، أوقف ذاك العمل ‏الذي أرادوا من خلاله نقل الحركة إلى أوروبا وتصفيتها، وأسس تنظيماً تجمعياً للكوادر، أسس كوادر على خط الحركة ‏وأهداف الحركة مرة أخرى، واستعد على هذا النحو، ووجه كوادره إلى الوطن، عندما كان القائد آبو يقوم بهذا العمل، ‏كان في الوقت نفسه تستمر مقاومة لا مثيل لها بقيادة الرفيق خيري ومظلوم في سجن آمد. ‏

مقاومة السجون ساعدت القائد آبو ‏

هذا النضال ساعد القائد آبو، حيث استفادة القائد آبو من النضال الذي ابداه المعتقلون في سجن آمد بحيث استطاع حل ‏المشاكل بسهولة، فقد تمكن من توحيد الحركة الجماعية وتوجيهها إلى الوطن، تلك المقاومة التي أبديت في سجن آمد، ‏وتلك المقاومة في الشرق اكملت بعضها البعض، وعلى هذا الأساس توجهت الكريلا إلى الوطن، بوطان، وعلى هذا ‏الأساس نفذت قفزة 15 آب، فلو لم تبدى هذه المقاومة في سجن آمد، لكانت الأعمال التي قام بها القائد آبو في الشرق ‏الأوسط صعبة التنفيذ، كما أن مقاومة سجن آمد، وفي إطار تلك المقاومة خلال عملية 14 تموز، أحبطت جميع المفاهيم ‏خارج خط حزب العمال الكردستاني، وخدمت نضال وأعمال القائد آبو، وقال القائد آبو بهذا الصدد في تقييمه: "حتى ‏تمكنا من تطوير قفزة 15 آب، كان سجن آمد يبدي مقاومة عظيمة، لقد مثلت هذه المقاومة حزب العمال الكردستاني، كما ‏أنها مثّلت الشعب، وخلقت لنا فرصة لنكون قادرين على الاستعداد في الشرق الأوسط وتحقيق أهدافهم، أراد العدو ‏تحويل سجن آمد إلى مقبرة لحزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، كما أنه أراد بشخصية حزب العمال الكردستاني ‏تحويل تركيا إلى مقبرة، كان العدو يقوم بمثل هذه الأعمال، لقد فهم الرفاق مظلوم، كمال، خيري، عاكف، علي جيجك ‏وفرهاد مخططات العدو، هذا ولم يكن يملكون شيء سوى أيديولوجيتهم وأرواحهم، بهذا وقفوا ضد الدولة التركية الفاشية ‏والقاتلة.‏

