تحدثت جوانا سنه عضوة منسقية منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، لوكالة فرات للأنباء(ANF ) حول انتفاضة شعوب شرق كردستان وإيران، المستمرة منذ ثلاثة أشهر بقيادة المرأة .
في إيران وبعد مقتل جينا اميني، بدأت الانتفاضة بقيادة النساء ومستمرة منذ ثلاثة شهور، ماذا تريد نساء شرق كردستان وإيران؟
مطالب نساء إيران وشرق كردستان هي مطالب أيديولوجية، سياسية، عقلية، ثقافية والعديد من الأنواع المختلفة، إن الانتفاضة التي تقودها النساء هي صفعة للسلطة المطلقة لولاية الفقيه، فرض نظام ولاية الفقيه الأحادية منذ 43 عاماً، العقلية الجنسية والإسلامية والعنصرية على المجتمع، إن السلطة الأحادية تترك المرأة بلا مكانة من الناحية السياسية، الاجتماعية والاقتصادية ومن كافة الجوانب، إزالة هذا الظلام هو المطلب الأساسي للمرأة في شرق كردستان وإيران.
عندما واجه الناس الاعتقال، الموت والإعدام في حياتهم، كان هذا ولاء كبير للحياة، أن الحياة تستحق أن تضحي بالروح من أجلها، بدون شك، البحث عن حياة حرة، كان التغيير الأساسي في تعريف الحياة والحرية واضحاً في تلك الانتفاضة، أي أن الطلب والبحث ليس تحقيق الإصلاحات والتنازلات، إن المطلوب هو تغيير نموذجي، بدون شك فقد ازداد العنف ضد المرأة ونضال المرأة ضد العنف على المستوى الدولي بشكل كبير، لهذا السبب فأينما كانت المرأة فإن معاناتها واحدة ويستطيعون تنفيذ النضال معاً، يعني بأن الزمان والمكان ليسا مهمين للنضال، وكان هذا هو سبب في قيام نساء إيران بالنضال المشترك.
ماذا يعني شعار "المرأة، الحياة، الحرية" لنساء شرق كردستان وإيران؟
إن شعار "المرأة ، الحياة ، الحرية" تعني التجديد بالنسبة لنا نحن النساء في إيران وشرق كردستان وكذلك من أجل المجتمع بأكمله، المرأة مثل سر الحياة الذي اختنق وضاع في ظل عقلية الرجل، واستبعدت النساء من جميع مجالات الحياة، ومع إضعاف المرأة، تم إضعاف المجتمع أيضاً، وتم إضعاف القيم المعنوية، وتم تعريف الحرية على أنها الحرية الفردية، ولإصلاح كل هذا، من الضروري العودة إلى جوهر الأشياء، وتحتوي ثورة "المرأة ، الحياة ، الحرية" هذه الحقيقة في داخلها، وتحدد الطريق الصحيح لنضالها، إذا عبّرت المرأة عن حقيقتها في حياتها، فسيعود المجتمع إلى طبيعته، وبهذه الطريقة سيتم ضمان الحرية لاجتماعية .
كان أحد تكتيكات السلطة الإيرانية هو انشغال المجتمع دائماً في المشاكل الجنسية، الوطنية، الثقافية ، الدينية والطبقية ، وتفاقم الأزمات وبالتالي إطالة عمره، وتبدأ هذه المشكلة والابتعاد من العائلة وفي العلاقة بين المرأة والرجل، إنها علاقة ديمقراطية أقوى من علاقة السلطة، ثورة "المرأة ، الحياة ، الحرية" لديها تلك الخصوصية في القضاء على المشاكل والانفصال، وكما نرى فأن جميع المكونات موجودة في المنطقة وتبحث عن الوجود ومعنى الحياة، يبحث الرجل أيضاً عن الحياة الاجتماعية إلى جانب المرأة، كما إن إيران من الدول التي ينتحر فيها الرجال كثيراً، في عام 2021 ، كان حصيلة انتحار الرجال أكثر بمقدار 2.3 مرة من معدل انتحار النساء، وهذا يدل على أن الضحايا ليست النساء فقط ، بل الرجال أيضاً، كما أن إيجاد طريقة للتحرر ليس فقط يقع على النساء ، ولكن المجتمع أيضاً مسؤول مسؤولية كاملة عن ذلك، كما يقول القائد أوجلان في مرافعاته عن " مانيفيستو الحضارة الديمقراطية" ، "القضية ليست حياة ، القضية هي حياة حقيقية، على الرغم من أننا لا نستطيع العيش بشكل صحيح ، فإن أهم موضوع هو البحث عنه دائماً وأن نكون دائماً باحثين في طريقه، يريد المجتمع كله التعبير عن لونه وصوته في هذه الرحلة.
