قيّمت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، هيلين أوميت، التي شاركت في برنامج خاص لقناة مديا خبر (Medya Haber)، الحرب الدائرة رحاها في كردستان والشرق الأوسط.
وكانت بعض النقاط الأساسية من تقييمات هيلين أوميت كالتالي:
على المرء أن يحدد موقفه الدفاعي ضد الاحتلال والإبادة
"تستمر الحرب بشكل عنيف في مناطق الدفاع المشروع، وبما أنها تمتد إلى الساحة الاجتماعية، وتستهدف المجتمع الكردي، فمن الممكن أن تتراجع من وقت لآخر، ولكن الحرب مشتعلة، وتُستخدم فيها الأسلحة الكيماوية والقنابل المحظورة كل يوم تقريباً، كما تُرتكب جرائم الحرب، وفي مواجهة هذه الممارسات؛ تنفذ قوات الكريلا عمليات عدة، وكلما استمرت الحرب اشتعلت أكثر، ومن الآن فصاعداً، من الجلي أن الحرب ستنتشر أكثر في الشرق الأوسط، و ستصدم الأوساط، والدولة التركية ستقوم باستغلال الوضع وتجعل من ذلك ساحة لتنفيذ هجماتها بشكل أكبر على أماكن مختلفة.
لذلك يجب على الكرد أن يتخذوا من حماية أنفسهم في كل مكان كمهمة، هذه هي وجهة نظر الرفيقين روجهات وأردال، كما يمكن ملاحظة مدى غضب الرفيقين من الخيانة من خلال رسالتيهما، فمن ناحية يقومان بتحليل شخصيتيهما؛ ومن الناحية الأخرى يلعنان الجواسيس الذين خرجوا من بين الكرد، وبسبب الغضب الناجم عن الخيانة نفذت عملية كبيرة كهذه، فبعد مقاومة الإدارة الذاتية قررا التضحية بأنفسهم.
إن الأشياء التي نعيشها تقف معنا، وتاريخ الخمسين سنة الماضية معنا، لذلك على كل كردي أن يتخذ موقفه الدفاعي الجوهري في وجه الاحتلال والغزو والإبادة.
الحرب الإسرائيلية ـ الفلسطينية تدخل نطاق الحرب العالمية الثالثة
إن الحرب في الشرق الأوسط ليست جديدة البدء، ففي دفاعاتها؛ تتبع القيادة تاريخ هذا الأمر إلى حرب طروادة، متى يبدأ التدخل الغربي في الشرق الأوسط؟ على سبيل المثال، هناك تواريخ حددها القائد آبو، وكان القائد آبو أول من قيم الحرب العالمية الثالثة، ولا أعلم ما إن كان قد فعل ذلك أحد قبله أو بعده، نحن لسنا في وضع يسمح لنا بمتابعة كل المفكرين، لكن على حد علمنا، قام القائد آبو بتقييم الحرب العالمية الثالثة وشرح تاريخها، قائلاً أن بداياتها كانت في التسعينات، وذكر أنه مع تفكك الاتحاد السوفييتي؛ ظهر مشروع الشرق الأوسط الكبير بالفعل في الأجندة وعلى هذا الأساس بدأ التدخل في الشرق الأوسط، يمكن القول أنها بدأت مع بداية مشروع الشرق الأوسط الكبير، فمن حيث طبيعة تلك الحرب، ربما كانت مجزأة أو مفككة، لكن حركتنا لديها تقييمات، هذه الحرب لا تسير مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب التوازن الحالي للحرب النووية، إنها تسير شيئاً فشيئاً، الأبعاد الاقتصادية والعسكرية متشابكة، في بعض الأحيان يتقدم أحدهم، وأحياناً يتقدم الآخر، لكن الأمر يسير في سياق حرب عالمية، والمنطقة التي تشتعل فيها الحرب العالمية هي الشرق الأوسط.
