دوران كالكان: هناك بناء مفهوم في بداية كل تأسيس-تم التحديث

كتب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، مقالاً حول الحداثة الديمقراطية وبناء المفهوم، ونشره على موقع حزب العمال الكردستاني أون لاين"PKK Online ".

وسلط عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، في مقاله الذي كتبه على موقع حزب العمال الكردستاني أون لاين" PKK Online "، الضوء على أهمية النضال من أجل المفهوم، وقال: "يجب على المرء وضع ثورة المفهوم في أولوياته، كما أنه يجب وقف ثورة الفردية على هذا الأساس، وأن يجعلوا ثورة المفهوم أساساً لهم من خلال نضال ثوري ضد الإبادة الجماعية، وأن يصعدوا من قوة المفهوم على أساس ثورة المفهوم، وذلك في إطار جميع المراحل الحزبية، الشعبية، والكريلاتية".

وتم استعراض هذه الأمور في مقالة دوران كالكان:

يقول القائد، 'لكي يكون المجتمع مهيئاً للاستغلال، يجب حرمانه من السياسة والأخلاق'، إن الطريقة الرئيسية للحرمان من السياسة والأخلاق أيضاً هو الإبادة الذهنية، فأساس الإبادة الاجتماعية للحداثة الرأسمالية أيضاً هو الإبادة الذهنية، كما أن الإبادة الثقافية ليست بشيء آخر، لهذا السبب، لكي يتمكن المرء من النضال ضد الإبادة الثقافية، عليه قبل كل شيء ‏أن يحرر نفسه من الإبادة الذهنية، ويناضل ضد الإبادة الذهنية ويبني ذهنيته، ولكي يتمكن المرء من الحرب، ويمارس السياسة، ويبني تنظيماً ويدرب نفسه حول هذا الموضوع، يحب عليه قبل كل شيء بناء ذهنيته، لهذا السبب ايضاً، فإن في بداية بناء كل التأسيسات هنالك بناء للذهنية. 

إن هذا الأمر ليس كذلك، حيث خلق الناس التطور المادي ومن ثم أدركوا ماذا يفعلون، وإن التقدم والفهم نحو شيء جديد أمران ملازمان لبعضهما البعض، فالقائد يقول ‘عندما يحمل شخص ما لعصاة، فإنه كان يعلم ما يعنيه ذلك’، لأن تطور الفكر كان قد بدأ، وتقدم الفكر كان قد بدأ أيضاً، ولهذا السبب أيضاً، ينفصل الإنسان بقوة فكره من الأنواع الأخرى، ولهذا السبب أيضاً، فإن قوة الفكر مختلف عن الأنواع الأخرى وكذلك مختلفة عن الهيكلية الذهنية أيضاً، فإذا لم يكن لديه تكوين عقلي، فهذا يعني بأنه غير موجود كإنسان، لذلك يجب التركيز على بناء الذهنية.

لم تعلم الاشتراكية الواقعية المجتمع، ولم تبني الإنسان من خلال الذهنية الاشتراكية، لقد كانوا يقولون بأنهم من خلال التقليص الاقتصادي والقوانين "إننا نقوم بتطوير المشاعية"، وقاموا بالإنتاج والتشارك الاقتصادي، لكن الناس لم يفهموا ما كانوا يفعلونه، ولماذا يفعلون ذلك، لهذا السبب، عندما انهارت الاشتراكية الواقعية، لم يتبنها أحد.  

عندما تسلمت الحركة الكمالية السلطة، ركزت بشكل كبير على التعليم، وفتحت المدراس في كل مكان، واعتبرت كل المنظمات التعليمية خارج إطار الدولة كـ تخلف ورجعية كبيرة وقمعها بشدة، حيث منع المدارس الدينية والتنظيمات التعليمية، والآن وفي الوقت الحالي يعطي الأولوية في الميزانية العامة للتعليم، هل تفعل ذلك الأمر لأنها تحب الناس؟ بالتأكيد لا، بل إنها تسعى لتأسيس أشخاص يكونون في خدمتها، ولهذا السبب تقوم بهذا الأمر، وهي تفعل ذلك من أجل إعداد أناس مستعدين للاستغلال ولأن يصبحوا عبيداً وتخلق أناس أيضاً مرتبطين بالدولة، والطريق للوصول إلى هذه الغاية هو بناء الذهنية، لهذا السبب تقوم بافتتاح الكثير من المدارس التعليمية، ولا تعمل اي شيء آخر في كردستان، فهي تعمل فقط على افتتاح المدارس، في حين لا يوجد حتى درس واحد باللغة الكردية، لكنها تفعل كل ما بوسعها من أجل تعليم اللغة التركية لأطفال الكرد.              

