لقد بنت حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، منذ بداية حكمها سياستها على ممارسات العنف والحرب بحق الشعب الكردي، وبهذه الطريقة تغتصب المناطق الكردية، وتستغل اللغة الكردية وهويتهم.
تقدم حكومة العدالة والتنمية والحركة القومية وعوداً للشعب دوماً قبل إجراء الانتخابات، لكنها تعود إلى سياسات الحرب بعد انتهاء فترة هذه الانتخابات، في العام الماضي أعلنت، أنه ستكون هناك دروس كردية اختيارية في المدارس الإعدادية، لقد وضع رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان، دروس الكردية الاختيارية على جدول الأعمال، بهدف عرقلة المطالبة بتعليم باللغة الكردية الأم، وأدلى تصريحاً وقال، "لقد قمنا بحل المسألة الكردية، ولم تبقى هناك مشكلة كردية".
وخلال العامين الماضيين، تبين أن حزب العدالة والتنمية ليس جاداً بشأن هذه المسألة وقد استخدمتها كأداة انتخابية، لا يتم تدريس اللغة الكردية الاختيارية في مدارس مدينة وان، وفي هذا الإطار، تقدم السلطات قائمة من الدروس الدينية للأطفال الكرد الذين يطلبون دروساً كردية اختيارية، وبهذه الطريقة يدفعون الطلاب لاختيار دروس مختلفة ويعيقون اختيار اللغة الكردية، تقول السلطات للعائلات التي تقدمت بطلبات لأجل تسجيل أبنائها: "الآن ظروفنا غير مناسبة، قدموا طلبكم مرة أخرى في العام المقبل"، لا تسمح السلطات بتدريس الطلاب الدروس الكردية الاختيارية في مدارس وان، باستثناء مدرسة واحدة.
هناك مدرسة واحدة في كامل مدينة وان
وتحدث رئيس نقابة التعليم (Egîtîm-Sen) في مدينة وان، مراد آتاباي، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول هذه المسألة، وصرح أن نقابة التعليم تدافع عن الحق في التعليم باللغة الكردية الأم، وتسلط الضوء على خطأ الدرس الاختياري منذ البداية، وذكر آتاباي، أن الحكومة قد استغلت هذا الوضع واستخدمته في الانتخابات، وقال: "أنهم يقطعون الوعود كل مرة للمجتمع بهذا الصدد، ويخدعون المجتمع ثم لا يوفون بوعودهم هذه، في الوقت الراهن، لا يتم تدريس اللغة الكردية الاختيارية في مدينة وان، باستثناء مدرسة واحدة فقط".
وأوضح آتاباي أنه على الرغم من المطالب من أجل اللغة الكردية، فأنهم يوجهون الطلاب في المدارس لتلقي الدروس الدينية، وتابع قائلاً: " يتم فرض الدروس الدينية بشكل إجباري، نحن نتابع هذه المسألة لفترة طويلة، الحكومة تقدم الدروس التحضيرية للأطفال، يقولون ’اختر هذا، اختر ذاك‘، ولا يعينون المعلمين لأجل اللغة الكردية، يتم تعيين اثنين أو ثلاثة من المعلمين فقط سنوياً، ويقولون أيضاً بالنسبة للعائلات والطلاب الذين اختاروا الدروس الكردية الاختيارية أن ظروفنا غير مناسبة لهذه الخطوة، باستثناء مدرسة واحدة، هناك مدرستان لا يتم فيها التعليم باللغة الكردية ".
جعلوا التعليم باللغة الكردية درس اختياري والدروس الدينية إجباري
قال آتاباي في نهاية حديثه، "السلطات قد فرضت دروس دينية أيضاً العام الماضي، وفي نفس الوقت، حكومة حزب العدالة والتنمية، والمحافظة، ومديريات التعليم الملي في المدن والنواحي، جعلت من الدروس الدينية الاختيارية إلى دروس إجبارية، يتم تعيين معلمي هذه الدروس الدينية على الفور، نحن نتدخل في هذا الأمر، ولكننا نحمي التعليم باللغة الأم، مطلبنا هو التعليم باللغة الأم وليس درس اختياري، نحن نرفض فرض الدروس الاختيارية على الطلاب، سنتابع هذا الموضوع بجدية في الأشهر المقبلة".