وبطبيعة الحال، هناك أسباب تاريخية واجتماعية وثقافية لذلك، فكما أن الشرق الأوسط هو مهد الإنسانية ومصدر للثروة باعتباره منطقة نشأة الحضارات، فإن له خلفيته الثقافية أيضاً، وبهذا المعنى، فقد مرت الحداثة الأوروبية بعملية تطورت على أساس معارضة هذه القيم، ولا يزال هذا التحول مستمراً، ولا تستطيع أن تقول أنها المهيمنة فعلياً إن لم تُخضع أي قوة في الشرق الأوسط لسيطرتها، الآن هناك حرب قائمة من أجل الهيمنة، هناك جبهات تشمل الولايات المتحدة وإنجلترا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي من جهة، ودول مثل روسيا والصين وإيران والهند والبرازيل من جهة أخرى، لا يمكننا الحديث عن استقطاب كامل كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، لكن مثل هذه المواجهة تحدث بشكل متزايد، إنه صراع داخلي للنظام، والذي لا يمتلك القدرة على اقتراح قوة بديلة، لكن من الذي بيده قوة بديلة لاقتراحها؟ إنها موجودة مع حركتنا بحداثتها الديمقراطية.
الحرب العالمية تزداد حدة في الشرق الأوسط، الآن أصبح الأمر ملموساً أكثر قليلاً، وهكذا تتوضح الأمور أكثر، مثل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، ولكن من الضروري أن نعرف جيداً ما هي إسرائيل وما نوع دولتها، من الضروري معرفة كيف تم إنشاؤها ولماذا تم إنشاؤها وما هي العمليات التي مرت بها، هذه التقييمات مبدئية، نحن نرى بوضوح شديد أنه في العملية التي بدأت بعد الحرب العالمية الأولى، تم تصميم الشرق الأوسط من أجل إنشاء دولة إسرائيل، إن إسرائيل هي في الواقع قلب الهيمنة في الشرق الأوسط، و يعرّفها القائد آبو بهذه الطريقة، وبعبارة أخرى، فإن القوة الأساسية للحداثة الرأسمالية في الشرق الأوسط هي إسرائيل، في خضم الحرب العالمية الثالثة، التي نسميها مشروع الشرق الأوسط الكبير، تم قبول الدول المتفقة مع إسرائيل في النظام العام للدول، لكن من لم يقبل تم التدخل فيه، فقد حدث التدخل في العراق، سوريا و السودان، و الهدف التالي هو إيران.
إن العملية التي نعيشها هي في الواقع مرحلة جديدة من الحرب العالمية الثالثة، التي تشتد حدتها في الشرق الأوسط، بمعنى آخر، لقد دخلت مرحلة جديدة، لذا فإن خطر انتشار الصراعات مرتفع، لماذا أقول هذا؟ لأن تحركات القوى باسم فلسطين وإسرائيل هي تحركات قومية ودينية، هناك صراع بين الأيديولوجيات القومية والدينية، هذه هي الطريقة التي تعمل بها الحداثة الرأسمالية على تطوير الدول القومية وإخضاع المجتمعات للسيطرة، فعلى سبيل المثال العرب هم بحد ذاتهم مجتمع كبير، لكن تم تقسيمهم إلى 22 دولة، أي أننا نتحدث في الواقع عن مجتمعات تم تقليصها لضمان أمن إسرائيل، الأتراك أيضاً نفس الأمر، بمعنى آخر، تم التقليل من الوجود التركي والتشكيلات التركية في المنطقة.
وستستمر سياسات التقليص هذه حتى يتم تأسيس سيادة إسرائيل، لقد قسموا سوريا والعراق، ويبدو أن الأمر سيستمر في التفاقم.
طريق الحل هو الأمة الديمقراطية
إن القائد أوجلان لا يطرح طريق الحل بالدولة القومية، بل بنموذج الحل القائم على الأمة الديمقراطية، فالأمة الديمقراطية هي حالة ذهنية وفلسفة مختلفة، وطريقتها في التنظيم هي الإدارة الذاتية الديمقراطية، فانطلاقاً من أساس الإدارة الذاتية الديمقراطية تستقل الشعوب، وتتحدد وفقاً لاختلافاتهم وإرادتهم، وإذا ما تعرفوا على بعض يمكنهم العيش سوياً، ولكن هناك توجه في الهجمات الإسرائيلية، وهناك موقف متشدد ضد ذلك مثل موقف داعش، ولا يجوز للمرء القبول بموقف كلا الطرفين، ولا أحبذ قول هذا الأمر، حيث لا يمكن للمرء القبول بطرد الفلسطينيين من أراضيهم بهذه الطريقة، فأليس الشعب الفلسطيني موجوداً تاريخياً على تلك الجغرافيا؟ فهو شعب خلق وطنه، ومن غير المقبول بأي شكل من الأشكال دفعه لمغادرة أرضه بالعنف والقوة العسكرية والهجمات الإسرائيلية، ولكن، لا يجوز للمرء القبول أيضاً بالعمليات الإرهابية لحركة حماس، وقد رأينا أيضاً هجمات حماس في الـ 7 من تشرين الأول الجاري باسم طوفان الأقصى، وهذا ما رأيناه في هجمات داعش، فالكرد في شنكال يعلمون جيداً، ولا يجوز للمرء القبول بهذا الأمر، بمعنى آخر، إن ذهنية حركة حماس تقتات من نفس الشيء الأيديولوجي، وليس لديها أي طرف بحيث يقبله الإنسان.