قبل العام 1960 كل شيء كان ممنوعاً، لكن بعد العام 1960 دخل أبناء الكرد إلى الجامعات، لم يذهب الكرد إلى المدراس التي كانت في الحقبة العثمانية، حيث ربطت الجمهورية التركية كل شيء بالمدرسة من أجل خلق الذهنية، فقبل الذهاب إلى المدرسة تقوم بافتتاح الحضانة والروضة، فهل تحب الدولة إلى هذا الحد الأطفال والأمهات؟ بالتأكيد لا، فهي تقوم بذلك من أجل أن يتصرف الأطفال وفق معاييرها قبل أن يتعلموا أي شيء، ويريدون أيضاً إبعاد النساء عن الأطفال، ودفعهن للعمل.     

لقد قّيم القائد منذ البداية هذا الأمر كـ "استغلال فكري"، والآن أيضاً، يقيّم القائد هذا الأمر كـ "إبادة ذهنية"، وإن دحر الذهنية في هذا الصدد مهم للغاية، هنالك جهود تُبذل من أجل اللغة، لكن الجهود التي تُبذل من أجل اللغة الأم إن لم تكن على أساس الذهنية، فلن تنجح ولن يكون لها أي معنى، لذلك، يجب على المرء أن يفهم جيداً الإبادة الثقافية والإبادة الذهنية. 

لماذا الإبادة الثقافية لها تأثير كبير؟ لأنه يقضي على مفهوم المجتمع، هذا ما يحصل، هناك بعض الضغط على القرى، ويلجأ الناس إلى المدن الكبرى التي هي مركز العدو، يمارس عليهم القليل من الضغط ويأخذوهم إلى المدارس، مهما فعلت الجمهورية التركية (TC) في كردستان، لو لم يهاجر أحد، لما كان الاستبداد مسيطراً هكذا، ولم يكن ليصل المجتمع الكردي إلى هذا الوضع، لو لم ترسل العائلات أطفالها إلى المدارس التركية، لما تمكنت الدولة التركية من ارتكاب مثل هذه الابادة، لماذا يترك المرء ترابه بهذه السهولة؟ لماذا يترك الناس أرضهم بهذه السهولة؟ لماذا يلقي الناس بأطفالهم في أيدي السلطة والتي يرون بأنها تقضي عليهم؟ هذا بسبب إبادة المفهوم، وظهر العجز بسبب عدم التنظيم وعدم القوة، كما ظهر العجز من قلة الفكر وإبادة المفهوم، ويعطي حقه بالمقابل، لا يستطيع أن يرى مصالحه، ويرى مصالح العدو، كان القائد يقول:" إذا تم القضاء على أصل الانسان، فلن يكون قادراً على التخطيط لمستقبله"، وقيم القائد أسوأ أشكال الإبادة الثقافية، وهو إبادة الذهنية.

لا يمكن القول، بأن العالم أصبح قرية، فهي مرتبطة مع بعضها البعض، هناك دمج، فلنندمج نحن ايضاً! لأن العالم لا يقبل الكرد، ويقولون "يمكنكم فقط أن تصبحوا عبيدا"، بدون أن تكون على طبيعتك، لا يمكنك إقامة علاقة حرة ومتساوية مع الآخرين،  لكي ينضم الأشخاص إليهم ويبنوا دولة ديمقراطية، فإن الحرية الوطنية ضرورية، وموجود في أساسه المفهوم وقوة التفكير، ولهذا يجب الوقوف جيداً على قوة التفكير، وفي أساس جميع المواقف التي فشلت في الممارسة العملية، يوجد هناك تضييق الأسلوب، التكتيكات ، العقبات، ونقص الإبداع ، الأخطاء وعدم القدرة على إظهار الإرادة ، إبادة المفهوم وإبادة الفكر، نحن نرى هذه الأشياء بشكل جيد، ولذلك يجب علينا الاستفادة من هذه الأشياء، وأن نكون قادرين على إجراء التصحيحات من هنا .

أصبح الحزب تنظيماً من خلال التدريب، إذا وصل المقاتلون إلى مستوى يقاتلون فيه مثل الفدائيين، فإن الفدائية تتشكل قبل كل شيء في المفهوم، وتعتمد على تأسيس المفهوم، ويتم تحقيقه من خلال التدريب أيضاً، ويوضح هذا دور وأهمية تأسيس مفهوم الحرب الفدائية للكريلا.

