"الحجاب السيء"... من ايديولوجية ايران الى ايديولوجية داعش

قالت عضوة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمرستار روكان احمد بأن النظام الايراني لايختلف عن ايديولوجية داعش الارهابي الذي يقمع المرأة وينتهك حقوقها، واكدت بأن مقتل الفتاة الكردية جينا اميني جريمة بحق جميع النساء .

ان قمع الحريات التي اعتمدت عليها الدولة الايرانية لبناء منظومة كاملة عبر القوانين التي تحرم فئات عديدة من حقوقها منهن المرأة التي تُقمع يومياً على يد النظام الايراني ، لقدعانت المرأة الايرانية ومنذ التاريخ الى الكبح والقمع وسلب حريتهن منهن الكثير من النساء الايرانيات اللواتي فقدن حياتهن على يد النظام الايراني ومنها

الفتاة العشرينية جينا التي ذهبت برفقة اسرتها من مدينة سقز ، في كردستان غرب ايران الى طهران بغرض السياحة الى ضرب مبرح مما ادى الى وفاته على يد دورية شرطة الاخلاق لمجرد ارتدائها" الحجاب السيئ" بحسب وصف النظام الايراني .

وفي هذا السياق تحدث لوكالتنا عضوة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار روكان احمد والتي قالت في بداية حديثها بأن المرأة تتعرض للظلم والاضطهاد وكانت جميع الانظمة القائمة وبالذهنية الذكورية تتأخذ المرأة كأنها مادة او سلعة في اطار ارضاء الرجل فأن جميع الانظمة السائدة والانظمة  الدولتية والسلطوية وانظمة الطبقات كانت تستعبد المرأة فقط، فأن جميع هذه الانظمة كانت على حساب حرية المرأة فكما قال القائد عبد الله اوجلان بأن " المرأة هي المستعمرة الاولى وان لم تتحرر المرأة لا يمكن تحقيق حرية المجتمع " عملت الانظمة الرأسمالية باستخدام المرأة لتحقيق الربح الأعظم  في كافة المجالات الحياتية كما وان الأنظمة  الراديكالية المتعصبة التي أستخدمت الدين كشعارات وقيدت المرأة بلباس متحشم وهناك الكثير من علماء الدين الذين قالوا بأن المرأة هي السبب  في الفتنة والفساد ووصفوها  بشكل مسيئ ولذلك فقط قيدوا وحكموا عليها بأن تكون المرأة للمنزل فقط وسلبوا منها جميع حقوقها دون محاسبة الرجل وحاصروا  الدين والشرف في جسد المرأة

واكملت روكان حديثها بالقول بأن جميع الأنظمة المتواجدة هي ضد المرأة بعديد من الاشكال وهذا ما نؤكده يومياً من خلال التواصل مع نساء على مستوى شرق الاوسط وعلى المستوى العالمي كون قضية المرأة تمثل قضية جميع النساء ، ودائماً تتعرض المرأة الى الاضطهاد وهناك اوجه التمييز التي تستخدم دائماً باضطهاد المرأة وان كافة الانظمة غير منصفة بحق المرأة وعلى وجه الخصوص الدولة الايرانية نحن نرى بأن الدول الاوروبية والكثير من الدول قد وضعت اتفاقيات ومعاهدات دولية بصدد حماية حقوق المرأة وبعض من الدول وقعت عليها وبعض منها  التزمت بها كم ان عقوبات الاعدام قد تم الغاؤها في كثير من الدول الا ان النظام الايراني نظام الملالي نظام منغلق على ذاته ومتعصب ولا يقبل التغيير ويقمع كافة الحركات المناهضة لها خاصة الحركات التحررية التي تسعى الى التحررمن الانظمة الراديكالية والديكتاتورية الايرانية والتي تعتمد على المركزية وبهذا نرى بأن كافة الانظمة المستبدة قائمة على تقييد النساء والحد من تطلعاتها نحو الحرية واستغلال الدين لكبح حرية النساء والخشية من الانتفاض بوجه هذه الانظمة

واشارت روكان في حديثها الى الانظمة القائمة على الذهنية الرجعية والذهنية الذكورية التي نرى منها اشكال عديدة في النظام الايراني الذي يعتمد على نظام الرجم والاعدام حيث يتم مخالفة ومحاسبة النساء تحت مسمى الالتزام بالحشمة او مخالفة قوانينهم التي سنت و وضعت لقمع حرية المرأة وعدم السماح لها بفتح اي مجال للوصول الى حريتها  وتحت اسم الالتزام بالقوانين يتم ردع اي حركة تحررية وقمع النساء من قبل الشرطة الارشادية وهنا نلاحظ بأن هذا الاسلوب لا يختلف عن النظام الارهابي الداعشي الذي ارتكب العديد من المجازر والانتهاكات بحق النساء ومحاسبتهم من قبل الحسبة  التي كانت تتجول في الشوارع ويقومون بمحاسبة النساء اللواتي لم يرتدين النقاب فهذه الذهنية المتعصبة الذكورية تتشابه اينما وجد هذا التنظيم الداعشي الذي ارهب العالم من تعصبه بحق المرأة واستخدمهن كسبايا واليوم نرى وبنفس الايديولوجية في الدولة الايرانية التي لا تتحلى ببعض من القواعد والالتزام بالقوانين الدولية التي تنص على حماية المرأة الا ان الدولة الإيرانية لا تقبل بتدخل المنظمات  الانسانية والحقوقية في نظامها الذي يستند على ايديولوجية دينية

