تحدث أحد القياديين في قوات الدفاع الشعبي، بيزار سمسور، عن بطولة أحد قياديي قوات الدفاع الشعبي الشهيد بدرالدين آمانوس، الذي ارتقى إلى مرتبة الشهادة في 17 تشرين الأول 2022 في منطقة آمانوس.
وأفاد القيادي بيزار سمسور، أنه رأى القيادي بدر الدين آمانوس في منطقة قنديل عام 2007 و2008، وقال: "جذب الرفيق بدر الدين الانتباه بموقفه، لأن موقفه كان موقفاً انضباطياً وصميمياً، كان الرفيق بدر الدين يدرس الكتب، ويبحث، وفي الوقت نفسه كان يدرب رفاقه الكريلا الذين معه، كان يستمع للأشخاص، ويحللهم وكان يقيمهم حسب نفسية الشخص الذي كان أمامه ويقدم يد المساعدة له.
كان الرفيق بدر الدين من أصل يوروك من منطقة كارمان، وتعرف على حزب العمال الكردستاني وانضم إلى صفوفه، وأخذ مكانه في نضال الكرد وكردستان، لقد سار الرفيق بدر الدين على خطى كل من حقي قرار وكمال بير، عندما كنا نقول له ’يا رفيق بدر الدين، أننا نراك مثل الريادي حقي قرار وكمال بير‘، كان يذهل ويقول ’هل سأستحقهما أم لا‘، كان دائماً متواضعاً، لقد ذهبنا إلى مناطق مختلفة عام 2009، وفي عام 2014، توجهنا إلى آيالة الانتقام، سمسور.
ولقد رأينا بعضنا البعض في منطقة آمانوس عام 2018، وكانت فترة لقائنا الأخير قد مر عليه 10 سنوات، وفي ذلك الوقت، كنا نشعر باليأس بعض الشيء بسبب استشهاد بعض من رفاقنا، لكن، شعرنا بالسعادة والسرور لمقابلة بعضنا البعض بعد مرور سنوات عديدة، كان الرفيق دلكاش معنا أيضاً، وتحاورنا حتى الصباح، آنذاك، كنا أحياناً سعداء، وأحياناً كنا حزينين، لقد تم تعيين الرفيق بدرالدين للقيادة في آمانوس 3 مرات، وناضل في التسعينات وذهب حتى إلى منطقة كرمان، لقد تعلم الكريلاتية من الرفيق ساري إبراهيم، وكان يتحدث دائماً عنه، حيث أنه تعلم كل شيء معه، لقد أحبط الرفيق إبراهيم العدو بمقاومته ونضاله، ولقد نشأ الرفيق بدر الدرين مع هذا القيادي، كلما ذهب الرفاق الكريلا إلى آمانوس لأجل مهامهم وخلال عودتهم كانوا يتحدثون عن موقف الرفيق بدر الدين وشخصيته الريادية.
الرفيق بدر الدين هزم العدو بمقاومته
وذكر القيادي بيزار سمسور، أن العدو كان يقول للشعب ’سنقتل بدر الدين وسنحتل آمانوس‘، وتابع قائلاً، " العدو كان يقول، ’إذا لم يكن يتواجد بدر الدين في منطقة آمانوس، لكانوا سينجحون في احتلالها‘، لأن العدو كان يعرف الرفيق بدر الدين آمانوس جيداً، كان الرفيق بدر الدين مقاتلاً في آمانوس، وقضى نضاله العملي كله في آمانوس، عندما كان يسمع العدو صوت الرفيق بدر الدين عبر جهاز اللاسلكي، كان يبدأ بعمليات عسكرية على الفور، لهذا السبب، لقد منعنا الرفيق بدر الدين التحدث عبر الجهاز، كان العدو يشن هجماته على الرفيق بدر الدين كثيراً، لكن الرفيق بدر الدين دائماً كان يهزم العدو بأسلوبه، مقاومته، ونضاله.