قال القائد أوجلان:" الذين قلوبهم وعقولهم ليس معنا، فإن أعمالهم لن تكون لنا، الأشخاص الذين لا يكون فهمهم ومشاعرهم مع الحزب، فإن ممارساتهم العملية لن تكون للحزب، ولن يخدموا الحزب، ومهما كانت مدى ممارساتهم، وعائدة لمن، فإن مشاعرهم، مفهومهم وأفعالهم تخدم هذا الشيء، في هذه الحالة  فأنه يجب أن يخدم المفهوم وقوة الفكر الصحيح الحزب وأن يكون كافياً له، يجب أن نفهم ونعرف ونؤمن بما نقوم به، العدو يكسر النسيج الاجتماعي، ويبني المدارس، ويفعل كل شيء لفتح المجال أمام إبادة المجتمع، ولأجل ذلك فإن مشاكل المفهوم أساسية .

المشاركة الحقيقية في الحزب تعني الانضمام إلى القيادة على مستوى اتحاد الروح، ويحدث هذا مع اتحاد المفهوم، وتطور المفهوم، وغير ممكن بالفرص المادية، إن الطريق إلى أن تصبح حزباً في خط القيادة وأن يكون لديك وحدة وتطبيق كاملين، هو أن يكون لديك فهم حقيقي للقيادة والمشاركة الحقيقية، وهذا ممكن من خلال الوصول لقوة المفهوم لفهم القائد جيداً.

إذا قيمنا الحزب بهذا الشكل، فإن الجميع سيحاولون ذلك، وعندها سيتم إنشاء وحدة قوية، وحدة، تطوير، والقيام بالأشياء الصحيحة وسيتحقق الانتصار، التقرب من القائد هو الفهم الحقيقي وتحقيق الانتصار، من أجل أن نوصل القائد للانتصار، يجب تطوير الممارسات الإبداعية، التنظيم والفعاليات، هذا هو القتال الحقيقي، وهذه هي الوطنية الحقيقية.

 مستوى الدولة هو مستوى الحرب الخاصة

المستوى الذي وصلت إليه الدولة من خلال الدولة – القومية هو مستوى الحرب الخاصة، وهو في الواقع مستوى المجازر والإبادة الجماعية للمجتمع، ليس هناك عنصرية وقمع فقط، بل هناك أيضاً نضال مجتمع الذي يواجه ذلك، ويتم الترويج لهذا من قبل الدولة القومية التي تهيمن على كل شيء في المجتمع، من خلال تنظيم المفهوم، العواطف الإنسانية من خلال وسائل الإعلام، وتقوم الدولة بذلك من خلال الفن والسيطرة عليها، لهذا السبب، فأن الإبادة الجماعية لا ترتكب بحق المجتمع بالوسائل الاقتصادية، الضغط، التنظيم، والجوع، في الواقع، إنها تبني ذلك في عالم الروح، الشعور والفكر، كما أنه يكون موجوداً  في مجالي المادي والميتافيزيقي، ويظهر مثل هذه العبودية التي أصبحت دولة، ويجعل الدولة أساسه الخاص، كما أن الدولة لا تستطيع التفكر في الخارج ويعتبر الدولة مقدسة، لقد تعمقت وتوسعت مشكلتي الدولة والسلطة إلى هذا المستوى في يومنا هذا، كما أنها سوف تقوم بتطوير المنتجات وتنظيمها، بمجرد ظهورها لأجل حل المشكلات، وذلك من خلال بأساليب العنف والألاعيب القذرة، الذي قسمهم في نظامه وأخذها كضريبة من المجتمع، وبهذه الأساليب والوسائل وصلت إلى مستوى لا يحل المشاكل بل يزيدها ويوسعها، ومن ناحية أخرى، أوصلت الدولة القومية هذا الأمر إلى مستوى الإبادة الجماعية الاجتماعية وجعلتها المشكلة الأساسية، لقد أصبحت هذه المسألة مسألة غير مقبولة.

لقد قال القائد أوجلان بشكل واضح، ’لا يمكن للطبيعة ولا طبيعة المجتمع إزالة نظام الدولة هذا‘، وقد وصل إلى ذلك المستوى، ولهذا السبب يتم إبادة الطبيعة دائماً، وينفذ نظام العبودية على المجتمع، حيث أنه ومن خلال إبادة المجتمع بوسائل الضغط والقمع من خلال وسائل الإعلام، ينقسم التنظيم وينتهي كل شيء بخصوص المجتمع، يتم ممارسة وتنفيذ ذلك، ولكن لا توجد نهاية لهذا، حتى الطبيعة لا تستطيع مقاومة هذا الشيء، في هذا الصدد، إذا كان المجتمع مستهلكاً بهذه الطريقة، فعلى أي أساس ستتحرك الدولة، لا يمكنها أن تتواجد كالسلطة وهي في هذه الحالة تطور من انهيارها بنفسها، لهذا، علينا أن نرى النقطة التي وصلت إليها الدولة اليوم، لأن أساسها هي نفس بدايتها، لكنهم غيروا كثيراً من محتواها وطريقتها، فهي مهيمنة متسلطة على المجتمع، لذلك، من الضروري رؤية توسيع هذا النظام كالمشكلة.

