هجمات الاحتلال بالأسلحة الكيماوية في كردستان

لا ينبغي أن تمر جرائم الدولة التركية المحتلة ، مثل حلبجة ، من على السياسة العالمية القذرة , يجب على الإنسانية والكرد في المقام الأول أن يطالبوا بمحاسبة تلك الجرائم.

لأول مرة في 22 نيسان 1915 ، عندما هاجم الألمان بلجيكا ، علمت البشرية باستخدام الأسلحة "الكيماوية الحديثة", من ذلك اليوم حتى عام 1968 ، تم استخدام هذه الأسلحة الكيماوية في العديد من الحروب, على الرغم من استخدام هذه الأسلحة لسنوات ، إلا أن أكثرها فعالية وخطورة بدأت في بداية القرن العشرين, ففي العام 1942 ، تم إطلاق مشروع مانهاتن, نتيجة لذلك ، في عام 1945 ، أسقطت القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي، مما أدى إلى مقتل 120 ألف شخص بهذه الأسلحة, و نتيجة لاستخدامها ، حدثت كوارث كبيرة ، حيث أنشأت الأمم المتحدة على وقعها منظمة تسمى بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) الذي يقع مقرها الرئيسي في لاهاي بهولندا, أعدت هذه المنظمة اتفاقية وحاولت تنفيذها, ولحظر الأسلحة الكيماوية أعدت العديد من الاتفاقيات ووقعت تركيا عليها وأصبحت طرف فيها.

استخدام الأسلحة الكيماوية في كردستان

عندما بدأ النزاع المسلح في عام 1984 ، بدأ استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى في تاريخ تركيا, في مجزرة ديرسم استخدمت الدولة التركية تلك الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الكردي, كثير من الأشخاص الذين شاركوا في مذبحة ديرسم في ذلك الوقت أكدوا ذلك خلال مذكراتهم, في التشعينات وعندما تصاعدت الحرب في كردستان ، استخدمت الدولة التركية المحتلة مرة أخرى هذه الأسلحة الكيماوية ضد الكريلا الكرد في العديد من الحروب والصراعات, ففي 11 أيار 1999 ، استخدمت الدولة التركية المحتلة مرة أخرى الأسلحة الكيماوية ضد 20 من كريلا جيش التحرير الشعبي الكردستاني ARGK على جبل جودي في قرية بيلكا, وبعد سنوات ، تم بث مشاهد هذه الكارثة على قناة Roj TVهذه المرة ، تم تثبيت ماقامت به الدولة التركية بالجرم المشهود,

حيث ظهر في تلك المشاهد   نجدت أوزيل ، الذي أصبح فيما بعد قائد الجيش التركي ، علاوة على ذلك ، وفي العديد من المعارك ، استخدمت دولة الاحتلال التركي هذه الأسلحة الكيميائية ضد الكريلا الكرد, وشهد ذلك عندما استلم أهالي الشهداء جثامين أبنائهم من المشرحة, في كثير من الأحيان ، لم تسمح الدولة التركية للعائلات باقامة مراسم تشييع  لإخفاء جرائمها ضد الإنسانية, حيث نقلت صحف عاليمة الكثير من تل الجرائم, و مع عدم قدرة الدولة التركية في مواجهة الكريلا الكرد، لجأت إلى استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة الكيماوية.

جرائم الدولة التركية في روجافا

شنت الدولة التركية ومرتزقتها هجمات احتلالية على روج آفاي كردستان في 9 تشرين الأول 2019, لكن المقاتلين الكرد أبدوا مقاومة تاريخية ضدها, حيث  كان المقاتلون الكرد يوجهون ضربات قاسية لدولة الاحتلال التركي ومرتزقتها باستمرار, كانت هناك بعض المعلومات الواردة من جبهة المعركة ، وكانت هناك شكوك في أن الدولة التركية قد استخدمت أسلحة كيماوية, في الوقت عينه ، تم نقل بعض الجرحى إلى المستشفى, حيث ظهرت آثار أسلحة ومواد كيماوية محظورة على أجسادهم, و تم تأكيد ذلك بالصور ومقاطع الفيديو,و في عام 2017 ، ألقت الغازات الكيماوية في الأنفاق في جبل كاتو عندما لم تتمكن في مواجهة 5 من مقاتلي الكريلا, حيث قاوموا الغازات الكيماوية مدة 53 يومًا استشهد واحد منهم فيما تمكن الاربعة الآخرون من تخليص أنفسهم، استشهد  الشهيد شورش كارير كان أحد الناجين الأربعة وكان قد تحدث في مقابلة  له حول معايشته اثناء استخدام الأسلحة الكيماوية.

