كتب عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، مقالاً لصحيفة سرخبون بمناسبة الذكرى السنوية الـ 44 لتأسيس حزب العمال الكردستاني.
وذكر قره يلان في بداية مقاله، أن احتلال الدولة التركية لشمال كردستان ليس نظام احتلال عادي، وقال: أن "الاحتلال المفروض على كردستان هو في الأساس نظام تطهير عرقي وإبادة جماعية، ومن خلال مواصلة هذا النظام، فأنهم يسعون للقضاء على الشعب الكردي بأكمله، وإبادته من جميع النواحي، ولهذا السبب، يسود مفهوم عنف بلا رحمة".
الدفاع عن النفس هو معيار المجتمع الحر
وأشار مراد قره يلان الى المقاومة الحالية في كردستان، قائلاً: "حرب الشعب الثورية التي نخوضها في كردستان، هي حرب مشروعة، لا يمكن الاستغناء عنه، لأن الهجمات تستهدف جميع أشياءنا، من خلال مفهوم الإبادة وسياسات الإبادة الجماعية يتم فرض الإبادة على هذا المجتمع، ومن اجل منع ذلك، ومن أجل ان يكون موجوداً وحماية حقه في الحياة، يقوم المجتمع بالمقاومة، هذه المقومة مقدسة، وحق الحياة حق مقدس، وهو حق مشروع، وفي هذا الإطار، أن المقاومة التي تبدي في كردستان هي مقاومة مقدسة ومشروعة، وإن حرب الشعب الثورية التي تخاض بهذا الشكل، هي للبقاء والوجود، وتصميم على الإرادة والدفاع عن النفس، وهذه هي طبيعة وأسس حرب الشعب الثورية التي تخوض حالياً في كردستان.
باختصار، إن المعيار الأساسي لنموذجنا للمجتمع الإيكولوجي الذي يستند على حرية المرأة، هو مقياس للدفاع عن النفس، لأن الكائنات التي لا تستطيع حماية نفسها بقوتها، لا يمكنها أبداً أن تستمر في وجودها".
المبادئ الأربعة الأساسية لحرب الثورية للشعب
وأشار عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، إلى أن الممارسة والنتائج التي تم الحصول عليها من مقاومة مناطق الدفاع المشروع، هي من أجل حماية الوطن ومن أجل كل قوة، تجربة ونتائج مهمة، وأضاف: "أن "الكريلا، الشعب، وقوات الدفاع عن النفس، إذا كانوا هم المبادئ الأساسية الثلاثة للحرب الشعب الثورية، فأن المعيار الرابع هو" الحرب تحت الأرض" وفي عصر الحرب الشعب الثورية أن أسلوب الحرب تحت الأرض هي عامل رئيسي.
النضال العملي الحالي في كردستان هو إستراتيجية جيدة، بحيث إنه إلى جانب المستوى المتقدم للحرب تحت الأرض، هو حرب فرق الكريلا المحترفة، وهذه إستراتيجية مهمة للغاية، وفي مواجهة تهديدات لدولة الاحتلال التركي القاتلة والمبيدة، إزاء هجماتها على روج آفا، فإذا اتخذت روج آفا إطار هذه التكتيكات أساساً لها، على سبيل المثال، إذا عرض نهج صحيح لحرب الشعب، تنظيم الدفاع عن النفس، يجب تنظيم الحرب وفق احترافية القوة المحاربة وأن تعتمد على حرب تحت الأرض، أياً كانت هجمات الجيش فأنه سيهزم، فأن النضال العملي الذي تم تطبيقه في منطقة زاب، آفاشين، ومتينا لمدة عامين، هو مثال ملموس على هذا الواقع، لذلك، فإن المقاومة في زاب، آفاشين ومتينا مهمة جداً، إنها قيمة من ناحية إرادة شعب كردستان، وأيضاً من ناحية المساهمة التكتيكية الدولية".
وذكر مراد قره يلان خلال مواصلة مقاله، أنه خلال مجرى التاريخ، خلال الفترة العثمانية وأيضاً خلال الجمهورية التركية، لم تكن هناك أبداً مقاومة مستمرة منذ 8 أشهر في جبهات الحرب ذاتها بلا توقف، في أي من المقاومات الكردية، وقال: "صحيح لقد استمرت مقاومة آغري لمدة 4 سنوات، لكن الحرب كانت متقطعة، وفي كل مرة استمرت لعدة أيام، حتى أنه بعد مجزرة منطقة زيلان، أجبر المقاومون على التراجع بعد تعرضهم لهجوم واسع، وانسحب الباقون أيضاً إلى شرق كردستان، باختصار، لم تكن هناك مقاومة بلا انقطاع لمدة 8 أشهر في جبهات الحرب ذاتها مثل التي تجري في يومنا هذا، هذا مستوى جديد من المقاومة التي تُخاض في كردستان، وهو يظهر مستوى تصميم وإرادة شعبنا في مواجهة دولة الاحتلال التركي القاتلة".
مبادئ الشعب والدفاع عن النفس ليسا على مستوى كافٍ
وصرح مراد قره يلان، أنه يوجد العديد من ديناميكيات مختلفة للنضال، والجزء الأكثر الأهمية من ذلك هو مقاومة مقاتلو حركة التحرر الكردستانية، والتي تظهر اليوم بمنظور الحرب الشعب الثورية.
وقال قره يلان: "حسناً، هل يتم خوض حرب الشعب الثورية بشكل كاف؟ بلا شك، لا، لقد تحدثنا عن أربعة مبادئ للحرب الشعب الثورية، يتم خوض النضال في الوقت الراهن في مناطق الدفاع المشروع وأيضاً في كردستان على مبدأين، يعني يوجد الكريلا وهناك إرادة إلى حد ما، ويظهر التشكيل التكتيكي لقوات الكريلا، مقاومة إلى مستوى ما، كما أنه أيضاً يعتمد فكر حرب الشعب الثورية على نظام تحت الأرض، لكن عمودها الشعب والدفاع عن النفس لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب".
وذكر عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، إن الشعب الكردي لديه موقف حازم، وقال: "أظهر شعبنا في الآونة الأخيرة، موقفه الحازم في أوروبا، روج آفا، شنكال، مخمور، سلوبي، وإسطنبول، لكن هذا ليس مستوى حرب الشعب الثورية، وفي هذا الصدد، بالتأكيد لدينا أوجه قصور، ولا ننتقد الشعب، في البداية علينا أن ننتقد أنفسنا، يجب أن نرى قصورنا ونأخذه في عين الاعتبار، إذا كان يوجد مشكلة تنظيمية في الساحة الاجتماعية اليوم، هذه هي مشكلة حركتنا، مؤسساتنا وكوادرنا، هناك أوجه قصور في هذا الأمر، كما أنه يوجد أوجه قصور جدية تحتاج إلى حل، ويجب حل المسائل الخاطئة في تنظيم الدفاع عن النفس وتنظيم حركة الانتفاضة".
يمكن ضمان حرية كردستان والقائد أوجلان من خلال الحرب الشعب الثورية
وقال مراد قره يلان في ختام مقاله: "إذا أوصلنا حرب الشعب الثورية إلى مستوى مطلوب وخوضها بهذا المستوى، بالطبع سنحقق النتيجة، وحينها ستتحقق الثورة، وحينها ستضمن حرية كردستان، وحرية القائد عبد الله لأوجلان، كما أنه سيتحقق التغيير والديمقراطية في تركيا".