لقد تكاثرت مشاكل الدولة القومية مع الحداثة الرأسمالية، وأصبحت عامة، في الحقيقة، أنها أكثر من مجرد مشكلة اجتماعية، فأنها تبيد المجتمع وتقضي عليه خلال 24 ساعة في اليوم، مثل هذا الوضع خطير للغاية، لا توجد طريقة أخرى لأجل فهم الدولة، هناك جوانب عديدة قد اخترعتها الدولة القومية لأجل مواصلة سلطتها، يجب الكشف عن هذه أيضاً، فأنهم يوحدون الدولة مع الوطن، وتوحيد الدولة بالقومية، ويوحدونها مع اللغة والهوية والتاريخ للأمة واحدة، يتم تعريف المجتمع ليس باسمه، بل باسم الدولة، أنهم يقولون "الأمم المتحدة" ولكن لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة، نحن نرى هذا الواقع جيداً في حربنا، لا توجد دولة تركية، إنها الفرع الأناضولي لنظام الدول الذي نظم من قبل الأمم المتحدة، وأنهم يحمونها على هذا المستوى.

الأخلاق هي معايير الحياة المشتركة

إذا تطور التنظيم الاجتماعي، وتطور من الناحية العلمية والنظيمة، فبالتأكيد يمكنه هزيمة أنظمة السلطة الحاكمة والدولة، فما هو المجتمع؟ وكيف يمكن شرح المجتمع؟ وكيف ظهرت المشاكل الاجتماعية؟ لم يجد القائد تعريف المجتمع بـ المجتمع الرأسمالي والإقطاعي، والاستعبادي، والمجتمع الإسلامي، والمجتمع المسيحي والطبقة الدنيا والعليا بأنه صحيح، لقد عرّف المجتمع بأنه كـ "السياسة والأخلاق"، فالمجتمع يتكون من أفراده، وإننا نقول عنها "أسلوب الوجود الإنساني"، وعندما ينفصل المرء عن الأنواع الأخرى ويتواجد كـ مجموعة، فإنه يتواجد أيضاً كمجتمع، لقد كان قبل ذلك مجتمعاً، فلدى الإنسان الفطرة الاجتماعية مثل المجتمع الحيواني والمجتمع النباتي، وقد خرج الإنسان من المجتمع البدائي وطور مجتمعاً جديداً قائماً على أساس السياسة والأخلاق، فمن خلال الوصول إلى ذهنية يقبل ببعض القواعد والمبادئ، ويخلق خطة مشتركة وكيفية إعادة إنتاج علم الحياة من جديد بطريقة مخططة، وعلى هذا الأساس، يربط المجتمع أو الناس مع بعضهم، ويشكل مجتمعاً.        

إن المعايير التي تخلق المجتمع هي السياسة والأخلاق، فالأخلاق هو مبدأ الحياة المشتركة، والسياسة هي إعادة بناء الحياة من جديد، ولكي يتمكن من ضمان الإنتاج والاستهلاك والحماية وإعادة الإنتاج من جديد ويضع خططاً، هو أن يتمكن الإنسان من التصرف بطريقة منظمة ومخططة، فالمجتمع يصبح مجتمعاً، عندما يصل إلى هيكلية تعمل بطريقة منظمة ومخططة من أجل مستقبله وينفذها وفقاً لبعض المبادئ والقواعد، وهذا يعني أن المجتمع يتكون من خلال الإنسان، فبناء المجتمع غير مرتبط بالعدد، على سبيل المثال، سواءً كانوا مسلمين أو مسيحيين، فهم شكل من أشكال المجتمع، لكن وجود المجتمع غير مرتبط بهم، لهذا السبب، يتم الإشارة له من خلال القيم والمعايير الأخرى، وتلك المعايير هي الأخلاق والسياسة، وقد طور القائد وشرح التعريف الجديد للأخلاق والسياسة بوضوح شديد.  