مقاومة الكريلا ضد الأسلحة الكيماوية

مع مرور سنوات وحتى الوقت الراهن تستخدم دولة الاحتلال التركي هذه الأسلحة الكيماوية في كل هجوم احتلالي تشنه, ففي عام 2021 ، بدأت في مهاجمة مناطق الدفاع المشروع (ميديا), كان الموقع الأولي لهجمات جيش الاحتلال للجيش التركي، التي شنها, ليلة 23 نيسان في ساحة  مام رشو في بمنطقة آفاشين, الجيش التركي ، الذي لم يتمكن من تحقيق نتائج في مواجهة إرادة الكريلا، قصف مواقع المقاومة من الجو والبر ايام مستمرة, حيث أحبطت مقاومة الكريلا وبمهارة جميع التقنيات وتلك الهجمات, ولأن الجيش التركي لم يستطع هزيمة المقاومة قابل ذلك بشن هجمات على مواقع المقاومة وبعشرات المرات بالغازات الكيماوية, حيث استشهد 7 من الكريلا بقيادة سرحد جيرافي ، الذين حولوا مام رشو إلى قلعة  ضد الغاز الكيماوي وقاوموا 10 أيام حتى استشهدوا، كما شهد التاريخ بسالة امرأتين كرديتين ،  روكن زاغروس وساريا ديار ، ضد الغازات الكيماوية في مام رشو, بعد تلك المقاومة، ظهرت مقاومة استمرت 83 يومًا ، مقاومة كري سور, ففي أنفاق كري سور الحربية استشهد 7 كريلا  ونجا 3 من الجرحى, شهد هؤلاء الكريلا الثلاثة كيف استخدمت دولة الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية, كما قدمت مقاتلات الكريلا مقاومة تاريخية من خلال المشاركة وتركن بصامتهن بقيادة زنارين,  في عام 2022 ، استخدم الجيش التركي الأسلحة الكيماوية مرة أخرى في الحرب ، عندما كان يتلقى ضربات موجعة على يد الكريلا, فقد كانت المعركة حامية في جبل رش, حيث العدو يتلقى ضربات تلوى الآخرى عندما لم يرى العدو فرصة للانسحاب من المنطقة ، استخدم الأسلحة الكيماوية, استشهد 8 كريلا  في جبل رش نتيجة تلك  الهجمات, كما سطرت 5 مقاتلات كريلا  التاريخ بقيادة سيفين شمزينان, وتواصلت هجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع ميديا ، وخاصة ضد زاب وآفاشين, مرة أخرى هذا العام ، حيث ركز جيش الاحتلال على التقنيات والأسلحة الكيماوية كونه لا يستطيع تحقيق نتائج ضد مقاومة الكريلا, فالاحتلال التركي بات عالقاً في مأزق هذه الحرب القذرة ويلجأ إلى استخدام الأسلحة والتقنيات الكيماوية, وبحسب حصيلة المعارك خلال الشهر الفائت و التي كشفت عنها قوات الدفاع الشعبي HPG، وضحوا خلالها استخدم جيش الاحتلال أسلحة كيماوية وغازات سامة مئات المرات ضد الكريلا.

الصمت العالمي
عندما كانت هذه الأمور تجري ، كان العالم صامتًا, واستغلت دولة الاحتلال التركي هذه الفرصة ولجأت إلى استخدام هذه الأنواع من الأسلحة في جميع هجماتها ضد الكريلا, مرة أخرى ، كانت المنظمات الرئيسية و المسؤولة في التدخل بهذا الصدد هي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) والأمم المتحدة ، وكلاهما التزما الصمت, حتى لو التزمت المنظمات الدولية والإنسانية الصمت ، يجب على الكرد ألا يتخلوا أبدًا عن كفاحهم ضد الأسلحة الكيماوية, إذ أن الكرد وأصدقائهم يقفون أمام مبنى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) ويذكرونهم بواجباتهم ومسؤولياتهم , كما لا ينبغي أن تمر جرائم دولة الاحتلال التركي ، مثل حلبجة ، على السياسة العالمية القذرة دون حساب وهذا واجب على الإنسانية والكرد في المقام الأول للمطالبة بتلك المحاسبة.

المصدر: Newaya Jin