وجه حزب العمال الكردستاني والشعب الكردستاني رسالة إلى أسعد أوكتاي ‏
كان أسعد أوكتاي يقول، ‘سترون قوة الدولة التركية`، لكن هؤلاء الرفاق أيضاً أظهروا قوة حزب العمال الكردستاني ‏والشعب الكردي، ودارت الحرب بين الدولة وحزب العمال الكردستاني، في تلك الحرب، كان النصر من حليف حزب ‏العمال الكردستاني والهزيمة من نصيب الدولة التركية، وتم خوض حرب إرادة عظيمة في تلك الاثناء، بالطبع كان ‏حزب العمال الكردستاني حركة إرادة، وتأسيسها كان تأسيساً للإرادة، وحقيقة هذه الإرادة على هذا الأساس، كما تم ‏خوض حرباً عظيمة داخل سجن آمد على أساس الإرادة، كانت حرب إرادة، لأن سلاحهم كان أيديولوجيتهم وارواحهم ‏فقط، وبهذا السلاح حاربوا في سجن آمد ضد الدولة التركية، ولم يكن هناك إمكانيات أخرى، لقد قاتلوا ضد الدولة التركية ‏في ذلك السجن، لم يقولوا، ليس لدينا أي فرص، إنه سجن آمد، نحن نتعرض لوحشية كبيرة، لا يوجد شيء يمكننا القيام ‏به، بل أنهم قالوا، سننتفض ضد هذا القمع، ولن نسمح لهذه الدولة بتحويل هذا المكان إلى مقبرة لحزب العمال ‏الكردستاني وللشعب الكردي، بل نحن من سنجعل هذا المكان قلعة للمقاومة، وماذا قالوا في هذا الصدد؟ قالوا المقاومة ‏حياة والاستسلام خيانة، وجعلوا من هذه الكلمات أساساً لمقاومتهم، قتلوا الخيانة بداخلهم بالكامل، وجعلوا المقاومة أساساً ‏لهم في جميع النواحي، ووضعوا على عاتقهم مسؤولية تاريخية، طوّروا حلاً، وجعلوا من الحل وتطويره أساساً لهم، لأن ‏حقيقة حزب العمال الكردستاني، حقيقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني كانت تحمل المسؤولية في جميع الظروف، حيث ‏أن حقيقة حزب العمال الكردستاني، ومقاتلو حزب العمال الكردستاني هو خلق الحل في كافة الظروف، وبتحقيق هذه ‏الأهداف، تم تحقيق النصر، وقد أتخذ نشطاء 14 تموز هذه المسؤولية، الحل والنصر أساساً لهم، ولقد نفذوا تلك العملية ‏لذلك السبب، ولأنهم نفذوا هذه العملية وفقاً لهذا الأساس، حققوا نتيجة عظيمة وهزموا الدولة التركية، والضربة الأولى ‏استهدفت جيش الاحتلال التركي،  حتى ذلك الحين، أدركوا أنهم تمكنوا من الوصول إلى أهدافهم، ومع عملية 14 تموز، ‏رأوا أن كل العمل الذي قاموا به كان دون نتائج، وأن حزب العمال الكردستاني قد حال دون تحقيقهم نتائج، فتحوا الباب ‏أمام حزب العمال الكردستاني، وللشعب الكردي، الشعب التركي، الاشتراكيين والديمقراطيين في تركيا، حتى 12 أيلول، ‏تم سجن دميرل وأجاويد، وإغلاق جميع الأحزاب والمؤسسات، وهذه العملية فتحت كل الأبواب، سليمان ديميريل، ‏أجاويد ، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للجمهورية، ورئيساً للوزراء، كل هذا حدث نتيجة لتلك العملية، لم يخدم القائد آبو، ‏حزب العمال الكردستاني، ومقاتلو حزب العمال الكردستاني، حركة حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي فحسب، ‏بل خدموا شعوب تركيا والأحزاب والتنظيمات التركية أيضاً، حيث لم يسمحوا لتحقيق سلطة ذلك النظام وتحولها إلى ‏بلاء على الشعوب والإنسانية.‏

لا يملكون شئياً سوى أيديولوجيتهم وأرواحهم

طبقت عملية الرابع عشر من تموز خط القائد آبو في أصعب الظروف وبإمكانيات معدومة، عندما يفهم المرء خط القائد ‏آبو بشكل جيد ويطبقه، فسوق يحقق نتائج عظيمة، هذا لا يتعلق بالإمكانيات، فلو سأل المرء عن الإمكانيات، فإن رفاقنا لم ‏يكونوا يملكون شيئاً سوى ايديولوجيتهم وأرواحهم، وقفوا في وجه العدو بإرادة قوية، لقد وقفوا في وجه دولة كالدولة ‏التركية ووجهوا لها صفعة قوية وبإمكاناتهم المعدومة وفي أصعب الظروف وحققوا نصراً عظيماً، فلو لم تقم حركة ‏بإثبات نفسها في السجن، فلن يثق أحد بتلك الحركة، لأنه من يعمل ويقود النضال ويضحي بروحه من أجل المجتمع، يتم ‏اعتقاله وزجّه في السجن، من خلال اعتقاله وإخضاعه، يستطيعون التحكم في المجتمع لأنه يبقى دون قائد، فإذا تم ‏إخضاعه فلن يبقى أحد في الخارج يفكر بالمقاومة، وإذا لم يستسلم وقاوم وافشل سياسة العدو، فإن المجتمع يثق بتلك ‏الحركة، فإذا كان الشعب يثق اليوم بحزب العمال الكردستاني وبالقائد آبو، فالسبب هو مقاومة سجن آمد وانتصارها، لقد ‏وجهوا ضربة كبيرة للاحتلال التركي، ولذلك فإن الشعب وثق بالحركة وانضم اليها وقال نحن حزب العمال الكردستاني ‏ولولا وجود تلك المقاومة وذاك النصر، لما دعم الشعب هذه الحركة وانضم إليها ولما تطورت إلى هذا الحد.  ‏