المجتمع موجود في الناحية السياسية والأخلاقية، كلما كانت السياسة والأخلاق أكثر حرية وأقوى ، كان المجتمع أكثر تقدماً ومطالباً للحرية، ومهما ضعف من الناحية السياسية والأخلاقية، فأن المجتمع يتجه نحو ضياع قيم الحرية، إذا ضعفت السياسة والأخلاق في مجتمع ما، فإن ذلك المجتمع يخرج من البنية الاجتماعية ويصبح مجتمع مستعبَد، هذا هو الفرق بين العبودية والحرية،  يجب أن نحرر المجتمع من النمط القديم، ونفهمه، يجب ألا نتجاهله، يجب أن نفهمه، لأننا نعيش فيه، مشكلة أن تكون اجتماعياً أم لا هي مشكلة موجودة كثيراً بين الكرد، يعيش كل شخص، لكن الحقيقة هي أن الشعب الكردي يعيش ضمن الخطة الحالية بطريقة مؤلمة، ومع صراعات شديدة، هل سيكون في الحقيقة موجوداً كمجتمع ويتطور، أم سيحدث الضياع الاجتماعي؟ إنه في مثل هذه المشكلة، نحن نقول "نحن في الوجود وعدم الوجود" ونناضل من أجل ذلك، ونواجه كل أنواع المخاطر، أن الخطر هو أن المجتمع يفقد بنيته الداخلية كالسياسة والأخلاق، وإذا ضاع، يصبح عبداً، ويواجه الإبادة، ويذوب في حقائق اجتماعية أخرى، ويفقد حقيقته.

المشاكل الاجتماعية هي ضمن المشاكل التي خلقها الناس في المجتمع الطبيعي، المشاكل التي تأتي مع الطبيعة تصبح مشاكل طبيعية،  هناك أيضاً أحداث غير طبيعية ، ومفهوم تحليلي ومشاكل وجدت من قبل الإنسان، وبسبب ذلك فإن العقل التحليلي، ليس هو العقل العاطفي هو ما يجعل الناس مختلفين، بالطبع المفهوم العاطفي أقوى عند الناس من الأنواع الأخرى، لكنه ليس ذلك النوع الذي ينفصل عنه، إن العقل التحليلي هو الذي يجعل العقل العاطفي أقوى، السياسة والأخلاق هي نتاج العقل التحليلي، إنه يتطور بهذه الطريقة ، و يتأسس في نفس الوقت على الذهنية العاطفية، العقل التحليلي يملك جوانب إيجابية وسلبية ، وله معايير خطيرة، ومن ناحية ، تخلق وتطور أشياء جديدة ، ولكنها من ناحية أخرى تخلق كوارث ومشاكل خطرة ، وفي ذلك الوقت فإن العقل التحليلي هو الذي يخلق المشاكل التي نسميها المشاكل الاجتماعية.

سابقاُ قسم العلم الاشتراكي الماركسي الوجود التاريخي للجنس البشري إلى عصور مثل "الهمجية والبربرية والحضارة".  ووصف الهمجية  بأنها عملية الانفصال عن التراث الحيواني،  وتم تعريف العصر البربري  على أنه عصر المجتمعات الحرة، في الواقع ، أطلقت على البرابرة تسمية المجتمعات الحرة.  وعرفت الحضارة  بأنها نظام الحكم والدولة.  لقد رأت تطور الحكومة والدولة على أنه التطور الأعظم  ، وعرفت التطور الإعجازي للجنس البشري والعقل بأنها أعظم ثورة في التاريخ ، والحركة الأكبر والأكثر ديمومة وأوعزوا إليها كل شيء.

  إلا أن عصري البربرية والحضارة أصبحت بحاجة إلى إعادة تعريف فقدعرف وأدان العلم الاشتراكي الماركسي الوجود الحر على أنه "بربرية"،  علينا إعادة تقييم تلك المصطلحات والتطورات التاريخية،  لأن اللغة والمفاهيم مهمة.  قال القائد ، "أجد صعوبة في إنشاء المصطلحات ، أولئك الذين يعملون على هذه القضايا ، أولئك الذين ينتبهون يمكن أن يخلقوها  من  جديد يجب أن نفكر فيها من الصعب بشكل خاص دراسة العلوم باللغة التركية ، لأنها ليست لغة علمية ، ولا ترتقي إلى هذا المستوى.  في الوقت نفسه ، هي لغة تم إنشاؤها في القرن الماضي مع الجمهورية ، مع العديد من الأيديولوجيات والدول القومية ، هي لغة تقدس الدولة والسلطة.  لغة تحتفي بالهيمنة الذكورية وتتخذ هذه السياسة كأساس لها كما أن لها معايير وأنماط أيديولوجية ، فهي تقيم وفقها ، وتلغي وتعكس وتغير ما لا يتوافق معها.  يعرّف كل شيء وفقًا لافتراضاته الأيديولوجية ويغير طبيعة ومحتوى المفاهيم.  يتصرف وفق معتقداته الأيديولوجية

منظورنا التاريخي مختلف سوف ننظر في نظام الحضارة الديمقراطية ، تاريخ الحضارة الديمقراطية.  سننظر في عصر العشائر والقبائل وعصر ثورة العصر الحجري.  والذي يسمى تطور الحضارة و بهذه الطريقة نقدم تاريخ الحضارة الديمقراطية.