يجب على شعوب المنطقة أن تكون قادرة على تحقيق الوحدة
ولكن تدريجياً سوف يفرص حل الحداثة الديمقراطية نفسه بشكل أكثر في المنطقة، لأن الحداثة الرأسمالية لا تملك القدرة على تقديم أي حل ضمن توازناتها وعلاقاتها الداخلية، فلكما استعرت الحرب، أُريقت المزيد من الدماء وفقد المزيد من الناس لأرواحهم، وخلافاً لذلك، السلام غير ممكن، وفي الوضع الحالي، فإن إسرائيل ستتجه رويداً فرويداً نحو إمبراطورية المنطقة، وستعمل دول المنطقة على المقاومة ضد هذا الأمر، وقد تُشن حرباً ضد إيران، ومع ذلك، ربما يُفسح الطريق أمام مرحلة حظيرة بقدر الصراعات والهجمات النووية، فأنا لا أقول هذا الأمر فقط بخصوص إيران فحسب، فربما قد تستخدم إسرائيل الأسلحة النووية حفاظاً على أمنها، ويوجد هذا الأمر لدى إسرائيل، وتتجه نحو هذا الأمر.
وبالطبع، ستحصل تركيا على نصيبها من مثل هذا الوضع، وكذلك العرب أيضاً.
وهذا ما أود قوله بالنسبة لتركيا وإيران وسوريا والعراق، إذا كانوا يريدون حقاً مقاومة هجمات الحداثة الرأسمالية، أي الإمبريالية، فيجب عليهم عدم القول لا لتحالف الشعوب، ويجب على شعوب المنطقة أن تكون قادرة على تحقيق تحالفها ووحدتها، حيث أن السبيل إلى هذا الأمر في تركيا يكون بالتحالف بين الكرد والأتراك، فإذا ما تمكنت تركيا من القيام بذلك، فإنها سوف تكون قادرة على مقاومة الهجمات الخارجية، وإذا ما تمكنت إيران من بناء التحالف بين الكرد والفرس، فيمكنها مقاومة الهجمات الإمبريالية، وإذا لم يتحقق هذا الأمر، فإن سياسة التقليص والتجزئة والانقسام والصراع، وانطلاقاً من هذا الأساس، سوف تصبح سياسة السيطرة على المنطقة فعالة، حيث أن أردوغان يقول؛ سوف نجابههم هكذا، ونحن شعبٌ على هذا النحو، وهذه مجرد قصص، فالوطنيين الحقيقين، والذين يحبون وطنهم بحق، ويكونون وطنيين بحق، أي يكونون منتمين للشعب، فإنهم سيقومون في المقام الأول على تحقيق السلام الداخلي، فالتاريخ هو يومنا، وإنه ليس يومنا الواحد تلو الآخر، إلا أنه يومنا بنسبة تسعين وخمسة تسعين بالمائة، حيث أن بروز الفرس في التاريخ كان قد حصل عن طريق اتحاد الأمة واستمر حتى يومنا هذا، فقبل تسعة قرون مضت، أي الدخول إلى الأناضول الذي حصل عبر التحالف مع الكرد ولا يزال مستمراً، وفي ذلك الأمر الذي يُقال له معركة التحرير الوطنية، فإن تحالف الكرد والأتراك لا يزال مستمراً، حيث أن الكرد والأتراك يقاومون معاً، وقد تشكلت الجمهورية على هذا النحو، وفيما تم الاستيلاء عليها، وجرى تأسيس نظام الإنكار والمحو، وإليكم مؤتمري سيواس وأرزروم وتعميم آماسيا والمناقشات حول استقلالية كردستان والدستور الأساسي للعام 1921..كل هذه الأمور دلائل على ماذا؟ في البداية، كان هناك أساس كهذا في تأسيس الجمهورية، ومن ثم، في اليوم الذي تم القضاء عليه عبر المؤامرة، أصبحت الجمهورية جمهورية دموية على مدى مائة عام، وإذا ما كان هناك مطلب للخروج من هذا الوضع، فإنه يتعين اتخاذ موقف كهذا.
