مرت تسع سنوات على الإبادة الجماعية التي تعرض لها المجتمع الايزيدي في شنكال في الثالث من آب عام 2014 على يد مرتزقة داعش الإرهابي، حيث الجأ الآلاف من الشعب الإيزيدي إلى جبال شنكال لحماية أنفسهم وبعد وصول 12 مقاتلاً من قوات الدفاع الشعبي “الكريلا” الذين تم إطلاق تسمية “12 فارس الحرية”، وبدأوا بتدريب الشبيبة للبدء بعملية تحرير شنكال من يد مرتزقة داعش.
قبل أن يبدأ مرتزقة داعش بهجمات الإبادة على قضاء شنكال، قامت قوات تابعة لحزب الديمقراطي الكردستاني والتي تطلق على نفسها باسم “البيشمركة” بالهروب من القضاء، دون إطلاق أية رصاصة على مرتزقة داعش، وتركوا الايزيديين دون عتاد أو أسلحة، حيث قامت مجموعة صغيرة مؤلفة من “12 مقاتلاً من قوات الدفاع الشعبي” بالنزول من الجبال والتوجه إلى شنكال بروح التضحية وإيقاف الإبادة” للدفاع عن قضاء شنكال وتدريب الايزيديين على حماية أنفسهم من هجمات الإبادة على القضاء وعلى مجتمعهم، حيث كانت أهداف مرتزقة داعش هي القضاء على المجتمع الايزيدي بشكل كامل.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال لإعادة المهاجرين الإيزيديين، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني وحلفاؤه بالتعاون مع دولة الاحتلال التركي وبعض من أعضاء الحكومة الاتحادية، في إطار “اتفاقية 9 تشرين الأول” ضد نظام الإدارة الذاتية في شنكال، يعملون على تقويض الاستقرار والأمن في القضاء، وإيقاف كافة الطرق لعدم السماح لأي نازح بالعودة.
ومن هنا يبدأ دور الاحتلال التركي بالقصف المستمر عبر الطائرات المسيرة والحربية على شنكال، وذلك لزعزعة أمن واستقرار القضاء وبث الرعب وكسر إرادة المجتمع الإيزيدي، الذي دافع عن نفسه وحرّر نفسه من مرتزقة داعش وترهيب الإيزيديين النازحين من العودة إلى ديارهم، ولكن رغم كل المخططات التي تّحاك ضد قضاء شنكال والاعتداءات والتفجيرات، فإن أهالي شنكال يعودون إلى ديارهم وموطنهم.
وفي هذا السياق، ومنذ بداية شهر نيسان من العام الحالي 2023، عادت 123 عائلة من المخيمات إلى بلدة سنونيه التابعة لقضاء شنكال، بالإضافة إلى عودة نحو 250 عائلة من مدينة الموصل إلى ديارهم، حيث إن أغلبية العوائل النازحة التي عادت إلى قضاء شنكال استقرت في قرية سيبا شيخ خضر.
وأوضحت العوائل التي نزحت من القضاء وعادت إليه خلال هذا العام لوكالة روج نيوز" أن أفضل قرار لهم هو العودة إلى أرضهم وقريتهم رغم كل الآلام والصعوبات، وأن كل شيء سيكون على ما يرام وسيعيدون بناء منازلهم وبث الحياة في حقولهم وأرضهم".