  بعد العصر الحجري الحديث ، تم تجزئة الحضارة منذ 3 آلاف سنة قبل الميلاد.  لكي تنهار حضارة ، يجب أن تكون هناك حضارة.  هذا يعني أنه كانت هناك حضارة في المراحل السابقة  وقد خلق الانقسام هيكلين.  أحدهما يأتي في شكل حضارة احتكارية والآخر حضارة ديمقراطية تبرز الحضارة الاحتكارية نظام الحكم والدولة  في مثلث الطبقة والمدينة والدولة والاحتيال والقمع والاحتكار مع التراكم القسري لفائض الإنتاج وينبثق النظام المنظم للسلطة على المجتمع من المجتمع.  وقد قبلت العلوم الاجتماعية الماركسية هذا. حيث أزالت الفصل بين الدولة القومية والمجتمع.  قبل قيام الدولة القومية ، كانت الدول منفصلة إلى حد ما عن المجتمع.  من ناحية أخرى ، عكست الدولة القومية ذلك ، وجعلت الفرد دولة ، وصنعت الدولة الفرد وحاولت التعبير عن نفسها ككيان اجتماعي.

  مشاكل التنشئة الاجتماعية  ومن هنا تكمن مشاكل احتكار السلطة ورأس المال وتراكم فائض الانتاج والضغط والاحتلال.  نحن نسمي هذه "المشاكل".  المشكلة حقا هي النظام المركزي أو احتكار الحضارة، إنه نظام حكم وحكومة،  مؤسسات البنية التحتية والهيكلية التي أنشأها هي مؤسسات .

حددت الألفية بين الفترة الممتدة ما بين  500 و 1500 بعد الميلاد ، وعرفت بأنها العصر الثاني للمشاكل الاجتماعية.  إنها الفترة بين سقوط روما وتطور أمستردام، والبحث في الديانات الإبراهيمية التي تركت بصماتها على هذه الفترة ويذكر ويقيم المشاكل التي سببتها الحكومة وهياكل الدولة القائمة عليها،  والرجوع إلى الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام وتناولها بالتفصيل حيث  تظهر علاقتهم بالمجتمع ومراحل ظهورهم وكيف أصبحوا قوة الدولة وأيديولوجيتها إن ما قاله القائد عن علم اللاهوت جديد،  لم يكن هناك عالم اجتماع ركز على هذه القضايا على هذا المستوى من قبل  لقد وجدها علماء الاجتماع إما مقدسة جدًا أو مرفوضة تماما  القيادة لم ترفض ولم تقبل بسهولة، على العكس من ذلك ، فهي تملك قوة تحليل وتفسير تعيد تفسير الأسئلة وما تعنيه في الوجود الاجتماعي وما تعنيه ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها على هذا المستوى.

  الآن تركيا تواكب التطور تحت تأثير القيادة،  من أجل منع ذلك ، تحاول الولايات المتحدة مع فتح الله، كما فعلوا في اوروبا وفرضوا  نظام القهر والعبودية ، بذريعة الاصلاح ، ، سوف يستخدمون الدين مرة أخرى ويحاولون إنشاء نسخة جديدة منه من المفترض أنهم سوف يصلحون الدين،  كل هذا موجود وخطير ، من الضروري رؤية وفهم ذلك

كما طور الإسلام السلطة والدولة، يقولون إن معنى الإسلام هو "السلام" ، لكننا حتى الآن لم نشهد سلاماً في الإسلام.  على العكس من ذلك ، الإسلام دين أيديولوجي وعسكري ودين حرب، هذا هو،  وقد تراجع وضعف قليلا بضغط من أوروبا و يحاول طيب أردوغان ودولت بهجلي استعادة بنيانهما السابق،  يريدون تقديم أنفسهم كنسخة جديدة، عبر استخدم كل الفرص الاقتصادية هم يملكون  قوة العلم والفن والسياسة ورأس المال ويستخدمونها وفقاً لمصالحهم. 

  الفترة الثالثة من المشاكل الاجتماعية،  إنها الفترة بعد 1500 م،  إنها فترة تطور الحداثة الرأسمالية،  في هذا الصدد ، يقيم القيادة الرأسمالية والحداثة،  تظهر المشاكل الاجتماعية التي ظهرت في المراحل السابقة مدى خطورة وتوسع وتعميق مرحلة الحداثة الرأسمالية التي يعتبرها القائد "أخطر وأعنف شكلاً".