على المرء ربط نضال الشعوب معاً في كل الساحات
إنها مرحلة مهمة؛ هناك حرب في الشرق الأوسط وتركيا وكردستان وفي كل مكان. في البداية، يجب أن تكون جميع الديناميكيات الاجتماعية أكثر فعالية في الوضع الحالي في مجال السياسة الديمقراطية. كما ينبغي على المرء ان يجعل من المجتمع ان يفكر ويبرزون خطاً يمكن للمرء العمل مع المجتمع.
الوضع الحالي في تركيا هو الفاشية. لقد استسلم البرلمان لليمين في وضعه الحالي. القوى الفاشية أكثر فعالية. لا ينبغي لأحد أن ينخدع بهذا. يمكن للمرء بالتأكيد تغيير اتجاه التطورات من خلال الموقف الصحيح والنضال بالطريقة الصحيحة. بالإمكان ايقاف منح الإذن. لذلك، فهو أمر حسابي، لكن في المجال الاجتماعي، في الاحياء والميادين، يمكن للمرء أن يمنع حدوث أشياء كثيرة. الشيء الأكثر أهمية هو أن يقوم الأشخاص بإبراز ردود الفعل الاجتماعية بطريقة منهجية وتعزيزها. يمكن خلق تحالف الشعوب، ونضال الشعوب معاً بهذه الطريقة. ينبغي نسج نضال شعب تركيا وكردستان معاً. يجب على المرء متابعة حل المشاكل الاقتصادية، إضافة الى إيجاد حل لمشكلة الحرب ولكل مشكلة قانونية وحقوقية بهذه الطريقة. وإذا تم تشكيل التحالف على هذا الأساس، فسيكون له تأثير على السياسة، وبهذه الطريقة سيتمكن المرء من تغيير اتجاه التطورات.
نحن نعيش في الشرق الأوسط. في بعض الأحيان تتغير أشياء كثيرة في يوم واحد في الشرق الأوسط. في ساحة التحرير؛ تجمع الآلاف من الاشخاص في مصر. ماذا حدث؟ وفي الشرق نُفذ هجوم على جينا أميني. إيران وقعت في أي حال؟ اضطرت أن تستمع. هناك مثل هذه الحقيقة. هذا المكان هو الشرق الأوسط. إن الحركة الاجتماعية واضحة دائماً ويجب أن يكون المرء أكثر ثقة في ذلك. وإلا فهي لعبة. هي احتلال المجال السياسي العائد للمجتمع. تمنع الدول القومية الحالية المجتمع من إنتاج السياسة من خلال نظامها البرلماني. يجب أن نكون قادرين على خلق مجالات سياسية حقيقية.
هناك تجديد في الوضع الحالي، حدثت مرحلة نقاش ومؤتمرات وتم اتخاذ قرارات جديدة. أهنئكم، عقدوا مؤتمرهم. لقد كان عظيماً. أراد القلب أن يكون في قاعة أكبر وأكثر حماس. كما تم عرقلته من خلال حظر الفاشية.
لكن حزب المساواة الديمقراطية للشعوب لا يقتصر على المجتمع الكردي وحده، بل يجب أن يجعل من نفسه حزب تركيا ويشكل تحالفاته على أساس تحديد سياسة تركيا. مع حركات المرأة، مع الحركات البيئية. يجب أن يكون مؤتمر الشعوب الديمقراطي وحزب المساواة الديمقراطية قادرين على إظهار مثل هذا الشيء المشترك. وإذا كانت الحركة مبنية على ذلك فأنا على يقين أنها سترتقي إلى دورها التاريخي، أي النجاح".