‏14 تموز قوّت معيار التحزب

عززت عملية 14 تموز ورفعت من مستوى التحزب ومستوى الوطنية، وخلقت روحاً في الحزب بين الكوادر ‏والمقاتلين والشعب، الجميع أدرك وفهم ذلك، مهما كانت الظروف والفرص، إذا تعلق المرء بالحرية، يمكن أن يقف ضد ‏عدو عظيم ويحصل على نتيجة، بمعنى آخر ما هي طبيعة الثورة الكردستانية، ما هي طبيعة الدولة التركية، كيف يجب ‏أن يقف المرء ضد هذه الدولة ليتمكن من تحقيق نتيجة، حقيقتها، مقياسها يجب أن يفهمه الجميع، وبسبب ذلك، فإن الروح ‏التي طورها القائد آبو جعلت العملية أكبر وأوصلتا إلى اعلى مستوى، أقل من ذلك ، فهي ليست حزبية ولا وطنية، ‏الجميع فهم هذا.‏

خيري دورموش لم يعش لحظة من اجل نفسه

ماذا قال خيري دورموش؟ قال: عندما أكون شهيداً يمكنك أن تكتب على قبري، إنه مدين، حتماً، هذا الرفيق لم يخطئ أبدًا ‏عندما كان في الخارج، وحتى عندما كان في السجن، أمضى حياته كلها في خدمة شعبه والحرية والديمقراطية، في خدمة ‏الرفاقية، لم يعش ولو لحظة لنفسه، وضع حياته في خدمة الرفاقية والشهداء والشعب والإنسانية، أي لا يمكن للمرء أن ‏يقول إنه مدين، إذا قال ذاك الرفيق على نفسه، بأنه مدين، فإن من انضم إلى الحركة بعد ذلك، وانضم إلى الحزب، يجب ‏أن

يعتبروا أنفسهم أكثر من مدين.‏

يجب على كل وطني أن يعتبر نفسه أكثر من مدين، الر فيق خيري وضع هذا المعيار، أي، إذا كنت تريد أن تكون حزبياً ‏ووطنياً، فهذا هو المعيار، فلا يمكن أن يكون أقل من هذا، لقد وضع هذا الشيء أمام الجميع، ما هو المعيار الذي حدده ‏القائد آبو؟ مهما فعلت، لن تجده كافياً، ستجده دائماً أنه قليل، ستفعل المزيد، والأفضل والأجمل، الرفيق خيري دورموش ‏وضع معيار الحزبية أمام الجميع، لهذا السبب قال، أنا مدين، تعال وأنظر.‏

كمال بير أوضح معيار الموقف من الحياة

قال الرفيق كمال بير، ليس لأننا نريد التخلص من هذا التعذيب يوماً قبل آخر، نحن نضع الموت نصب أعيننا، نضحي ‏بحياتنا لكسب حياة حرة، حياتنا تخدم هذا، ونحن نفعل ذلك من أجل هذا، نحن نحب الحياة كثيراً، نحن نفعل ذلك من أجل ‏الحياة، هذا أيضاً أحد معايير القائد آبو، ماذا قال القائد آبو؟ قال، إما أننا سنعيش بحرية، أو لن نرى الحياة التي تدمرنا أبدًا ‏ونحرمها على أنفسنا ولا نقبلها، فإذا كنا سنعيش حياة، فسنعيشها بحرية، والرفيق كمال بير وضع معيار التحزب هذا أمام ‏الجميع، يعني الجميع سيفهم الحياة على هذا الشكل، بهذا الشكل سوف يقترب من الحياة، كيف سيحقق حياة حرة في ‏كردستان، وسيقيد نفسه بها، وسيعيش من اجلها، ويناضل من اجلها، فلو كان هناك موت، فقد كان على ها الأساس.‏

