المؤتمر الوطني الكردستاني يعيد إحياء ذكرى ضحايا مجزرة الأنفال

قام المؤتمر الوطني الكردستاني بإعادة إحياء ذكرى مئات الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا في المجزرة التي ارتكبها نظام صدام حسين الدكتاتوري، والتي عُرِفت بمسمّى"الأنفال".

تمّ تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية المسماة "الأنفال" ضدّ الكرد، وذلك بين شهري شباط وأيلول من عام 1988، حيث قُتِلَ ما يقارب 200 ألف شخص جراء ذلك، وفي الإبادة الجماعية التي جرت على مراحل عديدة، يحتلّ قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي في 16 آذار في عام 1988 مكانة عميقة في ذاكرة الإنسانية.

وضّح المتحدّث باسم المؤتمر الوطني الكردستاني عبر بيان كتابي حول هذا الموضوع ما يلي:

"لقد واجه الشعب الكردي عبر التاريخ العديد من الجرائم الدولية كالإبادة الجماعية. حيث استخدم غزاة كردستان كلّ قوتهم لتدمير الشعب الكردي، ولكن كلّ دكتاتور لقي حتفه وظلّ شعبنا حرّاً أبيّاً، وخلال المائة عام الماضية، وفي جميع أنحاء كردستان، تمّ تنفيذ خطط لا تمتّ بأيّ صلة للإنسانية ضدّ شعب كردستان، وحتّى في تلك الفترة لم يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلّ مناسب لقضية الكرد المشروعة، وفي نفس الوقت الذي تمّ فيه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عن اتفاقية حظر جرائم الإبادة الجماعية، تعرّض شعبنا لمجزرة الانفال وقُصِف بالمواد الكيميائية!

لقد مرّ 35 عاماً على مجزرة الانفال التي ارتكبها نظام البعث في جنوب كردستان، وكان هدف نظام البعث إبادة كلّ شعب كردستان بكلّ أطيافه، ولكن خطة الغزاة باءت بالفشل، وبعد 35 عام لم تتمكّن حكومة العراق وإقليم كردستان من تلبية احتياجات ذوي ضحايا الانفال والمنطقة، ولم يتمّ تعويضهم بأيّ شكل من الأشكال، وحتّى على الصعيد الدوليّ لم يتمكّنوا من وضع ملف الإبادة الجماعية لكردستان على مرأى ومسمع العالم بأسره.

ولم تفتح قبور الضحايا بعد، وأقاربهم بانتظار رفات ضحاياهم، حيث يجب إدراج جريمة الأنفال ضمن البرامج التعليمية.

كما ندعو جميع الجهات المسؤولة إلى وضع استراتيجية وطنية لقضية الانفال، حيث أبدا ذوي الضحايا امتعاضهم الشديد حول لامبالاة الحكومة والبرلمان تجاه قضيّتهم، وعلى جميع المسؤولين في العراق والمنطقة أن يأخذوا غضب الناس على محمل الجد وأن يسعوا جاهدين إلى إيجاد حلول لمشاكلهم.

في الذكرى الخامسة والثلاثين للأنفال ننحني إجلالاً واحتراماً أمام جميع الضحايا ونرسل تحياتنا إلى أُسر ضحايا الأنفال."