من الضروري التعرف على المشاكل الاجتماعية من أجل تثقيف المجتمع وتنظيمه لأننا لا نستطيع بناء الحداثة الديمقراطية عندما لا نعرف ماذا ينبغي بناءه وهدمه  في الواقع هناك العديد من الأشياء التي يتعين علينا القضاء عليها ، تكون ضدنا، ونراها صحيحة،  من الضروري أن يكون لدينامشاعر وأفكار وتفهم لانتقادها والتغلب عليها  بعد ذلك ، يتعين علينا إنتاج الأشياء التي يجب وضعها في نصابها  ما هي أنماط الحياة وواقع الحداثة الديمقراطية؟  من المهم الحصول على هيكل للتفكير وفهم وتطوير هذه الأشياء،إذا كنت تجهل ماالذي ينبغي بناءه أوالتخلي عنه فلن تتمكن من معرفة  المشاكل ما هو السيئ ، الخطأ.

في الواقع ، إلى أي مدى نحن ضد وجود الحداثة الرأسمالية ، وكم نحن ضدها من حيث الشعور والروح والوعي ، في الجوهر والمضمون ، إلى أي مدى نبغضها؟  هل هذا هو تقاربنا مع ذلك أم أننا نريد أن نعيش معظمه بشكل صحيح؟  يجب أن نسأل أنفسنا هكذا؟  من هنا ستبدأ،  عندما لم يعد بمقدور المرء الممارسة ، ليس من المنطقي التحدث طويلاً لأنه لن يفيد في شيء،  تُظهر ممارسة ما نحن عليه ، ويُظهر موقفنا العملي ما الذي يمكن أن نسميه صحيحا وما نسميه خطأ ، وما نؤمن به،  إذا لم نتمكن من الناحية العملية من تدمير الحداثة الرأسمالية ، و بناء الحداثة الديمقراطية ، فنحن نعيش الرأسمالية، لا يوجد معنى آخر لهذا، علينا تصعيد النضال من أجل تغيير أنفسنا ،إذا ما هي المشكلة الاجتماعية في المقام الأول؟  المشكلة تعني ما يجب تغييره.  ما الذي نراه كمشكلة ، وما الذي سنغيره بدلاً من ذلك ، وما هي الحلول الصحيحة؟  ما هي معايير الحداثة الديمقراطية؟  ما هي معايير بناء أمة ديمقراطية؟  نتيجة لكل هذه المشاكل ، ظهرت معايير مرضية في بناء دولة ديمقراطية.

يجب أن نكون قادرين أيضًا على استخدام المصطلحات بشكل صحيح،  نحن نستخدم بعضها ، لكن من الضروري استخدامها بفهم،  لا ينبغي استخدامه دون معرفة يجب التركيز على المصطلحات غير المفهومة،  على الأقل يجب أن نتحدث باللغة التي نفهمها حتى نتمكن من قول الحقيقة،  ليس من الصواب تجاهلها سنجعل من أنفسنا قوة الحل ، ولن نعيش بالمشاكل قال القائد ، 'الفرق بيننا وبينهم هو هذا: أنهم مثقلين بالمشاكل و يقبلون العيش معها،  كما أنني لا أقبل العيش مع المشاكل،  أنا أصنع المشاكل لنفسي وأكافح،  لا أتوقف ، لا أستريح ولا اتوانى حتى أحل المشكلة،  لدي قوة النضال هذه،  أنت تعيش مع المشاكل وتسمي هذه الحياة جميلة، "حقيقة القيادة هي حقيقة نضال،  أي أن أولئك الذين ليسوا على هذا النحو لا يمكنهم التغيير ، والتحول ، والثورة ، والنجاح ، ورؤية الحقيقة ، ورؤية الجمال ، وتطوير ، وتعليم الناس بشكل صحيح ، والتأثير عليهم ، وتنظيمهم ، ودفعهم إلى النضال والعمل.  لكي يحدث كل هذا ، عليك أن تتعامل مع المشاكل مرة واحدة وتكون قادرا على النصر.  القضايا التي نناقشها ليست مستقلة عنا،  لا ينبغي أن نرى أنفسنا في الخارج ، ولا يجب أن نرى أنفسنا فقط ونختزل أنفسنا لأنفسنا،  معا سنجد سبل ووسائل النصر ، النجاح المشترك،  هذا بالتأكيد هو النهج الذي يؤدي إلى النصر