قال الرفيق عاكف أنا غير متعلق بعائلتي، بل متعلق بحزبي ‏الرفيق

عاكف، مرة أخرى وضع معيار هذه الحركة أمام الجميع، عند دخل في فعالية 14 تموز، عرضت الحكومة عليه ‏قضية العائلة من أجل يوقف فعاليته، يرفض هذا الرفيق، بمعنى، أنا لست متعلقاً بالعائلة، ليست لدي مشكلة من هذا ‏القبيل، العائلة ليست هدفي، بل هدفي هو وطني وحزبي وقائدي وشعبي ورفاقي، إنني أناضل من أجلهم، إن نضالي قائم ‏على هذا المبدأ، لا يمكنكم وضع أي شيء آخر أمامي، ويرفض.‏

علي جيجك رفض عرض العدو

علي جيجك شاب، وفي فترة شبابه انضم الى الحركة وناضل واعتقل، لم يخضع في السجن ابداً، شارك في كافة ‏الفعاليات، كما شارك في فعالية 14 تموز بشجاعة وبتصميم، طالما حاول العدو ألا يشارك في تلك الفعالية ولكنه فشل ‏في ذلك، يعني، هؤلاء النشطاء وضعوا المعايير أمام الجميع وصعّدوها، ولذلك، قال القائد آبو، هؤلاء الرفاق أناروا ‏طريق ثورتنا، ووضعوا لنا معاييرها، هذه المعايير هي للجميع، ولا أحد يستطيع أن يضع معياراً أقل لك، وبسبب ذلك، ‏فإن الخدمة التي قدمها مناضلو الحزب للحزب رائعة جدًا، نحن مدينون لهم، واليوم نريد سداد ديوننا لهؤلاء الرفاق، نحن ‏نسير على هذا المبدأ.‏

١٤ تموز روح مناهضة الخيانة

أن روح 14 تموز هي روح الحرية والديمقراطية. إنها روح الانتصار، الروح ضد السلطة، العبودية، الخيانة، الخضوع. الروح التي لا تتخلى عن الطريق الصعب، الإمكانات. مهما كانت الظروف صعبة، ومهما كانت الامكانات قليلة، فإن النضال ضروري، والنصر ضروري. بهذه الروح، هناك مسؤولية في كل موقف. إيجاد حل في أي موقف. حيث تسود المسؤوليات والحلول. هناك إرادة قلب كبير بهذه الروح حيث تنغلق ذاتك في الرفاقية، وتعيش من أجل الرفاقية، ولا تخون رفيقك أبداً، ودائماً تتواضع أمامهم، وتحترمهم. ويطور قوة الحل بشكل دائم. بهذه الروح، هناك نهوض أمام السلطة والعبودية. وتنغلق الذات على الحرية. كما ترى الحرية في حرية المرأة. إنه أساس الحرية. بهذه الروح، هناك حب للوطن والشعب والإنسانية والطبيعة. لا يترك الوطن أو الأرض والشعب أبداً. يقاتل من أجلهم في أي ظرف كان. ولا يوجد نضال من أجل الذات الشخصية لا تخدم الشعب والإنسانية والحرية والديمقراطية والوطن. بهذه الروح، لا يعيش لنفسه يوماً أو حتى للحظة. لقد كرس القائد آبو نفسه في خدمة شعبه، والإنسانية، والحزب، والرفاقية من كل النواحي.