كان الرفيق بدر الدين يعطي أهمية كبيرة لكسب الأشخاص، على سبيل المثال، كانت هناك منطقة، كان جميع أهالي تلك المنطقة من الشعب التركماني ويوروك الذين لم يكونوا من مؤيدينا، لكن، رفاقنا طورو علاقة معهم على مدى سنوات، لكن شعوب تلك المنطقة لم يصدقوا أبداً ادعاءات دولة الاحتلال التركي تحت اسم ’الإرهاب‘، وكنا نذهب إلى هناك في بعض الأحيان، عندما كانوا يروننا، كانوا يقولون ’ها قد جاء أبن خالي أو أبن عمي إلينا‘، كان هناك ساحة، كان قد شكل الرفيق بدر الدين تأثيراً كبيراً على الأشخاص هناك، عندما كنا نذهب إلى هناك، أرادوا أن يعطونا كل ما لديهم، لم يشتكوا أبداً، وفي أحد الأيام، ذهب الرفيق بدر الدين إلى هناك برفقة رفاقه، ورأى راعياً، ذهب إليه، وسلم عليه، خاف الراعي في البداية، ثم ينظر إليه الرفيق بدر الدين، فأنه راعي عجوز، ملابسه ممزقة، شعره مجعد، وقال بدر الدين له، خالي لماذا لا تقص شعرك، أليس لديك أولاد؟، ويرد الراعي بأنه ليس لديه الإمكانية، هذا صحيح، أن معظم أهالي اليوروك فقراء، يأخذ الرفيق بدر الدين المقص من أحد رفاقه ويقول ’يا خالي، تعال إلى حافة النهر‘، الراعي العجوز يخاف قليلاً مما سيحدث له، ويقول للرفيق بدر الدين، لم أفعل لكم أي شيء.
يأخذه الرفيق بدر الدين بإصرار إلى حافة النهر ثم يقص شعره ولحيته، ويحممه، عندما يفعل الرفيق بدر الدين هذا، كان لا زال الراعي يشعر بالخوف، لكنه فيما بعد يفكر بأن هؤلاء الأشخاص مختلفين، ثم يعانق الرفيق بدر الدين ويقول له ’أنت أبني، كل ما احتجت إلى شي، تعال إلي‘، وأصبحت عائلة الراعي هكذا حتى النهاية، لقد توفي الراعي العجوز في وقت لاحق، لكن ابنه وأحفاده كانوا دائماً يقتربون منا. كانوا يطلقون على الرفيق بدر الدين، اسم الجميل، ويقولون، ’الجميل فعل شيئاً كهذا من أجل والدنا، إنها وصية والدنا، لا نشتكي أبداً عندما يأتي أبناء الأعمام، وأن يقوموا كل ما هو مطلوب لأجلهم‘، هكذا اقتربت منا عائلة الراعي العجوز، ليس فقط العائلة، كل أقاربهم كانوا يقتربون منا على هذا النحو، كانت هناك بعض العائلات التي كانت تعمل الدعاية لنا بشكل سري، عندما كانت تأتي عائلة جديدة إلى المنطقة، كانوا يقولون لها، ’لا تؤذي هؤلاء الرفاق، لن يؤذوننا، أنت لا تؤذيهم، لا تشتكوا عليهم‘، لأن الدولة التركية كانت تقول لنا وتدعي بالقول ’إنهم إرهابيون، إنهم يقسمون بلادنا، أنتم أتراك، ويجب أن تبلغونا أينما رأيتموهم‘، لكن الرفيق بدر الدين اكتسب محبة الناس المتواجدين في تلك المنطقة".
قدم روحه فداءً لأجل حرية الكرد وكردستان
وذكر القيادي بيزار سمسور إن استشهاد القيادي في قوات الدفاع الشعبي بدر الدين آمانوس كان له أثر كبير عليهم، وقال: "كان الرفيق بدر الدين رفيقاً أمميياً، انضم إلى حركتنا عام 1993، لقد ناضل في منطقة ديرسم لفترة ثم في آمد وبالتالي توجه إلى ساحة القيادة، لقد عانى مؤخراً من مشاكل صحية، لكنه لم يقل أبداً إنني لا أستطيع فعل ذلك، كان يقول لي دائماً ’أنتم أقنعوا أنفسكم، حتى لو بقيتم 3 أو 4 أشخاص فقط في مكاناً ما، لا تتخلوا عن أرضكم، وواصلوا مقاومتكم ونضالكم‘، لقد أصبح الرفيق بدر الدين مقاتلاً جديراً بمسيرة مقاومة الرياديين حقي قرار وكمال بير، وتبنى إرث مقاومتهم حتى لحظة ارتقائه إلى مرتبة الشهادة، وسار على خطى رفاقه كمال بير وحقي قرار، وعلى هذا الأساس، أننا سنواصل مقاومة رفاقنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية الكرد وكردستان ".
استشهد الرفيق بدر الدين آمانوس الاسم والنسبة (إبراهيم شنكول) برفقة الرفيق آيدن آمانوس (إسماعيل أرباي) في 17 تشرين الأول 2020، خلال قيامه بمهامه القيادية في منطقة آمانوس.