واكملت روكان حديثها بالقول كون النظام الايراني هو نظام مركزي رادع لأي حركة نسوية تحررية تناهض نظامها ونرى وبشكل يومي الاعدامات والرجم والاعتقالات التي تحصل في ايران وخاصة الممارسات التي ترتكب بحق الشعب الكردي كون الشعب الكردي موجود وله حقوق ولغة وثقافة لذا نرى سعي الدولة الايرانية الى قمع هذه الحركات من خلال الاعدامات الميدانية التي تحصل وذلك بهدف كسر ارادة الشعب الكردي وارادة جميع الشعوب لتقمع جميع الحريات وخاصة الشعب الكردي التي طالت الجميع ومنهم المعلمين والمعلمات الكرد امثال المعلمة زارا محمدي والمعلمة زهرة اللواتي كن يسعون الى تعليم اللغة الكردية للأطفال  وكما ايضاً تقمع الحركات السياسية وهذا ما حصل للرفيقة زنيب جلاليان التي كانت ضمن الحراك الثوري واصدر قرار بحقها بالإعدام ومن ثم خففت العقوبة الى السجن المؤبد بعد ضغط دولي من قبل الامم المتحدة ومنظمات العفو الدولي

واضافت " في صميم الدولة الايرانية التي تعمل ومنذ التاريخ على قمع كافة الحريات وخاصة حرية المرأة واكبر مثال على هذه الحوادث المأساوية التي تعرضت له الكثير من النساء في ايران ومنها الفتاة شلير التي تعرضت الى محاولة اغتصاب في قرية مريوان على يد ضابط في المخابرات الايرانية المدعو كوران القاسم مما دفعها  الى رمي نفسها من النافذة كي تتجنب عملية الاغتصاب ولم نرى الدولة الايرانية في ذلك الوقت سعت الى محاسبة الفاعل رغم ظهور مظاهرات ادانت هذه الحادثة وطالبت بمحاسبة كوران القاسم وحوادث كثيرة بحق الكثير من النساء ومنها اخر حادثة التي تعرضت لها الفتاة العشرينية جينا اميني التي تعرضت لضرب مبرح من قبل شرطة الاخلاق بسبب ظهور خصلات من شعرها  ولم ترتكب مخالفة  خارج عن القانون الا انه تحت مسمى الدين والحشمة تعرضوا بالاعتداء عليها مما ادى الى وفاتها ، ونرى بأن هذه الانظمة التي نشأت على هذه الذهنية الذكورية هي التي تعزز العنف والقتل والفساد الاخلاقي

واضافت " ان هذه الحادثة قد اثارت غضباً شعبياً واسعاً في ايران مما دفع الى الخروج بمظاهرات في مناطق عدة في ايران وفي الشرق الاوسط والدول الاوروبية ايضاً التي نددت بهذه الجريمة البشعة التي حصلت بحق جينا ، أن النظام الايراني بدل من محاسبة المرتكبين الا انها قمعت التظاهرة بالرصاص الحي وادى الى استشهاد شابين ، أن النظام الايراني يخشى من خروج تظاهرات وخاصة من قبل الحركة النسوية وان تكون المرأة هي مشروع الثورة في ايران كما عرفت ثورة روجافا بثورة المرأة فأن ذهنية النظام الايراني لا تختلف عن ذهنية النظام التركي الفاشي وذهنية داعش الارهابي الانظمة التي تسعى الى قمع الحريات

وفي ختام حديثها قالت عضوة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار روكان احمد " لا بد من انشاء آلية للدفاع اينما كانت للوقوف ضد هذه الانظمة التي تكون المرأة فيها في مخاطر كبيرة والتي تسعى اليها الانظمة المستبدة وبكافة قواتها على افشال اي حركة نسوية ولا بد منا تقديم الدعم والتكاتف النسائي لدعم اي ثورة تكون انطلاقتها من المرأة لكسر قيد من القيود التي تكبلها فتحقيق اي مكسب لاي ثورة واي امرأة، سيكون مكسب يحقق حرية جميع النساء .