القائد آبو يتخذ من ذلك أساساً ويصر عليه. إنه غير راضٍ أبداً عن أي تقدم، ولا يراه كافياً. لا يضع لنفسه حدوداً. بل يرفعها على الدوام عن نفسه وعن رفاقه وحتى عن شعبه، هذه هي المسلمات. هناك دائماً تدريب ذاتي وتجديد وصقل لتلك الروح. أي أن النقد ضروري. إنه وجه نظيف. لا يقبل أبدا الجور والظلم. لا يقبل التلوث. لا يقبل الفشل والخطأ والخسارة. إنها روح طيبة تعتمد كلياً على النجاح. هذه الروح هي روح القائد آبو. الروح التي خلقها القائد آبو في حزبي العمال الكردستاني، والحياة الحرة الكردستاني ومناضليهم. لأنه لا إفادة للشعب الكردي خارج تلك الروح. عداها لا يخرج الكرد من دائرة الموت، لا يحيون، ولا ضمانة لمصيرهم. لقد ابتكر القائد آبو هذه الروح بناءً على حقيقة أنه فهم حقيقة العدو، وواقع مجتمعنا. فلا أحد يستطيع أن يجعل تلك الروح تستسلم. هذه الروح دائماً تخلق القوة لنفسها. قوة الحرية والديمقراطية والنصر. لذلك لا تستلم وتجعل من يريد إخضاعها بلا تأثير. وذلك تجلى في الحياة والكل يراها. لأن هذه الحركة هي حركة المرأة والشبيبة، فهي مبنية على خصائصهم وروحهم، وتتحرك على تلك الخاصية والروح، لذلك فهي تتطور وتنجح.

يجب على كل شخص الإيفاء بدين الرفيقة ديدار

أريد أن أعطي مثال عن الرفيقة ديدار. حيث استشهدت في هذه الأيام في معركة زاب بمتينا. الجميع شاهد ذلك على شاشة التلفاز. نشأت في ألمانيا. درست في ألمانيا. ثم ذهبت لتكمل الدراسة في أمريكا. بعدها تركت جوانب الحياة تلك كلها وتوجهت الى كردستان وانضمت إلى صفوف الكريلا. استشهد شقيقها قبلها. لم تفصح عن ذلك ولم تقل أخي استشهد ولا يجب أن أذهب، لم تقل حياتي كانت جيدة، وفرصي جيدة، ولا أريد الذهاب. لقد أزاحت كل تلك الفرص في أوروبا وأمريكا جانباً. حيث كان بإمكانها أن تعيش حياة مريحة هناك، يمكنها العيش بجميع تلك الإمكانيات المتاحة. لم تكن لتعيش حياة صعبة. لكنها جعلت وطنها وشعبها والنضال من أجل شعب كردستان، الإنسانية، أساساً لها. إذا عزفت رفيقة  مثل ديدار عن أوروبا، وجاءت إلى الوطن، وأخذت مكانها بين الكريلا الذين يناضلون من أجل شعبهم، ثم استشهدت، فكل نساء وشبيبة وشعب كردستان عليهم الاستفادة من تلك النتائج كي يكونوا لائقين بشخص الشهيدة ديدار. إذا كانت تلك الرفيقة قد وضعت ذلك الطريق أمامها، فعلى كل شاب وكل امرأة كردية أن يسلكه. فتلك هي الكردايتية، والاشتراكية، والديمقراطية، والإنسانية ذاتها. وإلا، فلا يجب على أي شخص أن يقول أنا وطني، ثوري، اشتراكي. تماماً كما وضع ثوار 14 تموز المعايير، وضعت هذه الرفيقة أيضاً المعايير، ليس فقط للشبيبة والنساء بل للمجتمع بأسره. بمعنى، إذا كنت تريد أن تعيش بحرية، فهذه هي الطريقة. لا توجد وسيلة أخرى. إذا ذهبت إلى أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى، فإن الجري وراء بعض الفرص المادية لن تجعلك تعيش. إذا كنت تريد أن تعيش، فالطريقة هي العودة إلى الوطن. قيد نفسك بوطنك وشعبك وشهدائك وكفاحك. ذلك يمنحك الحياة. لقد  أوضحت الرفيقة ديدار للجميعـ أننا مدينون لها وعلينا أن نرد ذلك الدين.

