أمٌ تواري جثمان ولدها الشهيد الثرى في يوم نوروز
أميرة فؤاد، تلك المرأة الايزيدية التي وارت جثمان ولدها الشهيد الثرى في عفرين المحتلة، ولا زالت تقاوم في مناطق الشهباء على أمل العودة إلى عفرين والخلاص من الاحتلال والظلام.
أميرة فؤاد، تلك المرأة الايزيدية التي وارت جثمان ولدها الشهيد الثرى في عفرين المحتلة، ولا زالت تقاوم في مناطق الشهباء على أمل العودة إلى عفرين والخلاص من الاحتلال والظلام.
اضطر الآلاف من أهالي مدينة عفرين ترك منازلهم وديارهم قسراً بسبب الإرهاب التركي واحتلال مدينة عفرين، والنزوح إلى مقاطعة الشهباء، ومن بين هؤلاء النازحين يقاوم 7 آلاف إيزيدي الآن في الشهباء ويأملون العودة إلى وطنهم ذات يوم.
ومن بين هؤلاء، توجد الإيزيدية أميرة فؤاد البالغة من العمر 66 عاماً من قرية قباره بريف عفرين، استشهد ابنها وابن أخيها في 18 آذار جراء هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها عندما احتلت المدينة.
وارت الأم أميرة جثمان ابنها الشهيد الثرى بنفسها في يوم نوروز، لكن المحتلين لم يسمحوا لهم بالذهاب لزيارة ضريح أبنها، ومن ثم خطف المحتلون زوجها فيما بعد أطلقوا سراحه مقابل فدية مالية، كما أنهم تعرضوا للتعذيب عدة مرات من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وبرغم من جميع هجمات دولة الاحتلال التركي تقاوم الأم أميرة فؤاد مع عائلتها في مقاطعة الشهباء وتأمل أن يعودوا يوماً ما إلى عفرين.
ونزحت الأم أميرة فؤاد إلى مقاطعة الشهباء قبل احتلال مدينة عفرين بعشرة أيام نتيجة القصف والهجمات العنيفة التي شنتها دولة الاحتلال ومرتزقتها، وثم عاد ابنها الشهيد فؤاد إلى عفرين، حيث استشهد هو و ابن خاله عبدو في 18 آذار 2018 على طريق جندريسه إثر قصف الاحتلال التركي لإحدى المباني، ولأجل استلام جثامين أبنائها توجهت الأم أميرة إلى عفرين.
وتحدثت الأم أميرة عن ذلك اليوم، وقالت: ألقوا جثمان ابني وأبن أخي أمامنا على الأرض، وكان وجه ابني منتفخاً والدم ينزف من فمه، وأخذنا جثمان فؤاد وعبدو و ودعناهما إلى مثواهما الأخير في مقبرة قريتنا قيباره، وكان يوم مراسم ابني هو يوم نوروز.
وبعد ثلاثة أيام من الدفن توجهنا صوب جبل الأحلام، ولم تسمح لنا مرتزقة دولة الاحتلال بالذهاب إلى الشهباء، وبقينا هناك لمدة ثلاثة أيام ونحن جائعين ودون مأوى، وبعدها سمحوا لنا بالعبور وإكمال طريقنا إلى الشهباء.
وأفادت الأم أميرة خلال مواصلة قصتها، أن مرتزقة السلطان مراد وفرقة المعتصم والحمزات كانوا قد تمركزوا في قريتهم، وعندما عادوا إلى القرية، ذات يوم جاء المرتزقة إلى منزلهم ورفعوا السلاح في وجههم، وقالوا لهم: أنتم كفار، وسوف نقتل جميع الإيزيديين.
وقالت الأم أميرة: أجبتهم بأننا لسنا كفاراً، وتليت عليهم آيات عديدة من القرآن، وهكذا تمكنت من النجاة بنفسي، وإلا لكانوا قد قتلوني، بقينا في القرية لمدة 3 أشهر، وخلال هذه الشهور الثلاثة تم مداهمة منزلنا وتعرضنا للتعذيب على يد المرتزقة ثلاث مرات.
وأقدمت مرتزقة الاحتلال التركي على مداهمة منزل الأم أميرة للمرة الثانية واختطاف زوجها، حيث تقول الأم أميرة بأن أخبار زوجها انقطع عنها لمدة 12 يوماً، فاضطرت إلى التوجه إلى مركز مدينة عفرين المحتلة لأجل السؤال عن مصير زوجها لدى الاحتلال التركي ومرتزقته؛ وتصطدم بالمطالبة بفدية قدرها (5000) دولار أمريكي لأجل إطلاق سراح زوجها.
وتقول الأم أميرة: بحثت لأجل جمع المال المطلوب للفدية في العديد من الأماكن ومقاطعة الشهباء، حيث تمكنت من تأمين المبلغ المطلوب للفدية، ومن ثم ذهبت مرة أخرى كان الأشخاص نفسهم الجالسون، أخذوا مني المال وأطلقوا سراح زوجي.
وأفادت الأم أميرة أنه بعد الإفراج عن زوجها بأيام قليلة داهمت مرتزقة الاحتلال التركي منزلهم مرة أخرى، وقالت: بحثوا في منزلنا وألقوا كل محتويات المنزل وكتبنا الايزيدية المقدسة على الأرض ودهسوا عليها، ووجهوا سلاحهم نحونا وقاموا بتهديدنا بالقول: " الإيزيديون كفار، وسوف نقتل جميع الايزيديين".
وقالت الأم أميرة فؤاد الإيزيدية في نهاية قصتها: إنهم يرتكبون جرائم وحشية في عفرين، لم يترك المحتلون أي أثر للحياة، مطالبنا هي طرد الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابية من عفرين، و العود إلى أرضنا وديارنا.