الحداثة الديمقراطية هي الحل البديل

إذا أطلقنا على الحداثة الديمقراطية حلاً بديلاً ، فسنفهم خط الحضارة الديمقراطية بشكل صائب، الحضارة الديمقراطية والحداثة الديمقراطية تشمل كل ذلك، إذ تصبح بديلاً للحضارة الاحتكارية والحداثة الرأسمالية، على هذا المنوال، أوجدت القيادة نظامًا بديلًا، هنا انتقد القائد بشكل رئيسي علماء الاجتماع الذين باشروا بأعمال مختلفة بتفكك الاشتراكية الحقيقية، القائد أوجلان قالها "لقد ظلوا من جانب واحد، لقد ذهبوا بعمق في اتجاه واحد, وأنتجوا نتائج مهمة، لكن انحيازهم هو محط نقد، كان ينبغي أن يكونوا متعددي الأطراف." هكذا انتقد العديد من علماء الاجتماع, ثانيًا ، قال القائد "لقد فشلوا في توفير نظام بديل متماسك." ما هو طرف القائد أوجلان الذي يتجاوزهم ويتقاطع معهم؟ إنها ليست وجهة نظر من جانب واحد، إنها رؤية عامة, ثانيًا، يقدم بديلاً,البديل هو نظام الحضارة الديمقراطية,هذه بدائل لنظام الحضارة الاحتكارية والحداثة الرأسمالية, لذلك، أثبت القائد أوجلان أنه يمكنهم النجاح، وتطوير البدائل، بغض النظر عنهم، يمكن أن تحدث حياة إنسانية واجتماعية, كما أعلن عن قواعده ومعاييره, الأمور الآخرى هو فهمها وتطبيقها.

ينبع اهتمام علماء الاجتماع الآخرين تجاه القائد أوجلان من هذا, لم ينكر أي منهم ذلك، ولم نر أي فكرة للرد على انتقادات القائد، أو مقارباته بطريقة ملموسة، بل على العكس من ذلك، فقد أظهروا جميعًا اهتمامًا كبيرًا، وتقبلوها بقوة، ويقومون بإجراء أبحاث حول القائد, في سبيل مناهضة نظام إمرالي، هناك نضال عالمي يقاد يقودون النضال العالمي من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان, قالوا عن القائد اوجلان "إنه عالم اجتماع، والإنسانية بحاجة إليه، ويجب أن تتاح له فرصة وبيئة حرة للنقاش." لقد كتبوا مقالات, وكتابات حول أطروحة القائد, فكلهم يرون حقيقة القائد كقوة منهج, ويولونها اهتماماً كبيراً.

يجب أن نكون قادرين على نقد المواقف التي تتأثر بتصورات العدو

ونتيجة لذلك، تُقال الأمور التالية: يجب التأكيد على أهمية بناء الفهم وقوة التفكير وإدارة جهودنا من هنا, يجب أن نكون قادرين دائمًا على نقد التصورات, يجب أن نكون قادرين على انتقاد المقاربات, والمواقف التي تحمل في طياته تأثير الإبادة الجماعية الثقافية وتأثير تصورات العدو.

معايير الوطنية تعتمد على الإدراك ومعايير الوطنية التي لا تقوم على الوعي الأممية الحرة هي عكس ذلك, لا علاقة لها بالوطنية, لقد رفعت القيادة معايير الوطنية, ووحدت المجتمع وقادته إلى النضال, كل هذا يتم من خلال خلق الإدراك الصحيح وتطوير قوة التفكير,نسمي هذا "الموقف", و في أساس الموقف تكمن ظاهرة الإدراك.

ما معنى الموقف الصحيح؟ ماذا يعني الموقف؟ بالطبع، هذا يأتي بالوعي, عدا ذلك من الصعب توضيح الواضحات, في هذا الصدد، فإن صراع الإدراك مهم, من الضروري وضع ثورة الفكر في مقدمة كل شيء، وعلى هذا الأساس يجب القيام بثورة الشخصيات،على أساس ثورة معرفية، يجب أن يؤخذ النضال الثوري ضد الإبادة الجماعية كأساس، على أساس ثورة الوعي، يجب تطوير جميع مراحل الحزبية والشعبوية والكريلاتية, إذا كنا على هذا النحو، فسوف نفهم القائد بشكل صحيح وننضم له بشكل صحيح وسننتصر.

في هذا الإطار، يجب ألا نقبل بعض الأشياء فحسب، بل يجب علينا أيضًا تغيير جهودنا ومقارباتنا وتصوراتنا وحقائقنا, مع هذا الاعتقاد، يجب علينا تغيير معاييرنا الحالية وأولوياتنا وسلوكنا وأسلوبنا, إذا حدث هذا، يمكننا التحدث عن الثورة المعرفية, إذا لم يكن الأمر كذلك، تتم مناقشة بعض الحقائق فقط ، لكنها تبقى حبيسة المكان الذي تتم مناقشتها فيه، ولا يتم تطبيقها, ولا يتم صقلها في الشخصية, ومع ذلك فإن المطلوب هو أن يتم تمثيله شخصيًا, أي أنه يتحول إلى ثورة شخصية.