الفراشة التي حطت على حذاء إيريش
الكريلا إيريش وقبل عدة أيام من استشهاده ، التقط مشاهد لفراشة حطت على حذائه وأرسلها، لقد خاطرت الفراشة بحياتها الممتدة ليوم واحد وحطت على حذاء أحد الكريلا.
الكريلا إيريش وقبل عدة أيام من استشهاده ، التقط مشاهد لفراشة حطت على حذائه وأرسلها، لقد خاطرت الفراشة بحياتها الممتدة ليوم واحد وحطت على حذاء أحد الكريلا.
هل ستكتب لها يا رفيق؟
إن لم أكتب فليكسر قلمي، هل لديك إلهام لتمنحه للكلمات؟
سوف يكون، أعدك!
هكذا قال الكريلا إيريش ورحل.
عندما تتعرفون في الجبال على أحد الكريلا، يبدأ قلمكم بكتابة قصة جديدة، وهذا الأمر يجعلكم تشعرون بالسعادة والحماس من جهة، ومن جهة أخرى أيضاً تجعلكم حزينين لأنكم سوف تنفصلون عن هؤلاء الكريلا الطيبين، وتحاولون في تلك اللحظة القيام بكل شيء، وتتعرفون في الطريق على أحد الكريلا، ومن ثم تتعرفون على آخر، حيث يتشكل كون كبير من عوالم مختلفة.
والكريلا إيريش باوار أيضاً خلق من خلال موقفه عالماً من الطيبة والعمل، فإذا ما سألتم أحد ما هو الجهد المبذول من أجل الوطن؟ سوف أقول هو إيريش، وإذا ما سألتم من لديه ابتسامة ثابتة على وجهه؟ سوف أقول بأنها على وجه إيريش، وإذا ما قالوا ما هي الخدمة الدائمة من أجل الحرية، فسوف أقول أسلوب حياة إيريش، لقد كانت شهادة الكريلا إيريش بهذه الطريقة، فهل حياة مقاتل تنحصر فقط في لحظة من العملية، أم مشهد أم صورة؟ من الممكن أن لا يكون بالكامل، لكن من المؤكد يمكن أن تكون لحظة قصيرة من الحقيقة.
لقد جالا الكريلا إيريش منذ العام 2012 أثناء فترة انضمامه في الكثير من الساحات، حيث لبى مناجة ونداء الإيزيديين، فعندما هاجم المحتلون غرب كردستان، اتجه على الفور إلى تلك الساحة، ومن ثم عاد إلى الجبال المتعلق بها من خلال عشقه الكبير لها، لقد كان لسنوات طويلة يمثل العمل الدؤوب والسير على طريق الحرية، حيث كان قد كتب مؤخراً على دفتره الصغير، وانتقل إلى ساحة الحرب المستعرة، : "إن الفدائي الأكبر هو القائد أوجلان، حيث أظهر القائد أوجلان أسلوبه هذا للعالم، فالفدائية هو السير على نهج القائد، وهو التضحية والفداء بالنفس، فالفدائي لا يقبل لنفسه حياةً عادية، لأن الفدائية هو السير على درب زيلان، ورفيقة الدرب زيلان تعد بمثابة قديسة خالدة ورفيقة درب حية تعيش معنا كل يوم، وإن أسلوب الروح النضالية الفدائية للقائد هو أساس حرية المجتمع، فالحياة لها معنى وقيمة من خلال نهج الشهيدة زيلان، فالفدائية هو أن تعرف من أجل ماذا تعيش، والمقاومة ضد العدو، هو الحرب ضد العدو حتى القطرة الأخيرة من الدم، ففي الوقت الراهن إن كنا مرتاحين أو نستطيع على المضي قدماً نحو الأمام، فهذا الأمر مآله لجهود هؤلاء الفدائيين، فعلى سبيل المثال، إن موقف والجهود المبذولة لـ كمال بير جعل المجتمع يحترمه ويقدره عندما كان ينخرط ضمن المجتمع، لأن كمال بير كان لديه روح التعامل الفدائية الآبوجية، ويجب علينا دائماً أن نتخذ من طريق وموقف وتعامل وإخلاص كمال بير للحزب كأساس بالنسبة لنا."
التي أرسلها قبل الاستشهاد
لقد استشهد الكريلا إيريش في 6 آب، بساحة الشهيد مظلوم، وكان قد وفى بوعده قبل عدة أيام من 6 آب، وأرسل لنا مشهداً جميلاً من صميم قلبه، لقد سجل الكريلا إيريش في البداية ذلك المشهد في الساحة في قلبه ومن ثم على الآلة الصغيرة التي بحوزته، كان قد ارسل مشهد الفراشة وهي تحط على حذاء أحد الكريلا، ربما صوّر قسماً صغيراً من تلك اللحظة، لكن في تلك اللحظة كان تاريخ الانتصار مخفياً، حيث تقول نساء الكرد "إذا جاءت الفراشة فهذه بشارة الخير، فهل يا تُرى ما جلبت لنا؟"، الفراشة التي حطت على حذاء الكريلا إيريش باوار، كانت قد جلبت معها البشارة، حيث إن الفراشة بطبيعتها لا تتكلم، لكن تعطي البشارة بتحقيق النصر من خلال وقوفها على ذلك الحذاء، فحياتها تمتد ليوم واحد، ليوم واحد فقط، وقد ندرت عمرها من أجل أن تبشر الكريلا بتحقيق النصر، لقد حطت بدون أي سبب على حذاء الكريلا إيريش، لقد رأى ووجد من خلال هذا المشهد القصير المصور الذي أرسله لرفاق دربه، انتصار رفاق دربه في المعركة التاريخية.