يجب الكفاح بالروح التي تم إبداعها

مثلما طور كل من خيري وكمال ومظلوم وعاكف وعلي جيجك وفرهاد كفاحاً فريداً من نوعه في سجن آمد، وفتحوا صفحة جديدة ورفعوا من معايير الوطنية والحزبية والكريلاتية، اليوم نرى هذا النهج  حياً في زاب ومتينا وآفاشين بمستوى عال.

كيف أثار نشطاء 14 تموز روح الشعب الكردي وأمله، وعبروا عن قوة الشعب الكردي في وجه الدولة التركية، واظهروا قوة حزب العمال الكردستاني حتى في ظروف مثل سجن آمد، اليوم المقاتلون في زاب وآفاشين ومتينا يكافحون، يضحون ويكتبون التاريخ. فمثلهم لا يلهمون شعب كردستان فقط ، انما يلهمون الإنسانية. تكبر أمال قوى الديمقراطية والحرية بكفاحهم. وعلى هذا المبدأ تكون نتيجة النضال. وتأخذ النسوة الكرديات والشبيبة الكردية أماكنهم في هذا النضال. انهم لا يكافحون من أجل انفسهم أبداً. كما في سجن آمد، قاد أولئك الرفاق حرب الإرادة وسط المصاعب واللاإمكانيات، ربحوا المعركة بأرواحهم و ايديولوجيتهم فقط. الذين يقاومون في زاب وآفاشين ومتينا الآن، يكافحون في ظروف صعبة وبإمكانيات شحيحة، ضد عدو مثل الناتو، القوة الثانية. يقفون ضد الطائرات، القذائف، الدبابات، الصواريح، الكيمياوي، الأسلحة النووية التكتيكية والقنابل الكبيرة. يقفون بحماس ويضحون بحياتهم. يحيون بطولات كبيرة وتاريخ كبير. قوة حزب العمال الكردستاني تجعل الشعب الكردي معروفاً ومفهوماً لدى الجميع. تدور حرب كبيرة. واذا كانت الحرب تشن على مستوى عال في تلك المناطق، حيث يتلقى العدو فيها ضربات كبيرة، فهي بالروح التي خلقها القائد آبو، الروح التي استلمها خيري وكمال ومظلوم وعاكف وتم تكريسها بمستوى عال في سجن آمد. زيلان رفعت من مستواها بشكل اكبر. واليوم يرفعها أبطال وفدائيو متينا وزاب وآفاشين الى مستوى اكبر. لا يوجد مقاتل ادنى من تلك المعايير، ولا توجد وطنية.

يضحون أمام أعين الجميع، ينتصرون للشعب الكردي، ينتصرون للإنسانية. الذين هم رفاقهم والذين يريدون ان يصبحوا رفاق لهم، عليهم يتخذوا من المعايير التي وضعوها اساساً لهم. الشعب الكردي وشعوب كردستان الذين هم ضد الاحتلال والإبادة والفاشية، سيتخذون من هذا المعايير والقيم التي يخلقونها اساساً لهم. أعتقد انه ليس الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة فقط، بل شعوب الشرق الأوسط، الاشتراكيين وقوى الديمقراطية والحرية سيطورن نضالهم على هذا الأساس. وبشكل متزايد، سيتخذون من نموذج القائد آبو ونهجه، والروح التي ابتكرها للإنسانية والمعايير التي وضعها والاخلاق التي أبدعها، اساساً لأنفسهم. وعليه يقودون حملاتهم، لا يمكن سد الطريق عليهم. اضحى القائد آبو، حزب العمال الكردستاني، مقاتلو حزب العمال الكردستاني، نساء حزب العمال الكردستاني، شبيبة حزب العمال الكردستاني وشعب حزب العمال الكردستاني معروفين. له مكانة في روح الجميع، وسيأخذ مكانة أكبر مع مرور الوقت"