في العالم يقول البعض عن أحداث إيران وشرق كردستان إنها "انتفاضة"، وبينما يقول آخرون أنها "ثورة"، أنتم كيف تعرّفونها؟
المرحلة الحالية انتفاضة وثورة في نفس الوقت، لأن المجتمع انتفض على سياسة الحكومة في قتل النساء، وفي نفس الوقت، حدثت العديد من التغييرات الأساسية مع هذه الانتفاضة، من تحديد مطالب المجتمع إلى الشعارات، من صوت الصفعة إلى تنوع الفعاليات، من تبني الشهداء إلى توحيد الأمم، فإنه يظهر التجديد في العقل والأفق، وهذا الشيء هو البحث عن الذات وخلق فلسفة للحياة، يعني هذه ثورة ايضاً، ويعتقد المجتمع أن تغيير يد السلطة ليس حلاً، البحث عن حل في ظل الدولة القومية ليس له أي معرفة سياسية والمجتمع لا يريد الاعتماد على هذا العقل، وهذا هو معنى الثورة.
هل يمكن القضاء على هذه الانتفاضة؟ إلى ماذا سيؤدي هذا من الناحية السلبية؟
لم تتوقع السلطات الإيرانية ثورة من هذا النوع على هذا المستوى من المقاومة ودعم شعوب العالم، ولهذا خافت كثيراً، وهذا الخوف من انتهاء بقائه على الحكم، فرض حرباً نفسية على المجتمع، وأظهر وجه الظالم أكثر، ولهذا السبب فأن اكثر المراكز الفعالة في هذا الوقت هي كردستان وبلوشستان، السلطات تريد قمع صوت حرية المجتمع بعسكرة المدن والاعتقال والمحاكمات، ومقابل ذلك، يجب على المجتمع البحث عن طرق وأساليب جديدة وتزيين ثورة "المرأة ، الحياة ، الحرية" بفلسفة "المقاومة هي الحياة"، بدون شك حماية مكتسبات كل ثورة تكون بالمقاومة والتصميم على الانتصار، ونرى بأن المجتمع يقول للحكومة من خلال موقفه "لا يمكنك إطالة بقائك بالمحاكمات والإعدام" وهذا يظهر بأن المجتمع لا يعود أبداً إلى مرحلة قبل الانتفاضة، ومهما صعدت من هجماتها فانه يتم الرد عليه من خلال تصعيد وتوسيع الثورة.
هل تكفي الانتفاضة فقط لتغيير السلطة؟ هذه الانتفاضة الحالية كيف ستحدث تغييرات في النظام؟ وما هو المطلوب من أجل نقل هذه الانتفاضة إلى مرحلة جديدة، ولتمهيد الطريق للتغيير والتحول؟
بدون شك أن الانتفاضة هو أحد العوامل الرئيسية التي يمكن أن تحدث تغييرات في النظام، ولا يكفي موقف الرأي العام العالمي وضغوط القوى الأجنبية والممارسات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ورغم اتخاذ بعض الخطوات الليبرالية من قبل الحكومة لوقف الضغط والمحاكمات.
استمرت الثورة ثلاثة أشهر، وتم تقديم تضحيات كبيرة في هذه المرحلة، استشهد مئات الشهداء واعتقل الآلاف وأصيب الكثير أيضاً، الموقف الذي أظهره أهالي الشهداء على الجثامين هو وعد الانتصار، هذه الإرادة والبقاء تسببت في بث الخوف في نفوس السلطة الإيرانية، ان النقطة التي يجب أن يؤمن بها الشعب الإيراني وجميع المكونات الأخرى هي توسيع وتقوية هذه المقاومة، في البداية يجب على النساء، الشبيبة، أمهات السلام ،معلمي الدين، الطلاب، الفنانين ، المنظمات ونشطاء حقوق الإنسان، الأحزاب والأطراف السياسية في البلاد وجميع أجزاء كردستان الأربعة تعزيز الجهود المشتركة ورفع صوت الثورة.
من أجل انتصار ثورة الشعوب، يجب على المرأة أن تخلق جهوداً مشتركة وموحدة، وتنظم جميع مجالات الحياة من خلال النضال المشترك، المرأة المنظمة هي مجتمع منظم، المجتمع المنظم هو أيضا أمة ديمقراطية، هذه هي رسالة الثورة.